بسم الله الرحمن الرحيم

في البدايه أهنئكم على هذا الصرح الجميل و المتميز و يشرفني ان اتواصل معك كما كان لي شرف زيارة مناطق عرب الساحل الشرقي عام 2008 و حبيت اشاركم بتقرير رحلتي .


عرف عرب الساحل الشرقي فوائد السدر من آلاف السنين .. في ثمارها أكثر من علاج



عندما وطئت قدماي أرض جارك، أول ميناء يصل ايران بالخليج العربي، لفتني جمال هذه المنطقة ونقاء جوها، ففيها تتنفس الهواء العليل الذي ترطبه أشجار السدر والنخيل وشذى الريحان.
مناظر رائعة تمتد من جارك إلى اعسلو، وكاونبدي، و كنكان ، فتشاهد وانت تسير بين هذه المدن والقرى والضواحي لوحة طبيعية خلابة تشكلها الجبال الخضراء والوديان المشجرة، بالاضافة إلى خلوها من التلوث مما يجعلك تشعر بأنك في قمة النشاط والحيوية. مناطق لا تبعد عن الساحل الشرقي للخليج العربي إلا بضعة كيلو مترات قليلة، وبعضها بضعة أمتار، يستطيع السائح والمصطاف ان يمضي فيها وقتا جميلا في أحضان الطبيعة.

على طول الطريق تجد أنواعا من الطيور لافتة للنظر، منها البلابل وأسْوَد الرأس، والطيور الصائدة للأسماك التي تعيش في مجاري الأنهار والمياه المتدفقة من الجبال، وعند كل مصب توجد عشرات من أشجار السدر.
وعن هذه الأشجار بالتحديد يقول سعيد أكرم من خراسان الذي رافقنا أياما وليالي بين هذه الطرقات:
ــ نحن، رجالا ونساء، لا نستغني عن أوراق شجرة السدر خاصة في الاغتسال، فهي تنقي الرأس.



ولبنات السدر عدة أسماء منها:
ــ عرج، وزجزاج، وزفروف، وأردج، وغنبل، وكنار واسمه العلمي Ziziphus، وعرفه البشر منذ آلاف السنين، تجده في الكتب السماوية، وكتب الطب القديم والحديث.
وتؤكل ثمرة السدر بالكامل بما في ذلك النواة، وفي مناطق جنوب غرب الخليج العربي، خاصة عمان ومناطق إقليم فارس، يسحقون كمية من النواة ليحصلوا على نوع من الجريش.
يصل ارتفاع شجرة السدر إلى خمسة أمتار فأكثر، ثمارها خضراء ، وإذا نضجت الثمرة تصفر، ثم تحمر. وتعيش السدرة مائة سنة. لكني شاهدت في طريقي شجرة قال سعيد، ان عمرها الآن مائتا سنة، كما ذكر له جده.



علاج من الطبيعة
معروف عن شجرة السدر فوائدها الكثيرة، فإذا اكلت ثمارها (النبق)، أو كما نسميه في الكويت كنار تفيد الصدر. والكنار ملين وحافظ للحرارة، ويقلل الحصبة، ويبعد عنك قرحة المعدة.
وإذا غليت أوراق السدر فالمشروب يطرد الديدان من البطن، وهو مضاد للاسهال، ومفيد في حالات الربو. وكان الفراعنة يستخدمونها في التحنيط بالاضافة إلى العسل والصندل والشمع. كما يسحق ورق السدر ويستخدم في تطهير الجروح، ونزع الأوساخ عن الجلد، وشد الشعر.
واستطرد مرافقي سعيد أكرم قائلا: أجدادنا نصحونا باكل النبق لعلاج المفاصل، والصداع الناتج من حرارة الشمس. وإذا أراد الانسان التغلب على الأرق عليه شرب اللبن الرائب من ثمار السدر، لانه علاج ومهدئ للأعصاب ويجلب النوم.


تحياتي