إخواني أخواتي حبيت الفت نظركم لمدونة طواش المتخصصه بتاريخ الخليج العربي حيث برد الشتاء لم يستطيع منع الاستاذ جلال الهارون الانصاري من الغوص في اعماق التاريخ ليخرج لنا ببحوث قيمة و يكسر قفص الأبحاث الروتينية المعتادة ...



يذكر في كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية تاليف الشيخ محمد بن خليفة النبهاني بان فرع من عتوب الكويت تقاتلوا مع بني كعب حكام المحمرة ونتيجة لكثرة تعديات شيوخ كعب على تجارة العتوب قرر جزء منهم الهجرة الى قطر، ولكن الوثائق البريطانية تصحح هذه الرواية بان الخلاف كان بين قبيلة آل نصور و قبيلة العتوب وفيما يل الترجمة الحرفية لتقرير جمعية بومباي الجغرافية.

معاملات جمعية بومباي الجغرافية
عام 1844م الموافق (1260هـ)




البحرين:

في هذه الجزيرة يوجد ما لا يقل عن 16 عشيرة متباينة، وجميعها متفرعة من قبيلة العتوب، والعتوب هو اسم القبيلة الحاكمة، ويذكر بان عائدات البحرين تقدر بحوالي 200 الف روبية، ويذكر بان في هذه الجزيرة قرابة 15 الف رجل، ويقدر عدد السكان في جزيرة البحرين بين 9 الى 10 الاف رجل، والشيخ الحالي ينحدر من نسل أحمد، الذي كان والده (محمد بن خليفة العتبي) يقيم سابقا في القرين (الكويت) وينتمي لقبيلة العتوب، وهو لم يكن غنيا في ذلك الوقت، وكانت لديه تجارة بسيطة مع الساحل الفارسي، وفي بداية حياته المهنية تشاجر مع رجل ينتمي لبندر كنكون وقتله (حاكم بندر كنكون في تلك الفترة هو الشيخ خاتم بن جبارة النصوري)، وبعد ذلك مباشرة توارى عن الانظار وعاد الى القرين، ولكن أهالي بندر كنكون حصلوا على معلومات تفيد عن مكان تواجد القاتل، لذا كتبوا الى سكان القرين (حاكم الكويت في تلك الفترة مبارك الاول بن صباح بن جابر العتبي) يطلبون تسليمه لهم، وهددوا انه وفي حالة عدم تسليم القاتل لهم فانهم سوف يدمرون جميع السفن التي تصادفهم وسوف يقتلون كل البحارة، ونتيجه لهذه التهديدات خاف سكان القرين، وطلبوا من والد أحمد (الشيخ محمد بن خليفة العتبي) ان يجد له مكان اخر ليقيم فيه، وسألهم ما اذا كان هذا العرف هو المتوارث من اجدادهم، ان يسلموا الرجل بعد ان يدخل عليهم ويعدوه بالحمايه، فقالوا له لا ليس هذا من عاداتهم، ولكنهم اصروا على ضرورة مغادرته والا فان تجارتهم سوف تتعرض للتدمير، لذا ترك القرين (الكويت) وذهب الى مكان يدعى قطر (gultah) وهو على ساحل يبعد سفر يوم من هذه الجزيرة –أي- (البحرين)، في هذا الوقت كان بحوزته قرابة 1500 دولار فقط، وجلب معه سفينة صغيره او سفينتين، وارسلهم للعمل في صيد اللؤلؤ، وبهذه الطريقة تحول الى رجل ثري بشكل تدريجي، ومن خلال تقديم الهدايا واطعام الفقراء امتلك النفوذ والقوة وبذلك اصبح الجميع اتباع له، وبعد ذلك طلب الرجال في القرى الاخرى القريبة حمايته، وبعد اربع او خمس سنوات بنى لنفسه حصن صغير ولكنه قوي، واشترى بعض السفن الكبيرة وبواسطتها اصبحت تجارته اكبر واشمل، كما وجلب 200 عبد من مسقط وعمل على تزويدهم بالسلاح.



كان لديه اربعة ابناء وجميعهم متزوجين، وعدد اتباعه ازداد بسرعه، واصبح ثريا وهذا جعل منه رجلا صاحب نفوذ، وكانت البحرين في ذلك الوقت محتله من قبل فارس، وعلى اي حال كانوا اذا اجتمعوا بأي من رجال احمد (العتوب) في قريتهم كانوا يعتدون عليهم بالضرب والاهانة، وكان رجال الشيخ احمد يشتكون اليه باستمرار من هذه المعاملة، وفي النهاية كتب احمد الى اهل البحرين يطلب منهم التوضيح، هل هم اعداء له..؟ ام اصدقاء..؟



ويبدو انه وبعد مدة قصيرة من ارسال هذه الرسالة قتل عدد من رجاله لذلك غضب اتباعه وطلبوا منه السماح لهم بالذهاب للاخذ بالثار، وجاءت الموافقه منه بسرعه، فجهز سفنه وزود رجاله بالسلاح، وبدوا بالتسلل الى البحرين وقت حلول الظلام، لذا تفاجئ السكان بهم وتم قتل عدد كبير منهم ونهبوا المدينة، ثم عادوا الى قطر، وبذلك اصبح احمد ثريا جدا من تجارتة ونصيبه في الغنائم.



واصبح ينظر اليه على انه رجل عظيم، وازداد عدد اتباعه بشكل كبير مقانة بالسابق، ووصل الى ملك فارس خبر امكانية سيطرته على البحرين لذا قام بتجهيز عدد من السفن الكبيرة بالاسلحة والذخائر، وارسل 2000 رجل لمعاقبة سكان قطر، وعندما وصلوا وشاهدهم رجال احمد قرروا مقاتلتهم في مكان مفتوح وانهزم الفرس، وبعد هذه المعركة انتقل احمد وافراد اسرته واتباعه الى البحرين بهدف الاستقرار فيها، وكان قد اسر قلوب اتباعه لذا تم انتخابه شيخ لهم بالاجماع، وبعد وفاته خلفه ابنه الاكبر سننا (سلمان)، وتوفي ابنه الثاني والان ابنه الرابع عبدالله هو الشيخ، اما ابنه الثالث عبدالرحمن فقد ساعد اخيه الاكبرعلى النجاح، وبنى قلعة في المحرق بعد حربهم مع امام مسقط، شقيقه واكثر اقاربه اخذو الى الدرعية بامر من ابن سعود زعيم الوهابيين...


مدونة الطواش المتخصصه بتاريخ الخليج العربي

http://alharoon.blogspot.com/2011/12/1182.html