الحنــاء... تراث يتحدى الزمن
الحنــاء... تراث يتحدى الزمن
في هذه الزاوية نلقي الضوء على أبرز عاداتنا التراثية، حتى لا ينسى الأبناء ماضي الأجداد.
ما زالت الحنة من أكثر العادات التراثية شيوعا لدى المرأة في ساحل الشرقي للخليج ، حتى يومنا هذا، فعلى الرغم من تطور الطرق الخاصة بوضع النقوش وتعدد أشكالها، فإنها تبقى من المظاهر الاجتماعية التي تحرص عليها المرأة، خاصة في الاعياد والمناسبات، بل ان الفتيات الصغيرات ينتظرن أمهاتهن حتى يقمن بوضع الحنة داخل كفوفهن مما يدخل مشاعر الفرح والبهجة على أنفسهن.
ولا تقتصر الحناء على تزيين الأيدي أو الأرجل بها فقط، بل تستعملها النساء أيضا لتلوين شعورهن، وفي بعض الأحيان كن يعتبرنها علاجا لبعض الأعراض الصحية، إلا أنها تبقى مرتبطة بشكل أكبر بمظاهر الفرح والاحتفال بالمناسبات الخاصة والعامة والأعياد.
وللعروس نصيب كبير في استخدام الحنة فيما يسمى بليلة الحنة التي تسبق ليلة الزفاف بيوم أو يومين. فتحضر الأم الحنة لابنتها وتجتمع السيدات في منزل العروس التي تبدأ بالتجهيز لليلة العرس وسط الأهازيج والغناء. فتجلس العروس وسط الحضور، وتقوم امرأة بنقش الحنة على يديها ورجليها بنقوش جميلة ومتعددة، وما يتبقى من خلطة الحنة تأخذه السيدات لنقشه على يد من ترغب من الفتيات الحاضرات.
والحناء تستخرج من شجرة الحناء التي غالبا ما تنمو في المناطق الحارة، وعرفت الهند واليمن وبعض مناطق الشام كمواطن لهذا النبات. وتجمع أوراق الشجرة وتجفف ثم تطحن وتخلط مع الماء لتصبح كالعجين، وتكون باللون الأحمر القاتم أو الأسود وفق نوع النبات. وقد عرفت على مر العصور كأداة من أدوات الزينة، وعند البعض كعلاج لتطهير فروة الرأس من بعض الأمراض، وبخاصة القشرة، وأيضا للصداع وارتفاع الحرارة.
تقبلوا تحياتي
رد مع اقتباس
