کیش(قيس)

قال یاقوت الحموی:


هو تعجيم قيس: جزيره في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس، وقد ذكرتها في قيس، وتعد في أعمال عمان، وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي قاضيها، كان من أهل البصره، يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما، روى عنه يحيى بن سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقه، وليس بالمكّيّ.

قال القزوینی:

جزيرة في بحر فارس دورها أربعة فراسخ، ومدينتها حسنة مليحة المنظر، ذات سور وأبواب وبساتين وعمارات، وهي مرفأ مراكب الهند والفرس ومنقلب التجارة ومتجر العرب والعجم. شربها من الآبار ولخواص الناس صهاريج.

وحولها جزائر كلها لصاحب قيس، لكنها في الصيف أشبه شيء ببيت حمام حار شديدة السخونة، وفي هذا الوقت يطول جلد خصي الناس حتى يصير ذراعاً، فيرى كل أحد يتخذ كيساً فيه عفص مسحوق وقشر رمان ويترك خصيتيه فيه حتى لا تطول صفته.

يجلب منها كل أعجوبة وقعت في بلاد الهند. وكان ملكها في قوم ورثوها إلى أن ملك منهم ظالم يظلمهم، فخامروه وبعثوا إلى صاحب هرمز فطلبوه، فجاء الهرمزي ملكها وكان يظلم أفحش من ظلم القيسي، فخامروه وبعثوا إلى صاحب شيراز فطلبوه، فجهز عسكراً بعثهم في مراكب وخرج عسكر الهرمزي لقتالهم في مراكب، فنزلوا في سيرهم على نشز للاستراحة، فوصلت مراكب الفرس وهم على النشز فاضرموا النار في مراكب الهرامزة وساروا نحو قيس وملكوها بأسهل طريق، وكانت الهرامزة أقوى من الفرس وأعرف بقتال البحر إلا أن جدهم قعد بهم.

قال عبد المومن البغدادی:

و قيس:

جزيرة فى بحر عمان، و تسمى كيش ، دورها أربعة فراسخ: مدينة مليحة للنظر ذات بساتين و عمارات جيّدة، و هى مرفأ مراكب الهند و برّ فارس، و بها مغاص اللؤلؤ.

قال عبد المومن البغدادی ایضاً:


كيس

تعجيم قيس: جزيرة فى وسط البحر تعدّ من أعمال فارس، و تعدّ من أعمال عمان.


قال ابن بطوطه:


وتسمى أيضا بسيراف وهي على ساحل بحر الهند المتصل ببحر اليمن وفارس وعدادها في كوار فارس مدينة لها انفساح وسعة طيبة البقعة في دورها بساتين عجيبة فيها الرياحين والأشجار الناضرة وشرب أهلها من عيون منبعثة من جبالها وهم عجم من الفرس أشراف وفيهم طائفة من عرب بني سفاف وهم الذين يغوصون على الجوهر. مغاص الجوهر:

يقع مغاص الجوهر فيما بين سيراف والبحرين في خور راكد مثل الوادي العظيم، فإذا كان شهر إبريل وشهر مايو تأتي إليها القوارب الكثيرة فيها الغواصون وتجار فارس والبحرين والقطيف ويجعل الغواص على وجهه مهما أراد أن يغوص شيئا يكسوه من عظم الغليم، وهي السلحفاء ويصنع من هذا العظم أيضاً شكلاً شبه المقراض يشده على أنفه ثم يربط حبلا في وسطه ويغوص ويتفاوتون في الصبر في الماء فمنهم من يصبر الساعة والساعتين فما دون ذلك فإذا وصل إلى قعر البحر يجد الصدف هنالك فيما بين الأحجار الصغار مثبتا في الرمل فيقتلعه بيده أو يقطعه بحديدة عنده معدة لذلك ويجعلها في مخلاة جلد منوطة بعنقه فإذا ضاق نفسه حرك الحبل فيحس به الرجل الممسك للحبل على الساحل فيرفعه إلى القارب فتؤخذ منه المخلاة ويفتح الصدف فيوجد في أجوافها قطع لحم تقطع بحديدة فإذا باشرت الهواء جمدت فصارت جواهر1 فيجمع جميعها من صغير أو كبير فيأخذ السلطان خمسة والباقي يشتريه التجار الحاضرون بتلك القوارب وأكثرهم يكون له الدين على الغواصين فيأخذ الجواهر في دينه، أو ما وجب له منه. ثم سافرنا من سيراف إلى مدينة البحرين.

قال الحمیری:


جزيرة في وسط البحر، بحر فارس، و هي جزيرة مربعة طولها اثنا عشر ميلا في مثل ذلك عرضا، و كان وليها عامل من اليمن فحصنها و أحسن إلى أهلها، و عمرها و أنشأ بها اسطولا فغزا به بلاد اليمن الساحلية و أضر بالمسافرين و التجار، و لم يترك لأحد مالا، و أضعف البلاد و انقطع بذلك السفر من عمان إلى عدن ، و كان يغزو بهذا الاسطول مدينة الزابج ، و أهل الهند يخافونه و يهابون شرّه و يواسونه بالمراكب التي يكون طول المركب منها طول الغراب الكامل من عود واحد يجذف فيه مائتا رجل، و كان عنده من هذه المراكب المنحوتة خمسون مركبا، كل واحد منها من قطعة واحدة، و عنده من سائر المراكب الملفقة جملة، و ليس لأحد به طاقة. و لمدينة كيش زروع و أغنام و أبقار و كروم، و بها مغايص للؤلؤ الجيد.

المصادر:

یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، المجلد ٤، ص ٤٩٧.
القزوینی ، اثار البلاد و اخبار العباد ، ص ٢٤٣، ص ٢٩٨.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ٣، ص ١١٣٩، ١١٩٢.
ابن بطوطه ، رحله ابن بطوطه ، المجلد ١، ص ٢١٣- 214، المجلد ١، ص ٣٣٩.
ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٥٠٥.