النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الخليج العربي .. وليس الفارسي

مشاهدة المواضيع

    Untitled Document
  1. #1
    عضو في اتحاد كتاب الساحل و مجلس الادارة الصورة الرمزية خليل بوجيري
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 284

    افتراضي الخليج العربي .. وليس الفارسي

    كنت أتحدث قبل فترة مع صديق لي من المثقفين الناشطين سياسيا في البحرين، وكان محور الحديث هو المطالبات الإيرانية المبطنة - عن طريق الصحافة الإيرانية أو أعضاء المجلس التشريعي الإيراني المنتخب - تلميحا أوتصريحا، فالسياسة الخارجية الإيرانية من الحنكة والخبرة بمكان بألا تقع في هذا المنزلق السياسي إقليميا، ولكنها تدندن بصوت نشاز عن طريق حسين شريعتمداري ممثل المرشد الإيراني الأعلى، في صحيفة (كيهان) المقربة بدورها من حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أو عن طريق بعض الأعضاء في المجلس المنتخب.
    فكنت أقول لصاحبي في حديثنا بأن مشكلتنا في دول الخليج أننا نتعامل مع إيران من منطلق القانون الدولي، فنؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، بينما نجد الخارجية الإيرانية تتعامل معنا باعتبارها حضارة وليس كدولة، فيؤمنون عن طريق القانون الدولي بكل الكتاب ولا يكفرون بشيء منه، فإيران تطلق على الخليج تسمية (الخليج الفارسي) ولها في ذلك مآرب شتى، وقد نجحت في استخدام هذا المسمى على مستوى الأمم المتحدة وكذلك على مستوى الخرائط الملاحية، إلى أن تم تعريف البحرين مؤخرا في مشاركتها في الأولمبياد الأخيرة عن طريق عريف الحفل على أنها مملكة صغيرة في وسط الخليج الفارسي ... !!!!
    بينما لو أننا من الحنكة بمكان لتعاملنا مع الإيرانيين باعتبارنا حضارة عربية ممتدة، فالساحل الخليجي بأكمله عربي دون منازعة تاريخية، فمن شبه الجزيرة العربية إلى العراق إلى عربستان ثم إلى التاريخ المنسي أو المتغافل عنه (عرب السواحل الشرقية والجزر)، فلو أمعنا النظر لوجدنا أن الخليج بجميع ضفافة من أقصاه إلى أقصاه عربيا خالصا، فقبائل (الحولة) آنذاك كانت علاوة على حكمها للسواحل الشرقية وامتداد نفوذها إلى البر الفارسي، كانت تتحكم في الحركة الملاحية باعتبار أنهم مشيخات البحر والتجارة، وليس أدل على ذلك من كون (لنجة) هي الميناء الأبرز آنذاك في حقبة حكم القواسم علاوة على العديد من البنادر البحرية على امتداد الساحل، ومن هم عرب الساحل؟؟ هم قبائل لا نحتاج لنقول بأنها عربية، فمن لغو الكلام تعريف المعرف، فهم من بني حماد وعبيدل والمرازيق وآل بشر والحرمي وغيرهم من الكرام، بل لنعد إلى حكام هجر من الخوالد ونطلع على تاريخ النصور الخوالد على الساحل المقابل لهم، لقد حكموا الخليج بضفتيه، فهل نعلم بأن حكام الضفتين من الجبور الخوالد... !!!
    ولكننا للأسف الشديد لا ندرك أهمية البحث التاريخي وأهمية إثبات الوجود، فالعرب هم من شكلوا هوية سواحل شرق الخليج، وللسكان الذين بنوا وعمروا تلك النواحي حقوق تاريخية وأدبية، ناهيك عن حقوق الأقليات الموجودة في يومنا هذا على أتون الساحل الشرقي بحسب القانون الدولي وقواعد العودة التاريخية للجذور وأهل القانون يفهمون في ذلك أكثر منا جميعا (مثال: يرجع في ذلك للاستشهادات التاريخية التي قدمتها حكومة البحرين في قضية جزر حوار وانتماء ساكنيها آنذاك للحاضرة البحرينية وليس القطرية)، ولكن طول الأمد وتناسينا لقضية عرب الساحل الشرقي جعل نظرية الأوضاع المستقرة تسمح لإيران أن تتمادى في غيها بطمس التاريخ العربي ... وقد ساعدناها في ذلك.
    فاجابني صاحبي بأن نقطة بحثي جديرة بالنظر من الناحية التاريخية ولكنه وضع أصبح متناه في القدم ولا يمكن توظيفه سياسيا حاليا، فأجبته بكل ثقة: نعم ... كلامك صحيح، وذلك لأن المطالبات الإيرانية بالبحرين ليست متناهية في القدم ... !!!، إنهم يستشهدون بفترة ما قبل الإسلام بالله عليك ...!!!، البحرين عربية ولا خلاف على عروبتها، ولكنه سلاح الإعلام الذي تستخدمه السياسة الإيرانية ضد عرب البحرين حكاما وشعبا، سوف يصبح حقا تاريخيا من كثرة الترديد والتكرار رغم فساد قضيتهم واعوجاج رأيهم، وعدم وجود سلاح إعلامي مضاد.
    ثم أوغلت في حديثي عن بعض المخطوطات القديمة التي دونت مسمى الخليج على أنه (الخليج العربي)، ثم وبتخاذلنا أصبحنا وحدنا في الخليج نطلق عليه (العربي) وبقية العالم يسميه (الفارسي)، فإن استمر الحال بالنسبة لعرب (عربستان) وعرب (الساحل) على ما هو عليه، فلا نلومن إلا أنفسنا حين يأتي زمن ينتهي فيه ذكر تاريخ القبائل العربية في تلك النواحي، ويصبح إطلاق لفظ الأعجمي سهلا على من هو عربي الهوية والانتماء.
    بل إن أي منصف يرى بأن العرب كانوا ممتدين من باطن فارس منذ زمن الفتوحات الإسلامية فتناسينا قضيتهم وتاريخهم، وبعد تعاقب أجيال عديدة في ظل نسياننا لتاريخهم وتغييبه من قبلنا، أصبحوا أعاجم، بل وتم نسب تاريخهم بأكمله للقاجار والأفشار، إلا من رحم ربي، فهل يدرك أحد منا حجم الخطر الذي تعرض له العرب القدماء من قبيل محو الهوية العرقية بالإضافة للأعاجم الذين حاولوا الحفاظ على مذهبهم الديني السني من قبيل محو الهوية الدينية بعد تحويل فارس من مذهب أهل السنة والجماعة إبان دولة إسماعيل الصفوي، فأين (العباسيون) وغيرهم من أولئك الأقوام الذين أقاموا دولا عظيمة في باطن أرض فارس والذين أصبحت عروبتهم بين مثبت ومنكر من الباحثين، ونأتي الآن في ظل وجود هذا التاريخ الذي يعتبر كنزا للخليج في إثبات عروبة حوضه الساحلي، وفي سيادة العرب على ضفافه، لنتناساه حتى يصبح كسابقه نسيا منسيا.
    ثم استطردت سريعا قائلا بأن معظم عرب شبه الجزيرة لا يعلمون - بسبب تخاذل الإعلام الحكومي وكذلك التخاذل الشعبي - بأن الشيخ خزعل الكعبي كان يحكم إمارة عربستان (كعب البوكاسب) حتى عام 1925م ... وهو تاريخ يعد قريبا جدا في عمر الدول والممالك، وكذلك فإن عرب شبه الجزيرة أيضا لا يعلمون بأن الساحل الشرقي والجزر قضوا ردحا ممتدا من الزمن تحت حكم وهيمنة القبائل العربية حتى مطلع القرن العشرين، بالله عليكم هل هناك من يعلم بما حدث بين الخوالد وآل حرم، ومعارك عرب "الحولة" و"العتوب"،هل كانت الخلافات من أجل التسلية ... !!!، إنها معارك عربية - عربية على النفوذ على أرض عربية، فمن استقرار حكم العرب ونفوذهم والحركة التجارية والملاحية والدينية أيضا (فهل غفلنا عن تاريخ الدموخ الدواسر تجاه زوار الأضرحة) أن نشأت صراعات بين الامتدادات العشائرية على النفوذ في هذه الأراضي الساحلية العربية، فلم يكن هناك شك أو مثار عدم اطمئنان آنذاك تجاه الهيمنة على تلك النواحي وأنها باقية في أيدي العرب، فبدأت تحتدم بين العرب الصراعات على تملك ذلك الاستقرار والاطمئنان إلى ثبات الهوية العربية وعلو الشأن، وهذا من قبيل دفع الناس بعضهم ببعض وهي سنة الله في خلقه، فكيف بنا بعد كل ذلك نقبل أن يسمى الخليج بالخليج الفارسي ... !!!
    إن أهمية تخليد ذكر عرب الساحل والجزر ليس نابعا من حمية عربية أو محاولات للانتساب للقبائل العربية عن طريق التدليس واستغلال غياب الوعي بهذا التاريخ لأجل تسهيل طريق الحصول على لقب عن طريق البهتان والتزوير التاريخي، فالقضية أكبر من ذلك بكثير، بل تنبع الأهمية من كون الاعتراف بعروبة الساحل والجزر وكذلك عروبة عربستان هو استقرار لأمن الخليج العربي السياسي والاجتماعي وتاريخه وعلو شأنه واستطالة قصب أهله، واستتباب كيانهم كحضارة عربية إسلامية ذات ثقل بين التجمعات الحضرية ناهيك عن الاقتصادية والسياسية والدينية العالمية، وكذلك العرقية.
    لذلك على حكومات وشعوب الخليج عطف النظر إلى تلك الحقبة التاريخية التي تعد مفتاحا رئيسيا لأمنهم واستقرارهم، ووقف المطالبات الإيرانية، فتارة مطالبات بالبحرين، وتارة أخرى احتلال عسكري لطنب الكبرى والصغرى وأبو موسى (جزر الإمارات).
    معادلة بسيطة: عروبة الساحل والجزر + عروبة عربستان + توثيق التاريخ = استقرار الهوية واستتباب العمق الأمني وكذلك التاريخي للخليج العربي.
    للأسف، نحن لا ندرك ماهي قيمة الهوية إلا من خلال الكلام النظري الإنشائي الذي مللنا سماعه، فلو أدركنا أهمية حفاظنا على الهوية العربية لعضضنا عليها بالنواجز. ولا يفهمن أحد كلامي على أنني أدعو للتعصب لعرق معين تعصبا جاهليا، أو أدعو للانتساب للعرب بغير حق ( فأنا من مناصري ضرورة تعميق البحث عن نقاط انصهار الأنساب والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين سكان السواحل العرب وسكان المناطق الداخلية من الأعاجم)، ولكنني أدعو للحفاظ على الهوية ... وكل عاقل يعلم ماذا تعني الهوية من وحدة وتماسك وترابط للأمة العربية في هذه الرقعة الجغرافية الأكثر أهمية في العالم استراتيجيا وجغرافيا، وحماية لها من التغريب وطمس الهوية.
    ولكنه زمن الضعف.
    ولكنه زمن الضعف.
    ولكنه زمن الضعف.
    زمن جعل الفرس يدركون خطر وجود هوية العرب على سواحلهم فأضعفوهم حتى هجروهم من ديارهم وقضوا على قوتهم آنذاك، وأعادوا في الصفوية الجديدة اليوم صياغة هوية جديدة عن طريق لاريجاني الإيراني بوضع نظرية أم القرى، بجعل إيران أم القرى، وبقية الحواضر والمجاميع البشرية ذات الهوية الدينية التابعة لإيران - وإن كانت في شبه الجزيرة العربية - ولكنها تتبع الأم سياسيا واقتصاديا وعقديا ... وانتماء، ومفتاح نجاح نظرية أم القرى هي الهوية والصبغة الدينية كبديل للهوية القومية الفارسية التي لا يمكن أن يقبلها الأتباع من ذات المذهب إن كانوا ذوي هوية عربية ... فهل علمنا ما هي أهمية الهوية، إنها مفتاح نهوض وهيمنة الأمم.

    ولعل بصيص الأمل يطل مرة أخرى عبر مثقفي الخليج العربي.

    خالص التحية .. وعذرا على الإطالة
    التعديل الأخير تم بواسطة خليل بوجيري ; 09-01-2012 الساعة 07:25 AM سبب آخر: تعديل في الصياغة
    إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمــــي
    ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
    وإن مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَـــلاً
    وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •