سمعت من احد المشايخ هذه الرواية وسأنقلها لكم حسب مقدرتي اللغوية
راجيا الاستفادة منها....
صديقان في عنفوان شبابهما , ولا زالت شقاوة الشباب تطغى عليهما , ارادا أن يقضيا عطلة الصيف في تركيا, ذلك البلد العريق والذي به مناظر خلابه كما فيها كل مغريات الحياة ولا حاجة لذكرها..فبعد ان قررا السفر وتمت عملية الحجز ..جهزا ما يحتاجانه لرحلتهما المريبة.
طارت الطائرة من بلدهما ساعات وحطت في المطار التركي , استقلا احدى سيارات الاجرة , وسارت بهما
الى الفندق.
كان الفندق بسيطا ورخيصا, فهو يقع في احد القرى والمعروف بتدين سكانها والمحافظة على العادات الاسلامية الطيبة...في المساء..طلبا سيارة اجرة ..ولما وصلت السيارة اشاروا للسائق بالانطلاق نحو اماكن الترفيه, في الحقيقة مكان الشيطان ووكره , اعاذنا الله واياكم منها..وفي المرقص رقصا وغنيا وشربا حتى الثمالة ..وعادا الى الفندق قبيل آذان الفجر بقليل..وهما لايقويان الحركة , وتكاد ارجلهما لا تقوى ان تحملهما
ولكنهما وصلا الى ذلك الفندق ..دخلا غرفتهما وقفزا الى الفراش ليناما.
مضت دقائق..واذ بدقات قوية على الباب .. قام احدهما ليفتح الباب وهو يجر رجليه جرا حتى فتح الباب , وعلى الباب وقف عدة رجال كان احدهم يبدوا عليه الوقار وقال للشاب: لقد علمت توا ان من يسكن في هذه الشقة من العرب..فهل صحيح
اجاب الشاب وعلامات الاستغراب بادية على وجهه: نعم صحيح . وما ان انتهى من عبارته الا والجميع يحضنانه ويقبلانه في حب وحنان ويتجهون الى الآخر وقد نهض من فراشه على صوت الجلبة, وينال ما نال صديقه, هكذا المسلمون غير العرب, فما ان يروا عربيا حتى يشعروا كأنهم يروا النبي محمد عليه الصلاة والسلام.فيدعونهما للصلاة واقسموا بأن يكون احدهما الامام ...هنا وقفا ينظران الى بعضهما , وكأنهما يقولان ما العمل ’ كيف نهرب من هذا الموقف..ولكن الناس وكبيرهم لم يتركونهما..فوصلا الى المسجد وتوضآ..ثم دخلا....
وقف احد الشابين العربيان يؤم المصلين , ورجلاه ترتعشا من هذا الموقف العصيب , اذن الاقامة للصلاة وما ان قال " الله اكبر" الا وبدأ يتلوا الفاتحة وآيات اخرى من القرآن وهو يبكي اثناء التلاوة , والمصلين من خلفه يسمعون تلك التلاوة الرائعة فيبكون معه , حتى قضيت الصلاة, وما ان سلم واذ بجموع هائلة من المصلين يقبلون يديه ورأسه.
ولما عادا الى شقتهما قال الشاب الذي صار اماما منذ لحظات لصديقه: اننى من هذه اللحظة تبت الى الله توبة نصوحا, وسأبذل طاقتى من اجل الدعوة الى الاسلام..فعندما قلت الله اكبر ..خرجت كل مظاهر الخمول والسكر ورأيت نفسي اقرأ القرآن وكأن الايات امام عيناي وهي من نور تتلألأ. رد الآخر: اقسم بالله انني احسست نفس هذه المشاعر انها الهداية من رب العالمين, فلقد جئنا من اجل الخمر والنساء وخرجنا ونحن من اولياء الله, وما زال هذين الشيخين من اشهر الدعاة..ونسأل الله العفو والعافية.