سلسلة اخطاء تاريخية (الحلقة الاول)

عرب الهوله في كتاب الدكتور محمد الرميحي:







من الإصدارات المتضمنة على معلومات مغلوطة ومسيئة لجماعة عرب "الهوله" كتاب "البحرين - مشكلات التغيير السياسي و الاجتماعي" ([1]) تأليف محمد غانم الرميحي، و الذي تضمن على المعلومات التالي:

وأولى الملاحظات حول مجتمع السنة أنهم ينتمون إلى ثلاث فرق، الحد الفاصل بينهما غير واضح. فهم أولا ينقسمون إلى تلك المجموعات من الناس الذين ينتمون إلى قبائل معروفة يرتبطون برباط القرابة، والذين يميلون تقليديا إلى الولاء لآل خليفة يمثلون في مجموعهم الطبقة العليا التقليدية، ثم إلى المجموعات الأخرى الذين لا يرتبطون مع بعضهم برباط محدد كرباط القرابة. وهؤلاء يسمون بـ "الهوله" و الذين كانوا في وقت ما أكثر ترابطا من حيث صلة القرابة، حيث كانوا يحكمون جزر البحرين قبل مجيء آل خليفة و القبائل العربية الأخرى.


هؤلاء "الهوله" هم في الحقيقة أولئك العرب الذين نزحوا إلى الشاطئ الشرقي للخليج واستقروا هناك مدة طويلة من الزمن، اكتسبوا فيها كثيرا من العادات الفارسية في المأكل و الملبس وطرق البناء، إلا أنهم لم يتشيعوا، بل حافظوا على سنيتهم.

مشهد فيديو يبين الحقيقة:



وكانت مراكزهم بندر عباس، و بوشهر، ثم رجعوا مرة أخرى خلال القرن السابع عشر إلى الشاطئ الغربي. هؤلاء نواة ما يمكن أن نطلق عليه تجاوزا الطبقة الوسطى في البحرين حاليا، اما المجموعة الثالثة من طائفة السنة فلا ينتمون الى قبيلة محددة معروفة كما لا ينتمون لـ "الهوله" ايضا، وهم يسمون "بني خضير" وعليه فربما كانوا مهجنين من بقايا العبيد....الخ .


و"الهوله" كما اسلفنا هم الفئة السنية الثانية في البحرين، ولطول بقائهم على الساحل الشرقي للخليج فان العصبية القبلية بينهم قد خفت، وبعد احتلال آل خليفة و حلفائهم للبحرين أصبح "الهوله" يشكلون عائلات ممتدة أكثر من كونهم فخوذ قبائل.... اما في التجارة فهناك عائلات مثل كانو، والوزان، و المؤيد، وغيرهم يشكلون كبرى المجموعات التجارية في الجزيرة.... و"الهوله" على كل حال كانوا من اكثر المحركين السياسيين في صراع الخمسينات في البحرين.

مشهد فيديو يبين الحقيقه :



التعليق على رأي الرميحي:




في البداية بندر عباس و بندر بوشهر لا علاقه لها بعرب الهوله ولا تعد مركزا من مراكز تواجدهم...!!! ولكن لا بأس من تجاوز هذه النقطة الخلافية... قسم الدكتور الرميحي في طرحه السابق السكان السنة في البحرين إلى مجموعتين الأول ذات أصول "قبلية معروفة" و الأخرى ليست من "أصول قبلية" وإنما تتكون من اسر ممتدة وهذا الكلام غير صحيح و لا أساس له من الصحة فعرب الهوله كانوا و لا يزالون ينحدرون من قبائل عربية معروفة واسر عربية ممتدة و هذا الوصف ينطبق على تحالف عرب العتوب فهم عبارة عن قبائل عربية و اسر أخرى ممتدة، ونعتقد بان القبائل التي تشكل مجموعة "الهوله" يمكن تتبع جذورها بشكل أكثر وضوحا... من قبائل أخرى عديدة برزة على الساحة السياسية في فترات حديثة و معاصرة، فعندما نتتبع تاريخ قبيلة كآل نصور أو القواسم أو آل حرم ... فإننا نستطيع تتبع تاريخ هذه القبائل بدء بالفترة الحديثة وصولا إلى فترات قديمة تمتد حتى 500 سنة تقريبا، في حين تشح المعلومات والمصادر أو ربما تنعدم أثناء تتبعنا لتاريخ قبائل أخرى عربية وصفت بالمعروفة بحيث لا نستطيع متابعة البحث لتجاوز فترة 250 سنة تقربيا، ومع ذلك نجد الدكتور الرميحي كان واثقا عند الحديث عن قبائل "معروفة" وأخرى "غير معروفة" إشارة إلى عرب الهوله.

كما ويعتقد الدكتور الرميحي بان السبب في ضعف عرب "الهوله" و تحولهم إلى الفئة السنية الثانية في البحرين، كان نتيجة طول البقاء في منطقة الساحل الشرقي للخليج مما نتج عنه انخفاض العصبية القبلية بينهم، واكتسابهم للكثير من العادات الفارسية في المأكل و الملبس وطرق البناء، إلا أنهم لم يتشيعوا، بل حافظوا على سنيتهم، وهذا الكلام أيضا غير صحيح، فعرب الهوله الذين وصفهم الرحالة الدنمركي نبيور بأنهم عرب في اللغة و العادات و الهيئة هم لا يزالون على ذلك الوصف القديم الذي سجله نيبور، ولا اعتقد بأنه من اللائق و المنطقي أن نتجاهل وصف الرحالة الدنمركي للهوله قرابة عام 1174هـ بأنهم قبائل عربية حافظت على لغتها و عادتها و هيئتها العامة، ثم لا نقوم بزيارة لتلك المواقع حديثا لتأكد والتثبت من تبدل الحال لهؤلاء العرب حتى نستطيع التسليم و قبول رأي الدكتور الرميحي بان الهوله اكتسبوا عادات فارسية و ما إلى ذلك.

ثم نجد أن الدكتور الرميحي كان يكرر و يؤكد بان هؤلاء الهوله يشكلون نواة الطبقة الوسطى في المجتمع البحريني حاليا، وذلك نتيجة عدم الانتماء إلى قبائل معروفة و التأثر بالفرس، وهذا الكلام يتعارض وكل ما جاء في فصول كتابنا هذا (قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهوله) حيث بينا بان الهوله فقدت مكانتها في البحرين نتيجة سقوط حكمهم فيها عام 1166هـ على يد الشيخ ناصر آل مذكور حاكم بوشهر و حلفائه مجموعة القبائل التي عرفت في التاريخ قديما و حديثا بالعتوب، لذا كان ينبغي على الدكتور الرميحي البحث "هنا" و"هنا" فقط، و الربط بين أسباب وجود قبائل معروفة و أخرى غير معروفه و طبقة أولى وثانية، و نختم هذه النقطة برحلة حديثة تطابق الرحلة الدنمركي التي قام بها الرحالة نيبور إلى بلاد عرب الهوله عام 1174هـ، و لكن هذه الرحلة لا تحتاج إلى السفينة و الشراع و أنما تتطلب السفر في بحر موقع (http://www.youtube.com/user/fareso0o) حيث توجد العديد من المشاهد و المقابلات مع كبار السن من افراد القبائل الذين يطلق عليهم قديما عرب "الهوله" و جميع هذه المشاهد تناقض اجتهاد الدكتور الرميحي المشار إليها أعلاه، ونعتقد بأنه كان من واجب الرميحي التأكد من الشريحة محل الدراسة فربما انه قام بدراسة شريحه أخرى ... غير الهوله وجد فيهم التأثر بالفرس في اللغة و المأكل و المسكن ... لا علاقة لها بقبائل الهوله العربية الممتدة كبني حماد في جزيرة الشيخ شعيب و المقام و الامارت و القواسم في رأس الخيمة و الشارقة و بندر لنجة وكنج و آل علي في ام القيوين و جزيرة قيس وجارك و بني بشر و آل مرازيق في الامارات و بندر مغوه و بندر كشه و آل حرم في البحرين و عمان و بندر نابند و عسلوه و بني عبيدل في قطر و الامارات و جزيرة هندرابي و بندر شيروه و آل نصور في البحرين و بندر طاهري و كانجون و الامارات و بني مالك في العراق و قطر و بلدة الزبار و الخرة و بني تميم في عمان و جزيرة قشم و بلدة جاه مبارك و العراق و نجد، اشتهرت فروع هذه القبائل في بر فارس بشدة العصبية و كثرة الحروب والأخذ بالثائر إذا هؤلاء عرب الهوله.


المصدر : مدونة طواش التاريخيه - بقلم : الكاتب السعودي جلال خالد قاسم الهارون الأنصاري

الهوامش:
[1] . البحرين مشكلات التغيير السياسي و الاجتماعي، محمد غانم الرميحي، دار الجديد، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة 1995م، ص 60.