كلمة حق

الاتحاد لمواجهة التحديات



عرب الأحواز والسواحل والجزر ينحدرون جميعاً من أصول عربية


لا مناص ولابد من اعلان مشروع الوحدة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقتين مع ابقاء الباب مفتوحاً امام بقية دول الخليج العربي اذا رغبت في الانضمام الى ذلك الاتحاد لتعزيز العمل الخليجي المشترك والتعاون الأمني والعسكري أمام استفزازات بلاد فارس «إيران»، وتهديداتها، ووقاحة تصرف الرئيس الفارسي «نجاد» بزيارته غير المبررة لجزيرة «أبو موسى» الاماراتية، والمستجدات العربية والاقليمية والعالمية، والوضع الحساس في منطقة الخليج العربي ولحفظ أمن واستقرار شعوب دول مجلس التعاون الخليجي العربي.
إنني اتفق تماماً مع الرؤى والتصورات التي عبر عنها سفير مملكة البحرين الشقيقة لدى دولة الكويت الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة معتبراً دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوة حكيمة ووجيهة تنم عن نظر ثاقب لجلالته ورغبة صادقة في تحصين اللحمة الخليجية والمنجزات الحضارية لدول المجلس التي يحسدها جيرانها من دول القمع علـى حكمة قيادتها وانجازاتها، كما أؤيد ما اعتبره الشيخ خليفة مطلبا ملحاً لكل مواطن خليجي وهو الانتقال من التعاون الى الاتحاد لدرء المخاطر والتهديدات الفارسية ومواجهتها بصورة جماعية وليست منفردة.
لقد اوضح الشيخ خليفة وأبان – ونحن نوافقه على ذلك – انه عندما تصدر دعوة الانتقال من التعاون الى الاتحاد، من خادم الحرمين الشريفين المؤتمن على امن وسلامة وحماية اطهر بقاع العالم – الحرمين الشريفين – فهو خير من يؤتمن على أمن واستقرار دول مجلس التعاون، واذا كان لدينا قيادات حكيمة في دول مجلس التعاون، فانه من اوجب الضروريات وجود وعي لدى القاعدة العريضة من شعوب دول مجلس التعاون وذلك مجاراة للقيادة الحكيمة.
التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي ودولها العربية كثيرة ومتعددة، لعل من اهمها النزعة الاستعلائية الفارسية، وتهديدات بلاد فارس «إيران» واستفزازات نظام حكمها الفاشي الزرادشتي، وعدم احترام ذلك النظام الاستعماري التوسعي لعلاقات حسن الجوار، والمواثيق والاعراف الدولية، وتدخله في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي وتحريضه لأذنابه في تلك الدول من البرامكة على التمرد والعنف والارهاب ومناوأة السلطان ومحاولات قلب انظمة الحكم الشرعية والمنتخبة واستعداء الشعوب ضد حكوماتها، والاستقواء بالاجنبي لمحاربة أنظمة الحكم الراسخة والشرعية، فكان لزاماً أن تأتي الدعوة الى الاتحاد لمواجهة تلك التحديات، واستفزازات وتهيدات بلاد فارس «إيران» وزعمها بأن البحرين المحافظة الفارسية الـ «14».

عرب الساحل وعرب فارس وعرب الأحواز

اصبحت تسمية عرب فارس التسمية الأشمل التي تخص جميع العرب الذين يسكنون حدود دولة فارس ومنهم عرب خراسان وتبريز وشيراز ومشهد وغيرها من المدن الفارسية وقد وجد بعض العرب في بلاد فارس منذ زمن الفتوحات الإسلامية التي كانت اكبر معبر للعرب لدخول بلاد فارس، ويتحدث معظم عرب فارس اللغة الفارسية نتيجة «تفرسهم» بعد اختلاطهم بالفرس، ونسوا اصولهم العربية ووالوا الفرس باستثناء عرب الأحواز وعرب السواحل والجزر الذين لايزالون محافظين على لغتهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم وقوميتهم العربية الاصيلة – بسبب ان هاتين المنطقتين زاخرتان بالقبائل العربية والامارات العربية التي ماتزال قلاعها وحصونها شاهدة على ذلك اضافة الى الوثائق والخرائط، والشعوب العربية المحافظة على لغتها العربية ولباسها العربي واسلامها وعاداتها وتقاليدها العربية الخليجية الاصيلة – وتعتبر تلك الشعوب امتداداً لشعوب عرب حوض الخليج العربي بسواحله الشرقية والشمالية والغربية.
ويمكن تصنيف العرب الذين يسكنون بلاد فارس «إيران» إلى ثلاثة تصنيفات هي:
< عرب الأحواز: وهم جزء مقتطع من العراق يسكنه العرب ويسيطرون عليه منذ القدم، ولا يختلفون عن بقية العراقيين من ناحية اللهجة العربية والملابس والعادات والتقاليد.
< عرب السواحل والجزر: وهم جزء مقتطع من حوض الخليج العربي سكنه ويسيطر عليه العرب منذ القدم، ويمثلون العرب السنة الذين يسكنون حوض الخليج العربي بفضتيه الشرقية والغربية وعربه وقبائله الذين يمثلون شعباً واحداً كان ينتقل بحراً في موانئ حوض الخليج العربي بضفيته من «بندر كنج» إلى «بندر كنكون» - ساحل شيبكوه – وإمارة بوشهر وتوابعها كبندر ريق وبندر الديلم والجزر العربية التي تتبع ذلك الساحل، ومنهم عرب الساحل الشرقي «الحوله» وهم قبائل بحرية سكنت مجموعة البنادر القريبة والسواحل والجزر عند مدخل الخليج العربي قبالة جزيرة «أوال» البحرين، ومن تلك القبائل بنو مالك، بنو بشر، بنو تميم، بنو عبيدل، بنو حماد، القواسم، آل علي، آل حرمي، آل نصوري، آل مرزوقي، وغيرهم، اما عرب شمال الخليج فهم مجموعة القبائل العربية البحرية التي سكنت موانئ اقصى شمال الخليج العربي بندر بوشهر، بندر جنابه، بندر عبادان، الفاو، أم قصر، والبصره، وينحدرون من عدة قبائل من أشهرها المطاريش، زعاب، بنو صعب، بنو عتبه، بنو كعب، وبنو تميم. اما بقية العرب الذين يعيشون على الساحل الغربي للخليج العربي او الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب فيمثلون الجزء الثالث من عرب حوض الخليج العربي يعيشون على ضفافه ويشكلون كل اطياف النسيج الواحد لشعب عرب الخليج العربي.
< عرب بلاد فارس «إيران»: وهم بقية العرب الذين عاشوا وسكنوا مناطق متفرقة وعديدة من بلاد فارس «إيران» مثل إقليم فلامرز والمدن الفارسية مثل عوض، خنج، وغيرها من المناطق ذات الاغلبية السنية، وقد تفرس – أي أصبحوا فرساً – هؤلاء العرب بسبب مخالطتهم للفرس الأعاجم، وتغيروا شكلاً ولغة وعادات وتقاليد، وتناسى كثير منهم انهم ينحدرون من اصول عربية.
وهكذا يثبت جليا ان عرب الاحواز، وعرب السواحل والجزر منحدرون من اصول عربية، حافظوا على لغتهم العربية وقوميتهم العربية، وعروبتهم، على الرغم من كل المحاولات الفارسية لطمس هويتهم العربية، اما تسمية عرب فارس فهم العرب الذين هاجروا للعيش في المناطق الفارسية وتفرسنوا مع مرور الزمن، وليس لمناطق عرب فارس علاقة بمناطق عرب الساحل أو عرب الأحواز أبداً.


عبدالله الهدلق
جريدة الوطن الخميس 25/06/1433 هـ الموافق 17/05/2012 م الساعة 02:57

http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=195062