خرج جزيرة عربية حكمها العرب منذ الهجرة الأولى لهم في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان و خاصة بعد هجرة تميم من منطقة كاظمة مورد الماء المعروف (الجهراء و ما حولها الان في دولة الكويت) إلى بر فارس.

و معظم أهالي خرج هاجروا إلى دولة الكويت على هجرات متتالية منذ سنة 1179-1182 هـ إلى ان كانت الهجرة الكبرى في زمن الشيخ مبارك الصباح إلى جزيرة فيلكا حيث قام -رحمه الله- و لأول مرة في تاريخ جزيرة فيلكا كما تروي روايات كبار السن بحفظ الأمن و الأمان للأهالي في تلك الجزيرة, حيث وضع حامية له مع سلاح و عتاد في موضع يسمى اليوم قرينية و صبيحيو في في الجزيرة, و بعدها توقف هجوم البصارة على الأهالي من ناحية الفاو و القصبة و المحمرة.

و بعد ذلك, و طلبا للأمان و الاستقرار زادت هجرة أهالي خرج (الخوارى) إلى جزيرة فيلكا الكويتية و تعمرت فيلكا و زاد عدد سكانها العرب الجدد. كما هاجر البعض من جزيرة قريبة صغيرة تسمى خرجو أو خويرج, و هي جزيرة صغيرة منخفضة, أرضها رملية بيضاء, تبعد حوالي 5 كيلومترات عن جزيرة خرج.

و هنا يذكر محمد أعظم البستكي و هو من خانات بستك في صفحة 80, 81 من كتابه بالفارسية و المترجم بالعربية في مكتبة الايام في البحرين الطبعة الاولى عن تاريخ بستك و جهانكيرية أن الامير مهنا بن الامير ناصر من شيوخ ميناء ريك (ريق) و الذي خلفه أباه الذي ينتمي لسلالة مذكور حاكم القابندية و بوشهر لم يطع و لم يسمع و لم يقبل ان يحكمه أعجمي و أن يولى عليه كريم خان الزندي و الذي تولى امارة جزيرة خرج بعد أن قتل أباه الأمير ناصر و اخوته و أعمامه و بعض انسابه خوفا من الثأر, و خاصة عندما عرف كما يذكر خان بستك أن كريم خان قد وقع عقد مع الإنجليز و الهولنديين و اتفاقات للقضاء عليه و حصل على وعود بمكاسب إذا استطاع القضاء عليه, و كان الأمير ناصر قد أعلن أيضا نفسه حاكما على بندر ريق (ميناء ريق).

و قد استطاع كريم خان عندما اعتلى عرش السلطنة في شيراز أن يقبض على الأمير مهنا عندما سمع عن أعماله الوحشية ضد أسرته و خاصة والده و إخوته , لكنه سرعان ما خرج من السجن و أطلق سراحه بواسطة, ميرزا محمد بيك دشتي, أو كما يسمونه \شتساني صهره , والذي كان ذا مكانة لدى البلاط الزندي في شيراز (إيران) و أعيد إلى منصبه ثانية كحاكم على ميناء ريق و جزيرة خرج .

و لم يهدأ له بال حيث جمع حوله الجموع ثم رفع له علما و جعله عنوانا لثورته, و حذره بعض أمراء و شيوخ عرب الهولة من خطورة العمل الذي سيقوم به, و استطاع الأمير ناصر هزيمة الجيش الإيراني و الهولندي و الإنجليزي و سيطر على جزيرة خرج و طرد الهولنديين منها لدرجة أن حاكم إيران أرسل له جيشا نظاميا بقيادة محمد صادق خان بمرسوم من كريم خان الزندي مع جيش كبير و مجهز بالمدافع لسحق الأمير مهنا في ميناء ريق أولا , و بعد قتال عنيف انسحب الأمير مهنا إلى جزيرة خرجو الصغيرة (خويرج) , و لما وقع بالضيق فيها فكر في طرد الهولنديين من خرج و استولى على مساكن ممثلي الدولة الهولندية, و رغم أن الهولنديين أحسوا بنواياه و شنوا هجوما كثيفا عليه في جزيرة خرجو (خويرج) و استعانوا بخبرة الشيخ سعدان البوشهري لكنه أيضا فشل معهم و فر من المعركة و قاتل الأمير مهنا مع رجاله ببسالة و شجاعة و هزمهم ، و هاجم جزيرة خرج و استولى على قلعتهم ( قلعة الفرنجة ), و على كل أسوارها و قتل منهم الكثير, و استسلم من بقى من روع ما شاهدوه من الشجاعة, و قام بإيواء الأسرى و أرسلهم في سفينة إلى هولندا.

و لما عرف بذلك كريم خان أعد العدة و جهز جيشا كبيرا و أرسله إلى ميناء كناوة بقيادة زكي خان الزندي.

و قام الإنجليز و الهولنديين بعد هزيمتهم أمام الأمير مهنا و عرب خرج بفرض حصار على جزيرة خرج و ما حولها ؛ إضافة إلى أن جيش كريم خان قد سد الطريق في كل الموانئ على جزيرة خرج خاصة طرق وصول السلاح و المؤن ، و إضافة لذلك أصدر أمرا إلى شيوخ العرب في بندر عباس و كنكون و بوشهر و مشايخ بني كعب و حتى محمد خان البستكي و إلى زكي خان في مدينة كناوة و أمره جميع قواته البرية و البحرية أن يضربوا حصارا على خرج و طلب سحق الأمير مهنا و الإستيلاء على جزيرة خرج و خرجو (خويرج).

و حضرت قوات كبيرة جدا و حاصرت جزيرة خرج و بدأوا بضربها بالمدافع و استبسل الأمير مهنا و رجاله و هاجموا كل السفن,و كانت شجاعتهم لا تصدق و كفاحهم و صمودهم في الجزيرة لكن الكثرة كما يقال تغلب الشجاعة, و فعلا اجتهد البواسل المخلصون لوطنهم و جزيرتهم و عروبتهم للحفاظ عليها بعيدا عن استيلاء الحكومة في شيراز على موطن أجدادهم العرب, ولما ضاقت بهم السبل و زاد الحصار حملوا الأمير مهنا إلى سفينة محترقة و معطوبة فحملته الأمواج و الأشرعة القديمة إلى ساحل الفاو في البصرة هو و بعض مرافقيه و بعدها إلى الكويت, و سقطت جزيرتي خرج و خويرج بيد كريم خان الزندي.

و قام أحد الخونة من أهالي خرج و هو الملقب حسن سلطان وفائي و الذي كان عدوا للأمير مهنا و الذي أرشد جيش العدو على أماكن ضعف الجزيرة بإعطاء كل أموال و أوراق و ثروة الأمير مهنا إلى كريم خان, و كافأه الأخير بأن أعطاه لقب حاكم ميناء ريق و جزيرة خرج و أسماه "كدخداه".

اسف إذا طولت عليكم, بس هذي هي القصة الكاملة لجزيرة خرج و دفاع الأمير مهنا عنها.