وقد اشتهر عن القواسم الجرأة والإقدام وإقحام النفس في مواطن الخطر، وكانوا يشكلون قوة بحرية تعدى نشاطها دائرة الخليج إلى أعماق المحيط الهندي، واستطاعت هذه القبيلة قبيل انضمامها إلى الدعوة الوهابية عام 1218 هـ 1803 م، أن تبسط سيادتها على كثير من القبائل.

وبعد انضمام هذه القبيلة إلى الدعوة، ازدادت نشاطا وحماسة، وغدت من الدعائم المهمة للدولة السعودية الحديثة، وجهدت لبسط سيطرتها على سلطنة مسقط وحكامها البوسعيديين الذين رأوا في علاقاتهم ببريطانية خير سند لتثبيت سلطانهم، وكثيرا ما ناشدوا البريطانيين لمدهم بالعون لمجابهة الخطر الوهابي ونفوذ القواسم، لكن الحكومة الهندية الانكليزية تجنبت - بادئ ذي بدء - إقحام نفسها في منزلق يثير عداء القوى العربية لها، وآثرت - على طريقتها المعهودة - أن تتخذ موقف المسالم الموادع.

إلا أن خطر القواسم لم يقتصر على تهديد المصالح الملاحية لسلطنة مسقط فحسب، وإنما تعداها إلى التصدي لقوى بريطانية البحرية، ولم تتورع عن مهاجمتها، حتى باتت كفتهم هي الراجحة بعد انحسار ظل القرصنة الفرنسية المناوئة.

وفي سنة 1220هـ 1805م وقعت الواقعة ما بين الدولة الوهابية تدعمها قوى القواسم من جهة، وسلطنة مسقط ومن ورائها البريطانيون من جهة أخرى، وكان السلطان هو البادئ بالعدوان وذلك للسيطرة على الساحل الغربي للخليج، وبخاصة لاستعادة جزيرتي هرمز وقشم اللتين سقطتا في أيدي القواسم، فأسفرت النتيجة عن رجحان كفة الحلف السعودي، وبات السلطان نفسه واقعا تحت النفوذ السعودي، وغدت سلطنة عمان بأكملها مهددة بغزو القواسم.


مقتبس من كتاب (الخليج العربي - بحر الأساطير) لقدري قلعجي.


خالص المودة