تزاحم العشرات من أبناء قبيلتي الجسمي والمعيني، على مراكز التبرّع بالدم في دبي والشارقة ورأس الخيمة، أمس، طالبين التبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا، ومصابي الحوادث والخاضعين للعمليات الجراحية في المستشفيات. ويعتزم أكثر من 500 من أبناء القبيلتين، التبرع بالدم على مدار الأسبوع المقبل، داعين القبائل كافة إلى «التنافس في الخير بالتبرّع بالدم». وكان لافتاً في مركز دبي للتبرّع بالدم، ومركز الدم في الشارقة، وجود مسنين من القبيلتين يتعدون الـ70 عاماً، وشباب أقل من 17 عاماً، وهم يصرون على التبرّع بالدم، على الرغم من رفض الأطباء وتأكيدهم أن هناك موانع صحية تحول دون قبول تبرعهم. وتفصيلاً، بادر أبناء قبيلتي المعيني والجسمي بالتبرّع بالدم في دبي والشارقة ورأس الخيمـة، على مدار اليومين الماضيين، ويستمرون في التبرّع بالدم خلال الأسبوع المقبل. وقال محمد حميد الجسمي، الذي أسهم في التنسيق بين المراكز والمتبرعين، إن «مبادرة القبيلتين جاءت تفاعلاً مع حملة (تبرّع) التي أطلقتها (الإمارات اليوم)، واستجابة للنداء الإنساني الذي وجّهه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالتبرّع بالدم لمرضى الثلاسيميا، والمرضى والمصابين في المستشفيات». وتابع: «بمجرد إطلاق حملة (تبرّع) قبل أسبوعين، تنادى أبناء القبيلتين المنتشرون في أنحاء الدولة كافة، وأبدى الجميع رغبة شديدة في التبرّع بالدم»، مضيفاً «تواصلنا عبر الهاتف الجوال، وعبر أجهزة الـ(بلاك بيري)، والبريد الإلكتروني، وسجلنا أسماء أكثر من 500 شخص مسموح لهم طبياً بالتبرّع بالدم». وقال: «تواصلنا مع مراكز الدم في دبي والشارقة ورأس الخيمة، وتم وضع جدول زمني لاستقبال المتبرّعين الذين يزيد عددهم على 500 شخص، في مجموعات يومية، حسب القدرة الاستيعابية لكل مركز». ولفت إلى أنه «يجري التنسيق مع مركز دبي للتبرّع بالدم، لاستقبال أبناء القبيلة القادمين من أبوظبي، والإمارات البعيدة عن دبي»، متوقعاً أن يزيد عدد المتبرعين من أبناء القبيلة، خلال الأيام المقبلة، على العدد الذي تم تقديره مسبقاً، لوجود عدد كبير من النساء يرغبن في التبرّع، وسيتم تحديد موعد لهن». وتمنى الجسمي أن تسهم مبادرة القبيلتين في تحفيز القبائل الأخرى وكل فئات المجتمع للتبرّع بالدم، كونه عملاً إنسانياً كبيراً يسهم في إنقاذ حياة المرضى ومصابي الحوادث. من جانبه، ذكر سعيد المعيني، الذي تولى تنسيق التبرّع، أن «الدعوة استجاب لها مواطنون من القبيلتين من أعمار مختلفة، من بينهم مسنون تزيد أعمارهم على 70 عاماً، وصغار في العمر». واعتبر المعيني أن «التبرّع بالدم أقل واجب نقدمه للوطن وناسه، وقد نتبرّع بالدم اليوم، وغداً قد نحتاج إلى مَنْ يتبرّع لنا»، مشيراً إلى أن «أبناء القبيلتين مستمرون في التبرّع، خلال الأسبوع المقبل، في مراكز التبرّع بالدم في أنحاء الدولة كافة»، داعياً «أبناء القبائل إلى التنافس، وتقديم الدم لكل مريض محتاج». واعتبرت مديرة مركز دبي للتبرّع بالدم، الدكتورة ليلى الشاعر، أن هذه المبادرة «غير مسبوقة وتستحق كل التقدير، لأنها تحرك جماعي من القبيلتين». وأضافت أن «المركز تولى ترتيب مواعيد التبرّع لأبناء القبيلتين، وفق السعة الاستيعابية للمبنى»، متمنية أن تبادر القبائل وكل أفراد المجتمع إلى التبرّع، والتواصل مع المركز في مستشفى لطيفة، (الوصل سابقاً)، لتحديد مواعيد تبرّع لهم». وكانت «الإمارات اليوم» أطلقت حملتها «تبرّع»، الشهر الماضي، بعدما علمت وجود نقص شديد في كميات الدم في مركز التبرّع الرئيس في هيئة الصحة في دبي، الذي يغذي المستشفيات الحكومية والخاصة، ويغذي مركز علاج الثلاسيميا، ومركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد. وتدعو حملة «تبرّع» المواطنين والمقيمين بمختلف أعمارهم وفئاتهم إلى التبرّع بالدم، للحد من النقص الشديد الذي يشهده المركز، وتلبية احتياجات الحالات المصابة بأمراض مزمنة، والحالات المحتاجة إلى عمليات جراحية، وحالات الحوادث.


المصدر: جريدة إمارات اليوم