هذا بحث الكاتب جلال بن خالد الهارون الأنصاري مهم فى سرد أمجاد النصور وأحد أعظم شيوخها الذى كوّن دولة مترامية الاطراف لو واتتها الظروف لوحدت دول شبه الجزيرة العربية وضمت لها الساحل الشرقى للخليج العربى ليحيط العرب الخلَّص بحرهم احاطة السوار للمعصم .

دراسة فيها العمق والشمول والقدرة على الربط بين الظروف والوقائع والاحداث،، وبيان كيف لعبت عوامل معينة دورها فى التمهيد للاحداث والتطورات مما ستستبين معه الكثير من الالغاز التاريخية التى احاطت بتاريخ المنطقة .


واليكم الدراسة



الشيخ جبارة الهولي


حاكم جزيرة البحرين
"في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية"
_______________
بقلم :
(( الاستاذ جلال بن خالد الهارون الأنصاري ))






مقدمه:

أتفق مؤرخوا البحرين المخضرمين في العصر الحديث كـ (النبهاني و التاجر و الخيري)، بان جزيرة البحرين (أوال) كانت عبر مختلف العصور بيد العرب، فقد حكمها عرب بني تميم و عبد القيس قبل الاسلام، و استمر العرب في حكم الجزيرة الى أن انتهى أمر حكمها إلى عرب العتوب ممثلين في آل خليفة الاسرة الحاكمه حاليا.

و من بين سلسلة الامراء والحكام الذين حكموا جزيرة البحرين قبل تولي العتوب زمام الامور و السلطه، ورد ذكر الشيخ جبارة الهولي الذي حكم الجزيرة فترة من الزمن، إلى أن خلعه نادر شاه حاكم ايران عام 1149هـ، و لا يزال جزء كبير من تاريخ هذا الحاكم العربي مفقودا، حتى كتابه هذه السطور.

الشيخ جبارة النصوري :

ينتمي الشيخ جبارة إلى قبيلة (النصور) إحدى فروع عرب الهوله الساكنين على امتداد الشريط الساحلي الإيراني الممتد من بندر كنج جنوبا وحتى بندر كنجون شمالا، و ينسب الشيخ جبارة إلى قبيلة الجبور التي حكمت البحرين قبل وصول البرتغاليين قرابة عام 930هـ، فهو الشيخ جبارة بن ياسر بن خالد بن مهنا النصوري الجبري، وسموا بالنصوري أو (المنصوري) نسبة إلى احد حكامهم والذي يدعى الشيخ منصور بن ياسر الجبري.

ظهور الشيخ جبارة النصوري :

كان ظهور الشيح جبارة بن ياسر النصوري على مسرح أحداث الخليج العربي قرابة عام 1130هـ، حيث واكب ظهوره إحداث سياسية خطيرة سنأتي إلى ذكرها لاحقا، مهدت هذه الأحداث إلى سقوط الدولة الصفوية و استيلاء نادر شاه على عرش إيران.

ففي عام 1130هـ تقريبا تعرضت إيران إلى غزو بري من قبل القوات الأفغانية جنوبا والقوات العثمانية شمالا، مما أدى إلى انشغال حكام الدولة الصفوية بالجبهة الداخلية عن بسط النفوذ في منطقة حوض الخليج العربي، وفي هذه الفترة تحديدا ظهر تحالف تجاري في الخليج العربي مكون من ثلاثة أقطاب رئيسية، و هذه الأقطاب كالتالي:

القطب الأول :

الشيخ راشد المرزوقي والذي كان تاجر مرموقا يقيم في بندر كنج الكائن عند مدخل الخليج وكان الشيخ راشد على علاقة وطيدة في وقت سابق بالقوات البرتغالية التي كانت تحتل جزيرة هرمز وبندر كنج قبل العام 1130هـ، ولكن الشيخ راشد المرزوقي وعندما رأى فتور الدولة الصفوية و انشغالها في الجبهه الداخلية انتقل إلى بندر باسيدو في جزيرة القشم عند مدخل الخليج.

القطب الثاني :

الشيخ رحمه بن مطر القاسمي و الملقب بالشيخ (كايد)، كان الشيخ رحمة بن مطر القاسمي حاكما لبندر رأس الخيمة (جلفار) في سنة 1130هـ، مع العلم بان الشيخ رحمة كان وكما تصفة الوثائق الهولندية قبل العام 1130هـ احد القادة العمانيون التابعين لدولة اليعاربة في عمان، ولكنه استقل بحكم منطقة راس الخيمة (جلفار) بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الذي لم يكن له سوى ولد وحيد وهو سيف بن سلطان وكان في الثانية عشر من عمره، وقد نشبت ثورة في عمان على السلطة نتيجة ذلك.

القطب الثالث :

الشيخ جبارة بن ياسر النصوري الذي نحن في صدد الترجمة له، وكان هذا الشيخ حاكما لبندر الطاهريه على الساحل الفارسي، و استطاع في هذا العام 1130هـ تقريبا أن يستقل وصول القوات الأفغانية إلى سواحل الخليج العربي بان يحصل على لقب "شاه بندر" نظير خدمات الوساطة التي قدمها للأفغان بخصوص جزيرة هرمز، وبهذا الدعم استطاع الشيخ جبارة أن يسيطر على قبيلة آل حرم التي كانت تحكم البحرين قبل هذا العام .

و نستطيع أن نستنتج من السرد التاريخي السابق بان الشيخ جبارة دخل في تحالف تجاري مع عدد من شيوخ حلف عرب (الهوله)، ذلك الحلف القوي الذي ضم عدة قبائل عربية من اشهرها القواسم و النصور و المرازيق و ال حرم و ال علي وبني حماد وعبيدل، وبهذا التحالف الذي تمركز في كل من جزيرة البحرين و جزيرة قشم و بندر راس الخيمة (جلفار) على الساحل العماني، و كنتيجة لاستمرار الحرب الإيرانية الأفغانية على طول الشريط الساحلي الإيراني و خصوصا في المنطقة القريبة من بندر عباس والتي كانت تمثل احد اهم مراكز التجارة الاوروبية في الخليج، ومع اضطراب الجبهة العمانية الداخليه نتيجة نزاع اليعاربة على حكم عمان، تهيئة الظروف لشيوخ الهوله: (جبارة و راشد و رحمة) للعب دور تجاري كبير فاستطاع هذا التحالف تحويل تجارة بندر عباس إلى ميناء "باسيدو" في احد أطراف جزيرة القشم، كما واستطاعت سفن هذا التحالف العشائري من تامين الخط التجاري من البصرة مرورا بالبحرين ثم قشم و هرمز وصولا إلى الهند، ونتيجة لذلك تحول مقر شركتي الهند الشرقية الإنجليزي و الهولندي إلى بندر "باسيدو" حيث يقيم الشيخ راشد المرزوقي .

وبذلك حقق الشيوخ الثلاثة (راشد و جبارة و رحمة) أرباحا قياسية خلال هذه الفترة الممتدة من (1130هـ - 1144هـ) و المقدرة بحوالي (14) سنة، ولكن الوضع تغير بشكل جذري بدخول العام 1144هـ، حيث أن القائد الصفوي نادر شاه استطاع الانتصار على الأفغان و العثمانيين، و تامين بندر عباس و الساحل الفارسي كاملا حتى حدود البصرة، و بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها حتى اخذ الإنجليز و الهولنديين يطالبون نادر شاه بمبالغ كبيرة جدا حان وقت سدادها، كانت تلك المبالغ عبارة عن قيمة شراء و إيجار سفن و ذخائر و عتاد تم توفيره لنادر شاه أثناء حربه ضد الأفغان.

و لم يجد نادر شاه حلا سوى مطالبة كل من الشيخ راشد المرزوقي حاكم بندر باسيدو في جزيرة القشم، والشيخ جبارة النصوري حاكم البحرين، بدفع تلك المبالغ و ذلك بحجة أنهم و نظرا لانشغال حكام إيران بالحرب لم يتم تحصيل مبالغ مالية مقابل إيجار هذه الموانئ.

ونتيجة لهذه الضغوط أذعن الشيخ راشد في فبراير عام 1732م – 1144هـ، واخذ يتذلل للسلطات الفارسية، و طالب أن يستمر في منصبه السابق و بالفعل تم تعينه ولمدة ثلاث سنوات اخرى شاهبندر في بندر باسيدو ولكن الشيخ راشد توفي في العام نفسة 1732م – 1144هـ، اما الشيخ جبارة النصوري فقد تقرر فصله من منصبه وتعين بدل منه ميرزا اسماعيل شاهبندر لجزيرة البحرين ولكن هذا القرار لم ينفذ مباشرة ولكنه وضع قيد الدراسة على ما يبدوا، نظر لقوة الشيخ جبارة البحرية، كما وتوفي في العام نفسة الطفل عباس الثالث شاه إيران و استولى نادر شاه (طهماسب قولي خان) على عرش إيران.

وبعد وفاة الشيخ راشد شعر الشيخ جبارة بان نادر شاه بدء في إعداد العدة للسيطرة على أمواله و كامل تركة الشيخ راشد فتقدم بطلب الزواج من أرملة الشيخ راشد حاكم بندر "باسيدو"، وبهذا الزواج حافظ الشيخ جبارة على استمرار تحالف عرب البحرين و عرب جزيرة القشم، في حين أن القوات الفارسية وجدت بوفاة الشيخ راشد المرزوقي الفرصة مواتيه لمصادرة كل أموال الشيخ راشد حاكم باسيدو وتسديد الديون المستحقة و ربما تمويل مشروع انشاء القاعدة البحرية في ابوشهر، فبعثوا بقوة صغيرة لالقاء القبض على ارملة الشيخ راشد والاستيلاء على ثروتها وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل فيما يلي.


الثورة العربية الأولى ضد أسطول نادر شاه :

و عند وصول القوة الفارسية الصغيرة إلى بندر باسيدو، تفاجأ الفرس بوجود قوة عربية كبيرة وصلت من بندر راس الخيمة (جلفار) و البحرين و أماكن أخرى لمساعدة أرملة الشيخ راشد المرزوقي، وأحاطت هذه السفن العربية الكثيرة ببندر باسيدوا استعدادا لحماية أرملة الشيخ راشد ونقلها خارج الجزيرة في حال وقوع أية محاولة فارسية ضدها ، وكان هذا التحرك العربي انذرا خطير كما تصفه المصادر الأوربية بإمكانية اشتعال فتيل الحرب في باسيدو و مناطق أخرى قريبة.

ولكن المبعوث الفارسي إلى باسيدوا لم يتوخى الحذر و انتهت الحادثة بقيام ثورة عربية على الساحل الجنوبي للخليج، فيما التجأت أرملة الشيخ راشد وابنه عاشور إلى الشيخ رحمة بن مطر القاسمي حاكم راس الخيمة (جلفار)، و في نفس الأثناء قامت السفن العربية بنهب السواحل كما تعرض مركب محلي في خدمة الهولنديين للهجوم، ولقد أعيد هذا المركب بعد تبادل رسائل مع الشيخ رحمة بن فيصل آل على (شيخ قبيلة آل علي)، و في تلك الأثناء وجد لطيف خان نفسه مضطرا لاستخدام القوة لاحتواء تلك الانتفاضة .

وكالعادة توجه الفرس أولا يطلبون المساعدة من الأوربيين ولكن لم تكن السفن الأوربية الكبيرة مجهزة تجهيزا حسنا لمطاردة المراكب العربية الصغيرة، و استطاع الهولنديون التوصل إلى حل لهذه الأزمة بالاتصال بشيخ راس الخيمة (جلفار) الشيخ رحمة بن مطر القاسمي الذي كان على علاقة طيبة بالهولنديين.

انتزاع جزيرة البحرين من يد الشيخ جبارة النصوري :

واجه الشيخ جبارة النصوري بعض المشاكل نتيجة الأحداث التي وقعت مع أرملة الشيخ راشد، فقد تزوج من هذه الأرملة واستخدم رسوم باسيدو وشارك في أحداث ثورة العرب بالقرب من بندر باسيدو، وقد مارس لطيف خان ضغوطه عليه عندما ظن بأنه قد حصل على الأموال من الأرمله، ذاكرا بفظاظه انه ليس هناك من يتزوج أمراءه كبيرة في السن إلا من أجل مالها.

ولابد من الأشارة هنا إلى مدى تمتع الأميرال لطيف خان بالمزايا الحسنه، فقد تمكن من أخضاع العرب دون استخدام العنف مباشرة نتيجة لجوئه إلى الهولنديين كوسيط لحل أزمة ثورة العرب، لذا فقد كان يحظى بثقة العديد من رجال القبائل العرب، وقد عمل معه شيخان عربيان مع أفراد قبائلهما وهما عبدل، شيخ بني معين في لفت الواقعه في جزيرة قشم، والشيخ رحمه بن شاهين شيخ العبيدلي في نخيلوه.

وختم الفرس تهدئتهم للوضع في المنطقة الساحليه بالتخطيط لهجوم ضد البحرين، وتقدم لطيف خان وطلب مساندة الهولنديين له في هذه العملية ولكن الهولنديين رفضوا ذلك بعد مناقشة الموضوع في المجلس السياسي، وقد رفض الانجليز أيضا طلب الفرس، وقام لطيف خان بوضع خطة لذلك في أبو شهر المنطقه التي هزم فيها على يد أعدائه الذين استفادوا من السفن الإنكليزية، في حين لم يوفق هو لشراء سفينة منهم، لذا قرر شراء سفينة أجنبية لذلك الغرض وكانت هناك آنذاك السفينة التابعة لشركة الهند الهولندية الشرقية المسماة (نورثمبلاند)، الراسية في ميناء أبو شهر لإفراغ حمولتها من البضائع حين توجه السردار لطيف خان لدعوة قبطانها ومعاونيه للعشاء في منزله ليعرض عليهم شراءها، وفي الوقت نفسه تم تجهيز قوة تحيط بالسفينة المذكورة لمصادرتها في حالة رفض القبطان بيعها.

(((((((( يتبع )))))))))

--------------------------------------------------------------------------------

وحسب الدعوة توجه القبطان ومساعدوه برفقة ممثلين عن شركة الهند الهولندية يصحبهم بعض المترجمين إلى منزل لطيف خان الذي أكرم وفادتهم وقدم لهم أفضل ما لديه من خمور شيراز، وحين سكر الجميع أخبرهم لطيف خان بهزيمته في معاركه مع العرب بسبب مساعدة الإنكليز لهم، (توهم لطيف خان أن سبب ثورة البحارة العرب في بندر باسيدو كانت بمساعدة الإنكليز لهم ونسي أن السبب الرئيسي تفوقهم البحري وولائهم لمشايخهم (دليل الخليج الجزء الأول)، واخبرهم بأوامر نادر شاه بدخول البحرين، واستحالة ذلك بدون قوة بحرية، لذا يرغب في شراء سفينتهم ويفضل عدم أخذها بالقوة.

فكان رد القبطان: (لن أبيع السفينة)، فأخبره لطيف خان أنه في هذه الحالة سوف يستأجرها منه بالقوة، ويعيدها ثانية بعد فتح البحرين، غير أنه لا يضمن أن تكون السفينة في حالة جيدة عند إعادتها، وهناك احتمال غرقها أيضا، ولهذا يتقدم بألفي تومان ثمنا لها.
وبعد أن تشاور الهولنديون فيما بينهم قرروا قبول العرض ففي حالة رفضهم ستكون الخسارة كاملة، لهذا أجاب القبطان بأنه لا يملك ترخيص بيع أو ايجار السفينة ولكن اذا قدم له مبلغ يساوي ثمنها الأصلي سيتنازل عنها، واتفق الجميع بعد جدال ونقاش على بيعها بخمسة آلاف تومان، وهكذا تمكن السردار لطيف خان من تجهيز سفينة كاملة لمهاجمة البحرين، وأثناء ذلك وصلت الأخبار عن توجه الشيخ جبارة للحج فكانت الفرصة المناسبة لشن ذلك الهجوم .

وعند وصول لطيف خان بسفينته الهولندية الى البحرين كان جنود الشيخ جبارة يراقبون البحر ليلا ونهارا من مواقعهم في قلعة البحرين، في البداية ظنوا السفينة التي تقترب من شواطئهم سفينة تجارية فقد كانت السفينة الهولندية ذاتها في البحرين سابقا من أجل شراء اللؤلؤ، مع ذلك استعدوا للطوارئ .

وقد حاول لطيف خان دخول البحرين دون سفك دماء فأرسل فرمانا يحمل أوامر (نادر شاه) يطالب منهم تسليم جزيرة البحرين إلى إيران، والا سوف تهدم قلعة البحرين على رأس من فيها، فأجاب قائد جيوش الشيخ جبارة بما معناه: "أن البحرين تابعة لشيخها جبارة وأننا لن نخون ولي نعمتنا، ولن نسلم شبرا من أرضها، وسنغرق سفينتكم فانصرفوا مع احلامكم، وان احتجتم ذهبا أو فضة فنحن على استعداد لاعطائكم شيئا منه".

امام هذا الرد الشجاع قرر لطيف خان قصف سواحل البحرين وانزال جنوده غير أن هؤلاء الجنود ترجعوا أمام مقاومة الأهالي ولهذا تقدمت السفينة الى مواقع قريبة تستطيع منها ضرب القلعة كما أنزلت بعض المدافع الى السواحل، فأغلق جنود الشيخ جبارة أبواب قلعتهم ودام حصارها في اليوم الأول دون جدوى، الا أن الايام تتالت فقرر لطيف خان اعطاء جنوده راحة بالتناوب، كما أن الفرس من سكان الجزيرة حين سمعوا بالحملة الفارسية لتحريرهم من الشيخ جبارة توجهوا لمساعدتها.

ومع تعب جنود جبارة وصمودهم كان يصور لهم أن وجود شيخهم في الأراضي المقدسة سيحقق لهم معجزة، وأن الملائكة هي التي أقفلت أبواب القلعة، وربما جاءت طيور لقصف الجيش الفارسي كالطير الابابيل، الا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وانما قام بعض سكان القلعة من الفرس بفتح الأبواب الخلفية حسب اتفاقهم مع فرسان لطيف خان الذين دخلوا القلعة و استولوا عليها ، وماتت روح المقاومة لدى الجيش المدافع فسلم بالأمر الواقع واستسلم البقية ليسلموا من سيوف الفرس.

أما لطيف خان فبعد استيلائه على القلعة قام بترميمها وتحصينها ووضع حامية فارسية بها، كما صادر ثروة الشيخ جبارة وأمواله وبعد استراحة لمدة أيام توجه الى فارس وقدم الى حاكمها محمد تقي خان مفاتيح قلعة البحرين كرمز للنصر، وأرسلت الغنائم إلى قبلة العالم (نادر شاه) في أصفهان وقيل أنها نقلت إلى قزوين حيث كان نادر شاه آنذاك.

ويذكر الرحالة نيبور عن تلك الفترة عن الأشخاص الذين كانوا ما يزالون يشاهدون في عام 1776م - 1190هـ وقد فقعت أعينهم، بمن فيهم عرب البحرين (الهوله) الذين اكتفى نادر شاه بفقء عين واحدة لكل منهم، وقد تم غزو البحرين دون أن يحدث الكثير من القتال مما رفع أسهم لطيف خان لدى طهماسب قولي خان، مع أن الحافز لهذه الحملة غير واضح، ويصفها ميرزا مهدي وهو مصدر غير دقيق، بأنها حملة تأديبية، وهو يذكر أن جبارة قد فر إلى مكه بعد أن علم بالخطط المعدة لهذه الحملة، أما نائب جبارة فلم يبد مقاومة كبيرة.


قيام الثورة العربية الثانية:


وفي عام 1738م – 1150هـ، أي بعد سنة من تلك الأحداث انضم الشيخ جبارة والذي كان يقيم في القطيف أو الإحساء، إلى حركة قامت بها القبائل العربية ضد الفرس بعد هزيمة القوة البحرية الفارسية أمام العمانيين، حيث أن نادر شاه و بعد أن احتل البحرين عام 1149هـ، قرر أن يتوجه إلى مسقط وعمان لاحتلالها نظرا لظروف مسقط المضطربة إبان حكومة سيف بن سلطان الثاني الذي كان يواجه ضغط المخالفين وهجمات الثائرين عليه مما اضطره الى طلب العون من نادر شاه، لذا امر الاميرال محمد تقي خان الشيرازي والي اقليم فارس قائده لطيف خان بالتوجه الى عمان لمساعدة سيف بن سلطان.

وبالفعل وصلت قوة فارسية قادمة من بندر عباس و استطاعت اعتقال حاكم جلفار الشيخ رحمه بن مطر الهولي (القاسمي) احد زعماء الغفاريين في عمان، و حليف الشيخ جبارة النصوري، و اخذ سجينا بدون مقاومه تذكر، ونقل إلى بندر عباس على متن سفينه هولنديه كان قد طلبها الفرس لنقل المؤونه، وقد عومل الشيخ رحمه في بندر عباس معامله حسنه رغم أنه كان سجينا، و استولى الفرس بعد هذا الهجوم على خور فكان وحصلوا على غنائم كثيرة.

ولم تكن النتائج كما توقع الفرس حيث عانت منطقة الجنوب من الفقر، حيث ان الانتشار الكبير للقوات الفارسية في منطقة الخليج حال دون إمكانية الغوص في المناطق القريبة من البحرين وجلفار، و تقلصت تجارة العرب بسبب حملات التدمير التي قام بها قادة نادر شاه في الخليج ضد العرب بحجة جعل الامامين المتنازعين سيف بن سلطان و ابو العرب تحت سيطرته الفرس أو تدمير الأخير (أبو العرب).

وفي غضون ذلك قامت السفن العربية بعمل هجوم مضاد حيث حاصرت الفرس في جلفار وقد مني الفرس بهزيمة كبيرة في مسقط، وهلك الجيش الفارسي بأكمله تقريبا، وهذه الحملة هي نفس الحملة التي قام بها نادر شاه لاستعاد جزيرة البحرين، وفي أثناء حصار مسقط قتل لطيف خان نتيجة انفجار لغم خلال الهجوم على احد الحصون وقيل ان لطيف خان قتل مسموما بسبب محمد تقي خان الذي كان يحسده. و بعد ذلك هاجم العرب الفرس في مسقط و جلفار وطردوا محمد تقي خان الى بندر كنج. و بقي في جلفار 3000 الاف مقاتل فارسي محاصرين لم يتمكن العرب من اخراجهم.

وفي هذه الأثناء انفجرت ثورة العرب (الهوله) للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بشكل أقوى لا نضمام الشيخ جباره النصوري حاكم البحرين المخلوع إليها، والذي حصل على تأييد قوي من عدد من فروع قبائل الهوله و عرب بني خالد حكام الاحساء، حيث هاجم الشيخ جباره الفرس من القطيف، وكان حاكم القطيف في هذه الفتره الامير سليمان بن محمد بن براك بن غرير الخالدي (1143هـ - 1166هـ) و هاجمت قوات الهوله باسيدو (قشم) ثم تركزت هجماتها فيما بعد في وسط الخليج حيث هاجموا البحرين وحاصروها.

وحدث أمر مهم جدا وهو تعيين محمد علي بك حاكما على البحرين الا انه لم يتمكن من الوصول الى الجزيرة لأن الهوله كانوا ما يزالون يحاصرون الحصن فيها، أما الشيخ رحمه بن مطر السجين فقد سلم الى محمد تقي خان الذي اطلق سراحه و عين في الوقت نفسه حاكما على جلفار مدى الحياه ، مما يشير الى وجود مصالحة بين القواسم والحكومة الفارسية.

وبذلك استطاع نادر شاه فك الارتباط بين الشيخ جبارة النصوري و الشيخ رحمة بن مطر القاسمي، فيما خطط الفرس إلى الهجوم على عرب الاحساء (بني خالد) حلفاء الشيخ جبارة بن ياسر وذلك نتيجة دعم عرب بني خالد للشيخ جبارة في هجومه على جزيرة البحرين بغية استرداها من قوات نادر شاه، كما وتفيد المصادر الهولندية إلى تزايد الإشاعات عن توجه القوات الفارسية ضد الاحساء.

ومع اتساع الأعمال الحربية من قبل الشيخ جبارة النصوري المقيم في القطيف والاحساء ضد قوات نادر شاه المحتلة للبحرين، كان بحارة الأسطول الفارسي لم يتلقوا أجورهم وتابع ذلك قصور في المؤونه والذخيرة اللازمة للأسطول، ومن جهه اخرى كانت المشاكل تتفاقم نتيجه احتمال حدوث المنازعات بين الأميرال الفارسي والبحاره العرب (الهوله) الذين تربطهم بالشيخ جبارة صلة الدم و النسب، ونتيجة لكل هذه الاسباب فقد كان الأسطول البحري بقيادة مير علي خان في وضع سيئ.

وفي أواخر ربيع عام 1740م – 1152هـ انشقت بعض السفن عن الأسطول، ونتج عن ذلك سحب المعدات الأساسيه من السفن تجنبا لمزيد من الانفصالات، وفي الصيف من نفس السنه نشب تمرد كبير في الأسطول الفارسي و تفاصيل ذلك كالتالي :

كان الأسطول البحري بقيادة مير علي خان يرسو في لفت أحدى الموانئ الرئيسية في جزيرة قشم القريبة من بندر باسيدو، و كنتيجه لانفصال عدد من القاده العرب والانضمام إلى الشيخ جبارة و بقية الثوار العرب، شدد مير علي خان الحصار على العرب العاملين في الاسطول الفارسي لعدم ثقته بهم لذلك لم يسمح لأي منهم بمغادرة سفينته.

ونتجيه لهذا الحصار و لقلة المؤنه وجد العرب أنفسهم ملزمين بتناول السمك المجفف، و لكنهم لم يتمكنوا من الاستمرار بدون التبغ، فقرر بعضهم أن يأخذوا مركبا صغيرا للبحث عن التبغ في مكان ما، وعندما علم الأميرال (قائد البحريه) في اليوم التالي استدعى رئيسهم الشيخ رحمه بن شاهين العبيدلي ، وعندما وصل الشيخ رحمه على متن بارجه الاميرال، سئل عن سبب سماحه للمركب بالمغادره، فأجابه بعدم معرفته بذلك معقبا بأنه يجب أن لا يمنع البحاره من التوجه للبحث عن حاجياتهم بأنفسهم طالما أنهم حرموا من هذه الحاجيات الأساسية، وعندما سمع مير علي خان رد الشيخ العبيدلي غضب غضبا شديدا فاستل خنجره من حزامه بغية قتل الشيخ رحمه، ونتيجه لذلك أصيب الشيخ في وجهه لا بصدره، وعندما ادرك الشيخ العبيدلي أنه قد جرح استل خنجره، فما كان من مير علي خان الا ان قطع يد الشيخ العبيدلي لمنع يده عن سلاحه. أما الشيخ رحمه العبيدلي فقد طلب المساعده من أتباعه العرب، فاستل أحدهم سيف الخان وقتله به ثم عمد العرب الى قتل جميع من كان من الفرس على متن السفينه، وكانت هذه الحادثه بداية الثوره، وسرعان ما توجه العرب إلى سفن الأسطول الأخرى وقتلوا الفرس الذين كانوا على متنها، ثم استولوا على بارجة الأميرال (فتح شاهي) ورحلوا على متن ست سفن واخذوا يسلبون كل من يواجهونه في طريقهم.


((((((((( يتبع))))))))))



--------------------------------------------------------------------------------

وجاء في التقارير الهولنديه (القريبه من الاحداث)، ان الاسطول الفارسي كان يرسو خلال ايام الصيف في بندر عباس، وكان القادة الفرس قد عاملوا العرب الذين كانوا على متن الأسطول معاملة سيئة جدا، وأخيرا وفي ليلة 25 أغسطس 1740 م – 1152هـ، غادرت ثلاث سفن من أكبر سفن الأسطول وهي السفن الإنكليزية "فتح شاهي" و "قاييتانيه" و " بال" ثم سفينة "التوكل" (التي كانوا قد اشتروها من الشيخ راشد المرزوقي قبل وفاته)، مرسى بندر عباس تحت قيادة ثلاثة شيوخ هم الشيخ عبدل شيخ بني معين والشيخ عبد الغفور (عبد الخور) وأصله غير معروف لدينا، والشيخ رحمه بن شاهين العبيدلي شيخ نخيلوه، وقد تبع السفن الكبيره عدد من المراكب الصغيره، ولم يبق تحت سلطة الضباط الفرس من السفن الأوروبية الكبيرة سوى "فتح رحماني"، ولما لم يتفق القاده تماما في هذه الحركة، وتفرقوا فورا حيث أبحر رحمه العبيدلي بسفينة "قاييتانيه" و "فتح شاهي" وهي اكبر سفينه في الاسطول، يرافقه معظم المراكب الصغيره الى بندر كنج، فيما توجه عبدل الشيخ المعيني مع سفينتي "البال" و " التوكل" مهددا بالاستيلاء على العدد القليل الباقي من السفن تحت طاعة الضباط الفرس، واجبروا أهل جزيرة القشم على المساهمة معهم في هذا التمرد .

ولم ترعب تلك الأحداث الفرس فقط بل الأوروبيين أيضا، اذ خشي الأوروبيون من أن يحاول العرب بقوتهم الجديدة وقف طريق النقل التجاري البحري في الخليج تماما، ولم تكن للانجليز في ذلك الوقت سفن في المنطقه أما الهولنديون فكان لديهم سفينتان صغيرتان هما "كروننبرغ" و "ميدنراك"، وقد استعاد محمد بكر بك نائب بندر عباس بعضا من تفاؤله نتيجه موقف عبدل الشيخ الذي كان من المتوقع أن يخضع ثانيه للشاه عندما يتمكن الفرس من استعادة قواهم، وقد طلب الشاه المساعده من الهولنديين ولكنهم رفضوا في البدايه كعادتهم، ولكن ما لبثوا أن أذعنوا للأمر خشية وقوع ثورة في الخليج، وفي النهاية كانوا أسرع من العادة في تلبية مطالب الفرس، اذ طاردت السفن الهولنديه المتمردين الذين كانوا يهددون بالاستلاء على جزيرة القشم، الا أن عبدل الشيخ فر هاربا مبحرا نحو (صحار) ومعلنا اخلاصه للشاه وزاعما أنه أخذ السفن نتيجة تهديد الأميرال الفارسي له.

وفي سبتمبر عام 1742 م – 1154هـ، اختير سلارز احد القاده الهولنديين لهذه المهمة لاتقانه اللغه الفارسية، ولم يدرك قائد الاسطول الفارسي (الاميرال) في البدايه الى أين يتجه هل الى نخيلوه حيث كان الشيخ رحمه بن شاهين العبيدلي ومعه "فتح شاهي" و" قاييتانيه" و "فتح رحماني"، أم الى خور فكان حيث عبد الشيخ المعيني، وبعد أن أبحر مع رجاله نحو نخيلوه قرر تغيير وجهة سيره إلى خور فكان.

في غضون ذلك استولت الحاميه الفارسية المرافقه على سفينه عربية صغيرة كانت في طريقها من جلفار الى جزيرة القشم وبها حمولة من الملح، وبعد استجواب نوخذتها بقسوة من قبل الفرس، أفاد بأن سفينتي "التوكل" و "بال" تحت قيادة عبدل الشيخ المعيني كانتا في خور فكان مع بعض المراكب الصغيره، وبعد مرور أيام قليلة، بعث سردار امام وردي خان الى الاميرال يأمرة بتغيير وجهته ثانية الى نخيلوه للتشاور معه حيث كان مع جيشه هناك، وفي تلك الأثناء أفادت الأنباء الوارده من بعض البحارة الذين فروا من السفن الى بندر كنج، بأن الشيخ رحمه العبيدلي كان مع سفنه في جزيرة الشيخ شعيب وفي جزيرة قيس، وقد اقتربت السفينتان الهولنديتان من القوات العربية ولكن لم تشتبك القوتان حتى السابع عشر من سبتمبر عام 1742م – 1154هـ، نتيجة سوء الاحوال الجويه وهاجمت السفينتان الهولنديتان سفن الشيخ رحمه العبيدلي ولكن دون جدوى لصغر السفينتين "ميدنراك" و " كرونتبرج" و قلة عدد الملاحين الأوروبيين، وكان الفرس الذين كانوا على متنها غير مدربين مما أضعف من قوتهم القتاليه، وعلى الرغم من أن بعض البحارة الهولنديين قد قتلوا، تمكنت السفينتان من التراجع سليمتين تقريبا .

ولم يكن وضع الفرس حسنا آنذك، فهم لم يخسروا معظم قوتهم البحرية فحسب، بل انهم أصبحوا غير قادرين على الاتصال مع جيشهم الرئيسي الذي كان ما يزال على الجانب العربي من الخليج، وكان أفراد الحاميه في جلفار يعانون من الجوع ولم يجد الفرس وسيلة لتوصيل المؤونه الى الجانب الآخر، فضغطوا على الهولنديين لمساعدتهم في ذلك، ولم يتأخر كاريل كويناد عن مساعدة الفرس هذه المرة لأنه أدرك خطورة ابادة القوات الفارسية في جلفار، ولحسن حظ الفرس، حدث انشقاق بين المتمردين، وفي أوائل عام 1741م – 1153هـ انتشرت شائعات عن وقوع خصومات بين قادة التمرد، وقيل أن الشيخ رحمه وولده الشيخ شاهين قرروا اعادة السفن الثلاثة الكبيرة التابعة للاسطول الفارسي مع بعض المراكب الصغيرة الى الفرس نتيجة وساطة الهولنديين، وفي غضون ذلك حاول الفرس اعادة بناء قوتهم البحرية، فقد حاولوا انشاء أحواض لبناء السفن في شمال الخليج وجلب النجارين الأوروبيين من بندر عباس للعمل فيها، كما قرروا شراء السفن من الهولنديين، الا ان الهولنديين رفضو طلبهم هذا، كما طلب الفرس مرتين من متسلم البصرة العثماني منحهم سفينه انكليزية كانت في الميناء ولكن دون جدوى .

ومرة أخرى حاول الفرس الحصول بالقوة على سفينة انكليزية راسية في أبو شهر، ولكن محاولتهم فشلت بسبب مهارة قبطان السفينه الانكليزية، ثم ان السردال طلب استعارة السفن الهولندية الراسية في بندر عباس للقيام بحملتين احداهما مرافقه وحماية الحاكم المعين جديدا في السند الى مقره والاخرى القيام بحملة جديدة ضد باقي المتمردين، على أن يقوم السردار امام وردي خان بقيادة السفينتين وعلى متنهما جنود من الفرس، ولكن الهولنديين لم يرغبوا في النزول بحرا في ظل شروط فارسية، فجأة جاء الفرس بعدد من جنودهم الى السفن الهولندية، وعندما رأى البحارة الهولنديون ذلك رفضوا البقاء على متنها وغادروها، ثم ان الفرس ابحروا بالسفن التي بقي عليها قليل من المسؤولين الهولنديين لحراسة ممتلكات الشركة، وحاولوا مهاجمة العرب المقيمين على الجزر غرب القشم، وفي الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1741م – 1153هـ غادروا بندر كنج ووصلوا الى جزيرة قيس حيث سمعوا أن سفينة "فتح رباني" قد غادرت نحو البحرين ومعها 50 مركبا، وفي جزيرة قيس شن العرب هجوما على السفن الهولندية، وقد شهد الهولنديون الذين كانوا على متنها بمدى كفاءة العرب كما أقروا بعدم براعة الفرس وضعفهم، وقد وقعت الحادثة الأولى عندما اعتلى أحد الفرس ظهر السفينه وهو يحمل البارود في يد والكبريت المشتعل في اليد الأخرى، وكان أن قتل وجرح العديد، الا أن تلك الحادثة لم تكن تحذيرا كافيا للفرس ليكونوا أكثر حذرا في تصرفاتهم، فقد حاول الفرس النزول في جزيرة قيس الا أن العرب صدوا ذلك الهجوم، وقد أمر السردار بمساندة الإنزال بنيران المدفعيه من السفن وكان هو نفسه على ظهرها يساعد في تحديد هدفها، وكان أن ضاعف الفرس مخزون المدافع بهدف الحصول على نتائج أفضل وكانت النتيجة أن انفجر مدفع صغير أدى بحياة السردار وعدد من رجالة .

وعقب انتكاسة الفرس هذه، هاجم العرب بندر كنج حيث ألقوا القبض على الشيخ مذكور حاكم بوشهر المساند للفرس وشاهبندر كل من بو شهر وبندر كنج، وفي ظل هذا الوضع السيئ لجأ الشاه الى مستشاره الموثوق به تقي خان الذي ظهر ثانية كحاكم في فارستان، وما لبث أن بدأ فورا عملياته الجديدة ضد العرب، في غضون ذلك شغل الهولنديون بلأم جراحهم، وقد ألهب موضوع احتجاز السفينتين صدورهم، وقد تحطمت السفينه "ريدركرك" خلال رحلة نقل حاكم السنة المعين الجديد مظفر على خان الى المنطقة.



(((( يتبع )))))



--------------------------------------------------------------------------------

وفي ربيع عام 1742م – 1154هـ، كان الفرس يستعيدون قواهم، فقد انتصرت قواتهم بقيادة كلب علي خان على قوة الهولة البحرية في خصب، وقد حاول القائد العربي الشيخ رحمه العبيدلي الهرب على السفينه "فتح شاهي" وهي بارجه الأميرال الفارسي سابقا. ولكن السفينه تحطمت في رأس الحد وهو في طريقه الى مخا. وقد تمكن من الهرب مع اثني عشر رجلا من رجاله نحو الجبال، ولم يسمع عنه شيئ لفترة من الزمن، وما لبث أن عاد الشيخ رحمه بن شاهين العبيدلي بعد فترة الى نخيلوه، أما القائد الآخر من المتمردين عبدل الشيخ في لفت والذي كان لديه سفينتان أصغر حجما وكان ما يزال يحتفظ بأرملة راشد شيخ باسيدو (أو جبارة من الطاهري) فقد استسلم أخيرا الى الفرس .


مقتل نادر شاه:

وفي ليلة من ليالي يوليو سنة 1747م – 1159هـ، كان نادر شاه يرقد الى جوار عشيقته التركيه في خيمته الملكيه تسلل اليه اربعة وعلى راسهم اخيه والي بلوشستان الذي سبق وان هدده بالقتل، وهجموا عليه بالخناجر وتم قتله، وبمقتله تدب القلاقل والفتن وتؤدي الى عداوة بين القادة في البحرية التي تنهار في بحر عمان وتعود مهزومة الى سواحل ابو شهر وبذلك تنتهي فترة نادر شاه، وبعد وفاة نادر شاه انتقل الشيخ جبارة بن ياسر النصوري إلى بلدة الطاهري عن طريق القطيف واستقر بها إلى سنة 1187هـ حيث انتقل إلى رحمة الله و دفن في القرية ، و لا نعلم الأسباب التي حالت دون عودة الشيخ جبارة النصوري إلى جزيرة البحرين بعد وفاة نادر شاه، فقد تكون هزيمة الفرس للقوات الأفغانية هي احد أهم هذه الأسباب.




__________________________________

المراجع:
1. النبهاني، محمد بن خليفة، التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، الطبعة الثانية 1419هـ، دار احياء العلوم – بيروت، لبنان.
2. التاجر، محمد علي، عقد الآل في تاريخ أوال، إصدارات مؤسسة الأيام للصحافة والطباعة والنشر، طبعة سنة 1994م.
3. خيري، ناصر، عقد النحرين في تاريخ البحرين.
4. سلوت، ب. ج، عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية، ترجمة عايدة خوري، مراجعة: د. محمد مرسي عبد الله، الطبعة الأولى 1993م، إصدارات المجمع الثقافي، ابوظبي – دولة الإمارات العربية المتحدة.
5. صديق، عبد الرزاق محمد، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، مطبعة المعارف الشارقة، الطبعة الثالثة 1419هـ.
6. دشتي، محمد إسماعيل، شقائق النعمان في تاريخ الخليج و الكويت وإيران والأمارات و الجزيرة العربية وعمان، إصدارات دار المحبة – دمشق، سوريا، الطبعة الأولى 2002م.
7. السيابي، سالم بن حمود بن شامس، عمان عبر التاريخ، الطبعة الرابعة 1421هـ.
8. المسلم، محمد سعيد، القطيف واحة على ضفاف الخليج، الطبعة الثالث 1423هـ.
9. الغانم، عبد الله خليفة، مولد القواسم وتاريخ بسط نفوذهم السياسي، الطبعة الأولى 2003.
10. لوريمر، ج. ج.، دليل الخليج، بقسمية التاريخي والجغرافي، إعداد قسم الترجمة بمكتب صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
11. الخليفة، مي محمد، محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي، الطبعة الاولى 1996م، اصدارت دار الجديد.
12. المحامي، فريد بك، تاريخ الدولة العلية العثمانية


منقول بتصرف من منتدى الانصاري


تنسيق وترتيب

اخوكم ولد النصوري