مختارات من أهم الوثائق البريطانية
نشاطات عرب رأس الخيمة على الساحل الشرقي للخليج العربي بين عامي 1600- 1750



لا يبدو ان عرب ساحل عمان كان لهم وجود واضح في جوار بندر عباس أو في اي مكان آخر على الجانب الفارسي من الخليج قبل الغزو الأفغاني لبلاد فارس الذي بدأ عام 1720 .
و خلال الفوضى و الارتباك اللذين أعقبا الاطاحة بالأسرة الصفوية ، قام الشيخ راشد الذي من الممكن أنه كان حاكم رأس الخيمة بالاستيلاء على باسعيدو في جزيرة جسم و أقام هناك مستعمرة أثرت تجارتها تأثيراً في الايرادات الجمركية في بندر عباس التي كانت يتقاسمها في حينه الفرس و الانجليز . و ادى هذا الامر الى تجريد حملة بحرية انجليزية في ابريل 1727 ضد الشيخ راشد قام بها السيد دبليو . أتش . درايبر وكيل شركة الهند الشرقية في بندر عباس ، و كانت السفن المستخدمة هي الفرقاطة " بريطانيا " و السفينة ذات المجاديف " بنغال " و زورقان لصيد الؤلؤ ، و اسفرت عن استعادة الحصة الجمركية المستحقة لشركة الهند الشرقية من الشيخ راشد . و في عام 1737 ، عندنا نزلت قوة فارسية في خورفكان و بدات اكتساح أراضي امام عمان ، يبدو أن عرب رأس الخيمة استسلموا للقائد الفارسي ، ولكن في عام 1741 بينما كان الاحتلال الفارسي للامامة لا يزال مستمراُ ، ثارت شكوك حول نية العرب بسلب و نهب بندر عباس ، بالتعاون مع الامام ، بعد الاستيلاء على جزيرة مجاورة .





ترسيخ أقدام القواسم في ساحل و جزر بلاد فارس بين عامي 1750 – 1765



تراجع النفوذ الفارسي في الخليج بعد وفاة نادر شاة هو الذي ادى في النهاية الى ظهور القواسم على المسرح العام . و اعتبارا من ظهورهم الاول في الخارج وجهوا طاقمهم لاستغلال الاجزاء الاقرب من الساحل الفارسي و تعزيز سياسة جارهم امام عمان او معارضتها .
لدى وفاة نادر شاة عام 1747 ، فأن ملا علي شاه الذي كان في عهد الملك الراحل حاكما على بندر عباس و المناطق التابعة لها و دريابيكي او اميرال الخليج ، عندما تعرض لضغوط من اكثر من جهة واحدة تطالبة بدفع الجزية و للتهديد من ناصر خان الحاكم الورائي للار ، حصل على معونة من القواسم الذين تحالف مع شيخهم الذي يبدو ان كان راشد بن مطر بتزويجة من احدى بناتة . و في عام 1758 ، هب ملا علي شاه بسفن من هرمز لنجدة الشيخ القاسمي ضد امام مسقط ، لكن لم يحدث صدام فعلي بين القوى المتواجهة . و في عام 1759 ، كما ورد في الفصل المتعلق بتاريخ العام للخليج ، فان بحارة بعض السفن العربية و هم رعايا الشيخ القاسمي ، الذينكان بفترض بهم ان يتعقبوا مير مهنا ، زعيم قراصنة ريج في الطرف الشمالي للخليج ، اثاروا اضطرابا في بندر عباس و الحقوا اصابات خطيرة بخدم الوكالة البريطانية هناك ، و لم يدفع نائب الحاكم الفارسي للمنطقة تعويضات عنها . و في يونيو 1760 ، فان القواسم الذين يبدو انهم حصلوا في هذه الاثناء على موطئ قدم في جسم و لافت و جزيرة الجسم و كذالك في لنجة و شناص على ساحل البر الرئيسي باتجاه الغرب ، ساعدوا ملا علي شاه في الاستيلاء على بلدة بندر عباس ، لكنهم انسحبوا مجددا عندما عجزوا عن طرد حامية كانت تتولى المسؤولية نيابة عن خان لار ، و في هذه المناسبة كان عددهم يقدر بـ 1000 رجل و كانوا بأمرة الشيخ راشد شخصياً . و رد خان لار بالزحف على لنجة و رأس الخيمة ، يبد أنه وجد كلا المكانين قويين جدا و على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم جاد . ولكنه نجح في تدمير جزيرة الجسم . و في عام 1761 جلب ملا علي شاه عرب رأس الخيمه لمساعدة في هجوم ضد هرمز ، حيث كان افراد اسرتة محتجزين كأسرى في القلعة من جانب سكان المنطقة و من جانب عرب بني معين و جرى شن هجومين لكنهما اخفقا . و اثناء هذه الاضطرابات ، استولى القواسم على سفينة من مسقط تحمل 2400 كيس من الارز و برميل عرق من أجل المركز البرطاني في بندر عباس ، و استولى على الارز الملا علي شاه الذي يبدو أنه رده الى اصحابة . و في مطلع عام 1763 ، تم ترتيب صلح ثلاثي بين بني معين و القواسم و ملا علي شاه . و كان من بين الشروط التنازل الاكيد لشيخ رأس الخيمه عن سفينة اسمها " رحماني " كان قد وضع يده عليها و توزيع عائدات جزيرة الجسم بالتساوي بين الاطراف .



المصادر :

مختارات من أهم الوثائق البريطانية 1797 - 1965
مركز لندن للدراسات العربية