النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: كلاسيكية الطرح التاريخي في منطقة الخليج العربي: كتاب (العتوب وقبائل الخليج العربي) انموذجا

مشاهدة المواضيع

    Untitled Document
  1. #1
    عضو اتحاد كتاب الساحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 223

    Lightbulb كلاسيكية الطرح التاريخي في منطقة الخليج العربي: كتاب (العتوب وقبائل الخليج العربي) انموذجا

    كتاب (العتوب وقبائل الخليج العربي) انموذجا
    تاليف: عبد الله بن حسين البنعلي

    تمهيد:

    خلال فترة ما قبل الميلاد او ما قبل التاريخ، كان من العصي جدا أوالمستحيل على انسان ذلك العصر البدائي معرفة حقيقة وجوده وما هو ماضية، اضافة الى ذلك تعذر على الانسان ايجاد تفاسير منطقيه للظواهر الطبيعة المحيطه به و المكونة لبيئته و عالمه الصغير... الكبير المجهول، فلم تنضج المعرفة البشرية بعد ولم تتراكم، و الادوات لا زالت في طور النشوء، لذا كان من الحتمي على انسان ذلك الزمان اختراع تفسيرات خرافية و اسطورية لارضاء النهم الفطري الدافع للبحث عن اجوبة منطقية لما كان.. و ما يجري... ما سيكون.


    لذا كان تاريخ تلك الامة من البشر مليء بالشخصيات الاسطورية التي عادة ما تجسد في رجل خارق للعادة، فحل... يمثل بطل الملحمة وعادة ما يكون نصفه بشر و النصف الاخر آلهه، يعيش هذا البطل، وسط مخلوقات خارقة للعادة وحوش و عفاريت، لهم اجنحه و اذرع كثيرة، واشهر هذه الشخصيات التاريخية الاسطورية الشرقية "جلجامش" ملك مدينة "اوروك" السومرية الذي كان والده رجلا يتمتع بخصال شيطانية وأمه آلهه، و صاحبه "انكيدو" الرجل المتوحش غليظ الشعر الذي يعيش في البراري مع الحيوانات المتوحشه و ياكل العشب ويشرب الماء مثله مثل باقي الحيوانات، جميع هذه التصورات و القصص التي لا يمكن ان توصف الا بالخرافة و الاوهام، هي في حقيقة الأمر أقصى ما امكن لانسان ذلك الزمان ان يتصوره لتفسير الحوادث والظواهر الطبيعية كهطول الامطار و الموت و الحياة و المرض و انبات الاشجار و ثوران البراكين و الزلازل، كل هذه الامور جسدها مؤرخ تلك الفترة.. بوحوش و عفاريت و آلهه للرياح و أخرى للماء و أخرى للاخصاب وكل هذه التصورات نقشت على رقم طينيه وضعت في المعابد و القبور، فوصلت لنا بهذه الهيئة و تلك الطريقة لتبين لنا نحن ابناء هذا الزمان طريقتهم بالتفكري والكيفية التي تطورت خلالها البشرية ماضية نحو الحضارة و الرقي و التمدن.

    ومع ذلك فان العلماء و الفلاسفة يعتقدون بان انسان هذا العصر لا يزال يحتفظ في عقله الباطن ببعض، صفات انسان عصور ما قبل الميلاد و بشر ما قبل التاريخ، ومع حرص مؤرخي الغرب على أهمية استيعاب هذه الحقيقة و العمل على منع تاثير رواسب ما قبل التاريخ في اعاقة فهمنا لحقيقية الحدث التاريخي، الا ان مؤرخو الخليج لا يزالون اسرى افكار انسان ما قبل التاريخ، وهذا ما نعتقد صحته ونؤمن به وهو تحديدا موضوع هذه المقاله، فانه و بمجرد قراءة بعض كتب التاريخ المعنية بتاريخ و نسب قبائل حوض الخليج العربي والتمعن بها جيدا سنلاحظ ان مؤرخي الخليج من ابناء هذا العصر ما هم الا امتداد لمؤرخي ما قبل التاريخ فلا يزال تاريخنا يدور حول البطل الاسطوري الخارق للعادة الذي نصفه بشر و نصفه آلهه و الذي يجب ان تدور احداث القصة في فلكه، مع ضرورة احتواء الكتاب التاريخي على شخصيات تمثل العفاريت و الشياطين و الاصدقاء و الاهل و العشيرة و الشعب مهمتهم تجسيد صفات البطل الخارق للعادة، وهذه الطريقة الكلاسيكية في الطرح التاريخي ليست حكرا على كتاب (العتوب و قبائل الخليج العربي) محل الدراسة هنا... ولكن كتب أخرى كثيرة تتبع نفس هذا الخط و النهج وفيما يلي مناقشة هذا الموضوع... آملين أن يكون موضوعا مفيدا ينير عقولنا لمعاني خفية كثيرة يسعى كثير من الكُاتب لاخضاع البشر وتكبيلهم، تحت شعار العناية بالنسب و التعرف على بنية المجتمع و تكوينه و تنظيمه، وحث الدين و الشريعة.

    بناء الشخصية الاسطورية:

    في كتاب "العتوب و قبائل الخليج العربي" محل الدراسة يتجلى لنا وبشكل واضح الاسلوب الكلاسيكي التقليدي لكتابة التاريخ في منطقة الخليج العربي، والذي لا يكون فيه هدف الكاتب بيان الحدث التاريخي بحيادية وانما، يكون الهدف سرد الاحداث بتسلسل تتابعي يبدء من ذات الكاتب ثم محيطه بهدف تعريف القارئ ببطل احداث قصة الكتاب وهي عادة "ذات المؤلف" مع التركيز على ملامح "الذات" الاسطورية، من خلال هذا التسلسل التتابعي ويتم الانتقال من مشهد الى أخر وصولا الى التعريف بالشخصيات الأخرى الرديفة والتي من خلالها تكتمل مهمة بناء وتجلية صفات "الشخصة الاسطورية" او " الذات الشخصية" بشكل اكثر وضوح ثم ياتي دور الشخصيات الاقل اهمية او الكومبرس، وهذا التسلسل كما ذكرنا لا يهدف الى شرح معلومة او ايضاح احداث تاريخية اوتصحيح خطىء ما... وانما الهدف من هذا الاسلوب خلق نظام و بناء اجتماعي موجود اصلا في مخيلة الكاتب... وبالتالي نقله الى القارئ وفرضه على ارض الواقع، بالتخيل و العرض ثم تتابع الاحداث و الافكار بخطط مرسومة من قبل الكتاب مسبقا، وهذه الذات التي يطرحها هنا مؤلف هذا الكتاب محل الدراسة واضحة من عنوان الكتاب (العتوب و قبائل الخليج العربي)، فالعتوب في كفه و القبائل العربية في الكفة الاخرى، على وزن " الدين و الوطن" أو "الملك و الشعب". فحلف العتوب هنا سيلعب دور "الشخصية الاسطورية" او بطل القصة "جلجامش" في حين تلعب قبائل الخليج العربي ادوار أخرى متعددة بهدف رسم الهرم الاجتماعي المفترض بحيث يكون أعلى القمة العتوب ثم الاصدقاء ثم ينحدر التسلسل وصولا الى القاعدة، فكل كتب التاريخ الكلاسيكية بها شخصيات اسطورية تمثل البطل المتربع على قمة الهرم الاجتماعي، لذا ينبغي على القارئ في كل مرة يقراء فيها كتاب كلاسيكي من هذا النوع، الانحناء اما الصراخ والدوي الذي تحدثه الشخصيات الاسطورية في القصة الاجتماعية، اثناء مصارعة الخصوم و المنافسين و طرحهم ارضاً.

    جميعنا يعلم بان "العتوب" حلف يضم عدة اسرة و عشائر من اشهرها آل صباح و آل خليفة و آل جلاهمة و آل بن علي و آل رومي و آل غانم و آل معاوده ... الخ، وجميعنا يعلم وفقا للنصوص التاريخية المشهوره، بان اسرة آل صباح تتربع على رأس الهرم "العتبي" في دولة الكويت منذ مئات السنين، في حين ان اسرة آل خليفة تتربع على رأس الهرم "العتبي" في البحرين و قطر ايضا منذ مئات السنين، ونظرا لتأثر المؤلف بالاسلوب الكلاسيكي في كتابة التاريخ، لذا بدء كتابة من "الذات الشخصية" فافرد لنا قسما كاملا يشرح به معنى مصطلح "العتوب" في هذه الرواية، و أخذ ينتقي من كتب الانساب المختلفة اقوال تربط بني عتبه بقبيلة بني سليم سكان شمال افريقيا... وامكان أخرى متفرقة، بالطبع غير منطقة حوض الخليج العربي ومن ذلك ما نقله من "كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" تاليف أحمد بن علي القلقشندي من ابناء القرن الثامن الهجري، بهدف تفسير معنى مصطلح "العتوب" الخليجي، مع اغفال و تجاهل اقوال أخرى في جميع المصادر تنسب بني عتبة الى قبائل عربية اخرى، ويذكر "القلقشندي" في كتابه "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" في باب العين مع التاء التالي:

    259 - بنو عتبة - بطن من بني رياح بن هلال بن عامر بن صعصعة منازلهم بنواحي باجة من أفريقية ذكرهم في العبر‏:‏ ثم قال‏:‏ ومنهم بالمغرب الأقصى خلق كثير‏.‏

    261 - بنو عتبة - وقيل عتيب - بطن من جذام من القحطانية وهم بنو عتبة بن أسلم بن شنؤة بن بديل بن جشم بن جذام وجذام تقدم نسبه عند ذكره في حرف الجيم قال أبو عبيد‏:‏ وهم اليوم ينسبون في بني شيبان يقولون عتبة بن عوف بن شيبان قال وإليهم تنسب جعرة عتيت بالبصرة قال الجوهري‏:‏ أغار عليهم بعض الملوك فسبي الرجال فكانوا يقولون إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يقتلونا يفتكونا فلم يزالوا عنده حتى هلكوا فضرب لهم العرب مثلًا فقال‏:‏ أودى عتيب وفي ذلك يقول الشاعر‏:‏ تزجيها وقد وقعت بغرءٍ كما ترجو أصاغرها عتيت 262 - بنو عتيك - بطن من بني الدؤل من بكر بن وائل من العدنانية وهم بنو عتيك بن ثعلبة بن الدؤل والدؤل تقدم نسبه عند ذكره في حرف الألف فيما يقال فيه بنو فلان في الألف واللام مع الدال منهم محكم اليمامة كأنهم حكموه بينهم‏.

    فبني عتبة الاولى من افريقيا و بني عتبة الثانية من البصرة ومع ذلك اختار المؤلف (بني عتبة) الافريقية وترك (بني عتبة) الخليجية، بهدف تجسيد "العتوب" او "الذات" (لا) التاريخ في "شخصية اسطورية" موجودة في الذهن كنتيجة مسبقه، قبل البحث او اجراء الحسابات الرياضية ويحب ان تعجن المدخلات و المعطيات و تفبرك لتحقيق النتيجة السابقة لعملية الحساب، فالنتيجة المسبقة (3) يجب ان تكون نتيجة للعملية الحسابية (1+1) بحيث لا تساوي (2) بل تساوي (3) بعد اضافة (+1) على ارض الواقع، و هذا الاسلوب هو بالضبط اسلوب جميع كُتاب التاريخ الكلاسيكيين الأخرين، لذا تجد موضوعا تاريخيا مشتركا ولكن وفي كل مرة يتغير البطل الاسطوري وفقا للملحمة محل المطالعة... فننتقل من "جلجامس" الشرقي الى "أخيل" أو "هيكتور ابطال الاساطير اليوانانية.

    لذا ما ان ينتهي المؤلف من "القسم الاول" من كتابه "العتوب و قبائل الخليج" حتى يعلن النتيجة بان "العتوب" بطل هذه القصة هي قبيلة آل بن علي عشيرة المؤلف، و أما حكام العتوب التقليديين حكاما سواء في الكويت او البحرين او قطر سابقا، فهم ووفقا لتنصيف المؤلف عشائر و قبائل متحالفة مع العتوب "البنعلي" فيقول في الصفحة (22)... قدمت هذه القبائل الى منطقة الخليج العربي ووجدت نفسها في حاجة الى القوة و الحماية في ذلك العصر فدخلت في حماية قبيلة البنعلي وانتموا اليها بالاسم و الشهرة، طلبا للعزة، و الرفعة، والحماية، و القوة، وما ذكر عن قوة قبيلة البنعلي و سطوتهم في كتب المؤرخين العرب و الأجانب شيء كثير، وما أكثر الذين تحدثوا عن قوتهم البحرية، و سعة نفوذهم في ذلك الحين. انتهى

    ولا اعلم ما تفسير نص التقرير الهولندي المحرر عام 1166هـ و الذي جاء فيه التالي:

    ... ويحكم العتوب عدة شيوخ يعيشون معا في وحده واحدة، وأهم شيخ فيهم مبارك بن صباح وهو شيخ فقير و صغير، ولكن أغنى شيوخهم هو محمد بن خليفة الذي يملك عدة سفن و يحترمه الجميع.

    ولا اعلم ما تفسير نص مخطوطة سبائك العسجد تاليف عثمان بن سند البصري المحرر قرابة عام 1225هـ و التي جاء فيها التالي:

    ...هذا وحيث أشرنا الى بلده المصغره وضعا، المكبرة بطلعته عظما و رفعا، فنقول هي الكويت بضم الكاف، واسكان الياء بلا خلاف، على ساحل بحر العدان، بفتح العين في ضبط ذي الاتقان، لم تعمر قبل ورود ابيه العظيم الشان، الا بريهة من الزمان سكنها بنو عتبه: ولهم في عنزة بن أسد نسبه والذي يظهر أنهم متباينو النسب لم تجمعهم في شجرة أم وأب ولكن تقاربوا فنسب بعضهم لبعض، وما قارب الشئ يعطي حكمة على الفرض، والمقدم عليهم حين ورود ابيه اليهم عبد الله بن صباح وفقه الله للصلاح.

    ويقول الباحث "مجدي كمال" مؤلف سلسلة "ملاحم و اساطير خالدة، في كتابة "الالياذة والادوسية" بان الناس حاولوا دائما في غياب الدين و العلم معا، أن يفهموا سبب حدوث أمور معينة ومثال ذلك أن الناس أرادوا أن يعرفوا لماذا تشرق الشمس و تغيب؟... وما سبب البرق؟... كما أرادوا أن يعرفوا كيف تم خلق الأرض؟... وكيف وجدت البشرية؟ وأين وجدت أولا؟

    واليوم يملك الناس اجابات يقينية عن طريق الدين، و النظريات العلمية، لكثير من هذه الاسئلة عن العالم حولهم، وقد كانوا قديما تنقصهم المعرفة اللازمة لاعطاء اجابات علمية عن تلك الأمور ولذلك فغالبا ما كانوا يفسرون الأحداث المتعلقة بالطبيعة بشكل قصص عن الآلهة ذكورها واناثها وعن الأبطال الخرافيين... كانت الاساطير مجرد خرافات و تخيلات و أوهام ومحاولات اجتهادية لتفسير احداث كونية ولم تكن تستند الا على الظن، وهي بالنسبة للعالم المتحضر اليوم وبعد ظهور الاديان و التقدم العلمي لم تعد غير قصص تسليه، كما أنها تعين على التعرف على جانب من تفكير الأقدمين. انتهى

    مركزية الطرح:

    مؤرخي ما قبل التاريخ كانوا يعيشون في دويلات المدن، فقد كانت المستعمرات الحضرية في طور التشكل وكان انسان ذلك الزمان لا يستطيع تجاوز عالمه الصغير المتثمثل في القرية او المدينة الصغيرة فكان حاكمها اقوى ملوك الدنيا فهو من امتزج في طور الخلق بين البشر و الآله و بقية الشعب كانوا بشرا خلص مهمتهم خدمة ملك القرية العظيم، لذا كانوا يصورون سفر جلجامش ملك مدينة "اوراك" الى الشرق او الخليج بانه سبق الشمس الى مكان اشراقها و نزل عبر الفتحة المؤدية الى غروبها فوصل المغرب ثم عاد هكذا كان تاريخهم... لا واقعية في تفسر الامور وانما معابد و شياطين و آلهه وبخور، وتقيدا بهذا المنهج الكلاسيكي في الطرح، لا داعي للباحث التاريخي من حصر المعلومات التاريخية بخصوص الموضوع محل الدراسة و لا داعي لمقارعة الاراء و التعرف عليها، وانما يكتفي الباحث الكلاسيكي على "ذاته المقدسه" و بيته و اقاربة فقط، لذا نجد مؤلف هذا الكتاب يتابع سرده التاريخي متبعا اسلوبا "مركزيا" في الطرح منطلاقا من مدينة "اوراك" ومنتهيا بحدودها، فقد كان انسان ما قبل التاريخ ينتقل رأسا بعد التعريف بالشخصية الاسطورية الى ايجاد النصير او المقارع بهدف ابراز خصال البطل الاسطوري، فقد كانت الرقم الطينية بعد انتهائها من استعراض صفات البطل الاسطوري "جلجامش" الذي نصفه بشر و نصفه الاخر آلهه، تنتقل مباشرة للتعريف عن الند و المقارع ...فالقوة لا تظهر و لا تتجلى الا بعد مقارعة و هزيمة العفاريت، فالمقارع وفقا لملحمة ما قبل التاريخ كان "انكيدو" الرجل الوحشي الذي يأكل الاعشاب مع الغزلان و يشرب الماء مع السباع، الرجل الذي خلقته الآلهه ليكون ندا و صديقا "لجلجامش ملك مدينة "اوراك"، فالتفكير الكلاسيكي لكتابة التاريخ في منطقة الخليج لم يتطور ولم يرقى الى المستوى العلمي المحايد اوواقعية الطرح وانما لا زال التحايل مستمرا على القراء بادعاء نبل المقاصد و الغايات مع اخفاء واضمار المركزية والدوران في فلك الابطال الاسطوريون، لذا نجد مؤلف هذا الكتاب بعد الانتهاء من صياغة شخصية "العتوب" ينتقل الى اسرة "آل غتم" ليس بهدف التعريف بتاريخ قبيلة أخرى من قبائل الخليج العربي و انما بهدف التاكيد على الصفات الاسطورية السابقة وترسيخها في ذهن القارئ، لذا يفتتح المؤلف حديثة عن اسرة "ال غتم" برفع نسبهم الى أسرة آل خليفة حكام البحرين ثم ينتقل مباشرة الى الحديث عن مصاهرتهم لاسرة البنعلي مع تكرار هذا العلاقة و المصاهرة عدة مرات مباشرة بعد الحديث عن كل فضيلة او انجاز لاسرة "آل غتم" وهذا مطابق لطريقة كتابة التاريخ في فترة ما قبل التاريخ حيث ان الملك "جلجامش" نجده يتشارك في كل فضيلة مع صاحبة "انكيدو" فلا تبرز قوة الملك جلجامش الا بمصارعته للرجل الوحش "انكيدو" ... و عندما انتصر انكيدوا" على العفريت حارس مزارع الارز اشترك معه "جلجامش" في هذا النصر وقتل العفريت، وعندما يموت "انكيدو" يحمله الصديق "جلجامش".

    ومع ان عنوان الكتاب محل الدراسة " العتوب و القبائل الخليج العربي ... نسب و تاريخ" الا اننا لم نجد في هذا التاريخ اي احداث تبين الدور الذي لعبته قبيلة بني خالد مثلا حاكمة الاحساء و القطيف و قطر، في احتظان و رعاية قبيلة العتوب من البدائة الى التطور و النهوض، ولم نعثر على أي تاريخ يتحدث عن قبيلة النصور أو آل حرم وعلاقتهم بالعتوب، او أخبار حكمها لجزيرة البحرين و لم نجد الكتاب يتحدث عن تاريخ الدولة السعودية باطوارها الثلاثة او تاريخ اسرة آل بوسعيد الازدية العمانية ودورهم في صياغة تاريخ العتوب، فتاريخ هذا الكتاب كان مقتصرا على عشيرة ال بن علي العتوب و آل غتم و الدواسر في "الدمام و الخبر" و هو بالضبط المحيط التقليدي للكاتب فمدينة " الدمام" مسرح القصة اليوم مدينة "اوراك" مسرح الاحداث في الماضي.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبن السواحل ; 07-17-2010 الساعة 11:26 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •