عمان

قال البلاذری:


قالوا: كان الأغلبين على عمان الأزد و كان بها من غيرهم بشر كثير فى البوادي فلما كانت سنه ثمان بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا زيد الأنصارى أحد الخزرج، و هو أحد من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اسمه فيما ذكر الكلبي: قيس بن سكن بن زيد بن حرام، و قال بعض البصريين اسمه عمرو بن أخطب، جد عروه بن ثابت بن عمرو ابن أخطب، و قال سعيد بن أوس الأنصارى: اسمه ثابت بن زيد، و بعث عمرو بن العاصي السهمي إلى عبيد، و جيفر ابني الجلندى بكتاب منه يدعوهما فيه إلى الإسلام، و قال: إن أجاب القوم إلى شهاده الحق، و أطاعوا اللّه و رسوله فعمرو الأمير و أبو زيد على الصلاه، و أخذ الإسلام على الناس و تعليمهم القرآن و السنن، فلما قدم أبو زيد، و عمرو عمان و جدا عبيدا، و جيفرا بصحار على ساحل البحر، فأوصلا كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إليهما فأسلما و دعوا العرب هناك إلى الإسلام فأجابوا إليه و رغبوا فيه، فلم يزل عمرو و أبو زيد بعمان حتى قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: إن أبا زيد قدم المدينه قبل ذلك. قالوا: و لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ارتدت الأزد و عليها لقيط بن مالك ذو التاج و انحازت إلى دبا و بعضهم يقول دما فى دبا فوجه أبو بكر رضى اللّه عنه إليهم حذيفه بن محصن البارقي من الأزد، و عكرمه ابن أبى جهل ابن هشام المخزومي، فواقعا لقيطا و من معه فقتلاه و سبيا من أهل دبا سبيا بعثا به إلى أبى بكر رحمه اللّه، ثم أن الأزد راجعت الإسلام و ارتدت طوائف من أهل عمان و لحقوا بالشحر فسار إليهم عكرمه فظفر بهم و أصاب منهم مغنما و قتل بشرا، و جمع قوم من مهره بن حيدان بن‏ عمرو بن الحاف بن قضاعه جمعا فأتاهم عكرمه فلم يقاتلوه و أدوا الصدقه، و ولى أبو بكر رضى اللّه عنه حذيفه بن محصن عمان، فمات أبو بكر و هو عليها، و صرف عكرمه و وجه إلى اليمن. و لم تزل عمان مستقيمه الأمر يؤدى أهلها صدقات أموالها، و يؤخذ ممن بها من الذمه جزيه رؤسهم حتى كانت خلافه الرشيد صلوات اللّه عليه فولاها عيسى بن جعفر بن سليمان بن على بن عبد اللّه بن العباس، فخرج إليها بأهل البصره فجعلوا يفجرون بالنساء و يسلبونهم و يظهرون المعازف فبلغ ذلك أهل عمان و جلهم شراه، فحاربوه و منعوه من دخولها، ثم قدروا عليه فقتلوه و صلبوه و امتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعه، و ولوا أمرهم رجلا منهم، و قد قال قوم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان وجه أبا زيد بكتابه إلى عبيد، و جيفر ابني الجلندى الأزديين فى سنه ست و وجه عمرا فى سنه ثمان بعد إسلامه بقليل، و كان إسلامه، و إسلام خالد بن الوليد، و عثمان بن طلحه العبدى فى صفر سنه ثمان أقبل من الحبشه حتى أتى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبى زيد: خذ الصدقه من المسلمين و الجزيه من المجوس‏حدثني أبو الحسن المدائني عن المبارك بن فضاله، قال: كتب عمر ابن عبد العزيز إلى عدى بن أرطاه الفزاري عامله على البصره. «أما بعد» فإنى كنت كتبت إلى عمرو بن عبد اللّه أن يقسم ما وجد بعمان من عشور التمر و الحب فى فقراء أهلها، و من سقط إليها من أهل الباديه، و من إضافته إليها الحاجه و المسكنه و انقطاع السبيل، فكتب إلى أنه سأل عاملك قبله عن ذلك الطعام و التمر فذكر أنه قد باعه و حمل إليك ثمنه، فأردد إلى عمرو ما كان حمل إليك عاملك على عمان من ثمن التمر و الحب ليضعه فى المواضع التي أمرته بها و يصرفه فيها إن شاء اللّه و السلام.


قال ابن خرداذبه:


عمان الى مكّه على الساحل:

الطريق من عمان الى مكّه على الساحل: من عمان الى فرق، ثم الى عوكلان، ثم الى ساحل هباه، ثم الى الشحر وهى بلاد الكندر، قال الشاعر اذهب إلى الشحر ودع عمانا إلّا تجد تمرا تجد لبانا ثم الى مخلاف كنده، ثم الى مخلاف عبد الله بن مذحج، ثم الى مخلاف لحج، ثم الى عدن أبين، ثم الى مغاض اللؤلؤ، ثم الى مخلاف بنى مجيد، ثم الى المنجله، ثم الى مخلاف الرّكب، ثم الى المندب، ثم الى مخلاف زبيد، ثم الى غلافقه، ثم الى مخلاف عكّ، ثم الى الحرده، ثم الى مخلاف حكم، ثم الى عثر، ثم الى مرسى ضنكان، ثم الى مرسى حلى، ثم الى السّرّين، ثم الى اغيار، ثم الى الهرجاب، ثم الى الشّعيبه، ثم الى منزل، ثم الى جدّه، ثم الى مكّه.

قال قدامه بن جعفر:


عمان الى مكه: وأما من عمان الى مكة فعلى طريق الساحل المنازل: فرق، عركلان، ساحل مناة بلاد الشحر، مخاليف كندة، مخاليف عبد الله بن مذحج في الاصل: مدحج مخلاف لحج، أبين، عدن، مغاص اللؤلؤ، مخلاف بني مجيد، المنجلة، مخلاف الركب، المندب، مخلاف ربيع زبيد، مخلاف عك، الحردة، مخلاف الحكم، عثر.فمن أراد طريق الجادة أخذ من عثر الى القريتين ثم جاز على طريق الجادة المخاليف، و من أراد الساحل أخذ من عثر الى مرسى ضنكان ثم مرسى حلي، ثم السّرين ثم اغيار، ثم الهرجان، ثم الشعيبة، ثم منزل، ثم جدة، ثم مكة.




قال قدامه بن جعفر ایضا:


و مقاطعة عمان من العين ثلاثمائة ألف دينار.




قال قدامه بن جعفر ایضا:


لما كانت سنة ثمان من الهجرة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا زيد الانصاري، و اسمه فيما ذكر الكلبي، قيس بن يزيد ابن حزام، و قال: غيره غير ذلك، و هو أحد من كان يجمع القرآن على عهد رسول الله عليه السلام الى عمان، وكان الاغلبيين عليها الازد، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي وبعث عمرو بن العاص السهمي، الى عبيد، وجيفر ابني الجلندي، بكتاب منه يدعوهما الى الاسلام، وقال: ان أجاب القوم الى شهادة الحق، وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الامير وابو زيد على الصلاة، وأخذ شرائع الاسلام على الناس، فلما قدم أبو زيد و عمرو، عمان وجدا عبيدا وجيفرا بصحار على ساحل البحر فأوصلا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم اليهما، فأسلما ودعوا العرب هناك الى الاسلام فأجابوا اليه ورغبوا فيه، فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان، الى ان قبض رسول الله. ويقال: ان أبا زيد قدم المدينة قبل ذلك. ثم ارتدت الازد، عند وفاة النبي عليه السلام وعليها لقيط بن مالك ذو التاج، وانحازت الى دبا فوجه أبو بكر اليهم حذيفة بن محصن البارقي من الازد، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي، فواقعا لقيطا ومن معه، فقتلاه وسبيا من أهل دبا سبيا بعثا به الى أبي بكر.

ثم ان الازد رجعت الى الاسلام، وارتدت طوائف من أهل عمان، ولحقوا بالشجر فسار اليهم عكرمة فظفر بهم وأصاب منهم مغنما وقتل منهم بشرا وجمع منهم قوما من مهرة بن حيدان جمعا، فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه وأدوا الصدقة، وولى أبو بكر حذيفة بن محصن عمان فمات أبو بكر وهو وال عليها، ثم صرف و وجه الى اليمن. ولم تزل عمان مستقيمة الامر يؤدي أهلها صدقات أموالهم ويؤخذ ممن بها من الذمة جزية رؤوسهم الى ان كانت خلافة الرشيد، فولاها عيسى بن جعفر بن سلمان بن علي بن العباس فخرج اليها بأهل البصرة، فجعلوا يفجرون بالنساء ويسلبونهن ويظهرون المعازف في طريقهم، فبلغ ذلك أهل عمان، وجلّهم شراة فحاربوه ومنعوه من دخولها. ثم قدروا عليه فقتلوه وصلبوه، و امتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا أمرهم رجلا منهم. وذكر المدائني: ان عمر بن الخطاب كتب الى عامله بقسمة ما يؤخذ من عشور التمر والحب بعمان في فقراء أهلها. ومن سقط اليها من أهل البادية ومن أضافته اليها الحاجة والمسكنة وانقطاع السبل.

قال ابن حوقل:

و عمان ناحيه ذات أقاليم مستقلّه بأهلها فسحه كثيره النخل و الفواكه الجروميّه من الموز و الرمّان و النبق و نحو ذلك و قصبتها صحار و هى على البحر و بها من التجّار والتجاره ما لا يحصى كثره و هى أعمر مدينه بعمان و أكثرها مالا و لا يكاد يعرف على شطّ بحر فارس بجميع الإسلام مدينه أكثر عماره و مالا من صحار و لها مدن كثيره و يقال أنّ حدود أعمالها ثلثمائه فرسخ، و كان الغالب عليها الشراه الى أن وقع بينهم و بين طائفه من بنى سامه بن لؤىّ و هم فى أكثر تلك النواحى فخرج منهم رجل يعرف بمحمّد بن القسم السامىّ الى المعتضد فاستنجده عليهم فبعث معه بابن ثور ففتح عمان للمعتضد وأقام بها الخطبه له وانحازت الشراه الى ناحيه لهم تعرف بنزوى الى يومنا هذا بها إمامهم وبيت مالهم وجماعتهم على غدر فيهم شديد وغيله ظاهره بالجميع، وعمان بلاد حارّه جروميّه و بلغنى أنّ بمكان منها بعيد من البحر ربّما وقع ثلج رقيق و لم أر من شاهد ذلك إلّا بالبلاغ.

قال صاحب حدود العالم:

مدينة عظيمة على ساحل البحر، بها تجار كثيرون، و هي فرضة جميع العالم، و لا توجد في العالم مدينة لتجارها من الثراء ما لتجار عمان. تقع إليها تجارات المشرق و المغرب و الجنوب و الشمال حيث تحمل من هناك إلى الآفاق.

قال المقدسی:


عمان:

ثم مرسى عمان ردىّ مهلك



قال المقدسی ایضا:

مدينه بفلسطين.


قال المقدسی ایضا:


عمان صحار مزون

عمان، صحار، مزون.

قال المقدسی ایضا:

واما عمان فقصبتها صحار و مدنها: نزوه، السّرّ، ضنك حفيت، دبا، سلوت، جلّفار، سمد، لسيا، ملح.



قال المقدسی ایضا:


كوره جليله تكون ثمانين فرسخا في مثلها كلّها نخيل و بساتين عامّه سقياهم من آبار قريبه ينزعها البقر أكثرها في الجبال وأهل هذه المدن التي ذكرنا عرب شراه.


قال المقدسی ایضا:


على سيف الباديه ذات قرى ومزارع رستاقها البلقاء معدن الحبوب والأغنام بها عدّه انهار وأرحيه يديرها الماء ولها جامع ظريف بطرف السوق مفسفس الصحن وقد قلنا انه شبه مكّه.


قال المنجم:


مدينة عمان‏: و هي في الإقليم الثاني. و بعدها عن خط المغرب أربع و ثمانون درجة، و ذلك من الأميال خمسة آلاف و خمسماية و أربعون ميلا. و بعدها عن خط الاستواء، ثلاثون درجة، و ذلك من الأميال ألف و سبعمائة و ثمانون ميلا. و هي على ساحل البحر. و هي حصينة لها أبواب حديد. و بها مياه جارية، و أسواق عامرة، و بساتين و نخيل و موز و سائر الفواكه، و فيها الحنطة و الشعير و الأرز. و بلادها عظيمة، ثمانون فرسخا في مثلها ، سهول‏ و جبال. و بها قصب السّكر. و في رؤوس أهلها الجمم ، و في رؤوس الأشراف القلانس.


قال البکری الاندلسی:


بزيادة ألف و نون على الذي قبله، على وزن فعلان: قرية من عمل دمشق، سمّيت بعمّان بن لوط عليه السلام، الفرزدق:


فحبّك أغشانى بلادا بغيضة إلىّ و روميّا بعمّان أقشرا


و يقال أيضا عمان، بتخفيف الميم؛ و يروى فى حديث النّبيّ صلى اللّه عليه و سلم: ما بين بصرى و عمّان و عمان، صحيحان .. ذكره الخطّابى. فأمّا عمان التى هى فرضة البحر، فمضمومة الأوّل، مخفّفة التالى. و هى مدينة معروفة من العروض، إليها ينسب العمانىّ الراجز، سمّيت بعمان ابن سنان بن إبراهيم، كان أوّل من اختطّها، و ذكر ذلك الشّرقىّ بن القطامىّ.


قال الزمخشری:

مدينه بالشام فأما أرض عُمان فبالتخفيف.


قال الحازمی الهمدانی:


بضمّ العين وتخفيف الميم: اسم كوره، قال الأزهري: عربيه، يقال أعمن، و عمن إذا أتى عمان، و قال رؤبه: نوى شأم بان أو معمّن و قال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال رجل عامن، و عمون و منه اشتق عمان، و يصرف و لا يصرف، و قد جاء ذكرها في غير حديث، و الثناء عليها، ينسب إليها داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه.


قال الحازمی الهمدانی ایضا:



بفتح العين وتشديد الميم: عمان البلقاء من أكناف دمشق، قال ابن الأعرابي: وأما عمان بناحيه الشام يجوز أن يكون فعلان من عم يعم لا ينصرف معرفه وينصرف نكره، و يجوز أن يكون فعالاً من عمن فينصرف في الحالتين إذا عني به البلد، وقد جاء ذكره في حديث الحوض، وينسب إليه أبو الفتح نصر بن مسرور بن محمّد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمّد بن إبراهيم الطرطوسي ونفر سواه.


قال یاقوت الحموی:


بضم أوله، و تخفيف ثانيه، وآخره نون: اسم كوره عربيه على ساحل بحر اليمن و الهند، و عمان في الإقليم الأول، طولها أربع و ثلاثون درجه وثلاثون دقيقه، و عرضها تسع عشره درجه و خمس و أربعون دقيقه، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان کثيره ذات نخل و زروع إلا أن حرها يضرب به المثل، و أكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضيه ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون و ليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمن و عمّن إذا أتى عمان، و قال رؤبه: نوى شآم بان أو معمّن و يقال: أعمن يعمن إذا أتى عمان، قال الممزق و اسمه شاس بن نهار:


أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، و إلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفه كفلت عليهم والكفاله تعتق


و قال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن و عمون و منه اشتق عمان، و قيل: أعمن دام على المقام بعمان، و قصبه عمان: صحار، و عمان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفه والنكره، و من جعله بلده ألحقه بطلحه، و قال الزجاجي: سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، و قال ابن الكلبي: سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينه عمان، و في كتاب ابن أبي شيبه ما يدلّ على أنها المراده في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى و صنعاء و ما بين مكه و أيله و من مقامي هذا إلى عمان، و في مسلم: من المدينه إلى عمان، و فيه ما بين أيله و صنعاء اليمن، و مثله في البخاري، و في مسلم: و عرضه من مقامي هذا إلى عمان، و روى الحسن بن عاديه قال: لقيت ابن عمر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطئ البحر الحجه منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، و عن الحسن: يأتين من كل فجّ عميق، قال: عمان، وعنه، عليه الصلاه والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:


حلفت بحجّ من عمان تحللوا ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّه وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنه من ناسك متعبد يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفه ومصالها


وينسب إلى عمان داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر، وأبو هارون غطريف العماني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمان وسكن البصره، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبه والبصريون.


قال یاقوت الحموی ایضا:

بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، يجوز أن يكون فعلان من عمّ يعمّ فلا ينصرف معرفه و ينصرف نكره، و يجوز أن يكون فعّالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد، و عمان: بلد في طرف الشام وكانت قصبه أرض البلقاء، و الأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا، و في الترمذي: من عدن إلى عمان البلقاء، و البلقاء: بالشام و هو المراد في الحديث لذكره مع أذرح و الجرباء و أيله وكل من نواحي الشام و قيل: إن عمان هي مدينه دقيانوس و بالقرب منها الكهف و الرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، و الله أعلم، و قد قيل غير ذلك، و ذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله: أن لوطا، عليه السّلام، لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زغر ولم ينج غيره، وأخيه و ابنتيه، و توهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلا من أبيهما و عمهما فأسقتاهما نبيذا و ضاجعت كل واحده منهما واحدا فحبلتا و لم يعلم الرجلان بشيء من ذلك و ولدت الواحده ابنا فسمته عمّان أي أنه من عم و ولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب، فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد منهما مدينه بالشام و سماها باسمه، وهما متقاربتان في بريه الشام، و هذا كما تراه ونقلته كما وجدته، والله أعلم بحقه من باطله، و قال أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري: عمان على سيف الباديه ذات قرى و مزارع، و رستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عده أنهار وأرحيه يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس الصحن شبه مكه، وقصر جالوت على جبل يطل عليها، وبها قبر أوريّاء النبيّ، عليه السّلام، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود، عليه السّلام، وهي رخيصه الأسعار كثيره الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبه، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:


أقول بعمّان وهل طربي به إلى أهل سلع، إن تشوّقت، نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضه وبرق تلالا بالعقيقين لامع؟
وإنّ غريب الدار مما يشوقه نسيم الرّياح والبروق اللوامع
وكيف اشتياق المرء يبكي صبابه إلى من نأى عن داره وهو طامع
وقد كنت أخشى، والنوى مطمئنه بنا وبكم، من علم ما الله صانع
أريد لأنسى ذكرها فيشوقني رفاق إلى أرض الحجاز رواجع


و قال الخطيم العكلي اللصّ يذكر عمّان:


أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها وعمّان ما غنّى الحمام وغرّدا
فذاك الذي استنكرت يا أمّ مالك فأصبحت منه شاحب اللون أسودا
وإني لماضي العزم لو تعلمينه، و ركّاب أهوال يخاف بها الرّدى


و ينسب إلى عمان أسلم بن محمد بن سلامه بن عبد الله ابن عبد الرحمن أبو دفافه الكناني العماني، قال الحافظ أبو القاسم: من أهل عمان مدينه البلقاء، قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص العماني المخزومي و محمد بن هارون بن بكار و عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافه سنه 324، و قال الرازي: سنه 325، و أبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي و نفر سواه. و دير عمّان: بنواحي حلب ذكر في الديره، و محمد ابن كامل العماني، روى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي.


قال عبد المومن البغدادی:


بضم أوله، و تخفيف ثانيه، و آخره نون: اسم كورة عربية، على ساحل بحر اليمن فى شرقى هجر، تشتمل على بلدان يضرب بحرّها المثل، و أهلها خوارج إباضية. و عمّان: بالفتح، و التشديد: بلد فى طرف الشام، كان قصبة البلقاء، جاء فى حديث الحوض. و حكى الخطابى فيه تخفيف الميم أيضا. و قيل: إنها مدينة دقيانوس بقربها الكهف و الرقيم.


قال ابن بطوطه:

ثم قصدنا بلاد عمان فسرنا ستة أيام في صحراء ثم وصلنا عمان اليوم السابع و هي خصيبة ذات أنهار وأشجار و بساتين وحدائق و نخل و فاكهة كثيرة مختلفة الأجناس و وصلنا إلى قاعدة هذه البلاد و هي مدينة نَزْوَا. "وضبط اسمها بنون مفتوح و زاي مسكن وواو مفتوح" مدينة في سفح جبل تحف بها البساتين والأنهار. يأتي كل إنسان بما عنده ويجتمعون للأكل في صحن المسجد و يأكل معهم الوارد و الصادر. و لهم نجدة و شجاعة و الحرب قائمة فيما بينهم أبداً و هم إباضية المذهب و يصلون ظهرا أربعاً فإذا فرغوا منها قرأ الإمام آيات من القرآن و نثر كلاماً شبه الخطبة يرضى فيه عن أبي بكر و عمر، و يسكت عن عثمان و علي. و هم إذا أرادوا ذكر علي رضي الله عنه كنوا عنه، فقالوا ذكر عن الرجل أو قال. و يرضون عن الشقي اللعين ابن ملجم، ويقولون فيه العبد الصالح قامع الفتنة. ونساؤهم يكثرون الفساد، ولا غيرة عندهم و لا إنكار لذلك. وسنذكر حكاية إثر هذا مما يشهد بذلك. خبر سلطان عمان: إنه عربي من قبيلة الأزد بن الغوث ويعرف بأبي محمد بن نبهان وأبو محمد عندهم سمة لكل سلطان يلي عمان كما هي أتابك عند ملوك اللور. وعادته أن يجلس خارج باب داره في مجلس هنالك و لا حاجب له ولا وزير ولا يمنع أحداً من الدخول إليه من غريب أو غيره و يكرم الضيف على عادة العرب و يعين له الضيافة و يعطيه على قدره. و له أخلاق حسنة و يؤكل على مائدته لحم الحمار الإنسي ويباع بالسوق لأنهم قائلون بتحليله ولكنهم يخفون ذلك عن الوارد عليهم ولا يظهرونه بمحضره. و من مدن عمان مدينة زكي لم أدخلها. وهي على ما ذكر لي مدينة عظيمة ومنها القريات وشبا وكلبا وخورفكان وصحار وكلها ذات أنهار وحدائق وأشجار ونخل، وأكثر هذه البلاد في عمالة هرمز. كنت يوما عند السلطان أبي محمد بن نبهان فأتته امرأة صغيرة السن حسنة الصورة بادية الوجه فوقفت بين يديه وقالت يا أبا محمد: طغى الشيطان في رأسي فقال لها اذهبي واطردي الشيطان، فقالت له: لا أستطيع وأنا في جوارك يا أبا محمد، فقال لها: اذهبي فافعلي ماشئت. فذكر لي لما انصرفت عنه أن هذه و من فعل مثل فعلها تكون في جوار السلطان وتذهب للفساد ولا يقدر أبوها ولا ذوو قرابتها أن يغيروا عليها و إن قتلوها قتلوا بها لأنها في جوار السلطان. ثم سافرت من بلاد عمان إلى بلاد هرمز.


قال ابن الوردی:

و أرضها مجاورة لأرض الشمال، وهي أرض عامرة كثيرة الخلائق والبساتين والفواكه، إلا أنها بلاد حارة جداً. و ببلاد عمان حية تسمى العربد، و تسمى الكرام، تنفخ و لا تؤذي، فإذا أُخذت و جعلت في إناء وثيق، وأُوثقت رأس ذلك الإناء و سد سداً محكماً، و وضعت في إناء آخر ثان، وأخرجت من بلاد عمان، عدمت من الإناء ولا توجد فيه ولا يعرف كيف ذهبت. وهذا من أعجب العجب. و بهذه الأرض دويبه صغيرة تسمى القراد، إذا عضت الإنسان انتفخ مكانها و دود، ولايزال الدود يسعى في باطن الإنسان المعضوض حتى يموت. و بجبال أرض عمان قرود كثيرة تضر بأهلها ضرراً كثيراً و ربما لا تندفع في بعض الأوقات إلا بالسلاح والعدد الكثيرة لكثرتها؛ و في أرض عمان مغاص اللؤلؤ الجيد؛ و في بحر عمان جزيرة قيس طولها اثنا عشر ميلاً في مثلها. و صاحب هذه الجزيرة تصل مراكبه إلى بلاد الهند و يغزوهم في غالب الأوقات ويغير على كفار الهند. و يحكى أن عنده في الجزيرة المذكورة على مرسى البحر من المراكب التي تسمى السفينات مائتي مركب، و هذه المراكب من عجائب الدنيا وليس على وجه الأرض و متن البحور مثلها أبداً؛ و هي أن المركب الواحد منها منحوت من خشبة واحدة؛ قطعة واحدة، و المركب الواحد منها يسع مائة رجل وخمسين، و بهذه الجزيرة دواب و مواشي و أشجار و فواكه.


قال الحمیری:


بفتح أوله و تشديد الميم، قرية من عمل دمشق، سميت بعمان بن لوط عليه السّلام. و عمان أيضا في مفازة سمرقند خربت في الزمن القديم، و هي مفتوحة العين مشددة الميم، و لبعضهم: أين عمان من قصور عمان.‏


قال الحمیری ایضا:



مضمومة الأول مخففة الميم، مدينة معروفة، سميت بعمان بن سنان بن إبراهيم، كان أول من اختطها، و قال الشاعر: أين عمان من قصور عمان و هي فرضة البحر من العروض، و إليها ينسب العماني الشاعر.و كان عامل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على عمان عباد و جيفر ابنا الجلندى. و بلاد عمان متصلة بأرض مهرة، و هي مجاورة لها من جهة الشمال، و بلاد عمان مستقلة في ذاتها عامرة بأهلها، و هي كثيرة النخل و الفواكه و الموز و الرمان و التين و العنب، و هي بلاد حارة، و ببلاد عمان حية تسمى العربد، و إليها ينسب السكران المعربد و هي حية تنفخ و لا تؤذي. و يحكى أنها أخذت و وضعت في آنية زجاج و توثق من رأسها و أخرجت من بلاد عمان فتفقدت الآنية و لم توجد الحية فيها، و الأخبار بهذا شائعة. و بعمان أيضا دويبة تسمى القراد إذا ظفرت بجارحة من الإنسان عضته، فلا تزال عضتها تربو و تتزايد إلى أن تتقيح و تتدود، و لا يزال ذلك الدود يسعى في جوف الإنسان حتى يموت. و بجبال عمان قردة كثيرة تضر بأهلها اضرارا كليا، و ربما اجتمع منها العدد حتى لا يطاق دفاعها إلا بالخروج إليها بالسهام و السلاح العام، و حينئذ يقدر على دفاعها. و يتصل بأرض عمان من جهة المغرب و مع الشمال أرض اليمامة. و بلاد عمان ثمانون فرسخا، فما والى البحر منها سهول و رمال، و ما تباعد منه حزون و جبال، و لها عدة مدن، و [مدينة] عمان حصينة على ساحل البحر، و من الجانب الآخر جبل فيه مياه سائحة قد أجريت إلى المدينة، و هي كثيرة النخل و البساتين و ضروب الفواكه كما قلناه، و طعامهم الحنطة و الشعير و الأرز و الجاورس. و كان الذي أجرى الماء من الجبل إلى المدينة رجل مجوسي يقال له أبو الفرج، كان له من الصامت ثمانمائة كنجلة دنانير كل كنجلة تسعة أمناء ، و هو الذي اتخذ بعمان خانات للتجار مفروشة مكان الآجر باللبن المتخذة من نحاس، في كل لبنة من مائة إلى مائة و خمسين منا. و خراج أهل عمان على المقاطعة ثمانون ألف دينار. و في الأمثال: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان. و أهدى صاحب عمان إلى الكعبة بعد العشرين و الأربعمائة محاريب، زنة المحراب أزيد من قنطار فضة، و قناديل فضة في نهاية الإحكام، و سمرت المحاريب في جوف الكعبة [مما] يقابل بابها، و ذلك إثر أخذ أمير مكة أبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسيني لحليّ الكعبة من المحاريب و غيرها. و عمان بها أبواب حديد، و بها مياه و أسواق و موز كثير و نهر جار و نخيل و سائر الفواكه، و هي فرضة الصين، و بها مرفأ الصين، و تحمل من سيراف الأمتعة إليها و الحمولة في قوارب ثم توقر السفينة العظيمة حتى تلجج في البحر العظيم فتسير بالريح الطيبة مقدار أربعين يوما إلى خمسين يوما حتى تنتهي إلى مدينة تسمى الشحر. و حكي أن رجلا عمانيا ورد مكة بلؤلؤتين لم ير مثلهما فباعهما بألفي دينار ذهبا من رجل سمرقندي و خرج من مكة في يومه، فلما كان بعد عدة أيام قدم من قبل صاحب عمان رسول يطلب الذي باع اللؤلؤتين و يذكر أنهما سرقتا من قصره، فطلب المشتري فعمي أثره و خفي خبره، و وصل بهما إلى مدينة دمشق فأهدى إحداهما إلى صاحبها فأعطاه بها عشرة آلاف دينار ثم سار إلى سمرقند فأهدى الثانية إلى صاحبها فكافأه عليها بخمسة عشر ألف دينار، فهاتان اللؤلؤتان من مغاص عمان و ما والاها من هذه المواضع.

المصادر:

↑ بلاذری، فتوح البلدان، ص83، ص١١٢-١١١.
↑ ابن خردادبه، المسالک و الممالک، ص١٤٧.
↑ قدامه بن جعفر، الخراج و صناعه الکتاب، ص٨٦، ص٢٣؛ ص١٨1، ص١٦١؛ ص٢٧٧-٢٧٦.
ابن حوقل، صوره الارض، ص٤٤.
حدود العالم، ص١٧٣.
المقدسی، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم، ص 12، ٢٨، 30، 70، 93 و 175، المجلد١، ص 18، ٤٠ ، 42، 103، 132 و 245.
اسحاق بن الحسین المنجم، آکام المرجان فی ذکر المدائن المشهوره فی کل مکان، ص٥٠-٤٩.
البکری الاندلسی، معجم ما استعجم من اسماء البلاد و المواضع، المجلد٣، ص٩٧١.
زمخشری، الجبال و الأمکنه و المیاه، ص٢٢٦.
الحازمی الهمدانی، الاماكن او ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنه، ص٦٨٩.
یاقوت الحموی، معجم البلدان، جلد٤، صص١٥٠-151.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع، المجلد٢، ص٩٥٩.
ابن بطوطه، رحله ابن بطوطه، جلد١، ص٢٠٨، المجلد١، ص٣٣٢-٣٣١.
ابن الوردی البكري القرشي، المعري ثم الحلبي، خريده العجائب وفريده الغرائب، ص١٦٠.
ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری، الروض المعطار فی خبر الاقطار، ص٤١٢.
.................................................. .................................................. ...........................


تم الانتهاء من البحث بحمدلله ..