النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: قراءة تاريخية بين اقليم فارس و اقليم الاحواز..

العرض المتطور

    Untitled Document
  1. #1
    مساهم فعال جداً
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 164

    افتراضي

    والان وقد انتهينا من معرفة موقع و حدود اقليم خوزستان (الاهواز)..

    نريد معرفة موقع وحدود اقليم فارس ..ونرجع مجددا للكتب التاريخية والجغرافية القديمة ..

    فارس

    قال البلاذری:

    فتح كور فارس و كرمان‏‏:


    قالوا: كان العلاء بن الحضرمي و هو عامل عمر بن الخطاب على البحرين وجه هرثمه بن عرفجه البارقي من الأزد، ففتح جزيره فى البحر مما يلي فارس، ثم كتب عمر إلى العلاء أن يمد به عتبه بن فرقد السلمى ففعل، ثم لما ولى عمر عثمان بن أبى العاصي الثقفي البحرين و عمان فدوخهما و اتسقت له طاعه أهلهما وجه أخاه الحكم بن أبى العاصي فى البحر إلى فارس فى جيش عظيم من عبد القيس و الأزد و تميم و بنى ناجيه و غيرهم، ففتح جزيره أبر كاوان، ثم صار إلى‏ توج و هي من أرض أردشير خره، و معنى أردشير خره بهاء أردشير، و فى روايه أبى مخنف: أن عثمان بن أبى العاصي نفسه قطع البحر إلى فارس فنزل توج ففتحها و بنى بها المساجد و جعلها دارا للمسلمين و أسكنها عبد القيس و غيرهم فكان يغير منها على أرجان و هي متاخمه لها، ثم أنه شخص عن فارس إلى عمان و البحرين لكتاب عمر إليه فى ذلك و استخلف أخاه الحكم، و قال غير أبى مخنف: أن الحكم فتح توج و أنزلها المسلمين من عبد القيس و غيرهم سنه تسع عشره، و قالوا: أن شهرك مرزبان فارس و واليها أعظم ما كان من قدوم العرب فارس و اشتد عليه و بلغته نكايتهم و بأسهم و ظهورهم على كل من لقوه من عدوهم فجمع جمعا عظيما و سار بنفسه حتى أتى راشهر من أرض سابور و هي بقرب توج، فخرج إليه الحكم بن أبى العاصي و على مقدمته سوار بن همام العبدى فاقتتلوا قتالا شديدا و كان هناك واد قد و كل به شهرك رجلا من نقابه فى جماعه و أمره أن لا يجتازه هارب من أصحابه إلا قتله فأقبل رجل من شجعاء الأساوره موليا من المعركه، فأراد الرجل قتله، فقال له: لا تقتلني فإنما نقاتل قوما منصورين: اللّه معهم، و وضع حجرا فرماه ففلقه، ثم قال: أ ترى هذا السهم الذي فلق الحجر و اللّه ما كان ليخدش بعضهم لو رمى به، قال: لا بد من قتلك: فبينا هو فى ذلك إذ أتاه الخبر بقتل شهرك و كان الذي قتله سوار ابن همام العبدى حمل عليه فطعنه فأرداه عن فرسه و ضربه بسيفه حتى فاضت نفسه و حمل ابن شهرك على سوار فقتله، و هزم اللّه المشركين و فتحت راشهر عنوه، و كان يومها فى صعوبته و عظيم النعمه على المسلمين فيه كيوم القادسيه و توجه بالفتح إلى عمر بن الخطاب عمرو بن الأهتم التميمي، فقال:
    جئت الإمام باسراع لأخبره بالحق من خبر العبدى سوار
    أخبار أروع ميمون نقيبته مستعمل فى سبيل اللّه مغوار

    و قال بعض أهل توج:

    أن توج مصرت بعد مقتل شهرك و اللّه أعلم، قالوا: ثم أن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه كتب إلى عثمان بن أبى العاصي فى إتيان فارس فخلف على عمله أخاه المغيره، و يقال: هو حفص بن أبى العاصي و كان جزلا و قدم توج فنزلها فكان يغزو منها ثم يعود إليها، و كتب عمر إلى أبى موسى و هو بالبصره يأمره أن يكانف عثمان بن أبى العاصي و يعاونه فكان يغزو فارس من البصره ثم يعود إليها، و بعث عثمان بن أبى العاصي هرم بن حيان العبدى إلى قلعه يقال لها شبير ففتحها عنوه بعد حصار و قتال. و قال بعضهم: فتح هرم قلعه الستوج عنوه و أتى عثمان جره من سابور ففتحها و أرضها بعد ان قاتله أهلها صلحا على أداء الجزيه و الخراج و نصح المسلمين، و فتح عثمان بن أبى العاصي كازرون من سابور و غلب على أرضها، و فتح عثمان النوبندجان من سابور أيضا و غلب عليها و اجتمع أبو موسى و عثمان بن أبى العاصي فى آخر خلافه عمر رضى اللّه عنه ففتحا أرجان صلحا على الجزيه و الخراج و فتحا شيراز و هي من أرض أردشير خره على أن يكونوا ذمه يؤدون الخراج إلا من أحب منهم الجلاء و لا يقتلوا و لا يستعبدوا، و فتحا سينيز من أرض أردشير خره و ترك أهلها عمارا للأرض، و فتح عثمان حصن جنابا بأمان، و أتى عثمان بن أبى العاصي درابجرد، و كانت شادر و أن علمهم و دينهم و عليها الهربذ فصالحه الهربذ على مال أعطاه إياه و على أن أهل درابجرد كلهم أسوه من فتحت بلاده من أهل فارس، و اجتمع له جمع بناحيه جهرم ففضهم، و فتح أرض جهرم ، و أتى عثمان فصالحه عظيمها على مثل صلح درابجرد، و يقال أن الهربذ صالح عليها أيضا، و أتى عثمان بن أبى العاصي مدينه سابور فى سنه ثلاث و عشرين و يقال فى سنه أربع و عشرين قبل أن تأنى أبا موسى ولايته البصره من قبل عثمان بن عفان فوجد أهلها هائبين للمسلمين و رأى أخو شهرك‏ فى منامه كأن رجلا من العرب دخل عليه فسلبه قميصه فنخب ذلك قلبه فامتنع قليلا ثم طلب الأمان و الصلح، فصالحه عثمان على أن لا يقتل أحدا و لا يسبيه، و على أن تكون له ذمه و يعجل مالا. ثم أن أهل سابور نقضوا و غدروا ففتحت فى سنه ست و عشرين فتحها عنوه أبو موسى و على مقدمته عثمان ابن أبى العاصي.

    و قال معمر بن المثنى و غيره: كان عمر بن الخطاب أمر أن يوجه الجارود العبدى سنه اثنتين و عشرين إلى قلاع فارس فلما كان بين جره و شيراز تخلف عن أصحابه فى عقبه هناك سحرا لحاجته و معه أدوات فأحاطت به جماعه من الأكراد فقتلوه فسميت تلك العقبه عقبه الجارود.

    قالوا: و لما ولى عبد اللّه بن عامر بن كريز البصره من قبل عثمان بن عفان بعد أبى موسى الأشعرى سار إلى إصطخر فى سنه ثمان و عشرين فصالحه ماهك عن أهلها، ثم خرج يريد جور، فلما فارقها نكثوا و قتلوا عامله عليهم، ثم لما فتح جور كر عليهم ففتحها، قالوا: و كان هرم بن حيان مقيما على جور و هي مدينه أردشير خره، و كان المسلمون يعانونها ثم ينصرفون عنها 2/543 فيعاونون إصطخر و يفزون نواحي كانت تنتقض عليهم، فلما نزل ابن عامر بها قاتلوه ثم تحصنوا ففتحها بالسيف عنوه، و ذلك فى سنه تسع و عشرين و فتح ابن عامر أيضا السكاريان و فشجاتن، و هي الفيشجان من درابجرد و لم تكونا دخلتا فى صلح الهربذ و انتقضتا.

    و حدثني جماعه من أهل العلم:

    أن جور غزيت عده سنين فلم يقدر عليها حتى فتحها ابن عامر، و كان سبب فتحها أن بعض المسلمين قام يصلى ذات ليله و إلى جانبه جراب له فيه خبز و لحم، فجاء كلب فجره وعدا به حتى دخل المدينه من مدخل لها خفى فظاهر المسلمون بذلك المدخل حتى دخلوا منه و فتحوها، قالوا: و لما فرغ عبد اللّه بن عامر من فتح جور كر على أهل إصطخر و فتحها عنوه بعد قتال شديد و رمى بالمناجيق و قتل بها من الأعاجم أربعين ألفا و أفنى أكثر أهل البيوتات و وجوه الأساوره، و كانوا قد لجأوا إليها، و بعض الرواه يقول أن ابن عامر رجع إلى إصطخر حين بلغه نكثهم ففتحها ثم صار إلى جور و على مقدمته هرم بن حيان ففتحها، و روى الحسن بن عثمان الزيادي أن أهل إصطخر غدروا فى ولايه عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما العراق لعلى رضى اللّه عنه ففتحها.

    و حدثني العباس بن هشام عن أبيه عن أبى مخنف، قال: توجه ابن عامر إلى إصطخر ، و وجه على مقدمته عبيد اللّه بن معمر التيمي فاستقبله أهل إصطخر برامجرد فقاتلهم فقتلوه فدفن فى بستان برامجرد ، و بلغ ابن عامر الخبر فأقبل مسرعا حتى واقعهم و على ميمنته أبو برزه نضله بن عبد اللّه الأسلمى، و على ميسرته معقل بن يسار المزني، و على الخيل عمران بن الحصين الخزاعي و على الرجال خالد بن المعمر الذهبي فقاتلهم فهزمهم حتى أدخلهم إصطخر و فتحها اللّه عنوه، فقتل فيها نحوا من مائه ألف و أتى درابجرد ففتحها و كانت منتقضه ثم وجه إلى كرمان حدثني عمر الناقد، قال: حدثنا مروان بن معاويه الفزاري عن عاصم الأحول عن فضيل بن زيد الرقاشي، قال: حاصرنا شهرياج شهرا جرارا و كنا ظننا إنا سنفتحها فى يومنا فقاتلنا أهلها ذات يوم و رجعنا إلى معسكرنا و تخلف عبد مملوك منافرا ظنوه فكتب لهم أمانا و رمى به إليهم فى سهم، قال: فرحنا للقتال و قد خرجوا من حصنهم، فقالوا: هذا أمانكم، فكتبنا بذلك إلى عمر فكتب إلينا أن العبد المسلم من المسلمين ذمته كذمتهم فلينفذ أمانه فأنفذناه.

    و حدثني القاسم بن سلام، قال: حدثنا أبو النضر عن شعبه عن عاصم‏ عن الفضيل، قال: كنا مصافى العدو بسيراف ثم ذكر نحو ذلك. و حدثنا سعدويه، قال: حدثنا عباد بن العوام عن عاصم الأحول عن الفضيل بن زيد الرقاشي، قال: حاصر المسلمون حصنا فكتب عبد أمانا و رمى به إليهم فى مشقص فقال المسلمون: ليس أمانه بشي‏ء، فقال القوم: لسنا نعرف الحر من العبد، فكتاب بذلك إلى عمر، فكتب أن عبد المسلمين منه ذمته ذمتهم.

    و أخبرنى بعض أهل فارس:

    أن حصن سيراف يدعى سوريانج فسمته العرب شهرياج، و بفسا قلعه تعرف بخرشه بن مسعود من بنى تميم، ثم من بنى شقره كان مع ابن الأشعث فتحصن فى هذه القلعه، ثم أو من فمات بواسط و له عقب بفسا.

    قال ابن خردادبه:

    زموم الاكراد بفارس:

    وهى اربعه زموم وتفسير الزموم محالّ الاكراد فمنها زمّ الحسن بن جيلويه يسمّى البازنجان من شيراز على اربعه عشر فرسخا، وزمّ اردام بن جواناه من شيراز على ستّه وعشرين فرسخا، وزمّ القاسم ابن شهربراز يسمّى الكوريان من شيراز على خمسين فرسخا، وزمّ الحسن بن صالح يسمّى السّوران من شيراز على سبعه فراسخ

    وكور فارس خمس كور:

    اصطخر، و سابور، و أردشير خرّه، و درابجرد، و أرّجان، و فسا، وهى مائه وخمسه وخمسون فرسخا فى مائه وخمسين فرسخا، وخراج فارس بالكفايه ثلثه وثلثون الف الف درهم وخبّرنى الفضل بن مروان انه قبّلها بخمسه وثلثين الف الف درهم بالكفايه على انه لا مؤونه على السلطان وكانت الفرس قسّطت على كور فارس اربعين الف الف درهم مثاقيل

    الطريق من شيراز الى كرمان ثم الى سجستان من شيراز الى الراديان سبعه فراسخ، ثم الى خرّمه فرسخان، ثم الى البرانجان اربعه فراسخ، ثم الى كند ستّه فراسخ، ثم الى الحيره ستّه فراسخ، ثم الى بئر عقبه خمسه فراسخ، ثم الى الميسكانان ثمانيه فراسخ، ثم الى صاهك ثمانيه فراسخ، ثم الى سروشك سبعه فراسخ، ثم الى شهر بابك سبعه فراسخ، ثم الى قصر النعمان ثمانيه فراسخ، ثم الى قريه أبان اربعه فراسخ، ثم الى المرجان اربعه فراسخ، ثم الى بيمند من كرمان

    قال ابن خردادبه ایضاً:


    الطريق من فارس الى اصبهان:

    من فارس الى كام فيروز خمسه فراسخ، ثم الى كورد خمسه فراسخ، ثم الى تجاب اربعه فراسخ، ثم الى سمارم خمسه فراسخ، ثم الى سياه خمسه فراسخ، ثم الى البورجان سبعه فراسخ، ثم الى كيبالى ستّه فراسخ، ثم الى خان الابرار، ثم الى اصبهان

    قال قدامه بن جعفر:


    ونتبع الأحواز بفارس، وهي خمس كور، أولها من حد الأحواز ، كورة أرجان ، كورة اردشير، كورة دار بجرد ، كورة اصطخر، كورة سابور. وسواحل فارس مهروبان، و سينيز ، و جنايا، و توج، و سيراف. وارتفاع فارس وحده من الورق أربعة وعشرون ألف ألف درهم.



    قال قدامه بن جعفر ایضاً:

    فارس: أربعة وعشرون ألف ألف درهم.

    قال قدامه بن جعفر ایضاً:

    وولي الحجاج، قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي، فارس و كرمان، وكان قبيصة بن مخارق من أصحاب النبي عليه السلام، وهو الذي كان انتهى الى نهر فلم يقدر أصحابه على اجازته، فقال: من أجازه فله ألف درهم فجازوه فوفى لهم فكان ذلك أول ما سميت به الجائزة جائزة. فقال الجحاف بن حكيم السلمي:
    فدى للاكرمين بنى هلال على علاتهم أهلي ومالي
    هم سنّوا الجوائز في معد فصارت سنة أخرى الليالي
    رماحهم تزيد على ثمان وعشر حين تختلف العوالي
    [۳]

    قال المسعودی:

    وأخوهم[طسم، جدیس و عملیق] أميم بن لاوذ نزل أرض فارس، وسنذكر في باب تنازع الناس في أنساب الفرس من هذا الكتاب من ألحق كيومرث بأميم، وقيل: إن أميما نزل ارض وَبار وهي التي غلبت عليها الجن على ما زعم الأخباريون من العرب.

    قال المسعودی ایضا:

    ثم إن ملوك العالم تتفاوت مراتبها ولا تتساوى، وقد قال ذو عناية بأخبار العالم وملوكهم في شعر له يصف جملا من مراتب ملوك العالم وممالكهم وأسمائهم:
    الدار داران: إيوان وغمدان، والملك مُلْكان: ساسان وقحطان
    والأرض فارس، والإقليم بابل، وال إسلام مكة، والدنيا خراسان
    والجانبان العليان اللذا حسنا منها بخارى وبلخ الشاهداران
    والبيلقان وطبرستان فارزها والري شروانها، والجيل جيلان
    قد رتب الناس فيها في مراتبهم فمرزبان، وبطريق، وطرخان
    للفرس كسرى، وللروم القياصر، وال حبش النجاشيُّ، والاتراك خاقان
    [۴]


    قال الاصطخری:

    وأما فارس فالذى يحيط بها مما يلى الشرق حدود كرمان، ومما يلى الغرب كور خوزستان و أصبهان، ومما يلى الشمال المفازه التى بين فارس و خراسان وبعض حدود أصبهان، ومما يلى الجنوب بحر فارس، وصوره فارس على التربيع إلا من الزاويه التى تلى أصبهان، والزاويه التى تلى كرمان مما يلى المفازه، وفى الحد الذي يلاصق البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره، وإنما وقع فى زاويتيها مما يلى كرمان و أصبهان زنقه، لأن من شيراز وهى وسط فارس إليهما من المسافه نحو نصف ما بين شيراز و خوزستان وبين شيراز و جروم كرمان. قد صوّرت بلاد فارس بحدودها، ولم أصوّر فيها رستاقا لانتشار ذلك وكثرته، ولا الجبال لأنه ليس بفارس بلد إلا وبه جبل، أو يكون الجبل منه بحيث تراه إلا اليسير، وما صوّرت فيها إلا مدينه لها منبر مذكور مشهور ، وقد ذكرت فى الرساله ما يعلم من قرأها موضع كل كوره برساتيقها ومواضع المدن بها إن شاء الله تعالى.

    ذكر ما بفارس من الكور والمدن والزموم والأحياء والحصون وبيوت النيران والأنهار والبحار :

    كور فارس خمس فأوسعها عرصه وأكثرها مدنا ونواحى كوره اصطخر، ومدينتها اصطخر، وهى أكبر مدينه بهذه الكوره، وتليها فى الكبر كوره أردشير خرّه، ومدينتها جور، ويدخل فى هذه الكوره قباذخرّه، وبكوره أردشير خرّه مدن هى أكبر من جور مثل شيراز و سيراف، وإنما صارت جور هى مدينه أردشير خرّه لأنها بناء أردشير

    ودار ملكه شيراز وإن كانت قصبه فارس كلها وبها الدواوين ودار الإماره فهى مدينه محدثه فى الإسلام، وتليها فى الكبر كوره دارابجرد ومدينتها دارابجرد ، و فسا هى أكبر مدنها وأعمر، غير أن الكوره منسوبه إلى دار الملك، ومدينته التى ابتناها لهذه الكوره دارابجرد ، وتليها فى الكبر أرّجان ومدينتها العظمى أرّجان، وليس بهذه الكوره مدينه أكبر من أرّجان ، وتليها فى الكبر كوره سابور وهى أصغر كور فارس ومدينتها سابور ، وبهذه الكوره مدن هى أكبر منها مثل النّوبنجان و كازرون، ولكن هذه الكوره تنسب إلى سابور ، لأن سابور الملك هو الذي بنى مدينه سابور.

    وأما زمومهافهى خمسه: وأكبرها زمّ جيلويه ويعرف بزمّ الزميجان ، ثمّ الذي يلى هذا الزّم فى الكبر زمّ أحمد بن الليث ويعرف باللّوالجان، ويلى ذلك فى الكبر زمّ الحسين بن صالح ويعرف بزمّ الديوان، ثم زمّ شهريار ويعرف بزمّ البازنجان، والبازنجان الذين فى حدود أصبهان ناقله من هذا الزمّ، وزمّ أحمد بن الحسن ويعرف بزمّ الكاريان وهو زمّ أردشير.

    وأما أحياء الأكراد فإنها تكثر فى الإحصاء، غير أنهم بجميع فارس يقال إنّهم يزيدون على خمسمائه ألف بيت شعر، ينتجعون المراعى فى المشتى والمصيف على مذاهب العرب، ويخرج من بيت واحد من الأرباب والأجراء والرعاء واتباعهم ما بين رجل واحد إلى عشره من الرجال ونحو ذلك، وسأذكر من أسامى أحيائهم ما يحضرنى ذكره على أنهم لا يتقصّون فى العدد إلا من ديوان الصدقات .

    وأما أنهارها الكبارالتى تحمل السفن إذا أجريت فيها فانها:

    نهر طاب ونهر شيرين ونهر الشّاذ كان ونهر درخيد ونهر الخوبذان ونهر رتين ونهر سكّان ونهر جرشيق ونهر الإخشين ونهر كرّ ونهر فرواب ونهر تيرزه.

    وأما بحارها فإنها بحر فارس و بحيره البختكان و بحيره دشت أرزن و بحيره التوّز و بحيره الجوبانان و بحيره جنكان.

    وأما بيوت نيرانها :

    فإنها لا تخلو ناحيه ولا مدينه بفارس إلا القليل من بيوت النيران، والمجوس أكثر ملل أهل الكتاب بها، ولهم من هذه البيوت بيوت يفضّلونها فى التعظيم، وسنذكر ذلك.

    وأما حصونها:

    فإن فى عامّه نواحى فارس حصونا، بعضها أمنع من بعض وأكثرها بناحيه سيف بنى الصّفار.

    وسأفصل كل ما ذكرته مجملا، فأبتدىء بذكر ما فى كل كوره من النواحى التى تشتمل على القرى، وشهرت فى الدواوين بأعمال مفرده، ورساتيق مستقله بضياعها، فمنها ما يخلو من المنابر ومنها ما بها منابر، وربّ كوره هى أكبر وأعرض ومدنها ونواحيها فى التسميه أقل مما هى أصغر منها، ثم اتبع ذلك بتفصيل كل ما ذكرته مجملا إن شاء الله.

    نواحى كوره اصطخر:

    ناحيه يزد وهى أكبر ناحيه منها، وبها من المدن كثه وهى القصبه، و ميبد و نائين و الفهرج وليس فى هذه النواحى كلها ناحيه بها أربع منابر غير هذه الناحيه، وناحيه الرّوذان كانت من كرمان فحولت إلى فارس، ويكون مقدار هذه الناحيه فى الطول نحوا من ستين فرسخا، و أبرقوه ومدينتها أبرقوه ، و إقليد ومدينتها إقليد ، و السّرمق، ومدينتها السّرمق، و الجوبرقان ومدينتها مشكان، و الأرخمان ومدينتها الأرخمان ، و جارين ليس بها منبر، و قوين ليس بها منبر، و طرخنيشان ليس بها منبر، و بوّان ومدينتها المريزجان، و الرّهنان ليس بها منبر، و برم مدينتان: أباذه وهى قريه عبد الرحمن و مهرزنجان ، و خوزستان وليس بها منبر، و البودنجان ومدينتها البودنجان - وهى قريه الآس، و صاهك الكبرى ولها منبر ، و صاهك الصغرى ليس بها منبر، و مروسف ليس بها منبر، و شهر فاتك ومدينتها شهر فاتك ، و هراه ومدينتها هراه ، و الروذان ومدينتها الروذان وبها من المدن أبان و أناس و خبر، و الأذكان ومدينتها الأذكان ، و سرشك وليس بها منبر، و الراذان ليس بها منبر، و البيضاء ومدينتها البيضاء ، و هزار ومدينتها هزار ، و مائين ومدينتها مائين ، و أبرج ومدينتها أبرج ، و نوبه ليس بها منبر، و رامجرد وليس بها منبر، و الطسّوج ومدينتها خرّمه، و الحيره وبها منبر، و الكاسكان وليس بها منبر، و المهرجاسقان ليس بها منبر، و جفوز ليس بها منبر، و حمر ليس بها منبر، و الفاروق ليس بها منبر، و السرواب وبها منبر، و كمين وبها منبر، و الرون ليس بها منبر، و الأرد ومدينتها بجّه، و كرد ومدينتها كرد ، و كلّار ليس بها منبر، و سروستان ليس بها منبر، و الأوسبنجان ليس بها منبر، و السّردن ومدينتها اللّورجان، و أسلان ليس بها منبر، و البامان ليس بها منبر، و الخمايجان السفلى ليس بها منبر.

    وأما نواحى كوره أردشير خرّه :

    فإن شيراز هى مستقر العمال، ولها ثلاثه عشر طسّوجا، فى كل طسّوج قرى وعمارات متصله، ينفرد كل طسوج بعمل فى الديوان مفرد، منها طسوج كفره العليا وطسّوج كفره السفلى طسّوج كبير، وطسّوج جويم، وطسّوج الدسكان، وطسوج تنبوك، وطسوج الكارنيان، وطسّوج الأشاربانان، وطسوج ابنديان، طسوج شاهمرنك، وطسوج شهرستان، وطسوج الطيريان، وطسوج خان، وبهذه الطساسيج منبران: أحدهما شيراز- وهى محدثه فى الإسلام من هذه الطساسيج: من الشاهمرنك ومن الطيريان ومن اشاربانان ومن التنبوك ومن الكارنيان، وموضع المسجد الجامع والأسواق من الشاهمرنك ، وموضع دار الأماره من الإشاربانان ، و جويم بها منبر، وسائر نواحى أردشير خرّه:

    جور ومدينتها جور ، و ميمند ومدينتها مائين، و الصّيمكان ومدينتها الصّيمكان ، و خوار ليس بها منبر، و الفرجان وليس بها منبر، و الباسجان وليس بها منبر، و الخنيفغان ليس بها منبر، و خبر وبها منبر، وهى غير خبر كوره اصطخر، و الباذوان ليس بها منبر، و خورستان ومدينتها خورستان ، و الفوسجان ومدينتها الفوسجان ، و همند ليس بها منبر، وجيبرين ليس بها منبر، و هرمز ليس بها منبر، و التشكانات ليس بها منبر، و الحسكان ليس بها منبر، و همجان ليس بها منبر، و الكوهكان ليس بها منبر، و كيزرين ليس بها منبر، و سيف بنى الصفّار ليس بها منبر، وفيها باسكوت وباورم سيف آل أبى زهير ليس بها منبر، و سيف عماره ليس بها منبر- ويعرف بالجلندى، و كران ومدينتها كران،

    سيراف:

    وبها ثلاثه منابر سيرافوهى القصبه و نجيرم و جمّ، و دشت بارين وقصبتها الغندكان ، وبها الفهلق مدينه، و دشت الدستقان ومدينتها صفاره، و توّج ومدينتها توّج ، و الاغرستان ومدينتها الخربق، و كير ومدينتها كير ، و كارزين ومدينتها كارزين ، و أبزر ومدينتها أبزر ، و سميران ومدينتها سميران ، و كوار ومدينتها كوار ، و الكهرجان ليس لها مدينه . ومما فى البحر من الجزائر المنسوبه إلى كوره أردشير خرّه: جزيره بنى كاوان وهى لافت وبها مدينه، و أوال وبها مدينه، و خارك وبها منبر.

    وأما نواحى كوره داربجرد:

    كرم وبها منبران: أحدهما اباذه والآخر كرد بجرد، و المصّ ومدينتها المصّ ، و فسا ومدينتها فسا ، و طمستان وبها منبر، و المحوّله ليس بها منبر، و الكردبان وبها منبر، و ازبراه ومدينتها ازبراه ، و سنان ومدينتها سنان ، و جويم ومدينتها جويم ، و جهرم ومدينتها جهرم ، و الفستجان وبها منبر، و الدّاركان وبها منبر، و إيج وبها منبر، و الاصطهبانان وبها منبر، و نيريز ومدينتها خيار، و المريزجان وبها منبر، و الماروان وبها منبر، و خسوا ومدينتها روبنج، و رستاق الرستاق وبها منبر، و قنطره ليس بها منبر، و سوانجان ليس بها منبر، و فرج وبها منبر، و تارم وبها منبر، و الماسكانات وبها منبر، و شق الرستاق ليس بها منبر، و شق الروذ ليس بها منبر، و تالات ليس بها منبر، و شق الماسنان ليس بها منبر، و رمّ شهريار مدينتها الرمّ.


    وأما نواحى كوره سابور

    ومدينتها سابور، كازرون ومدينتها الجنّجان، و الكاسكان ليس بها منبر، و جفته ليس بها منبر، و دزبز ليس بها منبر، و جروج ليس بها منبر، و خشت ليس بها منبر، و كمارج وبها منبر، و هنديجان سابور وليس بها منبر، و التيرمردان ليس بها منبر، و الزامجان ومدينتها الزامجان ، و الخوبذان ومدينتها الخوبذان ، و النّوبنجان ومدينتها النّوبنجان ، وشعب بوّان ليس بها منبر، و تنبوك المورستان بها منبر، و الجويخان ليس بها منبر، و درخيد ليس بها منبر، و أنبوران ليس بها منبر، و جنبذ الملّجان ليس بها منبر، و المامغان ليس بها منبر، و آسك ليس بها منبر، و فرطاست ليس بها منبر، و بين ليس بها منبر ، كرو ليس بها منبر، و بادست ليس بها منبر، و بهلو وليس بها منبر، و البهبسكان ليس بها منبر، و أزادجرد ليس بها منبر، و الروديجان ليس بها منبر، و كام فيروز ليس بها منبر، ولها خمسه رساتيق: ارز وبازر واشتادان وكا كان وآتشجاه، و المستجان ليس بها منبر، و الزنجان ليس بها منبر، و بندر هبان ليس بها منبر، و خمايجان العليا ليس بها منبر، و السيسكان ليس بها منبر، و مورق ليس بها منبر، و داذين ليس بها منبر، و دوّان ليس بها منبر، و خرّه ومدينتها خرّه ، و صرام ليس بها منبر.

    وأما نواحى كوره أرّجان:

    أرّجانومدينتها أرّجان، و بازرنج ليس بها منبر، وبلاد سابور بها منبر، و ريشهر بها منبر، و بنيان ليس بها منبر، و كهكاب ليس بها منبر، و دير أيوب ليس بها منبر، و الملّجان ليس بها منبر، و السلجان ليس بها منبر، و الجلّادجان ليس بها منبر، و دير العمر ليس بها منبر، و فرزك بها منبر، و هنديجان أرّجان ليس بها منبر، و مهروبان بها منبر، و جنّابه بها منبر، و شينيز بها منبر، و صوان النجس ليس بها منبر.

    وأما زمومها

    فإن لكل زمّ منها مدنا وقرى مجتمعه، قد ضمن خراج كل ناحيه منها رئيس من الأكراد، وألزموا إقامه رجال لبذرقه القوافل وحفظ الطرق ونوائب السلطان إذا عرضت، وهى كالممالك. فأما زمّ جيلويه المعروف بالزميجان فإن مكانه فى الناحيه التى تلى أصبهان، وهو يأخذ طرفا من كوره اصطخر، وطرفا من كوره سابور، وطرفا من كوره أرّجان، فحدّ منه ينتهى إلى البيضاء، وحدّ منه ينتهى إلى حدود أصبهان، وحدّ منه ينتهى إلى حدود خوزستان، وحدّ منه ينتهى إلى ناحيه سابور، وكل ما وقع فى هذا من المدن والقرى فمن هذا الزمّ؛ ويتاخمهم فى عمل أصبهان البازنجان، وهم صنف من البازنجان الذين هم بزم شهريار، وليس من هؤلاء البازنجانأحد فى عمل فارس، إلا أن لهم بها قرى وضياعا كثيره؛ وأما زمّ الديوان، المعروف للحسين ابن صالح وهو من كوره سابور، فإن حدا منه يلى أردشير خرّه، وثلاثه حدود تحيط بها كوره سابور، وكل ما كان من المدن والقرى فى أضعافها فهى منها؛

    وأما زمّ اللّوالجان:

    لأحمد بن الليث- وهو فى كوره أردشير خرّه، فحدّ منه يلى البحر، وتحيط بثلاثه حدود له كوره أردشير خرّه، وما وقع فى أضعافه من القرى والمدن فهو منه؛

    وأما زمّ الكاريان:

    فإن حدا منه إلى سيف بنى الصفّار، وحدّا منه إلى زمّ البازنجان، وحدا منه إلى حدود كرمان، وحدا منه إلى أردشير خرّه، وهى كلها فى أردشير خرّه.


    قال الاصطخری ایضاً:

    واما احياء الاكراد بفارس

    فهم الكرمانيّه والرامانيّه ومدثر وحىّ محمد بن بشر والبقيليّه والبنداد مهريّه وحىّ محمد بن إسحاق والصباحيّه والإسحاقيه والأذركانيّه والشهركيّه والطهمادهنيّه والزباديّه والشهرويّه والبندادكيّه والخسرويّه والزنجيّه والصفريّه والشهياريّه والمهركيّه والمباركيّه والاشتامهريّه والشاهونيّه والفراتيّه والسلمونيّه والصيريّه والازاددختيّه والبرازدختيّه والمطلبيّه والمماليّه والشاهاكانيّه والكجتيّه والجليليّه، فهؤلاء الذين حضرنى أسماؤهم ولا يتهيأ تقصّيهم إلا من ديوان الصدقات، ويقال إنهم يزيدون على خمسمائه ألف بيت، ويخرج من الحى الواحد ألف فارس إلى مائه فارس، وأقل من ذلك وأكثر، وينتجعون فى المشتى والمصيف على المرعى، إلا القليل منهم على حدود الصرود و الجروم فلا ينتقلون، ولهم من العدّه والبأس والقوه بالرجال والدواب والكراع ما يستصعب على السلطان أمرهم- إذا أراد تحيّفهم ، ويزعمون أنهم من العرب، وهم أصحاب أغنام ورماك ، والإبل فيهم قليل، وليس للأكراد خيل إلا للبازنجان، الذين انتقلوا إلى حدّ أصبهان، وإنما دوابهم براذين، وهم على حسن حال ويسار، ومذاهبهم فى القنيه والنجعه مذاهب قبائل العرب وقبائل الأتراك وهم فيما يقال يزيدون على مائه حىّ، وإنما حضرنى نيّف وثلاثون حيا.

    قال الاصطخری ایضاً:

    وأما حصون فارس:

    فإن منها مدنا محصنه بحصن، ومنها حصون داخل المدينه وحواليها أرباض، ومنها قهندزات فى مدن، ومنها حصون فى جبال منيعه، مفرده عن البنيان قائمه بأنفسها، وأما المدن المحصّنه فإنها إصطخر بها حصن حواليه ربض، ومدينه كثه بها حصن وربض؛ والبيضاء بها حصن وربض؛ والسّرمق بها حصن وربض وقهندز؛ وإقليد لها قهندز وربض، وقريه الآس لها قهندز وربض؛ و شيراز لها قهندز يسمى قلعه شهموبذ ولها ربض ؛

    و جور عليها حصن وليس بها ربض، و كارزين لها قهندز وربض؛ و كير لها قهندز وربض؛ و أبزر لها قهندز وربض؛ و سميران لها قهندز وربض، و فسا لها حصن وربض؛ و دارابجرد لها حصن وربض؛ و روبنج لها حصن وربض؛ و سابور لها سور وليس لها ربض، و الجنّجان لها حصن وليس لها ربض؛ جفته لها حصن.

    وأما القلاع بها فإنّه يقال فيما بلغنى أن لفارس زياده على خمس آلاف قلعه، مفرده فى الجبال وبقرب المدن وفى المدن، ولا يتهيّأ تقصّيها إلا من الدواوين، وكذلك ما ذكرناه من المدن المحصّنه فإنى لا أقدر على تقصّيها، وإنما أذكر جوامع ما أعرفه من ذلك، إلا أن فى هذه القلاع ما لم يذكر لأحد من الجبابره أنه قدر على فتحها عنوه، منها قلعه ابن عماره وتسمى قلعه الدّيكدان وتنسب إلى الجلندى، ولا يقدر أحد أن يرتقى إليها بنفسه، إلا أن يرقى به فى شىء من البجر ، وهى مرصد لآل عماره فى البحر، ويعشّرون منها المراكب؛ وقلعه الكاريان على جبل طين، قصدها محمد بن واصل فى جيشه، فتحصن بها أحمد بن الحسن الأزدىّ فلم يقدر عليها؛ و قلعه سعيد أباذ برامجرد من كوره اصطخر، وهى على جبل شاهق المرتقى إليها فرسخ، وكانت فى الشرك تعرف بقلعه اسفندباذ، فلما كان فى الإسلام تحصّن فيها زياد بن أبيه أيام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليه السلام ونسبت إلى زياد، ثم تحصّن بها آخر أيام بنى أميه منصور بن جعفر وكان واليا على فارس، فنسبت القلعه إليه فعرفت بقلعه منصور، فتعطلت مده ثم بناها محمد بن واصل الحنظلى فنسبت القلعه إليه- وكان واليا على فارس؛ فلما أخذه يعقوب بن الليث لم يقدر على فتحها إلا بأمر محمد بن واصل، فخرّبها ثم احتاج إليها فأعاد بناءها، وجعلها محبسا لمن سخط عليه؛ و قلعه إشكنوان من رستاق مائين المرتقى إليها صعب، وهى منيعه جدا وفيها عين ماء جار؛ و قلعه جوذرز صاحب كيخسرو بموضع يسمى السويقه من كام فيروز وهى منيعه جدا؛ و قلعه الجصّ بناحيه أرّجان فيها مجوس، وباد كذارات الفرس وأيامهم تتدارس فيها ، وهى منيعه جدا؛ و قلعه إيرج وهى منيعه جدا؛ وأما القلاع المنيعه التى يقدر على الاحتيال لفتحها فهى أكثر من أن يبلغها حفظى.

    وأما بيوت نيران فارس:

    فتكثر عن إحصائى وحفظى، إذ ليس من بلد ولا رستاق ولا ناحيه إلا وبها عدد كثير من بيوت النيران إلا القليل، غير أن المشاهير التى تفضل على غيرها فى التعظيم- منها بيت نار الكاريان ويعرف ببارنوا، وبيت نار بخرّه ينسب إلى دارا بن دارا، وبه يحلف المجوس فى المبالغه بأيمانهم، وبيت نار عند بركه جور ويسمى بارين، وحدّثنى من رأى به قد كتب عليه بالفهلويه أنه أنفق عليه ثلاثون ألف درهم؛ وبيت نار على باب سابور يعرف بشبر خشين؛ وبيت نار بباب سابور أيضا على باب ساسان يعرف بجنبذ كاوس؛ و بكازرون بيت نار يعرف بجفته؛ و بكازرون أيضا بيت نار يعرف بكلازن؛ و بشيراز أيضا بيت نار يعرف بالكارنيان، و بشيراز بيت نار آخر يعرف بهرمز، وعلى باب شيراز بقريه تعرف بالبركان بيت نار يعرف بالمسوبان. ومن دين المجوس أن المرأه إذا زنت فى حملها أو حيضها لم تطهر، إلا بأن تأتى هذه النار فتتعرى لبعض الهرابذه فتطهر ببول البقر.

    وأما أنهار فارس فإنها:

    نهر طاب يخرج من جبال اصبهان بقرب البرج، فيصب إلى نهر مسن، وهو نهر يخرج من حدود اصبهان فيظهر بناحيه السّردن، فيجتمعان عند قريه تدعى مسن، ثم يجرى إلى باب أرّجان تحت قنطره تكان، وهى قنطره بين فارس و خوزستان، فيسقى رستاق ريشهر، ثم يقع فى البحر عند حدّ تستر.

    وأما نهر شيرين فمخرجه من جبل دينار الذي بناحيه بازرنج، فيسقى فرزك و الجلادكان، ثم يخترق حتى يقع فى البحر نحو جنّابه، وأما نهر الشاذكان فإنه يخرج من بازرنج و جبالها، حتى يدخل تنبوك مورستان وخان حماد، فيسقى رستاق زيزانزد و نائين و الكهركان، ثم يمتد إلى دشت الدستقان ثم يدخل فى البحر. وأما نهر درخيد فإنه يخرج من جبال الجويخان فيقع فى بحيره درخيد.

    وأما نهر الخوبذان فإنه يخرج من الخوبذان فيسقى الخوبذان و انبوران، ثم ينصب إلى الجلادجان متعرجا فيقع فى البحر. وأما نهر رتين فيخرج من خمايجان العليا حتى يصير بالزّيريان فيقع فى نهر سابور، ثم ينحدر من نهر سابور فيمضى إلى توّج، فيمر ببابها ومنها إلى البحر. ونهر إخشين يخرج من خلال جبال داذين، فإذا بلغ الجنقان وقع فى نهر توّج. وأما نهر سكّان فإنه يخرج من رستاق الرّويحان من قريه تدعى شاذفرى فيسقى زروعها، ثم ينحدر إلى رستاق سياه فيسقيها، ومنها إلى كوار فيسقيها، ومنها إلى خبر فيسقيها، ثم إلى الصّيمكان فيسقيها، ثم إلى كارزين فيسقيها، ثم إلى قريه تسمى سكّ- وينسب هذا الوادى إلى سكّ، ثم يقع فى البحر، وليس فى أنهار فارس نهر أكثر عماره من هذا النهر. وأما نهر جرشيق فإنه يخرج من رستاق ماصرم ، ويخترق رستاق المشجان حتى يجرى تحت قنطره حجاره عاديه- تعرف بقنطره سبوك، حتى يدخل رستاق خرّه فيسقيها، ثم إلى رستاق داذين ويقع فى نهر اخشين؛ وأما نهر الكرّ فإنه يخرج من كروان من حدود الأرد- وينسب إلى كروان هذا النهر، فيخرج من شعب بوّان ثم يسقى رستاق كام فيروز، وينحدر فيسقى قريه رامجرد و كاسكان و الطسّوج، وينتهى إلى بحيره بجفوز وتسمى بحيره البختكان، ويقال إن له منبعا يخرج من بعض كور درابجرد فينتهى إلى البحر. وأما نهر فرواب فإنه يخرج من الجوبرقان، من قريه تعرف بفرواب، فيجرى على باب اصطخر تحت قنطره خراسان حتى يسقط إلى نهر الكر، ومنها نهر يعرف بتيرزه، يخرج من ناحيه دارجان سياه فيسقى رستاق الجنيفغان و جور، حتى يخترق رساتيق أردشير خرّه ثم يقع فى البحر؛ وأما الأنهار التى تقصر عن هذا المقدار فى العظم فإنها تكثر عن إحصائى.

    وأما بحار فارس:

    فإن منها بحر فارس، وهو خليج من البحر المحيط فى حد الصين وبلد الواق واق، حتى يجرى على حدود بلدان الهند و السند و كرمان إلى فارس، وينسب هذا البحر من بين سائر الممالك التى عليه إلى فارس، لأنه ليس عليه مملكه أعمر منها، ولأن ملوك الفرس كانوا على قديم الزمان أقوى سلطانا، وهم المستولون إلى يومنا هذا على ما بعد وقرب من شطوط هذا البحر.

    ومن بحيراتها التى تحيط بها القرى والعمارات بحيره البختكان، التى يقع فيها نهر الكرّ، وهى من ناحيه جفوز إلى قرب كرمان، فيكون طولها نحو عشرين فرسخا، وماؤها مالح وينعقد فيها الملح، وحواليها مسبع، وتحيط بها رساتيق وقرى، وهى فى كوره اصطخر؛

    وبحيره بدشت أرزن من كوره سابور، طولها نحو عشره فراسخ، وماؤها عذب، وربما تجف حتى لا يبقى فيها من الماء إلا القليل، وربما امتلأت نحو عشره فراسخ، وتحتفّ بها القرى والعمارات، وعامه سمك شيراز منها؛ و بحيره توّز من كوره سابور بقرب كازرون، وطولها نحو عشره فراسخ إلى قرب مورق، وماؤها مالح وفيها صيد كثير ومنافع،

    و بحيره الجنكان مالحه، طولها نحو اثنى عشر فرسخا، ويرتفع من أطرافها الملح، وحواليها قرى الكهرجان، وهى من أردشير خرّه أولها من شيراز على فرسخين وآخرها حدّ خوزستان، و بحيره الباسفويه - التى عليها دير الباسفويه - طولها نحو ثمانيه فراسخ، وماؤها مالح وصيدها كثير، وفى أطرافها آجام كثيره، فيها قصب وبردىّ وحلفاء، وغير ذلك مما ينتفع به أهل شيراز، وهي في كوره اصطخر متاخمه للزرقان من رستاق هراه.

    صفه معظم المدن فى مقاديرها وأبنيتها ونحو ذلك:

    قال الاصطخری ایضاً:

    وسنذكر المسافات بفارس:

    فالطريق من شيراز إلى سيراف:

    من شيراز إلى كفره- قريه- 5 فراسخ، ومن كفره إلى بخر- قريه- 5 فراسخ، ومن بخر إلى كوار غلوه، وهى مقسم ماء مدينه كوار ، ومن بخر إلى البنجمان- قريه- 4 فراسخ، ومن البنجمان إلى جور مدينه 6 فراسخ، ومن جور إلى دشت شوراب 5 فراسخ، ومنها إلى خان آزادمرد 6 فراسخ، وهو خان فى صحراء قدرها 3 فراسخ كلها نرجس مضعف، ومن خان آزادمرد إلى كيرند- قريه- 6 فراسخ، ومن كيرند إلى مي- قريه- 6 فراسخ، ومن مي إلى رأس العقبه بادركان خان 6 فراسخ، ومن بادركان خان إلى بركانه خان 4 فراسخ، ومن بركانه إلى سيراف- مدينه- نحو 7 فراسخ، فذلك ستون فرسخا.

    والطريق من شيراز إلى كثه حومه يزد-

    وهو طريق خراسان- فمن شيراز إلى الزرقان- قريه- 6 فراسخ، ومن الزرقان إلى اصطخر- مدينه- 6 فراسخ، ومن اصطخر إلى بير- قريه- 4 فراسخ، ومن بير إلى كهمند- قريه- 8 فراسخ، ومن كهمند إلى قريه بيد 8 فراسخ، ومن قريه بيد إلى أبرقوه- مدينه- 12 فرسخا، ومن أبرقوه إلى قريه الأسد 13 فرسخا، ومن قريه الأسد إلى قريه الجوز 6 فراسخ، ومن قريه الجوز إلى قلعه المجوس- قريه- 6 فراسخ، ومن قلعه المجوس إلى مدينه كثه حومه يزد 5 فراسخ، ومن يزد إلى مكان يسمى آبخيزه 6 فراسخ، و آبخيزه مكان ليس بقريه، وإنما هى صحراء فيها أصول تين، وهو آخر عمل فارس، فذلك ثمانون فرسخا.

    والطريق من شيراز إلى جنّابه:

    فمن شيراز إلى خان الأسد- وهو على نهر السّكّان- 6 فراسخ، ومن الخان إلى دشت أرزن- خان- 4 فراسخ، ومن دشت أرزن إلى تيره- قريه- 4 فراسخ، ومن تيره إلى كازرون- مدينه- 6 فراسخ، ومن كازرون إلى قريه دزبز 4 فراسخ، ومن قريه دزبز إلى رأس العقبه- خان- 4 فراسخ، ومن رأس العقبه إلى توّج- مدينه- 4 فراسخ، ومن توّج إلى جنّابه- مدينه- 12 فرسخا، فذلك أربعه وأربعون فرسخا.

    والطريق من شيراز إلى الشيرجان:

    فمن شيراز إلى اصطخر 12 فرسخا، ومن اصطخر إلى زياداباذ- قريه- وهو من رستاق جور - 8 فراسخ، ومن زياداباذ إلى كلوذر- قريه- وهو مرصد 8 فراسخ، ومن كلوذر إلى الجوبانان- قريه وبها بحيره- 6 فراسخ، ومن الجوبانان إلى قريه عبد الرحمن 6 فراسخ، وهى مدينه تسمى أباذه، ومن قريه عبد الرحمن إلى قريه الآس- مدينه وتسمى البودنجان- 6 فراسخ، ومن الآس إلى صاهك الكبرى- مدينه- 8 فراسخ، ومن صاهك إلى رباط السّرمقان- رباط- 8 فراسخ، ومن رباط السّرمقان إلى پشت خم- رباط أيضا- 9 فراسخ، ومن پشت خم إلى الشيرجان- مدينه كرمان- 9 فراسخ، ورباط السّرمقان من فارس وما بعده من كرمان، فذلك من شيراز إلى حد السّرمقان اثنان وستون فرسخا .

    والطريق من شيراز إلى جروم كرمان:

    فمن شيراز إلى خان ميم- قريه من رستاق الكهرجان- 7 فراسخ ومنه إلى خوزستان- مدينه- 7 فراسخ ومن خوزستان إلى منزل يعرف بالرباط 4 فراسخ ومن الرباط إلى كرم- مدينه- 4 فراسخ، ومن كرم إلى فسا- مدينه- 5 فراسخ. ومن فسا إلى طمستان- مدينه- 4 فراسخ، ومن طمستان إلى جومه الفستجان- مدينه- 6 فراسخ، ومن الفستجان إلى الداركان 4 فراسخ، ومن الداركان إلى المريزجان- مدينه- 4 فرسخ، ومن المريزجان إلى سنان- مدينه- 4 فراسخ، ومن سنان إلى دارابجرد- مدينه- 5 فرسخ. ومن دارابجرد إلى زم المهدى- مدينه- 5 فراسخ، ومن الزم إلى رستاق الرستاق- مدينه- 5 فراسخ، ومن رستاق الرستاق إلى فرج- مدينه- 8 فراسخ، ومن فرج إلى تارم- مدينه- 14 فرسخا، فذلك من شيراز إلى تارم اثنان وثمانون فرسخا.

    الطريق من شيراز إلى أصبهان:

    من شيراز إلى هزار- مدينه- 7 فراسخ، ومن هزار إلى مائين- مدينه- 6 فراسخ، ومن مائين إلى كنسا- مرصد- 6 فراسخ، ومن كنسا إلى كنار- قريه- 4 فراسخ، ومن كنار إلى قصر أعين- قريه- 7 فراسخ، ومن قصر أعين إلى اصطخران- قريه- 7 فراسخ، ومن اصطخران إلى خان أويس- قريه- 7 فراسخ، ومن خان أويس إلى كوژ- قريه- 7 فراسخ، ومن كوژ إلى كره 8 فراسخ، ومن كره إلى خان لنجان- قريه- 7 فراسخ، ومن خان لنجان إلى أصبهان 7 فراسخ؛ وحد فارس إلى خان أويس من شيراز إليها ثلاثه وأربعون فرسخا، فذلك من شيراز إلى أصبهان اثنان وسبعون فرسخا.

    الطريق من شيراز إلى خوزستان:

    فمن شيراز إلى جويم 5 فراسخ، ومن جويم إلى خلان- قريه- 4 فراسخ، ومن خلان إلى الخراره- قريه كبيره قليله الماء - 5 فراسخ، ومن الخراره إلى الكركان- قريه- 5 فراسخ، ومن الكركان إلى النوبنجان- مدينه كبيره- 6 فراسخ، ومن النوبنجان إلى الخوروان- قريه- 4 فراسخ، ومن الخوروان إلى درخيد- قريه- 4 فراسخ، ومن درخيد إلى خان حمّاد- قريه- 4 فراسخ، ومن خان حمّاد إلى بندك- قريه- 8 فراسخ، ومن بندك إلى قريه العقارب- وتعرف بهير - 4 فراسخ، ومن هير إلى راسين 4 فراسخ، ومن راسين إلى أرّجان 7 فراسخ، ومن أرّجان إلى سوق سنبيل 6 فراسخ، والحد بينهما قنطره تكان تكون من أرّجان على غلوه، فذلك من شيراز إلى أرّجان ستون فرسخا.

    فأما المسافات بين المدن الكبار بفارس:

    فمن فسا إلى كارزين 18 فرسخا، ومنها إلى جهرم 10 فراسخ، ومن فسا إلى كارزين 8 فراسخ، وقد مرّ أن من شيراز إلى اصطخر 12 فرسخا، ومن شيراز إلى كوار 10 فراسخ، ومن شيراز إلى جور 20 فرسخا، ومن شيراز إلى فسا 27 فرسخا ومن شيراز إلى البيضاء 8 فراسخ، ومن شيراز إلى دارابجرد 50 فرسخا، وقد مرّ أن من شيراز إلى سيراف 60 فرسخا، ومن شيراز إلى النوبنجان 25 فرسخا، ومن شيراز إلى يزد 74 فرسخا، ومن شيراز إلى توّج 32 فرسخا، ومن شيراز إلى جنّابه 54 فرسخا ومنها إلى أرّجان 60 فرسخا، وقد مرّ ذلك، ومنها إلى سابور 25 فرسخا، ومن شيراز إلى كازرون 20 فرسخا ومن شيراز إلى خرّه 25 فرسخا، ومن شيراز إلى خرّمه 14 فرسخا، ومن شيراز إلى جهرم 30 فرسخا، ومن جور إلى كازرون 16 فرسخا، ومن سيراف إلى نجيرم 12 فرسخا، ومن مهروبان إلى حصن ابن عماره- وهو طول فارس على البحر- نحو 160 فرسخا؛ والذي يحيط بالمفازه من حدّ كرمان إلى حد اصبهان من الروذان إلى أبان 18 فرسخا، ومن أبان إلى فهرج 25 فرسخا، ومن فهرج إلى كثه 5 فراسخ، ومن كثه إلى ميبد 10 فراسخ، ومن ميبد إلى عقده 10 فراسخ، ومن عقده إلى نائين 15 فرسخا، ومن نائين إلى اصبهان 45 فرسخا فمن روذان إلى نائين ثلاثه وثمانون فرسخا.

    ومسافه الحدّ الذي يلى كرمان:

    من حد السيف من لدن حصن ابن عماره إلى أن ينتهى إلى تارم، ثم يمتد إلى الروذان حتى ينتهى إلى بريه خراسان، مثل ما من البحر على خط شيراز إلى أن ينتهى ألى مفازه خراسان وهو 120 فرسخا؛ والحد الذي يلى خوزستان و مهروبان حتى ينتهى إلى أرّجان وبلاد سابور و السّردن إلى أول حدّ اصبهان نحو 60 فرسخا.

    ذكر الماء والهواء والتربه بفارس:

    أرض فارس مقسومه على خط من لدن أرّجان إلى النوبنجان إلى كازرون إلى خرّه، تمر على حدود السيف إلى كارزين حتى تمتد إلى الزموم و دارابجرد إلى فرج و تارم، فما كان من ناحيه الجنوب فجروم، وما كان يلى الشمال فصرود، ويقع فى جرومها أرّجان و النوبنجان و مهروبان و شينيز و جنّابه و توّج و دشت الدستقان و خرّه و داذين و مورق و كازرون و دشت بارين و جيبرين و دشت البوسقان و زم اللّوالجان و كيرزين و أبرز و سميران و خمايجان و الخربق و كران و سيراف و نجيرم و حصن ابن عماره وما فى أضعاف ذلك.

    ويقع فى الصرود اصطخر و البيضاء و مائين و ايرج و كام فيروز و كرد و كلّار و سروستان و الاوسبنجان و الارد و الرون و صرام و بازرنج و السردن و خرّمه و الحيره و النّيريز و الماسكانات و الإيج و الاصطهبانان و برم و رهنان و بوّان و طرخنيشان و الجوبرقان و اقليد و السّرمق و أبرقوه و يزد و جارين و نائين وما أضعاف ذلك. وعلى الحد مدن فيها ما فى الصرود و الجروم من النخيل و الجوز، مثل فسا و جور و شيراز و سابور و النوبنجان و كازرون.

    فأما الصرود فإن فيها أما كن يبلغ من شده البرد فيها ألا ينبت عندهم شىء من الفواكه سوى الزرع، كالأرد والرون وكرد والرساتيق الاصطخريه والرهنان؛ وأما الجروم فإن بها ما يبلغ من شده الحر فى الصيف الصائف ألا يثبت عندهم شىء من الطيور من شده الحر، مثل الاغرستان وهى رستاق، ولقد خبرنى بعض الناس أنه كان فى بيت يشرف على واد فيه حجاره، فرأى نصف النهار تتفلّق فيه الحجاره كما تتفلّق فى النار؛ و الصرود كلها صحيحه الهواء، و الجروم الغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان، وليس فيها أكثر وباء من مدينه دارابجرد ثم توّج، وأصح الهواء فى الجروم أرّجان و سيراف و جنّابه و شينيز، وأعدل هذه المدن ما كان فى هذين الحدّين مثل شيراز و فسا و كازرون و جور وغير ذلك، وليس بجميع فارس هواء أصح من هواء كازرون ، ولا أصلح أبدانا وبشره من أهلها. وأما المياه فإن أصح المياه بها ماء نهر كرّ، وأردأ المياه ماء دارابجرد.

    ذكر صور أهل فارس وزيّهم ولسانهم وأديانهم.

    أما صورهم فإن أهل الجروم الغالب على خلقتهم نحافه الخلق وخفه الشعر وسمره اللون، وأهل الصرود أعبل أجساما وأكثر شعورا وأشد بياضا؛ ولهم ثلاثه ألسنه: الفارسيه التى يتكلمون بها، وجميع أهل فارس يتكلمون بلغه واحده يفهم بعضهم عن بعض، إلا ألفاظا تختلف لا تستعجم على عامّتهم، ولسانهم الذي به كتب العجم وأيامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم هو الفهلويه، التى تحتاج إلى تفسير حتى يعرفها الفرس، ولسان العربيه به مكاتبات السلطان والدواوين وعامه الناس وأمراؤهم ؛ وأمّا زيّهم فإن زىّ السلطان بها الأقبيه، وربما لبسوا الدراريع التى هى أوسع فرجه، وأعرض جربّانا وجيوبا من دراريع الكتّاب، والعمائم التى تحتها قلانس مرتفعه، ويلبسون السيوف بحمائل، وفى أوساطهم المناطق، وخفافهم تصغر عن خفاف أهل خراسان.

    وأما قضاتهم فإنهم يلبسون الدّنيّات، وما أشبهها من القلانس المشمّره عن الأذنين مع الطيالسه والقمص والجباب، ولا يلبسون درّاعه ولا خفا بكسر ولا قلنسوه تغطى الأذنين. وأما زى الكتّاب فإنهم يلبسون الدراريع والعمائم، فإن لبسوا تحت العمائم قلانس جعلوها خفيّه، توقى الوسخ ولا تظهر، ويلبسون الخف المكسّر ألطف من خف السلطان، ولا يلبسون قباء ولا طيالسه. وأما التنّاء والتجار والملوك فلباسهم شىء واحد، من الطيالسه والعمائم والخفاف التى لا كسر فيها والقمص والجباب والمبطّنات، وإنما يتفاضلون فى الجوده فى الملابس، فأما الزىّ فواحد، وزيّهم زىّ أهل العراق.

    وأما أخلاق ملوكهم والتنّاء منهم والمخالطين للسلطان من عمال الدواوين وغيرهم فالغالب عليهم استعمال المروّه فى أحوالهم، والنزاهه عما يقبح به الحديث من الأخلاق الدنيّه، والمبالغه فى تحسين دورهم ولباسهم وأطعمتهم، والمنافسه فيما بينهم فى ذلك. والآداب الظاهره فيهم؛ وأما تجارهم فالغالب عليهم محبه جمع المال والحرص ؛ فأما أهل سيراف والسواحل فإنهم يسيرون فى البحر حتى ربما غاب أحدهم عامه عمره فى البحر، ولقد بلغنى أن رجلا من سيراف ألف البحر، حتى ذكر أنه لم يخرج من السفينه نحوا من أربعين سنه، وكان إذا قارب البر أخرج صاحبه لقضاء حوائجه، فى كل مدينه يتحوّل من سفينه إلى أخرى إذا انكسرت أو تشعثت فاحتيج إلى اصلاحها، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا، حتى إن أحدهم يبلغ ملكه أربعه آلاف ألف دينار، وفى عصرنا قد بلغنى ما هو أكثر من ذلك، فتراه فى لباسه لا يتميز من أجيره وأما أهل كازرون و فسا وغيرهم ، فهم أهل تجارات فى البرّ، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا، حتى أن أحدهم ليبلغ ملكه الكثير ، وهم أهل صبر على الغربه وحرص على جمع المال وفيهم اليسار الظاهر حيثما كانوا، وما علمت مدينه فى برّ ولا بحر فيها قوم من الفرس مقيمون إلا وهم عيون تلك المدينه، والغالب عليهم اليسار واستقامه الحال والعفّه.

    وأما أديانهم فإن السواحل من سيراف إلى مهروبان إلى أرّجان وأكثر الجروم الغالب عليهم مذاهب أهل البصره فى القدر وأقلهم المعتزله، وأهل جهرم الغالب عليهم الاعتزال، وأهل خرّه هم شيعه ؛ وأما الصرود فإن شيراز و اصطخر و فسا الغالب عليهم مذاهب أهل الجماعه على مذاهب أهل بغداد، والغالب على أهل فارس فى الفتيا مذهب أهل الحديث. فأما أهل الملل منهم فإن فيهم اليهود و0ارى والمجوس، وليس فيهم صابئه ولا سامره ، ولا من سائر النحل أحد ظاهر، وأكثر هذه الملل المجوس، وهم الغالبون على سائر الملل فى الكثره، ثم 0ارى ثم اليهود أقلهم، فأما كتب المجوس وبيوت نيرانهم وأديانهم وما كانوا عليه فى أيام ملوكهم فإنهم يتوارثونه، وذلك فى أيديهم ويتدينون به؛ وليس المجوس ببلد أكثر منهم بفارس، لأن بها دار ملوكهم وأديانهم وكتبهم.

    قال الاصطخری ایضاً:

    ذكر طبقات الناس بفارس:

    أما طبقات الناس بفارس فإن لهم فى قديم الأيام- على ما يذكره الفرس فى كتبهم- ملوكا ملكوا الدنيا، مثل الضحّاك وجم وأفريدون فى آخرين، كانوا ملوك الأرض حتى قسم أفريدون الأرض بين بنيه، فصار ملوك الفرس سكان ايرانشهر إلى أن قتل ذو القرنين دار الملك، فصارت الممالك طوائف، حتى كان أيام أردشير فعادت المملكه إلى واحد، فما زالت فيهم يتولاها مثل سابور وبهرام وقباذ وفيروز وهرمز وسائر الأكاسره، حتى جاء الإسلام فزال الملك عنهم، وإنما سكن بابل الأكاسره فى آخر أيامهم، وانتقلوا من ديارهم عن فارس إلى قرب من الروم والعرب، كما انتقل التتابعه من اليمن لما ملكوا الآفاق، وكما انتقل ملوك الإسلام من العرب عن ديار العرب إلى بابل ، لتوسط الممالك والاشراف على كل ناحيه، ولسنا نكثر فى ذكر ملوك الفرس لانتشار أخبارهم وعلم الناس بأيامهم؛ فأما فى الإسلام فإن لهم ملوكا منهم فى تقليد الإمارات، ومنهم من قعد عنها على استقلاله بها وكفايته من الفرس، والعرب الذين توطنوا فارس فصاروا من أهلها- والذين تغرّبوا عنها فمنهم الهرمزان من الأساوره، أسر فى أيام عمر فقدم به عليه فأطلقه وآمنه فأسلم، وله إلى آل أبى طالب صهر، فاتهم بقتل عمر بن الخطاب مع أبى لؤلؤه عبد للمغيره بن شعبه، فقتله عبيد الله بن عمر بعد موت عمر، ويقال إن سلمان الفارسي من ولد الأساوره، وأنه تزهّد وخرج يطلب الدين ويتصفح الملل، حتى وقع إلى المدينه فأسلم عند ورود النبي صلى الله عليه وسلم المدينه، ومنهم آل عماره ويعرفون بآل الجلندى، ولهم مملكه عريضه وضياع كثيره وقلاع على سيف البحر بفارس متاخمه لحد كرمان، ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى عليه السلام وأن الذي قال الله عز وجل وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَه غَصْباً هو الجلندى، وهم قوم من أزد اليمن، ولهم إلى يومنا هذا منعه وعده وبأس وعدد، لا يستطيع السلطان أن يقهرهم وإليهم أرصاد البحر وعشور السفن، وقد كان عمرو بن الليث ناصب حمدان بن عبد الله الحرب نحو سنتين فما قدر عليه، حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد بن الحسن وأحمد بن الحسن الذي نسبنا إليه زم الكاريان، وهو من آل الجلندى أزدى، وابنه حجر بن أحمد هو على الزم فى منعه وقوه إلى يومنا هذا؛ وآل الصفّار الذين نسب إليهم سيف بنى الصفّار هم آل الجلندى، وهؤلاء أقدم من ملوك الإسلام بفارس، وأمنعهم جانبا؛ ومنهم آل أبى زهير المدينى ينسب إليهم سيف بنى زهير، وهم من سامه بن لؤى ملوك ذلك السيف، ولهم منعه وعدد؛ ومنهم أبو ساره الذي خرج متغلبا على فارس يدعو إلى نفسه، حتى بعث المأمون من خراسان محمد بن الأشعث فواقعه فى صحراء كس من شيراز، وفرّق جيشه وقتله، وكان الوالى بفارس حينئذ يزيد بن عقال: وجعفر بن أبى زهير الذي قال فيه الرشيد وقد وفد عليه فى ملوك فارس لولا طرش به لاستوزرته؛ والمظفّر بن جعفر الذي كان يملك عامه الدستقان، وله مملكه السيف من حدّ جنّابه إلى حد نجيرم، وسائر آل أبى زهير من حد نجيرم إلى حد بنى عماره، ومسكن آل أبى زهير كران، ومسكن المظفّر على ساحل البحر بصفاره؛ ومنهم آل حنظله بن تميم من ولد عروه بن أديّه، الذين عبروا من البحرين إلى فارس فى أيام بنى أميه، بعد قتل عروه بن أديّه فسكنوا اصطخر ونواحيها، وملكوا الأموال الكثيره والقرى النفيسه؛ وكان منهم عمرو بن عيينه، وبلغ من يساره أنه ابتاع بألف ألف درهم مصاحف فوقفها فى مدن الإسلام؛ وكان مبلغ خراج أهل هذا البيت فى ضياعهم نحو عشره آلاف ألف درهم، وكان المأمون ولّى عمر بن ابراهيم غزو البحر لقتال القطريه، وابنه مرداس بن عمر المكنى بأبى بلال بلغ من ماله أن كان خراجه نحو ثلاثه آلاف ألف درهم، وكان ابن عمه محمد بن واصل ملكه مثل ملك هذا، وخراجه مثل خراجه، لا يتفاوت بكبير شىء، وكان أجلّ أهل هذا البيت عمرو بن عيبنه، وكانت من قوه أهل هذا البيت أن الأتراك لما استولوا على الخلافه- فلم يطقهم الخلفاء- فرقوا فى اقطاعات عريضه، وولّوا فارس ليبعدوا عن الباب وكان منهم من عظماء الأتراك نحو من أربعين أميرا، ورئيسهم المولد، وكان يمنعهم الظلم فتشغبوا عليه وهمّوا به حتى استجار بمرداس بن عمر فأجاره وأخرجه إلى بغداد، وولّوا على أنفسهم ابراهيم بن سيما، وكتب عبيد الله ابن يحيى عن المعتمد إلى مرداس فى قتلهم فاستعفى، وكتب إلى محمد بن واصل فجمع حاشيته وأهل طاعته حتى قتل هؤلاء الأمراء عن آخرهم، إلا إبراهيم بن سيما وأربعه نفر، وكان رئيس الأتراك بعد المولد بفارس، واستولى محمد بن واصل على فارس، فبعث إليه من بغداد عبد الرحمن بن مفلح، وكان على جيشه طاشم فى جيش عظيم، فهزم جيش عبد الرحمن وقتل طاشم، وأسر عبد الرحمن وقتله، فصفت له فارس، حتى قصد ابن عمه مرداس بالخنق مخالفه على نفسه، فاستدعى يعقوب بن الليث، فدخل يعقوب بن الليث فارس لمعاضده مرداس، حتى حارب محمد بن واصل بمروسدان بناحيه البيضاء، راجعا من محاربه عبد الرحمن بن مفلح، فهزمه وفرّق جيشه وأسر بسيراف فى البحر، فسلم إلى يعقوب وأنفذه إلى قلعه ثمّ فحبسه بها سنتين، حتى كان يعقوب بجنديسابور فتغلب هو والمحبّسون على القلعه، فبعث يعقوب من قتلهم إلا القليل؛ ومن ملوك الفرس ممّن ملك بغير فارس آل سامان، فإنهم من ولد بهرام، وكان بهرام من أهل خبر من أردشيرخرّه فسكن الرىّ، ثم ولى محاربه الأتراك فقصد بلخ وفرق جمع الأتراك، وأثر فيهم فاستفحل أمره وقويت شوكته، حتى خافه كسرى ذلك العصر على نفسه وملكه، فهمّ بمحاربته وازاله ملكه، فاضطره بهرام إلى أن استجار بملك الروم وأخلى مملكته إلى أن يقصد ملك الروم، فرجع وكان من حديثه ما قد ذكر فى الكتب، وآل سامان من ولده فكانوا ملوك ما وراء نهر بلخ المعروف بجيحون وأمراءه يتوارثونه بينهم، إلى أن انتهت الاماره إلى اسماعيل بن أحمد بن أسد، فبلغ من سلطانه وتمكّن أمره أن أزال ما كان استصعب على المعتضد- فى شهامته وصولته وبأسه- من ملك عمرو ابن الليث، وتفريق جمعه حين ملك خراسان كلها و ما وراء النهر و جرجان و طبرستان و قومس و الرى و قزوين و أبهر و زنجان، وهذه مملكه ما علمت أن الأكاسره جمعتها لرجل واحد، وقمع مع هذه المملكه الأتراك وذلّلهم، حتى بلغت صولته وهيبته حدود الصين، وهابته ملوك الترك حتى صار مما يلى مملكه الإسلام من بلدان الأتراك من الأمن مثل دار الإسلام، ثم ملك بعده ابنه أحمد بن اسماعيل، فزاد إلى هذه المملكه فتح سجستان واذلال بقايا السّجزيّه، وبسط من حسن النظر للرعيه ما انتشر به ذكره، ثم ملك بعده نصر بن أحمد، وبلغ من بأسه وقمع من عارضه فى ملكه وقوه دولته أنه ما اعترض فى ملكه أحد إلا قمعه وكانت الغلبه له؛ وأما من ملك من فارس من غير الفرس فغلب عليه فإن منهم على بن الحسين بن بشر من الأزد المقيمين الذين كانوا ببخارى فانتقل إلى فارس، وكان من الشّحنه وقوى فى أيام المعتز والمستعين فغلب على فارس، وكان له بأس ومنعه، حتى حار به يعقوب بن الليث بقنطره سكّان بقرب شيراز فهزمه وأسره، فأقام فى حبسه مده ثم قتله؛ وأما ملوك الزموم الذين على أبوابهم الجيوش الدائمه من ألف رجل إلى ثلاثه آلاف رجل- فإن منهم فى زم الزميجان المعروف بزم جيلويه المهرجان بن روزبه، وهو أقدم من جيلويه وأعظم شوكه ومنزله، وأخوه سلمه ابن روزبه بعده، وكان جيلويه ناقله إليهم من خمايجان السفلى من كوره اصطخر، وكان يخدم سلمه فلما مات تغلب جيلويه على هذا الزم، واستفحل أمره حتى نسب الزمّ إليه إلى يومنا هذا، وبلغ من شوكته أن أوقع بآل أبى دلف، وقتل معقل بن عيسى أخا أبى دلف، ثم قصده أبو دلف فقتله وحمل رأسه فكان لآل أبى دلف إلى أن انقضت أيامهم، يقيمون برأسه فى الحروب يحمل بين أيديهم على رمح، وقد صبّب القحف بالفضه حين وقع فى يد عمرو بن الليث، لما هزم أحمد بن عبد العزيز بالزرقان فكسره، ورياسه هذا الزم فى أولاد جيلويه إلى يومنا هذا؛ وأما زمّ الديوان فكان رئيسهم آزاد مرد بن كوشهاذ من الأكراد، فملكه دهرا ثم عصى، فقصده السلطان فهرب إلى عمان وبها مات، وصار الأمر بعده إلى الحسين بن صالح من الأكراد، فصار الزمّ فى يده ويد أولاده إلى أيام عمرو بن الليث، فنقله عنهم إلى ساسان بن غزوان من الأكراد، فهو فى أهل بيته إلى يومنا هذا؛ وأما زم اللوالجان فكان فى أيدى آل الصفّار، إلى أن ولى محمد بن ابراهيم الطاهرى فارس فجعله فى يدى أحمد ابن الليث رجل من الأكراد، فهو فى يدى أهل بيته إلى يومنا هذا، ومحمد بن ابراهيم هو الذي أوقع بآزادمرد ابن كوشهاذ حتى هرب؛ وأما زم الكاريان فهو فى يدى آل الصفّار إلى يومنا هذا على قديم الأيام، ورئيسهم اليوم حجر بن أحمد بن الحسن؛ وأما زم البازنجان فإن رئيسهم كان يسمى شهريار من الأكراد، والزم منسوب إليه وكان مصاهرا لجيلويه، وصار بعده للقاسم بن شهريار ثم انتقل إلى موسى بن القاسم، و البازنجان الذين هم فى حدّ أصبهان هم من هذا الزم فانتقلوا عن فارس، إلا أن لهم فى حدود فارس ضياعا كثيره، وكان رئيسهم موسى بن عبد الرحمن ثم صارت لموسى بن مهراب، وصارت بعده لابنه أبى مسلم محمد بن موسى ومن بعده لأخيه فارس بن موسى، ومن بعده لأحمد بن موسى، والرئاسه فيهم إلى يومنا هذا.

    وأما من صلح من الفرس للدواوين من الكتّاب والعمال والأدباء فإن منهم عبد الحميد بن يحيى، وكان له فى بنى أميه ولاء ينسب إليهم، وكان من كتابته واستقلاله ما أغنى عن ذكره لاشتهاره، ومنهم عبد الله بن المقفع، كان فارسيا أقام بالبصره، وقتل فى أيام المنصور بالبصره، وكان كتب أمانا لعبد الله بن على من المنصور، فشرط فيه براءه المسلمين من بيعته لو خان فى أمانه ، فوجد المنصور عليه فأمر عامل البصرهبقتله سرا فقتله سرا، ومنهم سيبويه وكان مقيما بالبصره، ويقال إنه من أهل اصطخر فأقام بالبصره، إلا أنه مات بفارس، وقبره بشيراز بباب يعرف بباب إبرذه فى مفترشه يعرف بالمزدكان، وله (الكتاب) المنسوب إليه فى النحو؛ والفرس هم شحنه دواوين الخلافه والعمّال الذين بهم قوام السياسه، من الوزراء وسائر عمال الدواوين، منهم البرامكه وآل ذى الرئاستين وإلى يومنا هذا من المادرائيّين والفيريابيين وسائر شحنه الخلافه من أولاد الفرس، الذين انتقلوا إلى السواد فى أيام الأكاسره فأقاموا فى أرض النبط، وأما قوادها فمنها وهم أولاد الفرس وليس فى سائر دواوين الإسلام ديوان هو أصعب عملا وأكثر أنواعا من ديوان فارس، لاختلاف ربوعها وتقارب الأخرجه على أصناف زروعها واختلاف أبواب أموالها، وتشعب الأعمال بها على المتقلدين لها، حتى لا يكاد يبلغ الرجل الواحد الاستقلال بتلك الأعمال كلها إلا فى الفرد، وما علمنا أحدا منهم جمع من العلم بأبواب الدواوين إلا نفرا يسيرا، منهم المعلى بن النضر كاتب الحسن بن رجاء، وكان من أهل العراق توطن شيراز فمات بها، وكذلك الحسن بن رجاء جمع له الحرب وأعمال الدواوين، مات بشيراز وقبره عند دار الأماره يعرف بدار هدّاب بن ضرار المازنى، التى كان المأمون ابتناها لما أرجف باختياره بفارس، ويكنى المعلى بأبى على، فكان يتقلب فى أعمال الدواوين نحو خمسين سنه، وعاش بعد الحسن بن رجاء نحوا من ست سنين؛ وماهان بن بهرام من أهل سيراف كتب لعلى بن الحسين بن بشر ومحمد بن واصل وجمع له الدواوين فاستقل بها؛ وأخوه كامل بن بهرام ويكنى بأبى الليث، كان لا يوصف فى الاستقلال إلا بديوان الرسائل فقط؛ ومنهم الحسن بن عبد الله ويكنى بأبى سعيد ، واسم عبد الله بزرجمهر بن خدايداد بن المرزبان، وبلده فسا، توطن شيراز ، وهو من جانب أمه منسوب إلى بنى مروان، ومنهم محمد بن يعقوب من أهل يزد، استقل بدواوين فارس وتوطن بخارى. وبفارس قوم يقال لهم أهل البيوتات، يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين ، منهم آل حبيب وكان مشايخهم مدرك وأحمد والفضل بنو حبيب، وأصلهم من كام فيروز ومنشؤهم شيراز، قطنوها وتقلدوا الأعمال الجليله الشريفه، وكان المأمون الخليفه استدعى مدرك بن حبيب إلى بغداد للحساب وغيره من وجوه الخدمه، وحظى عنده وقرأ عليه ومات ببغداد أيام المعتصم، واتهم يحيى بن أكثم به ؛ وآل أبى صفيّه من موالى باهله، منهم يحيى وعبد الرحمن وعبد الله بنو محمد بن اسماعيل، ناقله توطنوا بها فى زمان المأمون وتقلدوا أعمال الديوان بها وأما آل المرزبان بن زاديه، فإنهم كانوا من أهل شيراز، وكان الحسن بن المرزبان بندارا لمحمد بن واصل، ومن بعده ليعقوب ابن الليث؛ وكان جعفر بن سهل بن المرزبان كاتب أبى الحارث بن فريغون من أهل هذا البيت وخدم علىّ بن المرزبان عمرو بن الليث على ديوان الاستدراك، وآل المرزبان بن خدايداد الذين يقال إن أصلهم من فسا، وهم أقدم أهل هذه البيوتات وأكثرهم عددا، ومنهم أبو سعيد الحسن بن عبد الله ونصر بن منصور بن المرزبان، وعبد الرحمن بن الحسين بن المرزبان، وخدايداد بن مردشاد بن المرزبان، وأحمد بن خدايداد فى جماعه تركنا تقصى عددهم، يتولون طرفا من أعمال الديوان إلى يومنا هذا، وآل مردشاد بن نسبه، منهم على بن مردشاد وأولاده الحسن والحسين وأحمد، وإلى يومنا هذا منهم عمّال العمالات، فهؤلاء مع آخرين لم نذكرهم أهل بيوت يتوارثون هذه الأعمال.

    وقد انتحل قوم من الفرس ديانات خرجوا بها عن المذاهب، فدعوا إليها وانتصبوا لها، لولا أن إهمال أمرهم ضرب من العصبيه وباب من التحامل، فنذكر المحاسن ولا نذكر غيرها، لكان من الواجب إهمال ذكرهم لشناعه أمرهم وفظاعه أخبارهم، ولكن الوقوف على ما أمكن من أخبار الناس وسيرهم- من محمود ومذموم- غير مكروه، فممّن عرف من هؤلاء واشتهر ذكر الحسين بن منصور المعروف بالحلّاج- من أهل البيضاء وكان رجلا حلاجا ينتحل النسك، فما زال يرتقى به طبقا عن طبق حتى انتهى به الحال إلى أن زعم: أن من هذّب فى الطاعه جسمه، وأشغل بالأعمال الصالحه قلبه، وصبر على مفارقه اللذات، وملك نفسه فى منع الشهوات، ارتقى به الى مقام المقربين، ثم لا يزال يتنزّل فى درج المصافاه، حتى يصفو عن البشريه طبعه، فإذا لم يبق فيه من البشريه نصيب، حلّ فيه روح الله، الذي كان منه عيسى بن مريم، فيصير مطاعا، فلا يريد شيئا إلا كان من كلّ ما ينفذ فيه أمر الله، وأن جميع فعله حينئذ فعل الله، وجميع أمره أمر الله، فكان يتعاطى هذا ويدعو إلى نفسه بتحقيق ذلك كله، حتى استمال جماعه من الوزراء وطبقات من حاشيه السلطان وأمراء الأمصار وملوك العراق و الجزيره والجبال وما والاها، وكان لا يمكنه الرجوع إلى فارس ولا يطمع فى قبولهم إياه، فخاف على نفسه منهم لو ظهر لهم، فأخذ وما زال فى دار السلطان ببغداد، إلى أن خيف من قبله أن يستغوى كثيرا من أهل دار الخلافه من الحجاب والخدم وغيرهم، فصلب حيا إلى أن مات. ومنهم الحسن الجنّابى ويكنى بأبى سعيد من أهل جنّابه، كان دقاقا أظهر مذهب القرامطه فنفى عن جنّابه، فخرج منها إلى البحرين، فأقام بها تاجرا يستميل العرب بها ويدعوهم إلى نحلته حتى استجابوا له، وملك البحرين وما والاها، فكان من كسره عساكر السلطان وعيثه وعدوانه على أهل عمان، وسائر ما يصاقبه من بلدان العرب ما قد انتشر ذكره، حتى قتل وكفى الله أمره، ثم قام ابنه سليمان بن الحسن فكان من قتله الحاج، وانقطاع طريق مكه فى أيامه والتعدى فى الحرم، وانتهاب كنوز الكعبه وقتل المعتكفين بمكه- ما قد اشتهر ذكره، ولما اعترض الحاجّ بما كان منه أخذ عمه أخو أبى سعيد وقراباته فحبسوا بشيراز مده- وكانوا مخالفين له فى الطريقه، يرجعون إلى صلاح وسداد، وشهد لهم بالنزاهه من القرمطه- فخلّى عنهم، والله الحافظ للاسلام وأهله، والشر لمن حادّ الله فى أمره.

    وسنذكر الخاصيات بها: بناحيه اصطخر أبنيه حجاره عظيمه الشان، من تصاوير وأساطين وآثار أبنيه عاديه، يذكر الفرس أنه مسجد سليمان بن داود صلى الله عليهما، وأن ذلك من عمل الجن، وهى تشبه أبنيه رأيتها ببعلبك وأرض الشام ومصرفى العظم، ومما يعجز عن مثله أهل هذا العصر، وبناحيه اصطخر تفاح تكون التفاحه الواحده منه بعضها حامض وبعضها حلو، حدّث مرداس بن عمر بن الحسن بن رجاء، فرأى فى وجهه انكارا لذلك فأحضره حتى رآه؛ وبقريه عبد الرحمن بئر عمقها قامات كثيره، جافه القعر عامه السنه، حتى إذا كان الوقت المعروف من السنه ينبع منها ماء، يرتفع إلى وجه الأرض ويجرى منه ما يدير الرحى، حتى ينتفع به فى سقى الزروع وغير ذلك ثم يغور. وبناحيه سابور جبل قد صوّر فيه صور كل ملك وكل مرزبان معروف للعجم، وكل مذكور من سدنه النيران وعظيم من موبذ وغيره، وتتابع صور هؤلاء وأيامهم وقصصهم فى أدراج، وقد خصّ بحفظ ذلك قوم سكّان بموضع بناحيه أرّجان يعرف بحصن الجص، و بجور بركه على باب البلد مما يلى شيراز تعرف بنزّ، قد أكبّ على قعرها قدر نحاس عظيمه، يخرج من ثقبه فى أعلى تلك القدر ضيقه جدا ماء عظيم، ليس فى تقدير رأى العين أن مثل ذلك الماء على كثرته يخرج من ذلك الثقب على ضيقه؛ وبقرب أبرقوه تلال عظيمه من رماد يزعم قوم أنها نار نمرود بن كنعان، التى أوقدها لإحراق ابراهيم عليه السلام وهذا خطأ، لأن الصحيح فى الأخبار أن نمرود كان مقيما ببابل، وكذلك ملوك الكنعانيين قبل ملوك الفرس؛ وقد ذكرنا المومياى فى جمله ما يرتفع من ناحيه دارابجرد. وبكوره أرّجان بقريه يقال لها صاهك الغرب بئر، يذكر أهلها أنهم امتحنوا قعرها بالمثقلات والأرسان، فلم يقفوا منها على عمق، يفور منها الدهر كله ماء بقدر ما يدير رحى ويسقى تلك القريه. وبكوره سابور رستاق يعرف بالهنديجان فيها بئر بين جبلين، يخرج منها دخان فيعلو حرها ، حتى لا يتهيأ لأحد أن يقربها، وإذا طار فوقها طائر سقط فيها واحترق؛ وبدشت بارين قريه تعرف بجور هى نحيسه لا شجر فيها، فيها أهل بيت ينسبون إلى السحر ويسألون عن الأخبار ويحكى عنهم ما أستفظع حكايته فى كتابى. وبكوره أردشير خرّه على باب شيراز عين ماء يشرب منه الناس لتنقيه الجوف، فمن شرب منه قدحا أقامه مجلسا، ومن زاد فلكل قدح مجلس؛ وبناحيه كام فيروز بقريه تعرف بالمورجان بين جبال شاهقه كهف فيه جرن، وفى سقف هذا الكهف ماء ينقطر إلى الجرن، فيزعم الناس أن عليه طلّسما، فإن دخل ذلك الكهف رجل خرج ما يكفى رجلا، وإن دخله ألف رجل خرج بقدر حاجتهم. وعلى باب أرّجان مما يلى خوزستان قنطره على نهر طاب، تنسب إلى الديلمى طبيب الحجّاج، وهى طاق واحد- سعه الطاق على الأرض ما بين العمودين نحو ثمانين خطوه، وارتفاعه مقدار ما يجوز فيه راكب الجمل بيده علم من أكبر ما يكون؛ وبناحيه كران طين أخضر كالسلق يؤكل، ليس فيما علمته فى بلد مثله؛ وبناحيه جنّابه فى البحر مكان يعرف بخارك معدن اللؤلؤ، يقال إن النادر منه لا يفوقه شىء، وأن الدره اليتيمه منه إن صح ذلك، وبناحيه شيراز ريحان يعرف بسوسن نرجس، ورقه مثل ورق السوسن، وداخله مثل عين النرجس سواء، وبناحيه داذين نهر ماء عذب يعرف بنهر إخشين، يشرب منه ويسقى الأراضى، وإذا غسلت به ثياب خرجت خضرا؛ وبدشت بارين فى جبالها- بقريه تسمى بر- عين ماء قليل، يعرف بماء نوح، يتداوى به من العلل والعين، ويقال إنه ربما حمل منه إلى حدود الصين لاشتهاره واستعمال الناس إياه، فينتابه الناس من خراسان والبلدان النائيه.

    فأما ما يرتفع من بلدان فارس مما ينقل إلى الأمصار، وما يفضّل فى جنسه على سائر ما يرتفع فى البلدان فمن ذلك ماء الورد الذي يرتفع من جور فانه يفضّل فى جنسه، وينقل إلى البحر فيفرّق فى الحجاز و اليمن و الشام و مصر و المغرب و خوزستان و خراسان و الجبال ؛ ويرتفع من غير جور ما هو أجود إلا أن معظم الجهاز منه، ويرتفع بجور ماء الطلع وماء القيصوم الذي لا نعرفه فى بلد غير جور، وماء الزعفران المسوسن وماء الخلاف الذي يفضّل على جنسه فى سائر البلدان. ويرتفع من سابور الأدهان من كل جنس ما يفضّل على أدهان سائر المدن إلا الخبرىّ والبنفسج، فإن الذي بالكوفه منهما خير، والإنبجات التى تحمل إلى الآفاق منها.

    ويرتفع من سينيز و جنّابه و كازرون و توّج ثياب كتان، وللسلطان فى كل بلد منها طراز غير كازرون، وتحمل هذه الثياب إلى الآفاق من بلدان الإسلام كلها، ويرتفع من فسا أنواع من الثياب التى تجلب إلى الآفاق، وبها طراز الوشى والشعر والسوسنجرد للسلطان، فأما الوشى فإن المذهب المرتفع منه أجود مما يكون بغيره من الأمصار، وأما غير المذهب فإن الذي بجهرم أجود وأكثر منه، وأما الشعر فإنه يعمل للسلطان ثياب مثقاليه تأخذ قيمه كبيره، وكلل مرتفعه وسائر أصناف الشعر، ويتخذ من القز للسلطان ستور معلمه معينه ويرتفع من ثياب القز والشعر ما يحمل إلى كثير من أمصار الإسلام، و السوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب و توّج و تارم، وبها أكسيه القز التى تبلغ قيمه كبيره، ويرتفع من جهرم ثياب الوشى المرتفع والبسط والنخاخ والمصليات والزلالىّ المعروفه بالجهرمىّ، ويرتفع من يزد و أبرقوه ثياب قطن تحمل إلى الآفاق، ويرتفع من الغندجان- قصبه دشت بارين- من البسط والستور والمقاعد وأشباه ذلك ما يوازى به عمل الأرمينى، وبها طراز للسلطان، وتحمل منها إلى الآفاق، وإنما فضّل سوسنجرد فسا على سوسنجرد قرقوب لأن القرقوبى إبريسم وهذا صوف، والصوف أجود من الابريسم فى الصنعه، ويحمل من سيراف ما يقع إليها من أمتعه البحر، من العود والعنبر والكافور والجواهر والخيزران والعاج والأبنوس والفلفل والصندل وسائر الطيب والأدويه والتوابل- التى يكثر تقصيها- إلى جميع فارس والدنيا كلها، وهى فرضه لهذه المواضع، وأهلها أيسر أهل فارس، ومنهم من يجوز ما له ستين ألف ألف درهم، ما اكتسبه إلا من تجاره البحر، وهم الغالبون على مدن تلك السواحل وعلى البحر كله؛ ويرتفع من أرّجان دوشاب يكون بآسك، وآسك هذه التى كان بها وقعه الأزارقه، وكانوا أربعين رجلا، فقصدهم نحو ألفى رجل من أصحاب البصره، فقتلوا الألفين عن آخرهم، ويفضّل هذا الدوشاب على ما يكون بالعراق وسائر المدن، إلا السيلان الذي يكون بالاحساء و هجر فانه يفوقه ؛ و بأرّجان زيت يحمل إلى الآفاق منه فيفضّل على غيره، و بكازرون تمر يفال له الجيلاندار، يتفرد به ذلك الموضع، ولا يكون بالعراق و الحجاز و كرمان وسائر مواضع النمور، ويحمل منها إلى العراق على كثره تمورها.

    و بدارابجرد سمك بالخندق الذي يحيط بالبلد، لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار، وهو من ألذ السموك، ويرتفع من دارابجرد مثل العمل الطبرىّ الذي يكون بطبرستان. ويرتفع من كازرون ثياب كتان تنقل إلى الآفاق؛ ويرتفع من قريه من دارابجرد المومياى الذي يحمل إلى السلطان، وهو غار فى جبل قد وكّل به من يحفظه، فيفتح فى كل سنه فى وقت معروف، وقد استجمع فى نقر حجر هناك ماء قد اجتمع المومياى فى أسفله، فإذا جمع يكون مثل الرمّانه، فيختم ويشهده ثقات السلطان من الحكام وأصحاب البرد والمعدّلين، ويرضخ للذى يحضره بالشيء اليسير، وهو المومياى الصحيح، وما عدا هذا المومياى الذي يحمل إلى السلطان فشىء مزوّر، يشبه المومياى وليس بالصحيح، وبقرب هذا الغار قريه تسمى آبين، فينسب هذا إليها ويسمى موم قريه آبين؛ وبناحيه دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأصفر والأخضر والأسود والأحمر، تنحت من هذه الجبال موائد وغير ذلك مما ينحتونه ويحمل إلى سائر المدن، والملح الذي فى سائر المدن إنما هو من باطن الأرض أو ماء يجمد، وهذا هو جبل ملح ظاهر و بدارابجرد دهن رازقى يقال إنه ليس فى مكان مثله يحمل إلى الآفاق ؛ ويكون بأرض فارس عامه المعادن من الفضه والحديد والآنك والكبريت والنفط، وأشباه ذلك مما يستقل به أهلها مما يكون فى سائر الأقطار، إلا أن الفضه بها قليله بناحيه يزد بموضع يعرف بنائين، ولا أعرف بها معدن الذهب ومعدن الصفر بالسّردن يحمل منها إلى البصره وإلى سائر النواحى، والحديد يرتفع من جبال اصطخر، وبقريه من كوره اصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزئبق ويعمل بفارس مداد أسود للدواه والصبغ يفضّل على غيره و بشيراز أبراد تحمل إلى الآفاق، وبجانات من كوره اصطخر ثياب قطن مستحسنه تعرف بالجاناتى رقيقه.

    فأما نقودهم وأوزانهم ومكاييلهم، فالبيع والشراء بجميع فارس بالدراهم، وإنما الدنانير عندهم كالعرض ، وليس على سكه الدراهم والدنانير التى تعرف بفارس إلا اسم أمير المؤمنين، من أيام السجزيه إلى يومنا هذا؛ فأما أوزانهم فإن وزن الدراهم كل عشره دراهم سبعه مثاقيل، وليس مثل اليمن وغيرها من المواضع التى تختلف مقادير أوزان الدرهم بها؛ وأما ما توزن به الأمتعه فإن المنا بشيراز اثنان صغير وكبير، فالكبير ألف درهم وأربعون درهما، وما رأيت ولا بلغنى أن فى موضع من المواضع المنا على هذا الوزن إلا بأردبيل، والآخر هو منا بغداد وزن مائتين وستين درهما، وهذا المن مستعمل بجميع فارس وعامه ما دخلته من أمصار المسلمين، وإن كان لهم أوزان غير هذا، والمنا بالبيضاء وزن ثمانمائه درهم، و باصطخر وزن أربعمائه درهم، و بخرّه المنا مائتان وثمانون درهما، و بسابور المنا ثلاثمائه درهم، وببعض نواحى أردشير خرّه المنا بها مائتان وأربعون درهما. وأما الكيل فإن بشيراز الجريب عشره أقفزه، والقفيز سته عشر رطلا فى التقدير، يزيد وينقص القليل إذا كان المكيل حنطه، والرطل وزن مائه وثلاثين درهما، ولهذا القفيز كيل على حده ولهذا القفيز نصف وربع، كل واحد منهما كيل قائم بنفسه، وكيل صغير هو جزء من أربعه وعشرين من هذا القفيز، وجريب اصطخر وقفيزها على 0ف من جريب شيراز، ومكاييل البيضاء تزيد على مكاييل اصطخر بنحو العشر ونصف العشر، ومكاييل كام فيروز وما يتصل بها على الخمسين من مكاييل البيضاء ، ومكاييل أرّجان تزيد على مكاييل شيراز الربع، ومكاييل سابور و كازرون تزيد على مكاييل شيراز العشره سته، ومكاييل فسا تنقص عن مكاييل شيراز العشر.

    أبواب المال:

    لبيت المال على الناس والزموم أبواب المال، التى تطبق عليها الدواوين، من خراج الأرضين والصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والمراعى والجزيه وغلّه دار الضرب والمراصد والضياع والمستغلات وأثمان الماء وضرائب الملاحات والآجام؛ فأما خراج الأرضين فعلى ثلاثه أصناف : على المساحه والمقاسمه والقوانين التى هى مقاطعات معروفه لا تزيد ولا تنقص زرع أم لم يزرع؛ وأما المساحه والمقاسمه فإن زرع أخذ خراجه، وإن لم يزرع لم يؤخذ، وعامه فارس مساحه إلا الزموم فإنها مقاطعات إلا شيئا يسيرا من المقاسمات، وتختلف الأخرجه فى البلدان على المساحه، فأثقلها بشيراز ، وعلى كل صنف من الزرع شىء مقدّر، فعلى الجريب الكبير من الأرض يزرع فيه الحنطه والشعير السيح مائه وتسعون درهما ، والشجر بالسيح مائه واثنان وتسعون درهما، والرطاب والمقاثى السيح للجريب الكبير مائتان وسبعه وثلاثون درهما ونصف ، وعلى الجريب الكبير من القطن السيح مائتان وسته وخمسون درهما وأربعه دوانيق، وعلى الجريب الكبير من الكروم ألف وأربعمائه وخمسه وعشرون درهما، والجريب الكبير ثلاثه أجربه وثلثان بالجريب الصغير، والجريب الصغير ستون ذراعا فى ستين ذراعا بذراع الملك، وذراع الملك تسع قبضات، هذا خراج شيراز للسيح. وخراج كوار على الثلثين من هذا، لأن جعفر بن أبى زهير السامى كلّم الرشيد فردّه إلى ثلثى الربع؛ وخراج اصطخر ينقص من خراج شيراز فى الزرع بشىء يسير، هذا خراج السيح. والبخوس خراجه على ثلث السيح، والطّويّ والمنضح والمندّى على ثلثى الخراج، والسقى ما ندّى وسقى سقيه فينقص الربع من الخراج، وإذا ندى وسقى سقيتين فهو السيح، وقد استتم الخراج؛ وكور دارابجرد و أرّجان و سابور زراعتهم ومقادير الخراج على أراضيهم بخلاف هذا يزيد أو ينقص. وأما المقاسمه فإنها على وجهين، ضياع فى أيدى قوم من أهل الزموم وغيرهم، ومعهم عهود من علىّ بن أبى طالب عليه السلام ومن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وغيرهما من الخلفاء، فيقاسمون على العشر والثلث والربع وغير ذلك، والوجه الآخر مقاسمات على قرى صارت لبيت المال، فيزراع الناس عليها. وأما أبواب أموال الضياع فإن الضياع السلطانيه خارجه عن المساحه، وإنما تؤخذ من السلطان بالمقاسمه أو المقاطعه، وعلى الأكره فيها ضرائب من الدراهم يؤدونها. وأما الصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والجزيه ودار الضرب والمراصد وضرائب الملّاحات والآجام وأثمان الماء والمراعى فإنها تقرب فى الرسم مما فى سائر الأمصار.

    وليس بفارس دار ضرب إلا بشيراز، وأما المستغلات فإنها تربه أسواق بشيراز وغير شيراز، أبنيتها للناس ويؤدون أجره الأرض والطواحين للسلطان وأجره الدور التى يعمل فيها ماء الورد، وكان الرسم القديم بفارس أن كل حومه بفارس لا خراج على الكروم فيها، ولا على الأشجار بجميع فارس، إلى أن ولى على بن عيسى الوزاره، سنه اثنتين وثلاثمائه فألزمهم فيها كلها الخراج، وبفارس ضياع قد ألجأها أربابها إلى الكبراء من حاشيه السلطان بالعراق، فهى تجرى بأسمائهم وخفّف عنهم الربع، فهى فى أيدى أهلها بأسماء هؤلاء يتبايعونها ويتوارثونها.

    قال الاصطخری ایضاً:

    فى صوره فارس:

    والاختلاف بين صور المخطوطات الخاصه بفارس يتبيّن فى رسم الأنهار، فنهر شيرين مرسوم إلى أعلى متعرجا فى 199 ومقوس إلى أعلى فى 256، 257، أما نهر الشاذكان فهو مائل من منبعه إلى مصبّه فى البحر فى 199، وقوس مقعر فى 256، وقوس إلى أعلى فى 257، وكذلك نهر الخوبذان فهو مرسوم بميل من منبعه إلى مصبه فى البحر فى 199، وهو قوس إلى أعلى فى 256، 257.



  2. Untitled Document
  3. #2
    مساهم فعال جداً
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 164

    افتراضي

    قال ابن فقیه:

    القول في فارس:


    حدثنا أبو عمرو عبد العزيز بن محمد بن الفضل، حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا بشر بن محمد بن أبان عن داود بن المخير عن الصلت بن دينار عن عبد الله بن أبي مليكة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أهل فارس عصبتنا.

    ويروى عن أنس بن مالك قال: إن الله خيّر بين خلقه، فخيرته من العرب قريش وخيرته من العجم فارس.

    ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: أسعد الناس بالإسلام أهل فارس. وأشقى العرب به بهراء وتغلب.

    وقال ابن لهيعة: فارس والروم قريش العجم.

    وقال في قوله عز وجل وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ. قال: الناس إذ ذاك فارس والروم. وفي قوله يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ

    قال: فارس.

    ولما هدم ابن الزبير البيت، قال اطلبوا من العرب من يبنيه. فلم يجدوا.

    فقال استعينوا بأهل فارس فإنهم ولد إبراهيم. ولن يرفع البيت إلّا ولد إبراهيم.

    وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أبعد الناس من الإسلام الروم، ولو كان معلقا بالثريا لتناولته فارس. يعني الإسلام.

    [قال وذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) كسرى أنوشروان فقال: ويل أمّه، ما أعمق سلمه لو كان أسلم.

    وروي عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ «ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد» قال: أهل فارس.

    وقال عليه السلام: لا تسبوا فارس فإنهم عصبتنا.

    وقال (عليه السلام) : إن لله جندا في أهل فارس إذا غضب على قوم انتقم بهم] .

    وقال الشعبي: أول من استنبط الأنهار العظام أنوشروان ومادة الملك واستصلح الرعية بعده مثله.

    وكان أنوشروان إذا أفرض، يقدم الفارسي على رجلين من الديلم وعلى خمسة من الترك وعلى عشرة من الروم وعلى خمسة عشر من العرب وعلى الثلاثين من الهند. لأنهم كانوا أشجع ممن ذكرنا قلوبا وأعزهم نفرا وأعظمهم ملكا وأكثرهم عددا وأوسعهم بلدا وأخصبهم جنابا وأشدهم قلوبا وأرجحهم عقولا وأحسنهم تدبيرا وأصحهم جوابا وأطلقهم ألسنا.

    وقال أبو البختريّ: بلغنا أن إسحاق بن إبراهيم ولد ابنا يقال له نفيس: فولد لنفيس، العيص، قبائل من فارس منهم أهل إصطخر و شابور و أردشير. والدليل على ذلك قول جرير:
    منابر ملك كلّها مضرية يصلي علينا من أعرناه منبرا
    وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا [حمائل موت لابسين السنوّرا]
    إذا انتسبوا عدّوا الصبهبذ منهم وكسرى، وعدّوا الهرمزان وقيصرا

    وكان إدريس بن عمران يقول: أهل إصطخر أكرم الناس أحسابا، ملوك أبناء الأنبياء.

    وقال أردشير: الأرض أربعة أجزاء. فجزء منها أرض الترك ما بين مغارب الهند إلى مشارق الروم.

    وجزء منها أرض المغرب، ما بين مغارب الروم إلى القبط والبرابر. وجزء منها أرض كور السواد، ما بين البرابر إلى الهند. والجزء الرابع هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما بين نهر بلخ إلى منقطع آذربيجان و أرمينية الفارسية إلى الفرات. ثم برية العرب إلى عمان و مكران وإلى كابل و طخارستان. فكان هذا الجزء صفوة الأرض. وهو من الأرضين بمنزلة الرأس والسرة والسنام والبطن. أما الرأس، فإن ملوك أقطار الأرض مذ كان ايرج بن أفريدون، كانت دائنة لملوكنا يسمونهم أملاك الأرض ويهدون لهم صفايا ما في أرضهم.

    وأما السرة، فإن أرضنا وضعت من الأرضين موضع السرة من الجسد في البسطة والكرم وفيما جمع لنا مما نرئسهم به. فأعطينا فروسية الترك وفطنة الهند وصناعة الروم، وأعطينا في كل شيء من ذلك الزيادة على ما أعطوا، وأصفينا ما حرموا بأدب الدين في أدب الملك. وأعفينا إلى مسام سيماء مشترعة في صورنا وألواننا وشعورنا كما شوهت سائر الأمم بصنوف الشهرة من لون السواد وشدة الجعودة والسبوطة وصغر العيون وقلّة اللحى. فأعطينا الأوساط من المحاسن والشعور والألوان والصور والأجسام.

    وأمّا السنام، فإن أرضنا على صغرها عند بقية الأرضين هي أكثر منافع والين عيشا من جميع ما سواها.

    وأمّا البطن، فإن الأرضين كلها تجلب إليها منافعها من علمها ورفقها وأطعمتها وأدويتها وأمتعتها وعطرها كما تجبى الأطعمة والأشربة إلى البطن.

    وقال الواقدي: شاور عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهرمزان في فارس و إصبهان و آذربيجان. فقال الهرمزان: إن إصبهان و آذربيجان الجناحان. فإن قطعت الجناحين، بقي الرأس. وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس.

    وكان أول من جمع فارس وملكها، أردشير بن بابك بن ساسان، وهو أحد ملوك الطوائف وكان على إصطخر، وهو من أولاد الملوك المتقدمين قبل ملوك الطوائف. فرأى أنه وارث ملكهم فكتب إلى من بقربه من ملوك فارس ومن نأى عنه من ملوك الطوائف يخبرهم بالذي أجمع عليه من الطلب بالملك لما فيه من صلاح أمور الرعية وإقامة الدين والسنّة. فمنهم من أقرّ له بالطاعة، ومنهم من لم يقرّ له حتى قدم عليه، ومنهم من عصاه فصار عاقبة أمره إلى القتل والهلاك. حتى استوسق له ملكه. وهو الذي افتتح الحضر. وكان ملك السواد متحصنا فيه وكانت العرب تسميه الساطرون. وفيه يقول أبو داود:

    وأرى الموت قد تدلّى من الحضر على رب أهله الساطرون وقد أتينا بخبره فيما تقدم.

    وهو أول من وضع السكك وحذف أذناب دواب البرد وبنى مدينة جور بفارس وكان موضعها صحراء. فمرّ بها أردشير فأمر ببنائها وسماها أردشير خرّة.

    وسمتها العرب جور. وهي مبنية على صورة دارابجرد. ونصب فيها بيت نار.

    وبنى مدينة رام أردشير و بهمن أردشير خرّة وهي فرات البصرة. و استاراباذ وهي كرخ ميسان وهي من كور دجلة. ومدينة سوق الأهواز. وكانت مدة ملكه أربع عشرة سنة وستة أشهر.

    وقالوا: سمعوا فارس بفارس بن طهومرث وهو الذي تنسب الفرس إليه، لأنهم من ولده. وكان ملكا عادلا متحننا محتاطا على أهل عصره. وكان له عشرة بنين منهم: جمّ و شيراز و إصطخر و فسا و جنّابا و كسكر و كلواذى و قرقيسيا و عقرقوف [و دارابجرد ] . فأقطع كل واحد منهم البلد الذي سمي به ونسب إليه.

    وإنما كانوا قبل ذلك يسكنون الخيام. ويقال إن ملكه كان ثلاثمائة سنة.

    ومن مدينة سوق الأهواز إلى مدينة أرّجان أول عمل فارس من هذا الوجه واحد وثلاثون فرسخا. وأرجان بناها قباذ بن فيروز لأنه لمّا استرجع الملك من أخيه جاماسف غزا الروم فافتتح مدينتين من مدن الجزيرة مما كانت في أيدي الروم تدعى واحدة آمد والأخرى ميافارقين. وأمر فبنيت فيما بين حدّ فارس و الأهواز مدينة وسماها ابرقباد، وهي التي تسمى أرجان. وأسكن فيها سبي همدان وكوّرها كورة وضم إليها رساتيقها من كور رام هرمز و كورة سابور وكورة أردشير خرة وكورة إصبهان.

    وبنى أيضا مدينة حلوان مما يلي الماهات. وبنى مدينة يقال لها قباد خرّة.

    وكوّر أيضا كورة أخرى بأرض ميسان وسماها شاد قباذ، وهي التي تسمى أستان العالي. ووضع لها أربعة طساسيج: طسوج فيروز شابور وهي الأنبار وكان منها هيت وعانات فأفردها يزيد بن معاوية في أيامه إلى الجزيرة. و طسوج بادوريا و طسوج قطربل و طسوج مسكن.

    وكوّر أيضا كورة بهقباذ الأعلى ووضع لها ستة طساسيج: طسوج النهرين و طسوج عين التمر و الفلوجتين العليا والسفلى و طسوجي بابل وخطرنية.

    وكور أيضا بهقباد الأوسط ووضع لها أربعة طساسيج: طسوج سورا.

    و طسوج باروسما والجبه والبداة. و طسوج نهر الملك.

    وكور أيضا بهقباد الأسفل ووضع لها خمسة طساسيج: فرات بادقلى والسيلحين. و طسوج الحيرة و طسوج تستر و طسوج هرمزجرد.

    وفرّق كورة إصبهان على شقين: شق جي وشق التيمرة.

    وأمر فبنيت مدينة شهرزور وهي بأرض به. وفيما بين جرجان و إيران شهر مدينة أسماها شهر قباد.

    و بأرجان قنطرة كسروية طويلة أكثر من ثلاثمائة ذراع مبنية بالحجارة على وادي أرجان.

    قال: وأخبرني محمد بن أحمد الأصبهاني قال: بأرجان كهف في جبل ينبع منه ماء يشبه بالعرق من حجارته فيكون منه هذا المومياي الأبيض الجيد. وعلى هذا الكهف باب حديد وحفظة ويغلق ويختم بخاتم السلطان وقاضي البلد إلى يوم من السنة يفتح فيه. ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم ويدخل إليه رجل عريان ثقة. فيجمع ما قد اجتمع من المومياي ويجعله في قارورة، ويكون مقدار ذلك مائة مثقال أو دونها. ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله إلى السنة الأخرى. ويوجه بما يجتمع منه إلى السلطان. وخاصيّته لكل كسر أو صدع في العظم. يسقى الإنسان الذي انكسر شيء من عظامه مثل العدسة فينحطّ أول ما يشربه إلى موضع الكسر فيجبره ويصلحه لوقته.

    ومن أرّجان إلى النوبندجان ستة فرسخا. وفيها شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه وهو موضع من أحسن ما يعرف. فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر. وروى عن المبرد أنه قال:

    قرأت على شجرة في شعب بوان هذه الأبيات:
    إذا أشرف المكروب من رأس تلعة على شعب بوّان أفاق من الكرب
    وألهاه بطن كالحريرة مسّه ومطّرد يجري من البارد العذب
    وطيب ثمار في رياض أريضة على قرب أغصان جناها على قرب
    فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي إلى أرض بغداد سلام فتى صبّ

    وإذا أسفل منه مكتوب:
    ليت شعري عن الذين تركنا خلفنا بالعراق هل يذكرونا
    أم لعلّ المدى تطاول حتّى قدم العهد بعدنا فنسونا

    وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلّ عينا حسنة بشعب بوّان هذه الأبيات:
    متى تبغني في شعب بوّان تلقني لدى العين مشدود الركاب إلى الدلب
    وأعطي وإخواني الفتوّة حقّها بما شئت من جد وما شئت من لعب
    يدير علينا الكاس من لو رأيته بعينيك ما لمت المحب على الحب

    وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق يصف شعب بوان: كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة، ومنة غراء مشهورة بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان، وأقال من صروف الزمان. وسرّح طرفي في جداول تطّرد بماء معين منسكب، أرق من دموع العشاق، حررتها لوعة الفراق. وأبرد من ثغور الأحباب، عند الالتثام. كأنها حين جرى آذيها يترقرق، وتدافع تيارها يتدفق. وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان. أثر على حكمة صانعه شهيد، وعلم على لطف خالقه دليل. إلى ظلّ سجسج أحوى، وخضل ألمى. قد غنت عليه أغصان فينانة وقضب غيدانة. تشورت لها القدود المهفهفة خجلا، وتقيلتها الخصور المرهفة تشبها. يستقيدها النسيم فتنقاد، ويعدل بها فتنعدل. فمن متورد يروق منظره، ومرتجّ يتهدل مثمره. مشتركة فيه حمرة نضج الثمار، بنفحة نسيم النوار. وقد أقمت به يوما لخيالك منادما ولشوقك مسامرا. وشربت لك تذكارا. وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز، كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله.

    ومن النوبندجان إلى شيراز نيف وعشرون فرسخا.

    وهي من كورة أردشير خرّة ورساتيقها: جور و الخبر و الصيحكان و البرجان و الكهرجان و الخواروستان و كير و سينيز و سيراف و الرويحان و كان فيروز و كازرون و كران و ابزر و توّج.

    ومن سوق الأهواز إلى الدورق في الماء ثمانية عشر فرسخا، وعلى الظهر أربعة وعشرون فرسخا.

    كورة سابور ومدينتها النوبندجان ورساتيقها: الخشن و الكيمارج و كازرون و خرّه وبندر همان و دشت بارين و الهنديجان و الدرخوند و تنبوك و الجواندان و الميدان و المذار و ماهان و الجنيد و الرامجان و الشاهجان و مور و دادين و خمايجان السفلى و خمايجان العليا و تيرمردان و جنحان و السياه مص و انبوران.

    كورة إصطخر والمدينة ورساتيقها: مدينة البيضاء و بهران و أسار و إيرج و مائين وخبر إصطخر و نيرز و أبرقويه و البرانجان و الميان روذان و الكاسكان و الهزار.

    ومن شيراز إلى مدينة فسا ثلاثون فرسخا. ومن مدينة فسا إلى مدينة دار بجرد ثمانية عشر فرسخا ورساتيقها: كرم و جهرم و نيريز و الفستجان و الابجرد و الانديان و جويم و فرج و يارم و طسان.

    كورة أرجان ورساتيقها: قاش و ريشهر و السلجان و البحار و فرزن .

    ومن شيراز إلى مدينة جور عشرون فرسخا وبين شيراز و سابور عشرون فرسخا. وبين شيراز و إصطخر اثنا عشر فرسخا.

    زموم الأكراد بفارس وتفسير الزموم محال الأكراد. قال صاحب كتاب المسالك والممالك وهو عبد الله بن محمد بن خرداذبه: هي أربعة زموم: زم الحسين بن جيلويه ويسمى البازنجان، وهو من شيراز على أربعة عشر فرسخا. وزم ازدم بن جوانانه من شيراز على ستة وعشرين فرسخا. وزم القاسم بن شهريار ويسمى الكوريان، من شيراز على خمسين فرسخا. وزم الحسين بن صالح يسمى السوران من شيراز على سبعة فراسخ.

    وقال المدائني: كانت إصطخر تجبى ستة عشر ألف ألف درهم. و سابور أربعة عشر ألف ألف درهم. و أردشير خرة ثمانية عشر ألف ألف درهم. و دار ابجرد ثمانية عشر ألف ألف درهم.

    وكانت أرّجان بعضها إلى إصبهان وبعضها إلى إصطخر وبعضها إلى رام هرمز. فصيرت في الإسلام كورة واحدة.

    فصارت فارس خمس كور وهي إصطخر و شابور و أردشير خره و دارابجرد و فسا و أرجان. وفارس مائة وخمسون في فرسخا في مثلها.

    وافتتحت عنوة على يدي أبي موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص رضي الله عنهما.

    ويقال إن نمرود إبراهيم عليه السلام من إصطخر. ويقال بل كان من قرية يقال لها أبرقوية.

    وخراج فارس ثلاثة وثلاثون ألف ألف درهم بالكفاية. وذكر الفضل بن مروان أنه قبلها بخمسة وثلاثين ألف ألف درهم بالكفاية على أنه لا مؤونة على السلطان. وجباها الحجاج بن يوسف و الأهواز ثمانية عشر ألف ألف درهم. وكان عمرو بن الليث يجبي من خراجها إحدى وثلاثين ألف ألف درهم، ومن ضياعها تسعة عشر ألف ألف درهم، فجميعه خمسون ألف ألف درهم. ويحمل إلى السلطان في كل سنة خمسة عشر ألف ألف درهم. وجباها الناصر في سنة ثمان وسبعين ومائتين ستين ألف ألف درهم. وكانت الفرس قسطت على كور فارس أربعين ألف ألف مثاقيل.

    ومن العجائب بفارس شجرة تفاح بشيراز، نصف التفاحة حلو في نهاية الحلاوة ونصفها حامض في غاية الحموضة. وليس بفارس كلها من هذا النوع إلّا هذه الشجرة الواحدة.

    ولهم سابور وفيها الأدهان الكثيرة ومن دخلها لم يزل يشم ريحا طيبة حتى يخرج منها، وذلك لكثرة رياحينها وأنوارها وبساتينها.

    ولهم جور وبها يعمل الماورد الجوري وهو النهاية من الماورد.

    ولهم الثياب السينيزية والجنابية والنوزية والسابورية. وهم أحذق الناس باتخاذ المرايا والمجامع وغير ذلك من الآلات الحديد.

    وقال الأصمعي: حشوش الدنيا ثلاثة: عمان و الأبلة و سيراف.

    قال ابن حوقل:

    وأمّا فارس فالذى يحيط بها ممّا يلى المشرق حدود كرمان وممّا يلى المغرب كور خوزستان وممّا يلى الشمال المفازه التى بين فارس و خراسان وبعض حدود اصبهان ومن الجنوب بحرها، وفيها زنقه وزاويه تلى كرمان ممّا يلى المفازه وفى الحدّ الذي يصاقب البحر تقويس قليل من أوّله الى آخره وزنقه وزاويه أخرى ممّا يلى اصبهان وإنّما وقعت هاتان الزنقتان كالزاويتين لأنّ من شيراز وهى واسطه فارس اليهما من المسافه نحو نصف ما بين خوزستان وبين شيراز وكذلك جروم كرمان ،

    وما فى بطن هذه الصفحه صوره فارس :

    إيضاح ما يوجد فى صوره فارس من الأسماء والنصوص، كتب موازيا للطرف الأعلى من الصوره هذه صوره فارس ورسم تحت ذلك بحر فارس وفيه من الجزائر جزيره اوال، جزيره خارك، جزيره لافت، وتحيط بالأيمن والأسفل والأيسر من أطراف الصوره ابتداء من أعلى الطرف الأيمن على دخلتين مربّعتى الشكل فى الزاويتين السفلايين كتابه مستطيله الخطّ وهى حدّ فارس، وتحيط بالدخله اليمنى فى أسفل الصوره من طرفيها كتابه حدّ اصبهان وبالدخله اليسرى من ثلثه من أطرافها على خطّ ممتدّ الى الأعلى كتابه حدّ كرمان، ويقع على ساحل البحر من المدن ابتداء من اليمين مهروبان، سينيز، جنابه ، توج، نجيرم، سيراف، حصن ابن عماره، وينصبّ فى البحر عن يمين مهروبان نهر يوازى الطرف الأيمن من الصوره ويأخذ من هذا النهر نهر آخر الى اليسار يبتدئ من عند مدينه فرزك ثمّ يمرّ بمدينه الرجان وينصبّ فى البحر عن يمين سينيز، وكتب قاطعا لهذا النهر بين الرجان والبحر رستاق ريشهر على شكل صليبىّ، وبين سينيز و جنايه مصبّ نهر شيرين وبين هذا النهر والنهر المتقدّم ذكره من المدن تنبوك و الهندجان ، ثمّ ينصبّ فى البحر بين جنابه و توج نهر المسن وبينه وبين نهر شيرين مدينه الخوبذان، ثمّ ينصبّ بين توج و نجيرم نهر تقع من جانبه الأيسر مدينتا الملجان و كمارج، وعن يسار نجيرم مصبّ نهر يأتى من بحيره سكان ، وفى الجانب الأيمن من هذا النهر مدينتا كهرجان و نابند، ثمّ عن يمين ذلك على الطريق من سيراف الى شيراز فى وسط الصوره جره وجور وعبر النهر كوار، ويقع من أسفل نجيرم من المدن صفاره ، فهلو، الغندجان، ومن أسفل كمارج شكل مدينه كتب فيها افقط ويجوز أنّها كازرون ثمّ سابور، وتقطع هذه الناحيه كتابه زم الديوان ومن أعلى ذلك الى اليسار قاطعا للنهر زم اللوالجان، ومن أسفل بحيره سكان على الطريق الآخذ من شيراز الى الرجان من المدن النوبندجان و جويم ، ويأخذ من شيراز طريق الى اليسار عليه من المدن خورستان ، فسا، طمستان، الفستجان، ازبراه، دراكان ، مريزجان ، خيار ، دارابجرد، الزم، رستاق الرستاق، برج ، تارم، وفى الساحه من أعلى هذا الطريق بينه والبحر والنهر رسمت من المدن صعودا من الأسفل الى الأعلى منوجيان، فوشجان، جويم، فرسجان، الكاريان، ابزر، خبر، جهرم، روبنج، كارزين، سميران ، كير ، كردبان ، خوار ، جرمق، جم، ويأخذ من شيراز طريق الى الأسفل الى اصطخر ثمّ الى كثه فى أسفل الصوره، ويأخذ من شيراز طريق آخر الى اصبهان فى الزاويه اليمنى، وكتب فى الساحه بين هذا الطريق والطرف الأيمن من الصوره على شكل صليبىّ ناحيه زم جيلويه ، ويقطع هذه الكتابه نهر الكر الذي ابتداؤه فى قرب مدينه ابرج ومن أعلى هذا النهر عن يمين شيراز مدينتا البيضاء و هزار ومن أسفل النهر مدينه مايين ، ورسم بين ابرج و اصبهان مدينه حومه السردن، وبين الطريق من شيراز الى اصبهان والطريق الى كثه من المدن بجه، اقليد، مشكان ، السرمق، ابرقويه، كرد، الارجمان ، نايين ، ميبذ. ويأخذ من اصطخر طريق آخر الى السيرجان فى الزاويه اليسرى وعليه من المدن اباذه، بوذنجان ، صاهك، هريه ، ويوازى هذا الطريق من أعلاه نهر بختكان المنصبّ فى بحيره بختكان، وعن يسار هذه البحيره بينها والحدّ مدينه الماشكانات، وكتب فى هذا القسم من الصوره على شكل صليبىّ قاطعا للطريق من شيراز الى تارم ناحيه زم الكاريان ، وفى الساحه الواقعه بين الطريقين الى السيرجان والى كثه من المدن كمين، الجوبرقان ، مريزجان ، شهر فابك ، خيره ، كبس، خبر، روذان وعلى الحدّ الأسفل الفهرج، انار ، اذركان ، وكتب فى هذا القسم على خطّ منعطف شقّ كرمان، قد صوّرت فارس بحدودها ولم آت فيها برستاق لانتشار ذلك وكثرته ولا الجبال لأنّه ليس بفارس بلد إلّا وبه جبل أو يكون الجبل، بحيث تراه إلّا اليسير ولم أصوّر إلّا مدينه لها منبر مذكور مشهور وقد تحرّيت واجتهدت فى هذه الرساله فيما يعلم من قرأها موقع كلّ كوره برساتيقها ومواضع المدن بها.

    فأمّا ما بها من المدن والزموم والأحياء والحصون وبيوت النيران والأنهار والبحيرات والكور فإنّ كورها خمس وأوسعها وأعرضها وأكثرها مدنا ونواحى كوره اصطخر [ومدينتها اصطخر] وهى أكبر مدينه بهذه الكوره وتليها فى الكبر اردشير خرّه ومدينتها جور ويدخل فى هذه الكوره قباذ خرّه وبكوره اردشير خرّه مدن هى أكبر من جور مثل شيراز و سيراف وإنّما صارت جور مدينتها لأنّها بناء اردشير ودار ملكه و شيراز وإن كانت قصبه لفارس كلّها وبها الدواوين ودار الإماره فهى محدثه فى الإسلام، وتليها فى الكبر كوره دارابجرد [ومدينتها دارابجرد ] وفسا هى أكبر منها وأعمر غير أنّ الكوره منسوبه الى دارا الملك وهى مدينته التى ابتناها لهذه الكوره، وتليها فى الكبر كوره الرجان وتليها كوره سابور وهى أصغر كور فارس ومدينتها سابور وبهذه الكوره مدن كبيره هى أكبر منها كالنوبندجان و كازرون ولكنّ هذه الكوره تنسب الى سابور وهو الذي ابتنى المدينه المعروفه بسابور المشهوره بالثياب السابورىّ، وأمّا زمومها فهى أيضا خمسه وأكبرها زمّ جيلويه ويعرف بزمّ الرميجان والذي يليه فى الكبر زمّ أحمد بن الليث ويعرف باللوالجان ويلى ذلك فى الكبر زمّ الحسين بن صالح ويعرف بزمّ الديوان ثمّ زمّ شهريار ويعرف بزمّ المازنجان و المازنجان قبيل من الأكراد فى حدود اصبهان ناقله من هذا الزمّ وزمّ أحمد بن الحسن ويعرف بزمّ الكاريان وهو زمّ اردشير، فأمّا أحياء الأكراد فإنّها تكثر عن الإحصاء غير أنّهم بجميع أحيائهم المقيمه بفارس على استفاضه أهل الديوان والخاصّه من علماء التنّاء يزيدون على خمس مائه ألف بيت شعر ينتجعون المراعى فى الشتاء والصيف على مذاهب العرب ويخرج من البيت الواحد من الأرباب والأجراء والرعاء والخول وأتباعهم ما بين رجل واحد الى عشره من الرجال ونحو ذلك، وسأذكر من أسامى أحيائهم ما يحضرنى ذكره على أنّهم لا يتقصّون فى العدد إلّا من ديوان الصدقات،

    وأمّا أنهارها الكبار التى تحمل السفن إذا أجريت فيها فإنّها نهر طاب ونهر شيرين ونهر الشاذكان ونهر درخيذ ونهر الخوبذان ونهر رس ونهر سكان ونهر جرشيق ونهر كر ونهر فرواب ونهر برزه فهذه المعروفه المشهوره، وأمّا بحارها فالبحر الأعظم معروف باسمها لأنّ بحر البصره الى أقصى عمل الهند يعرف ببحر فارس، و بحيره البختكان و بحيره دشت ارزن و بحيره المور و بحيره الجوبانان وبحر جنكان وهذه بحيرات قائمه بأنفسها ينتفع بها مجاورها، وأمّا بيوت نيرانها فإنّه لا تخلو ناحيه ولا مدينه بفارس إلّا القليل من بيوت النيران والمجوس أكثر أهل الملل بها ولهم من هذه البيوت بيوت يفضّلونها فى التعظيم وسأذكرها، وأمّا حصونها ففى عامّه فارس وبعضها أمنع من بعض وأكثرها بناحيه سيف بنى الصفّار، وسأفصّل كلّما ذكرته مجملا وأبتدئ بذكر ما بكلّ كوره وناحيه من النواحى التى تشتمل على القرى وتنصرف فى الدواوين بأعمال مفرده ورساتيق مستقلّه بضياعها ومنها ما فيه منابر ومنها ما يخلو منها وربّ كوره هى أكبر وأعرض ومدنها ونواحيها فى التسميه [ أقلّ ] ممّا هو أصغر منها وأتبع ذلك بتفصيله، فأمّا كوره اصطخر فناحيه يزد وهى أكبر ناحيه فيها وبها من المدن كثه وهى القصبه وميبذ ونايين والفهرج وليس فى جميع النواحى ناحيه بها أربعه منابر غير هذه الناحيه، وناحيه الروذان وكانت من كرمان فحوّلت الى فارس ويكون امتداد هذه الناحيه فى الطول نحو ستّين فرسخا، و ابرقويه وهى المدينه وفيها اقليد، و السرمق مدينه ورستاق، و الجوبرقان ومدينتها مشكان، و الارجمان ومدينتها الارجمان ، و المريزجان مدينه ولها رستاق ، و برم مدينتان اباذه وهى قريه عبد الرحمن و مهر زنجان، و صاهك الكبرى ولها رستاق، و شهر فابك مدينه ولها رستاق، و هراه فيها منبر، و الروذان مدينه ورستاق فيه من المنابر انار و كبس و خبر ، و الاذركان بها منبر، و البيضاء ولها إقليم وعليها سور، و هزار بها منبر، و مايين بها منبر، و ابرج ولها رستاق، و خرّمه ورستاقها يعرف بالطسّوج، والخيره فيها منبر، والسرداب وكمين ولهما منبران، و بجه ورستاقها الارد، و كرد وبها منبر، و اللورجان ورستاقها السردن.

    زموم:

    ذكر زمومها وصفاتها، فأمّا زمومها فإنّ لكلّ زمّ منها قرى ومدنا مجتمعه قد ضمّن خراج كلّ ناحيه منها رئيس من الأكراد وألزم صلاح أحوال ناحيته وتنفيذ القوافل وحفظ الطرق والقيام بأحوال السلطان إذا عرضت بناحيته وتنفيذ أوامره وهى كالممالك، فأمّا زمّ جيلويه المعروف بالرميجان فإنّه يلى اصبهان ويأخذ طرفا من كوره اصطخر وطرفا من كوره سابور وطرفا من كوره الرجان وحدّ منه ينتهى الى البيضاء وحدّ منه ينتهى الى حدود اصبهان وحدّ منه الى حدود خوزستان وحدّ منه ينتهى الى زمّ ناحيه سابور، وكلّما وقع فيه من المدن والقرى فكأنّه من عمل اصبهان ، ومتاخمهم من عمل اصبهان المازنجان وهم من المازنجان الذين هم من زمّ شهريار وليس منهم أحد فى عمل فارس إلّا وله بها ضياع وقرى كثيره غزيره، وأمّا زمّ الديوان المعروف بالحسين بن صالح وهو من كوره سابور فإنّ حدّا منه يلى اردشير خرّه وثلثه حدوده تنعطف عليها كوره سابور فكلّما كان من المدن والقرى فى أضعافه فهو منها، فأمّا اللوالجان زمّ أحمد بن الليث وهو فى كوره اردشير خرّه فحدّ منه يلى البحر ويحيط بثلثه حدوده كوره اردشير خرّه وما وقع فى أضعافه من القرى والمدن فهو منها، وأمّا زمّ الكاريان فإنّ حدّا منه الى سيف [بنى] الصفّار وحدّ منه الى زمّ المازنجان وحدّ من حدوده كرمان وحدّ منه اردشير خرّه وجميعها فى اردشير خرّه ،


    قال ابن حوقل ایضاً:


    الأكراد بفارس

    وأمّا أحياء الأكراد بفارس فإنّ منهم الكرمانيّه والرامانيّه ومدين وحىّ محمّد بن بشر والبقيليّه والبنداذمهريّه وحىّ محمّد بن إسحاق والصبّاحيّه والاسحاقيّه والاذركانيّه والسهركيّه والطمادهنيّه والزياديّه والشهرويّه والبنداذقيّه والخسرويّه والزنجيّه والصفريّه والشهياريّه والمهركيّه والمباركيّه والاستامهريّه والشاهويّه والفراتيّه والسلمونيّه والصيريّه والازاددختيّه والمطلبيّه والمماليّه واللاريّه والبرازدختيّه والشاهكانيّه والجليليّه، وهؤلاء المشهورون من أحيائهم ولا يمكن تقصّيهم إلّا من ديوان الصدقات ويزيدون على خمس مائه ألف بيت ويخرج من الحىّ الواحد ألف فارس وأكثر وأقلّ ينتجعون فى الشتاء والصيف المراعى والمصائف والمشاتى إلّا القليل منهم على حدود الصرود، فأمّا أهل الجروم فلا يزولون ولا ينتقلون بل يتردّدون فيما لهم من النواحى ولهم من العدّه والبأس والقوّه بالرجال والدوابّ والكراع ما يستصعب على السلطان أمرهم إذا أراد تحيّفهم وتهضّمهم، ويزعم ابن دريد أنّهم من العرب وأنّ أكثرهم من ولد كرد بن مرد بن عمرو بن عامر فى حماسته وأبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ممّن يستبطن علوم العرب وأخبارها يحتجّ بقوله ويسلّم له ما يدّعيه من هذا الباب وغيره، وهم أصحاب أغنام ورميك والإبل فيهم قليله وليس للأكراد خيل عتاق إلّا ما عند المازنجان المقيمين بحدود اصبهان وإنّما دوابّهم براذين وشهارىّ وهم على حسن حال ويسار ومذاهبهم فى القنيه والنجعه مذاهب العرب ويقال أنّهم يزيدون على مائه حىّ وإنّما ذكرت منهم نيّفا وثلثين حيّا،

    حصون فارس:

    وأمّا حصون فارس فإنّ أكثر مدنها محصّنه بحصون منيعه وأسوار وثيقه شاهقه عاليه ومنها حصون داخل المدن وقهندزات وحواليها أرباض ومنها حصون فى جبال منيعه منفرده عن البنيان قائمه بأنفسها، ومن المدن المحصّنه اصطخر لها حصن حواليه الربض، ومدينه كثه لها حصن وربض، و البيضاء لها حصن وربض، وقريه الآس لها قهندز وربض، و شيراز لها قهندز يسمّى قلعه شهموبذ ، و جور عليها حصن ولا ربض لها، و كارزين لها قهندز من داخل سورها وربض، و كير لها قهندز وربض واسع، و دارابجرد لها حصن وربض، و روبنج لها حصن وربض، و سميران لها قهندز وربض، و فسا ذات قهندز وربض، و سابور لها حصن فقط، و الجنجان لها حصن فقط، و جفته لها حصن بغير ربض، وسمعت غير رئيس من كاتب محصّل نفيس وتانئ جليل حصيف يذكر أنّ بفارس زياده على خمسه آلف قلعه منفرده فى جبالها لا تقرب من المدن وفى المدن منها القهندزات ولا يمكن تقصّى ذلك إلّا بتعب من الدواوين وكذلك المدن المحصّنه فإنّى لم أقدر على تقصّيها وإنّما ذكرت جوامع ممّا أعرفه وسمعت به، وفى هذه القلاع ما لم يذكر لأحد من الجبابره أنّه قدر عليها عنوه منها قلعه ابن عماره وتسمّى قلعه داكباياه يريدون باسمها أنّها كثلاث أثاف لأنّها قارّه على ثلث شعب كقرار القدر على الأثافى وقلعه ابن عماره تنسب الى الجلندى بن كنعان ولا يقدر أحد أن يرتقى اليها بنفسه إلّا أن يرقى به فى شىء [من البجر] وهى مرصد كانت لآل عماره على البحر يعرفون منها المراكب فإذا أقبلت خرجوا اليها وطالبوا أهلها بضرائبهم على مالهم من المحمل فيها، و قلعه الكاريان على جبل طين قصدها محمّد بن واصل فى جيشه وقد تحصّن بها أحمد بن الحسين الأزدىّ فلم يقدر عليها، وقلعه سعيداباذ بدارابجرد من كوره اصطخر فى جبل شاهق وترتقى اليها مسيره فرسخ وكانت فى التشرّك تعرف باسفندياذ فلمّا كان الإسلام تحصّن فيها زياد بن أبيه أيّام علىّ عليه السلم فنست الى زياد ثمّ تحصّن بها آخر أيّام بنى أميّه منصور بن جعفر وكان واليا على فارس فعرفت به ونسبت اليه ثمّ عطّلت فعمد اليها محمّد بن واصل فخرّبها ثمّ بناها وكان محمّد بن واصل الحنظلىّ أمير فارس يليها حربا وخراجا فلمّا أخذه يعقوب بن الليث لم يقدر على فتحها إلّا بأمر محمّد فخرّبها يعقوب ثمّ احتاج اليها فأعادها وجعلها محبسا لمن سخط عليه وعدل عن قنله ، و قلعه اشكنوان من رستاق مايين والمرتقى اليها صعب وهى منيعه جدّا وفيها عين ماء جاريه، وقلعه جوذرز صاحب كيخسرو بموضع يعرف بالسويقه من كام فيروز وهى منيعه جدّا، وقلعه الجصّ بناحيه الرجان يسكنها المجوس باياذكارات الفرس وأيّامهم يتدارسون فيها علومهم وهى منيعه رفيعه، وقلعه ابرج تدانيها فى المنعه، ولها قلاع منيعه وربّما قدر عليها بالاحتيال لفتحها وهى أكثر من أن يبلغها تحصيل من غير الديوان،

    بيوت نيران:

    وأمّا بيوت نيرانها فكثيره أيضا ويعجز علمها من سوى الديوان إذ ليس من بلد ولا ناحيه ولا رستاق إلّا وبها عدد كثير من بيوت النيران غير أنّ [المشاهير التى يفضّلونها على غيرها فى التعظيم منها بيت نار] الكاريان ويعرف ببيت نار فرّا ، وبيت نار بجرّه ينسب الى دارا بن دارا وبه تحلف المجوس فى المبالغه بأيمانهم، وبيت نار عند بركه جور ويسمّى بارين وحدّثنى من قرأ عليه بالفهلويّه أنّه أنفق عليه ثلثون ألف ألف درهم، وبيت النار الذي على باب سابور يعرف بسيوخشين وآخر على باب سابور محاذيا لباب ساسان يعرف بجنبذ كاوسن ، و بكازرون بيت نار يعرف بجفته وبها أيضا بيت نار يعرف بكواذن، و بشيراز بيت نار يعرف بالكارنيان وبها بيت آخر يعرف بهرمزد ، وعلى باب شيراز بالقريه المعروفه بالسوكان بيت نار يعرف بالمنسريان ويرى هذا البيت من شيراز وهى قريه فى شمال شيراز وعن يسار طريق يزد الآخذ الى خراسان وبينها وبين شيراز نحو ميل ومن دين المجوس أنّ المرأه إذا زنت فى حملها أو حيضها لم تطهر إلّا بأن تأتى هذه النار فتتعرّى لبعض الهرابذه ليطهّرها ببول البقر فى هذه الناحيه،

    أنهار فارس:

    وأمّا أنهار فارس فذات مياه طيّبه [وأعظمها نهر طاب الذي] يخرج من حدود اصبهان وجبالها فيظهر بناحيه السردن بعد ممرّه بنواحى ابرج وانصبابه فى نهر المسن وهو النهر الخارج من أسافل اصبهان الى نواحى السردن ومجمعهما عند قريه تدعى مسن ولا يزال فاضلهما عن حاجتهم جاريا الى باب الرجان تحت قنطره ثكان وهى قنطره بين فارس و خوزستان قليله النظير وهى عندى أجلّ من قنطره قرطبه التى بالاندلس ومحدثها بعض تنّاء فارس فيسقى رستاق ريشهر ثمّ يقع فى البحر نحو سينيز، وأمّا نهر شيرين فمخرجه من جبل دينان الذي بناحيه بازرنج فيسقى فرزك و الجلاذجان ثمّ يخترق حتّى يقع فى البحر نحو جنّابه، وأمّا نهر الشاذكان فإنّه يخرج من بازرنج وجبالها حتّى يدخل تنبوك مورستان وخان حمّاد فيسقى رستاق زيراباذ و نابند و الكهركان ثمّ يمتدّ الى دشت الرستقان ثمّ يدخل البحر، وأمّا نهر درخيذ فإنّه يخرج من جبال الجويخان فيقع فى بحيره درخيذ، ونهر الخوبذان فيخرج بالخوبذان فيسقى نواحيها و انبوران ثمّ ينصبّ الى الجلاذجان متفرّقا يتساقط فى البحر، ونهر رس يخرج من الخمايجان العليا حتّى يصير بالزيزيان فيسقط فى نهر سابور ثمّ ينحدر من سابور فيمضى الى توّج فيمرّ ببابها ومنها الى البحر، ونهر اخشين يخرج من خلال جبال داذين فإذا بلغ الجنقان وقع فى نهر توّج ، ونهر سكان يخرج من رستاق الرويجان من قريه تدعى شاذفزى فيسقى زروعها ثمّ ينحدر الى رستاق سياه فيسقيه ومنها الى كوار فيسقيها ثمّ الى خبر فيسقيها ثمّ الى الصيمكان فيسقيها ثمّ الى كارزين فيسقيها ثمّ الى قريه سك وهذا الوادى منسوب الى سك ثمّ يقع فى البحر وليس فى أنهار فارس نهر أكثر عماره من هذا النهر، ونهر جرشيق فإنّه يخرج من رستاق ماصرم ويخترق رستاق المشجان حتّى يجرى تحت قنطره حجاره عاديّه تعرف بقنطره سيوك حتّى يدخل رستاق جرّه فيسقيها ثمّ الى رستاق داذين ويقع فى نهر اخشين، ونهر الكرّ فإنّه يخرج من كروان من حدّ الارد وينسب الى الكروان وهو يخرج من شعب بوان المشهور ويسقى كام فيروز وينحدر فيسقى قريه رامجرد و كاسكان والطسوج فينتهى الى بحيره بخفرز و نيريز تعرف ببحيره البختكان؛

    ويقال أنّ له منبعا يخرج فى بعض كور دارابجرد فينتهى الى البحر، ونهر فرواب يخرج من الجوبرقان من قريه تعرف بفرواب فيجرى على باب اصطخر تحت قنطره خراسان حتّى يسقط فى نهر الكرّ، ونهر برزه يخرج من ناحيه دراجان سياه فيسقى رستاق الخنيفغان و جور حتّى يخترق رساتيق اردشير خرّه ثمّ يقع فى البحر، وبها أنهار تقصر عن هذا المحلّ وأقصر عن إحصائها.

    وقد تكرّر القول بأنّ بحر فارس خليج من البحر المحيط فى حدّ الصين وبلد الواق وهو بحر يجرى على حدود بلدان السند و كرمان الى فارس فينسب من بين سائر الممالك التى عليه الى فارس لأنّه ليس عليه مملكه أعمر منها ولأنّ ملوك فارس كانوا على قديم الأيّام أقوى سلطانا وهم

    بحيرات فارس:

    المستولون الى يومنا هذا على ما بعد وقرب من شطوط هذا البحر ولأنّا لا نعلم فى جميع بلد فارس وغيرها سفنا تجرى فى بحر فارس فتخرج عن حدّ مملكتها وترجع بجلالتها وصيانتها إلّا لفارس، ومن بحيراتها التى تحيط بها القرى والعمارات بحيره البختكان التى يقع فيها نهر الكرّ وهى بناحيه خفرز الى قرب صاهك كرمان ويكون طولها نحو عشرين فرسخا وماؤها مالح ينعقد ملحا وحواليها مسبخ ويحيط بها رساتيق وقرى وهى فى كوره اصطخر، و بحيره بدشت ارزن من كوره سابور وطولها نحو عشره فراسخ وماؤها عذب وربّما جفّت حتّى لا يبقى فيها من الماء إلّا القليل وربّما امتلأت ففاضت نحو عشره فراسخ وتحتفّ بها القرى والعمارات وعامّه سمك شيراز منها، و بحيره مور من كوره سابور تعرف بكازرون وطولها نحو عشره فراسخ أيضا الى قرب مورق وماؤها مالح وفيها صيد كثير ومنافع، و بحيره الجنكان مالحه وطولها نحو اثنى عشر فرسخا ويرتفع من أطرافها الملح وحواليها قرى الكهرجان وهى من اردشير خرّه وأوّلها من شيراز على فرسخين وآخرها حدّ لخوزستان، و بحيره الباسفريّه التى عليها دير الباسفريّه طولها نحو ثمنيه فراسخ وماؤها مالح وصيدها كثير وفى أطرافها آجام كثيره ومنها قصب وبردىّ وحلفاء وغير ذلك ممّا يتّسع به أهل شيراز وهى فى كوره اصطخر متاخمه للزرقان من رستاق هزار.

    قال ابن حوقل ایضاً:


    المسافات فارس:

    ذكر المسافات بفارس،

    فالطريق من شيراز الى سيراف

    أن تخرج من شيراز الى كفره قريه خمسه فراسخ ومن كفره الى نخذ قريه خمسه فراسخ ومن نخذ الى كوار غلوه وهى مقسم ماء مدينه كوار ومن نخذ الى البيمجان قريه أربعه فراسخ ومن البيمجان الى جور ستّه فراسخ ومن جور الى دشت شوراب خمسه فراسخ ومنها الى خان آزاذمرد ستّه فراسخ وهو خان فى صحراء قدر ثلثه فراسخ وهذه الصحراء كلّها نرجس مضعّف ومن خان آزاذمرد الى كيرند قريه ستّه فراسخ ومنها الى مى قريه ستّه فراسخ ومن مى الى رأس العقبه ستّه فراسخ بمنزل يعرف باذركان ومن اذركان الى بركانه خان أربعه فراسخ ومن بركانه الى سيراف المدينه نحو سبعه فراسخ ويكون الجميع ستّين فرسخا،

    والطريق من شيراز الى يزد

    وهو طريق خراسان فمن شيراز الى الزرقان ستّه فراسخ ومن الزرقان وهى منازل على واد عذب الى اصطخر ستّه فراسخ ومن اصطخر الى تير قريه أربعه فراسخ ومن تير الى كمهنك ثمنيه فراسخ ومن كمهنك الى قريه بيذ ثمنيه فراسخ ومن قريه بيذ الى ابرقويه مدينه اثنا عشر فرسخا ومن ابرقويه الى قريه الأسد ثلثه عشر فرسخا ومن قريه الأسد وهى قريه ذات حصن الى قريه الجوز ستّه فراسخ ومن قريه الجوز الى قلعه المجوس قريه ستّه فراسخ ومن قلعه المجوس الى مدينه كثه حومه يزد خمسه فراسخ ومن يزد الى انجيره موضع فيه قباب وعين ماء عليها أصول تين وهى آخر عمل فارس ستّه فراسخ وليس بعدها عمل لفارس بوجه ويكون الجميع ثمنين فرسخا،

    والطريق من شيراز الى جنّابه

    فمن شيراز الى خان الأسد وهو على نهر السكان ستّه فراسخ ومن الخان الى دشت ارزن خان أربعه فراسخ ومن دشت ارزن الى تيره قريه أربعه فراسخ ومن تيره الى كازرون مدينه ستّه فراسخ ومن كازرون الى قريه دريز أربعه فراسخ ومن قريه دريز الى رأس العقبه خان أربعه فراسخ ومن رأس العقبه الى توّج المدينه أربعه فراسخ ومن توّج الى جنّابه اثنا عشر فرسخا ويكون الجميع أربعه وأربعين فرسخا،

    والطريق من شيراز الى السيرجان

    فمن شيراز الى اصطخر اثنا عشر فرسخا ومن اصطخر الى زياداباذ قريه من رستاق خفرز ثمانيه فراسخ ومن زياداباذ الى كلودر ثمنيه فراسخ ومن كلودر الى الجوبانان قريه بها بحيره ستّه فراسخ ومن الجوبانان الى قريه عبد الرحمن ستّه فراسخ وهى مدينه تسمّى اباذه ومن قريه عبد الرحمن الى قريه الآس مدينه تسمّى البوذنجان ستّه فراسخ ومنها الى صاهك مدينه ثمنيه فراسخ ومن صاهك الى رباط السرمقان وهو رباط كالخان ثمنيه فراسخ ومنه الى بشت خم رباط أيضا تسعه فراسخ ومن بشت خم الى السيرجان مدينه كرمان تسعه فراسخ، ورباط السرمقان من حدّ فارس وما بعده من حدّ كرمان فجميع الطريق من شيراز الى السرمقان اثنان وستّون فرسخا والى السيرجان من السرمقان ثمنيه عشر فرسخا،

    والطريق من شيراز الى جروم كرمان

    فمن شيراز الى خان ميم قريه من رستاق الكهركان سبعه فراسخ ومنه الى خورستان مدينه سبعه فراسخ ومن خورستان الى منزل يعرف بالرباط أربعه فراسخ ومنه الى كرم مدينه أربعه فراسخ ومن كرم الى فسا خمسه فراسخ ومن فسا الى طمستان مدينه أربعه فراسخ ومن طمستان الى حومه الفستجان مدينه ستّه فراسخ ومن الفستجان الى الدراكان مدينه أربع فراسخ ومنها الى المريزجان مدينه أربعه فراسخ ومن المريزجان الى سنان مدينه أربعه فراسخ ومنها الى دارابجرد فرسخ ومنها الى زم المهدىّ خمسه فراسخ ومنها الى رستاق الرستاق مدينه خمسه فراسخ ومنها الى فرج مدينه ثمنيه فراسخ ومنها الى تارم مدينه أربعه عشر فرسخا والجميع من شيراز الى تارم اثنان وثمنون فرسخا،

    والطريق من شيراز الى اصبهان

    فمنها الى هزار مدينه ستّه فراسخ ومنها الى مايين مدينه ستّه فراسخ ومن مايين الى كسنا مرصد ستّه فراسخ ومنها الى كنار قريه أربعه فراسخ ومن كنار الى قصر ابن اعين قريه سبعه فراسخ ومنها الى اصطخران قريه سبعه فراسخ ومنها الى خان روشن قريه سبعه فراسخ ومنها الى كرد قريه سبعه فراسخ ومن كرد الى كزه ثمنيه فراسخ ومن كزه الى خان لنجان سبعه فراسخ ومنها الى اصبهان سبعه فراسخ، وحدّ فارس الى خان روشن وبينهما ثلثه وأربعون فرسخا ويكون الجميع الى اصبهان ثلثه وسبعين فرسخا،

    والطريق من شيراز الى خوزستان

    فمن شيراز الى جويم مدينه خمسه فراسخ ومن جويم الى خلّار قريه أربعه فراسخ ومن خلّار الى الخراره قريه كبيره قليله الماء خمسه فراسخ ومن الخراره الى الكركان قريه خمسه فراسخ ومن الكركان الى النوبندجان مدينه كبيره ستّه فراسخ ومنها الى الخوبذان قريه أربعه فراسخ ومنها الى درخيذ قريه أربعه فراسخ ومنها الى خان حمّاد قريه أربعه فراسخ ومنها الى بيذك قريه ثلثه فراسخ ومنها الى قريه العقارب وتعرف بهبر أربعه فراسخ ومنها الى راشتن أربعه فراسخ ومن راشتن الى الرجان سبعه فراسخ ومن الرجان الى سوق سنبيل ستّه فراسخ والحدّ قنطره ثكان من الرجان على غلوه، فجميع الطريق من شيراز الى الرجان أحد وستّون فرسخا،

    وأمّا المسافات بين المدن الكبار بفارس

    فمن فسا الى كارزين ثمنيه عشر فرسخا ومنها الى جهرم عشره فراسخ والى كارزين ثمنيه فراسخ، وقد مرّ أنّ من شيراز الى اصطخر اثنى عشر فرسخا ومن شيراز الى كوار عشره فراسخ ومن شيراز الى جور على كوار عشرون فرسخا، ومن شيراز الى فسا ستّه وعشرون فرسخا ومن شيراز الى البيضاء ثمنيه فراسخ ومن شيراز الى دارابجرد خمسون فرسخا وقد مرّ أنّ من شيراز الى سيراف ستّون فرسخا ومن شيراز الى النوبندجان خمسه وعشرون فرسخا ومن شيراز الى يزد أربعه وسبعون فرسخا ومن شيراز الى توّج اثنان وثلثون فرسخا ومن شيراز الى جنّابه أربعه وأربعون فرسخا ومن شيراز الى الرجان ستّون فرسخا وقد مرّ ذلك، ومن شيراز الى سابور خمسه وعشرون فرسخا ومن شيراز الى خرمه أربعه عشر فرسخا ومن شيراز الى جهرم ثلثون فرسخا، ومن جور الى كازرون ستّه عشر فرسخا، ومن سيراف الى نجيرم اثنا عشر فرسخا، ومن مهروبان الى حصن ابن عماره وهو طول فارس على البحر نحو مائه وستّين فرسخا، والذي يحيط بالمفازه من حدّ كرمان الى حدّ اصبهان من روذان الى انار ثمنيه عشر فرسخا ومن انار الى الفهرج خمسه وعشرون فرسخا ومن الفهرج الى كثه خمسه فراسخ ومن كثه الى ميبذ [عشره فراسخ ومن ميبذ ] الى عقده عشره فراسخ ومن عقده الى نايين خمسه عشر فرسخا ومن نايين الى اصبهان خمسه وعشرون فرسخا فمن روذان الى نايين ثلثه وثمنون فرسخا، ومسافه الحدّ الذي يلى كرمان من حدّ السيف من لدن حصن ابن عماره الى أن ينتهى الى تارم ثمّ يمتدّ الى الروذان حتّى ينتهى الى برّيّه خراسان مثل ما من البحر على خطّ مستقيم الى شيراز الى أن ينتهى الى مفازه خراسان وهو مائه وعشرون فرسخا، والحدّ الذي يلى خوزستان من فارس و مهروبان حتّى ينتهى الى الرجان و بلاد سابور و السردن الى أوّل حدّ اصبهان نحو ستّين فرسخا، ذكر المياه والهواء والتربه بفارس،

    وأرض فارس مقسومه على خطّ من لدن الرجان الى النوبندجان الى كازرون الى جرّه ثمّ على حدود السيف الى كارزين حتّى يمتدّ على الزم و دارابجرد الى فرج و تارم فما كان ممّا يلى ناحيه الجنوب فجروم وما كان ممّا يلى الشمال فصرود، ويقع فى جرومها الرجان و النوبندجان و مهروبان و سينيز و جنّابه و توّج و دشت الرستقان و جرّه و داذين و مور و كارزين و دشت بارين و جينزير و دشت البوشقان و زم اللوالجان و كير و كبرين و ابزر و سميران و خمايجان و كران و سيراف و نجيرم و حصن ابن عماره وما فى أضعاف ذلك، ويقع فى الصرود اصطخر و البيضاء و مايين و ابرج و كام فيروز و كرد و خلّار و سروستان و الاوسبنجان و الارد و الرون و صرام و بازرنج و السردن و الخرّمه و الخيره و النيريز و الماشكانات و الايج و الاصطهبانات و برم و رهنان و بوّان و طرخيشان و الجوبرقان و اقليد و السرمق و ابرقويه و يزد و جارين و نايين وما فى أضعاف ذلك من البلاد والنجاد، وعلى الحدّين مدن فيها ما فى الصرود و الجروم من النخيل والجوز مثل فسا و جور و شيراز و سابور و النوبندجان و كازرون، وأمّا الصرود ففيها أماكن تبلغ من شدّه البرد أن لا ينبت عندهم شىء من الفواكه والبقول سوى الزرع كالارد و الرون و كرد و الرساتيق الاصطخريّه و الرهنان،

    وأمّا الجروم فإنّ بها ما يبلغ من شدّه الحرّ فى الصيف الصائف أن لا يثبت عندهم شىء من الطير لشدّه الحرّ مثل الاغرستان وهى رستاق، ولقد خبّر بعض الناس بعض الملوك أنّه كان فى بيت يشرف على واد فيه حجاره نصف النهار فرأى الحجاره تتفلّق فيه كما تنفلق فى النار، و الصرود كلّها صحيحه الهواء و الجروم فالغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان وليس فيها أكثر وباء من مدينه دارابجرد ثمّ توّج وأصحّ الهواء من جرومها الرجان و سيراف و جنّابه و سينيز، وأعدل هواء هذه المدن ما كان من هذين الحدّين كشيراز و فسا و كازرون و جور وغير ذلك وليس بجميع فارس هواء أصحّ من [هواء] كازرون ولا أصلح أبدانا وأحسن أبشارا من أهلها، وأصحّ مياهها ماء كر وأردأها ماء دارابجرد، فأمّا زيّهم ولباسهم وأحوالهم فالغالب على خلقهم النحافه وخفّه الشعر وسمره الألوان وأهل الصرود أعبل أبدانا وأكثر شعورا وأشدّ بياضا، ولهم ثلثه ألسنه الفارسيّه التى يتكلّمون بها وجميع أهل فارس يفقهونها ويكلّم بعضهم لبعض بها إلّا ألفاظا تختلف لا تستعجم على عامّتهم ولسانهم الذي به كتب العجم وأيّامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم من الفهلويّه التى تحتاج الى تفسير حتّى يعرفها الفرس ولسان العربيّه الذي به مكاتبات السلطان والدواوين وعامّه الناس، وأمّا زيّهم فكان السلطان زيّه الأقبيه وقد تلبس سلاطينهم الدراريع وإن كانوا فرسا ومن لبس الدراريع منهم أوسع فروجها وعرّض جرّباناتها وجيوب دراريعهم كدراريع الكتّاب والعمائم تحتها القلانس المرتفعه ويلبسون السيوف بحمائل وفى أوساطهم المناطق وخفافهم تصغر عن خفاف أهل خراسان، وقد تغيّر زىّ سلطانهم فى وقتنا هذا لأنّ الغالب على أصحابه لباس الديلم، وقضاتهم يلبسون الدنيّات وما أشبهها من القلانس المشمّره عن الأذنين مع الطيالسه والقمص والجباب ولا يلبسون درّاعه ولا خفّا بكسره ولا قلنسوه تغطّى الأذنين، وكتّابهم يلبسون ملابس كتّاب العراق ولا يستعملون القبى ولا الطيلسان، وتنّاؤهم بين لباس الكتّاب والتجّار من الطيالسه والأرديه والأكسيه القومسىّ والخزّ والعمائم والخفاف التى لا كسر فيها والقمص والجباب والمبطّنات ويتفاضلون فى جوده الملابس وحسن الزىّ وزيّهم كزىّ أهل العراق ، والغالب على أخلاق ملوكهم وخدمهم والتنّاء منهم والمخالطين للسلطان من عمّال الدواوين وغيرهم والداخلين عليهم استعمال المروءه فى أحوالهم وإقامه الوظائف والمطابخ وتحسين الموائد بالمطاعم وكثره الطعام وإحضار الحلاوى والفواكه قبل الموائد والنزاهه عمّا يقبح به الحديث من الأخلاق الدنيّه وترك المجاهره بالفواحش والمبالغه فى تحسين دورهم ولباسهم وموائدهم والمنافسه فيما بينهم فى ذلك والأدب الظاهر فيما بينهم والعلم الشائع فى جميعهم، وأمّا تجّارهم فالغالب عليهم محبّه الجمع للمال والحرص فوق من سواهم من أهل الأمصار.

    فأمّا أهل سيراف والسواحل فربّما غاب أحدهم عامّه عمره فى البحر، ولقد بلغنى أنّ رجلا من سيراف ألف البحر حتّى ذكر أنّه لم يخرج من السفينه نحو أربعين سنه وكان إذا قارب البرّ أخرج صاحبه فقضى حوائجه فى كلّ مدينه ويتحوّل من سفينه الى أخرى إذا انكسرت أو احتيج الى إصلاحها، ولقد حظّوا من ذلك بحظّ جزيل وهم أهل صبر على الغربه وفيهم اليسار [الظاهر حيث كانوا]، ولقد رأيت بالبصره منهم أبا بكر أحمد بن عمر السيرافىّ فى سنه خمسين وثلثمائه وقد قدمت عليه بكتاب من يعزّ عليه فى مهمّ له فأخذ الكتاب من حيث لم ينظر الىّ فقرأه ثمّ وضعه من يده ولم يعرنى لحظ عين وسأله فى الكتاب مخاطبتى على معانيه واستعلام ما عرّض فيه من مخاطبته وما بينهما ممّا يجب وقوفه عليه من جهتى كالمستشهد بعلمى بعد تعريفه فى الكتاب صورتى ومحلّى منه، ثمّ أقبل على بعض خدمه وذكر مراكبه وحاله فوثبت غيظا وتركته وأنا لا أبصر ما بين يدىّ من شدّه ما نالنى وداخلنى بإعراضه عنّى فكأنّه لاحظ مكانى فقال ما فعل الرجل فقيل من هو فقال صاحب فلان فقيل له وبصاحب فلان فعلت هذا الانقباض لقد خرج وهو لا يبصر ما بين يديه ألما وغيظا فقال علىّ به فلحقنى كاتب له وقد بثّ جماعه غيره فى طلبى فى الطريق الذي قصدت له فقال إنّ الشيخ تألّم من خروجك بغير إذنه وعرّفناه ما ظهر لنا منك وقد أنفذنا لردّك فقلت والله لقد رأيت أكثر ملوك الأرض ومن تحت أيديهم من الناس على اختلاف أطوارهم وتباين أحوالهم وهم قطب الصلف فما رأيت رجلا أكثر زهوا ولا أقبح صلفا وبأوا منه، فقال لى كاتبه وحقّ له ذلك هذا رجل اعتلّ فى سنه ثمانى وأربعين علّه خيف عليه منها فأوصى فبلغ ثلث ماله مع شىء استزاده على الثلث لأنّه لا وارث له فبلغت وصيّته تسع مائه ألف دينار بين مركب قائم بنفسه وآلته فى يد وكيل معلوم ما لديه وعنده بالحسبانات الظاهره والقبوض المعلومه المعروفه من جهاتها وأوقاتها الى بربهار ومتاع من جوهر وعطر فى خانباراته ومخازنه وقلّ مركب خطف له الى ناحيه من نواحى الهند أو الزنج أو الصين فكان له فيه شريك أو كرىّ إلّا على حسب التفضّل على المحمول بغير أجره ولا عوض فأفحمنى قوله وعدت اليه فاعتذر ممّا كان، وهذا وإن زاد على الثلث فلعلّه أوصى بنصف ماله وما سمعت أنّ أحدا من التجّار ملك هذا المقدار ولا تصرّف فيه ولا من وديعه سلطان لأنّها حكايه إذا اعتبرت كالجزاف يستوحش من حكايتها،

    وما علمت مدينه فى برّ ولا بحر يجتمع بالمشرق فيها قوم من الفرس مقيمون إلّا وهم فى أعفّهم طريقه وأحسنهم طبقه وفيهم علم وأكثرهم يقول بالوعيد على مذاهب أهل البصره والى الاعتزال ميلهم ومن كان خاصّه من أهل جرومهم رأى تفضيل أبى علىّ بن عبد الوهّاب الجبّائىّ على الجميع واليه ينحون وبه يأتمّون، وأهل الصرود من أهل شيراز و اصطخر و فسا فالغالب عليهم مذاهب الحشو وفى الفتيا مذاهب أهل الحديث، وبفارس اليهود والنصارى والمجوس وليس فيهم صابئ ولا سامرىّ وأكثر أهل الملل فيهم المجوس واليهود أقلّ من النصارى وليس المجوس بدار أكثر منهم بفارس لأنّ بها كانت دار مملكتهم وأديانهم وكتبهم وبيوت نيرانهم يتوارثون ذلك فى أيديهم الى وقتنا هذا، وبفارس سنّه جميله وعاده فيما بينهم وفضيله من تفضيل أهل البيوتات القديمه وإكرام أهل النعم الأزليّه وفيها بيوت يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين على قديم أيّامهم الى يومنا هذا منهم آل حبيب وكان مشايخهم مدركا وأحمد والفضل بنو حبيب وأصلهم من كام فيروز ومنشأهم شيراز قطنوها وتقلّدوا الأعمال الجليله الشريفه، وكان المأمون استدعى مدرك بن حبيب للحساب وغيره من وجوه الخدمه وحظى عنده وقرأ عليه فمات ببغداذ أيّام المعتصم واتّهم يحيى بن أكثم به، وآل أبى صفيّه من موالى باهله منهم يحيى وعبد الرحمن وعبد الله بنو محمّد بن اسماعيل ناقله توطّنوا بها، وآل المرزبان بن زاذبه اليهم فى الأعمال وكان الحسن بن المرزبان بندارا لمحمّد بن واصل ومن بعده ليعقوب بن الليث، وخدم علىّ بن المرزبان عمرو بن الليث على ديوان الاستدراك فزادت عنده منزلته لنبل كان فيه وفضل وبراعه وإخوته الحسن وسهل والفضل ومحمّد ومنصور، وشيخنا أبو منصور أحمد بن عبيد الله من ولده والى يومنا هذا تجرى أعمال الدواوين بينهم، ولقيت أبا جعفر بن سهل ابن المرزبان كاتب أبى الحرث بن افرغون وهو حىّ الى يومنا هذا ولا والله الذي لا إله غيره ما رأيت أحدا قبله ولا بعده اجتمعت الألسن على حمده بفضله وكرمه كاجتماعها عليه لأنّ السنن المقروؤه والآثار المرويّه ومن أدركناه فى عصرنا ممّن تعلّق باسم الكرم ودإب ونصب فى طلبه يمدح ويذمّ غيره فلم أر له ذامّا ولا مستزيدا بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب ولم يدخل خراسان منذ خمسين سنه أحد ليس عليه له فضل ويد يشكرها وإن لم يلقه قصده بالمكاتبه والتحف عليه بجميعه حتّى أنّه احتال فى إيصال فضله وتشييد مكارمه الى من لا يمكنه قصده ولا يضع نفسه للحاجه اليه فأقام فى رباطات جعلها واستحدثها فى ضياع وقفها على مصالحها بقرا سائمه تحلب ويأخذ ألبانها القوّام عليها ويقصدون المجتازين عليهم والمارّين بهم غير النازلين عندهم مع شىء من الأطعمه منها ومن غيرها على مقدار السابله والمارّه بهم فيسقون رائبها مع الهواجر برّا لبنى السبيل المارّين والجائين على ضياعه بهذا اللطف والوجه الحسن،

    وما من قريه ورباط له فيها ملك إلّا وفيه المائه بقره الى ما فوق ذلك لهذا الوجه والمقصد دون بقره العامله فى أسباب منافعه، وله غير نظير بخراسان ممّن يقصد أفعال الخير وإفشاء المعروف بما وراء النهر لا يدانيه ولا يقاربه فى هذا الباب ولا فى غيره، وأهله آل المرزبان ابن فرّابنداذ أقدم أهل هذه البيوتات فى العجم وأكثرهم عددا منهم أبو سعيد الحسن بن عبد الله ونصر بن منصور بن المرزبان وعبد الرحمن ابن الحسين بن المرزبان وفرّابنداذ بن مردشارى بن المرزبان وأحمد ابن فرّابنداذ فى جماعه أقصر عن معرفتهم وعددهم، وعلىّ بن خرّشاد وأولاده الحسين والحسن وأحمد الى نحو أيّامنا هذه كانوا يتولّون بفارس الدواوين مع من ذكرته من أهل البيوتات المتقدّم ذكرها ووصفها،

    وقد انتحل قوم من الفرس ديانات ومذاهب خرجوا بها عن المذاهب المشهوره فدعوا اليها وانتصبوا لها ولولا أنّ إهمال ذكرهم وترك وصفهم ضرب من العصبيّه على الدين وباب من التحامل عليه لأضربت عنه ولكن ندكر المستفاض وما بمن يقرأ هذا الكتاب حاجه الى معرفته وضروره الى علمه دون الاستقصاء لذلك إذ الأخبار قد أتت به واعتقد الناس فيهم القبيح ووقفوا منهم على التلبيس المذموم وتأليف الكتب بالقذف للإسلام والبراءه منه بعد تأليف شىء منها جلبوا به القلوب ودعوا اليه العامّه ومن لا رياضه له بالعلم من الخاصّه فى الظاهر وضادّوا ذلك فى الباطن، وممّن عرف من هؤلاء واشتهر وطار اسمه فى الآفاق وظهر الحسين بن منصور الحلّاج من أهل البيضاء وكان حلّاجا ينتحل النسك والتصوّف وما زال يرتقى طبقا على طبق حتّى انتهى به الحال الى أن زعم أنّ من هذّب فى الطاعه جسمه واشتغل بالأعمال الصالحه قلبه وصبر على مفارقه اللذّات وملك نفسه بمنعها عن الشهوات ارتقى الى مقام المقرّبين وشارك الملائكه الكرام الكاتبين. ثمّ. لا يتردّد فى درجه المصافاه حتّى يصفو عن البشريّه طبعه فإذا لم يبق فيه من البشريّه نصيب حلّ فيه روح الله الذي كان منه كعيسى بن مريم فيصير مطاعا لا يريد شيئا إلّا كان من جميع ما ينفذ فيه أمر الله فإنّ جميع أفعاله حينئذ فعل الله وأمره أمره. وكان يتعاطى هذا ويدعو الى نفسه بتحقيق ذلك كلّه فيه حتّى احتمال جماعه من الوزراء وطبقات من حاشيه السلطان وأمراء الأمصار وملوك العراق و الجزيره و الجبال وما والاها وكان لا يمكنه الرجوع الى فارس ولا يطمع فى قبولهم إيّاه لخوفه على نفسه منهم لو ظفروا به وظهر لهم وأخذ فاعتقل وما زال فى دار السلطان ببغداذ الى أن خيف من قبله أن يستغوى كثيرا من أهل دار الخلافه من الحجّاب والحرم وغيرهم فصلب حيّا الى أن مات،

    ومنهم الحسن المكنّى بأبى سعيد ابن بهرام الجنّابىّ من أهل جنّابه وكان دقّاقا وتعلّق لعنه الله عليه بدعوه القرامطه من قبل عبدان الكاتب صهر حمدان بن الأشعث المعروف بقرمط واستخلفه على كثير من نواحيهم وكانت الدعوه اليه بجنّابه و سينيز و توّج و مهروبان و جروم فارس فدعاهم وأخذ الكثير من أموالهم ونبت له أضداد فنموا عليه فقبض على ما جمعه من المال واتّخذه من الخزائن والعدد وأفلت بحشاشه نفسه فلم يزل فى خفيه حتّى كتب اليه حمدان بن الأشعث المعروف بقرمط [من كلواذى] بالشخوص الى حضرته ولم يكن رآه ولا عاينه فلمّا بصر به رأى منه نافذا فيما تكلّفه ورأى ما دار عليه ليس من قبل سوء سياسته فيما كان بسبيله لكن وجوه وقعت عليه ودارت كالضروره اضطرّه اليها مخالفوه والمنكروه عليه فأنفذه على يد عبدان أيضا الى البحرين وأمره بالدعوه هناك وأيّده بوجوه القوّه من المال والكتب وغيرهما فورد البحرين وصاهر آل سنبر وبثّ الدعوه فى العرب الذين بتلك الناحيه فقبلوها [وانفتحت الديار على يده] وأجابته القبائل والعشائر رغبه ورهبه بعد أن حاصر هجر و افتتحها بضروب من الحيل ووجوه الكيد ومشاقّ من الأعمال والأفعال ودخلها بالسيف فقتل رجالها واستعبد الأولاد من الصبيان والصبايا واستباح حريمهم،

    وكان إذ ذاك فى دعوه المقيم بالمغرب وفى جمله المنتمين اليه حتّى قتل عبدان صاحبه فارتد عمّا كان عليه وقتل أبا زكريا الطمامىّ داعيا كان لأهل المغرب قبله بالبحرين واشتدّت شوكته وتفرّد بالأمر لنفسه وكرّ فى خطوب كثيره يطول شرحها وليس يمكن ذكرها إلّا مستقصاه وفى إعادته طول فتركتها لذلك، وذبح أبا سعيد بعض خدمه فى الحمّام مع جماعه من كبراء رجاله [بالأحساء ] ، وكانت وصيّته الى أكابر أولاده بتسليمهم لولده الأصغر منهم عند بلوغه لأمر وقف عليه فيه سائر ما خلّفه واتّباعهم إيّاه ووقوفهم عند أمره ونهيه فكان من لعنه الله منهم أبو طاهر سليمن فاتح البصره و الكوفه وصاحب قوافل الحاجّ فى طريق مكّه وقاتل آل أبى طالب وبنى هاشم والمستحلّ دماءهم وفروجهم وأموالهم ومخرب مكّه وآخذ الحجر وفاعل كلّ كبيره ومستحلّ كلّ عظيمه ومقترف كلّ آثام ومستبيح كلّ حرام الى أن أهلكه الله ودمّر عليه وأتى على أهله وولده بتشتيت الكلمه واختلاف الدعوه وغيله بعضهم لبعض بالقتل والمكائد والختل،

    وما كان من فعله بالمسلمين واعتراضه على حجيجهم وعيثه فى بلادهم بقتلهم وما فعله بالحرم [فلا حاجه بنا الى ذكره لشهرته والغنى عن إعادته] من أخذ كنوز الكعبه وقتل المجاورين لها والمستذمّين بحرمتها الى أن أخذ عمّ أبى طاهر أخو أبى سعيد وقراباته وذووه فحسبوا بشيراز مدّه وكانوا مخالفين له فى المذهب والطريقه يرجعون الى صلاح وسداد وشهد لهم بالبراءه من القرامطه فخلّى عنهم، ومنهم أبو جعفر محمّد بن علىّ الشلمغانىّ فإنّه أيضا ممّن ظاهر بأمور من العلم ودعا الى الفقه والزهد وتزيّا بالورع والعفّه وألف كتبا فى الحلال والحرام بأحسن نظام وأجمل تأليف وهو مع ذلك [يسرّ] شقاق الأمّه ويعتقد إكفارهم ويرى أنّ الدار دار كفر وأهلها وأموالهم ومناكحتهم وحجّهم وغزوهم فاسد وجهادهم لازم ودعا مرّه الى أصحاب المغرب وأشار اليهم وأخرى الى نفسه واضطرب فى فنون اعتقدها فى البارئ تعالى الى أن هلك أيضا صلبا وكفى الله أمره، [والله الحافظ للإسلام وأهله والدافع عنهم بمنّه وطوله فقد عاد غريبا كبدؤه غريبا] .

    ذكر الخاصّيّات بفارس وما يجلب منها،

    فبناحيه اصطخر تفّاح يكون بعض التفّاحه فى غايه الحلاوه وبعضها حامض صادق الجموضه وكنت رأيت ذلك فى حكايه أنّ مرداس بن عمر حدّث بها الحسن بن رجاء فرأى فى وجهه إنكارا لقوله فأحضر التفّاح حتّى رآه، وبقرب ابرقويه تلال رماد كالجبال العظام التى صعود التلّ ونزوله نحو ميل ويزعم قوم أنّها نار نمرود وهو خطأ لأنّ نمرود كان كنعانيّا ومساكنهم ببابل، ورأيت مثل هذه الجبال وأعظم منها وأعلى وأكثر على نهر الزاب الكبير الجائى من نواحى ارمينيه وبلد الداسن بظاهر القريه المعروفه بالمحمّديّه من عمل محمّد بن حسنون الكردىّ ومررت بما هو أصغر منها وما يضاهيها فى بلد السودان، وبكوره سابور رستاق يعرف بالهندوجان [فيها] بئر بين جبلين يخرج منها دخان فيتعالى كثيرا بالنهار ولا يتهيّأ لأحد أن يقربها وإن طار عليها طائر سقط فيها ويرى فى حال هبوطه وهويّه احتراقه قبل تغيّبه فيها، وبكوره الرجان فى نواحى صاهك غير بئر لا قعر لها، وبناحيه كام فيروز بالقريه المعروفه بالمورجان بين جبال شاهقه كهف فيه جرن يقطر اليه من سقف هذا الكهف ماء ويزعم قوم أنّ له طلسما فإن دخل ذلك الكهف رجل خرج من الماء مما يكفيه وإن دخله ألف رجل خرجوا من ذلك الجرن بالقطر من الماء بما يكفيهم ويعمّهم ومقدار ذلك الجرن كالجفنه الصغيره أو الغضاره الكبيره، وعلى باب الرجان ممّا يلى خوزستان قنطره على نهر طاب تنسب الى الديلمىّ طبيب الحجّاج بن يوسف وهى طاق واحد سعه ما بين عموديه على وجه الأرض ثمنون خطوه وارتفاعها مقدار ما يجوز فيه راكب الجمل بيده علم من أطول ما يكون من الأعلام، وبكوره اردشير خرّه من نواحى شيراز عين ماء حلو عذب يشربه الناس لتنقيه الجوف فمن شرب قدحا أقامه مجلسا وإن ازداد فلكلّ قدح مجلس، وبناحيه داذين نهر ماء عذب يعرف بنهر اخشين يشرب منه ويسقى الأرضين إذا غسلت بمائه الثياب خرجت خضرا، وبناحيه كوار طين أخضر كالسلق وأشرق منه يؤكل ولا نظير له، و بشيراز نرجس ورقه كورق السوسن وفى داخله عيون صفر كعيون النرجس سواء،

    فأمّا ما يجلب من فارس الى سائر الأرض وهو أفضل أجناسه فى سائر البلدان فماء الورد الذي بكوار و جور ينقل الى سائر الأرض حتّى المغرب وبلد الروم و الاندلس وروميه و أرض افرنجه والى مصر و اليمن وبلد الهند و الصين ويفضل كّل ماء ورد سواه ويرتفع الكثير من غيرهما بأعمال فارس غير أنّ الأكثر الأغزر من جور [والى جور ينسب الورد الذكىّ الرائحه] ، ويجور ماء الطلع وماء القيسوم الذي لا يكون فى غير جور وماء الزعفران وماء الخلاف [بفارس ودهن الخلاف] يعلو على جميع ما يعمل فى أقطار الأرض منه سوى دهن الخلاف المراغىّ فإنّى رأيت منه ما لا يدانيه دهن فى الأرض ويباع منه المنّ بعشره دنانير [وكان عندى خيرا من ذلك] ،

    وترتفع من سابور الأدهان فتفضّل على كلّ جنس إلّا الخيرىّ والبنفسج اللذين بالكوفه،

    وترتفع من سينيز الثياب السينيزىّ ومن جنّابه المناديل الجنّابيّه ومن توّج ثياب التوّزىّ ولا يشبهها شىء من ثياب الأرض فى جنسها وإن وجد أرفع منها وأكثر ثمنا فلذلك من العلّه وكان للسلطان فى كلّ بلد منها طراز،

    ويرتفع من فسا أنواع من الثياب التى تحمل الى الآفاق وبها طراز الوشى المرتفع الذي ليس بسائر الآفاق كهو إذا كان مذهّبا وإذا كان ساذجا فكالذى بجهرم وغيرها، وأمّا الصوف فانّه يعمل للسلطان والتجّار ثياب للفرش ما يأخذ القيمه العظيمه من العين وكلل مرتفعه من سائر أصناف الحرير ويتّخذ من القزّ للسلطان ستور معيّنه معلمه ومن ثياب القزّ والصوف الفاخره ما يحمل الى كثير من الأمصار،

    و السوسن جرد الذي يكون بها أرفع ممّا يكون بقرقوب و توّج [و تارم ] ، وبها أكسيه القزّ التى يكون بالقيم الوافيه الراجحه كالمائه دينار ونحوها،

    ويرتفع من جهرم من الثياب الوشى الرفيع، فأمّا البسط والنخاخ والمصلّيات والزلالىّ المعروفه بجميع الأرض بالجهرمىّ فلا نظير لها،

    ويرتفع من يزد و ابرقويه ثياب قطن فتحمل الى كثير من النواحى فتدخل فى جمل البغداذىّ إذا قصرت،

    ويرتفع من الغندجان قصبه [دشت] بارين [من البسط والستور والمقاعد وأشباه ذلك ما يوازى به عمل الارمنىّ وبها طراز للسلطان] ويحمل منها الى الآفاق جهاز كثير،

    و سوسن جرد فسا أفضل من سوسن جرد قرقوب لأنّ متاع فسا من صوف والقرقوبىّ من إبريسم والصوف أحكم عملا فى الصنعه وأبقى على مرّ الأيام،

    و بدارابجرد حوت فى الخندق المحيط بالبلد لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار وله فلوس وهو من ألذّ السموك ويرتفع منها ثياب كالطبرىّ للفرش تستحسن،

    وبقريه من قرى دارابجرد المومياى الذي يحمل الى الآفاق وهى ملك للسلطان ولا نظير له وهو غار فى جبل قد وكّل به من يحفظه وهو مسدود الباب والمدخل مغلق مقفل مختوم معلم بعلامات كثيره لمن يحضر فتحه من ثقات السلطان ويفتح فى كلّ سنه فى وقت معروف وقد استجمع فى نقره حجر هناك ما اجتمع منه وفى غير ذلك النقره الشيء بعد الشيء منه فإذا جمع يكون الموجود فى كلّ سنه كالرمّانه فيختم بمشهد من ثقات السلطان والحكّام وأصحاب البرد والمعدّلين من أهل الأمانه بعد أن يرضخ للحاضرين بالشيء اليسير منه وهو المومياى الصحيح وما عداه فمزوّر ليس بصحيح وبقرب هذا الغار قريه تعرف بآيي فنسب هذا الموم اليها وتفسيره موم قريه آييى،

    وبناحيه دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأسود والأصفر والأحمر والأخضر وجميع الألوان المتفرّعه وهى جبال على ظاهر الأرض ينحت منها الموائد والغضار والآنيه المستطرفه وتحمل الى سائر مدن فارس وغيرها،

    وبفارس عامّه المعادن من الفضّه والحديد والآنك والكبريت والنفط وما أشبه ذلك ما يغنى أهلها عن عمل ما سواها من البلدان والنواحى إلّا أنّ الفضّه قليله وبها معدن ذهب ومعدن صفرها بالسردن ويحمل منها الى البصره وغيرها والحديد بجبال اصطخر وبقريه من جوار اصطخر تعرف بدارابجرد معدن للزيبق، ويعمل بفارس مداد أسود لدوىّ الكتّاب وأصباغ التزاويق فيفضّل على كلّ مداد فى الأرض غير الصينىّ لأنّهما جميعا من تذاكى أكبر النيران المجوسيّه المتقادمه وهو فى نفسه دخانها [لا غير]، و بشيراز أبراد معروفه مشهوره فى أكثر أقطار الأرض بالشيرازيّه.

    فأمّا نقودهم ومكاييلهم للبيع والشرى فجميع بيوع فارس بالدراهم والدنانير عندهم كالعرض، وأوزانهم كأوزان جميع الأرض المعروفه العشره الدراهم سبعه مثاقيل وليست كاليمن و الاندلس فى اختلاف الأوزان، والأمناء التى توزن بها المتاع فمنوان صغير وكبير فالكبير وزن ألف وأربعين درهما كرطل اردبيل ومنّها منّ كبير[ورطل اللحم بالاندلس تسعه أرطال ونصف بالفلفلىّ والفلفلىّ خمس عشره أوقيه بالبغداذىّ ورطل القيروان فلفلىّ أيضا إلّا رطل اللحم فانّه اثنا عشر أوقيه] والمنّ الأصغر بفارس كمنّ العراق مائتان وستّون درهما وهذا المنّ المستعمل بفارس وعامّه البلدان وأمصار المسلمين وإن كان لهم أوزان غير ذلك، والمنّ بالبيضاء ثمان مائه درهم وباصطخر أربع مائه و بجرّه مائتان وثمنون و بسابور ثلثمائه وببعض نواحى اردشير خرّه مائتان وأربعون، والكيل بشيراز الجريب عشره أقفزه والقفيز ستّه عشر رطلا فى التقدير ويزيد وينقص بحسب المكيل وهو حنطه ستّه عشر رطلا ورطلهم كرطل بغداذ اثنا عشر أوقيّه والأوقيّه عشره دراهم وثلثان وللقفيز عندهم [ كيل ] يعرف بنصف قفيز وثلث وربع وكلّ واحد مجزّا منه، ومنّها معروف معلوم قائم بنفسه موجود فى سائر حوانيتهم، ولهم أيضا كيل صغير وهو جزء من أربعه وعشرين جزأ من القفيز، وجريب اصطخر وقفيزها على نصف جريب شيراز وقفيزها ومكاييل البيضاء تزيد على مكاييل اصطخر بنحو الربع وتنقص عن شيراز ، وكذلك الرجان و كازرون تزيد على العشره من كيلهم ستّه، ومكاييل فسا تنقص عن مكاييل شيراز ، فهذه جمل ما يجب علمه ويسئل الناس الناس عنه، وأمّا أبواب المال لبيت المال على الناس فمن الزموم وما تطبق عليه الدواوين وخراج الأرضين والصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والمراعى والجوالى وغلّه دار الضرب والمراصد فى الضياع والمستغلّات وأثمان الماء وضرائب الملّاحات والآجام،

    فأمّا خراج الأرضين فعلى ثلثه أصناف فالمساحه والمقاسمه والقوانين التى هى مقاطعات معروفه لا تزيد ولا تنقص زرعت أو لم تزرع فتؤخذ بالعبره، والمساحه دون المقاسمه فإن زرع زارع أخذ خراجه بالمساحه على الجربان وإن لم يزرع لم يطالب وعامّه فارس مساحه إلّا الزموم فإنّها مقاطعات بالعبره والشيء اليسير من المقاسمات، وتختلف الأخرجه فى البلدان على المساحه فأثقلها بشيراز على كلّ صنف من المزروع شىء مقدّر وذلك أنّ على الجريب الكبير من الأرض تزرع فيها الحنطه والشعير بالسيح مائه وتسعين درهما والشجر بالسيح مائه واثنين وتسعين درهما والرطاب والمقاثى السيح للجريب الكبير مائتان وسبعه وثلثون درهما وللجريب الكبير من القطن بالماء السيح مائتان وسبعه وخمسون درهما وثلثان وعلى الجريب الكبير من الكروم بالماء السيح ألف وأربع مائه وخمسه وعشرون درهما، والجريب الكبير ثلثه أجربه وثلثا جريب بالجريب الصغير والصغير ستّون ذراعا فى ستّين ذراعا بذراع الملك وذراع الملك سبع قبضات، وخراج كوار على الثلثين من هذا العقد لأنّ جعفر بن أبى زهير السامىّ كلّم الرشيد فردّه الى ثلثى الربع، وخراج اصطخر ينقص من خراج شيراز شيئا يسيرا لا أقف عليه، وخراج البخوس على ثلث السيح والطوىّ فى البطّيخ والقثاء والبقول على ثلثى الخراج، وإذا سقى السيح سقيه قبض السلطان ربع الخراج وطالب به أشدّ مطالبه وإذا بدىّ بالسقيه الثانيه طالب بتمام الخراج واستتمّه عند استتمام السقى،

    وكوره دارابجرد و الرجان و سابور فزروعهم ومقادير الخراج على أرضهم بخلاف هذا يزيد وينقص أكّاره على قدر ملكه ودخله، والمقاسمه على وجهين فضياع فى أيدى قوم من أهل الزموم وغيرهم معهم عهد من أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب وعمر بن الخطّاب رضى الله عنهما وغيرهما من الولاه المسمّين باسم الخلافه فيقاسمون على العشر الى الثلث وغير ذلك، والوجه الآخر مقاسمات على قرى قبضت وصارت لبيت المال بإخلال أصحابها ووجوه غير ذلك يزارع الناس عليها بالخمسين وحسب المواقفه، وأمّا أبواب أموال الضياع فالضياع السلطانيّه خارجه من المساحه والذي يؤخذ منها بالمقاسمه والمقاطعه فعلى الأكره فيها ضرائب من الدراهم يؤدّونها الى السلطان، والصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والجزيه ودار الضرب والمراصد وضرائب الملّاحات والآجام وأثمان الماء والمراعى فإنّها تقرب فى الرسم ممّا فى سائر الأمصار، وليس بفارس دار ضرب إلّا بشيراز،

    فأمّا المستغلّات فتربتها للسلطان وقد ابتنى فيها التجّار الأسواق وغيرها فالبناء لهم ويؤدّون أجره الأرض والطواحين للسلطان وأجره الدور التى يعمل فيها ماء الورد، وكان الرسم القديم بفارس أنّ كلّ حومه بها لا خراج على الكروم فيها ولا على الأشجار الى أن ولى علىّ بن عيسى بن الجرّاح الوزاره سنه اثنتين وثلثمائه فألزمهم فيها كلّها الخراج،

    وكان بفارس ضياع قد ألجأها أربابها الى الكبراء من حاشيه السلطان بالعراق فهى تجرى بأسمائهم ويحمل عنهم الربع وهى فى أيدى أهلها وأهلها يتبايعونها ويتشارونها ويتوارثونها، وكانت فارس فى قديم الأيّام وقبل الإسلام مقاسمات الى أيّام قباذ أبى انوشروان فإنّه نزل من تعب ناله فى بعض البساتين وقد لغب من الحرّ فذّا فردا بعد إياس ناله من نفسه بانقطاعه عن رجاله فى طلب طريده فألفى امرأه وبين يديها صبيّه صغيره وقد استضافها فأضافته [والصبيّه] تمدّ يدها الى شجره رمّان والعجوز تمنعها ولجّت الصبيّه الى أن قطعت رمّانه فضربتها ضربا وجيعا فقال قباذ لم ضربت هذه الصبيّه على هذا القدر الطفيف الخسيس من رمّانه فقالت يا سيّدها لنا فيها وفى جميع الباغ شريك غائب كريم ويقبح بالشريك الحاضر خيانه الشريك الغائب سيّما إذا كان عدلا أمينا فقال قباذ ومن شريكك فقالت الملك قباذ له فيها بحقّ القسمه ويقبح بالفقير ذى المروءه خيانه الغنىّ ذى العداله والأمانه فبكى قباذ وقال صدقت وأقبح منه أن يخون الملك الغنىّ العدل الأمين الذي هو أعدل وقد سلّطه وملّكه ومكّنه وأقدره فى عباده وبلاده أحضرى الىّ إذا نزل العسكر فلانا رجلا وصفه فحضر وحضر أصحابه وجيشه فلمّا جمعهم مجلسه أخبرهم خبر العجوز ولم يرم حتّى جعل جميع فارس مقاطعات وخراجات تقبض إذا حيّن ما فى الأنادر وتصرف الاكره والمزارعون فى البيادر،

    فأمّا أموال فارس من الوجوه التى ذكرتها فرأيت أهل الخبره سنه خمسين يومون الى ألف ألف وخمس مائه ألف دينار وزياده وكانت أعمال الرجان خارجه عن عمل فارس فى هذا العهد لأنّها كانت بيد أبى الفضل ابن العميد يستوفى حقوقها وتبلغ خمس مائه ألف دينار ونحو عشره آلف دينار فربّما حملت الى الرىّ وصرفها الأمير ركن الدوله فى أسبابه وربّما آثر بها الملك صله منه له ينالها على يد أبى الفضل ابن العميد وكان ذلك يكرث الملك ويحرجه.

    قال صاحب حدود العالم:

    فارس و مدنها

    بلاد يحيط بها من شرقيها حدود كرمان؛ و من جنوبيها البحر الأعظم، و من غربيها نهر طاب الذي يمر بين فارس و خوزستان، و شي‏ء من أصفهان؛ و شماليها مفازة فارس من كركس كوه.

    و فيها مدن كثيرة و مزدحمة بالسكان. بلاد عامرة خصبة ذات نعم مختلفة، يجتمع فيها التجار. فيها جبال و أنهار. و كانت مقر إقامة الأكاسرة. أهلها مفوّهون و عقلاء. في جبالها المعادن. يرتفع منها الثياب المختلفة من الكتان و الصوف و القطن، و ماء الورد و ماء البنفسج و ماء الطلع، و البسط و الفرش و الزلّيّات” و الأكسية الثمينة.

    و كل موضع منها ازداد قربا من البحر فهو جروم؛ و ما ازداد قربا من المفازة فهو صروم.

    و في جبالها معادن الذهب.

    و فيها بيوت نيران المجوس و هم يعظمون آثار القدماء و يزورونها.

    و أغلب مدن فارس لها جبال قريبة منها.

    قال المهلبي العزيزي:

    قال المهلّبي في العزيزي: ونهاية فارس الشرقية هي ناحية يزد.

    وعلى نهاية الحدّ الجنوبي سيراف والبحر. وحدّها الشمالي الريّ.

    قال ومن مدن فارس كركان على شعب بوّان، وهي على خمسة فراسخ عن النوبندجان. ومن مدن فارس السرمق وهي مدينة كثيرة الخصب والأشجار. ومن منتزهات فارس شعب بوّان، وهي أحد منتزهات الدنيا الأربعة. وهي غوطة دمشق و نهر الأبلّة و صغد سمرقند وشعب بوّان وهو- أعني شعب بوان- عن النوبتدجان على نحو فرسخين. وشعب بوّانعدة قرى ومياهه متصلة وعليها الأشجار حتى غطت تلك القرى فلا يراها إنسان حتى يدخلها.

    وقال المهلّبي في العزيزي: وبلاد فارس تنقسم إلى جنوبية وشمالية. فالبلاد الجنوبية سهول والشمالية بلاد جبال. ومن مدن السهول، أرجان و النوبندجان و مهروبان و سينيز و كازرون و اصطخر و البيضاء و دارابجرد.

    قال المهلّبي في العزيزي: من شيراز إلى سيراف ثلاثة وستون فرسخا جنوبا، ومن شيراز إلى أصفهان اثنان وسبعون فرسخا شمالا .

    قال المقدسی:


    فارس:

    واما انهار فارس فإنها تفيض في خمس بحيرات في الإقليم و نهر طاب يقبل من البرج قبل سميرم ثم يمدّ على تخوم فارس ثم يفيض في بحر الصين عند سينيز ، و نهر ارّجان يتفجّره من جبال فارس ويقع فيه ماء مالح تحت العقبه ويسقى الكوره بالقسمه


    قال المقدسی ایضاً:

    واكيسها قوما وتجارا وأكثرها فسقا فارس،



    قال المقدسی ایضاً:


    إقليم فارس:

    هذا إقليم ترابه معادن وجباله مشاجر شوكه العنزروت ومن اغنامه البازهر الموصوف، وعيونه المومياى المعروف،، واليه تنسب الثمانيه أقاليم به نخل واترنج وزيتون وريباس واقصاب وعكّوب، وجوز ولوز وخرنوب،، وبه تعمل الإبراد والخزوز، والبسط الصنيعه والبزوز ،، والأكسيه العجيبه والستور وثياب كتّان تشاكل القصب وديباج وأنواع من الحلل به المنازه المذكوره، والقصبات المشهوره،،

    والمدن الطيّبه كفسا وشعب بوّان، و سابور و نوبندجان،، و دارابجرد الجليله الشان، ولا يخفى فضل سيراف و أرّجان،، و بإصطخر العجائب والبنيان وقد جلّت جور على البلدان،، بماورد وأسباب، وشابهت سابور سغدا باضراب، وزادت عليها بزيتون واترنج واقصاب،، فهي أشجار واثمار وانهار ففارس إقليم جليل طيّب كثير الخيرات، ومعدن التجارات،، وقال لي يوما ابو الحسن المؤمّليّ كيف وجدت فارس قلت وجدتها أشبه الأقاليم بالشام لأنها تجمع أضداد الثمار وبه جروم و سرود ومعتدلات، وجبال مشجره عامره وعسل وزيتون وبركات،، لم ارها بعد الشام الّا بفارس الّا انه معدن الجور والفساد كثير العقارب وحش اللسان ثقيل الضرائب حارّ الاطراف بارد الصرود ورسوم المجوس به ظاهره وأكثر الضياع مقتطعه عمره فارس بن طهمورث وهذا شكله ومثاله وقد جعلنا فارس ستّ كور وثلاث نواح فاوّلها من قبل خوزستان أرّجان ثمّ أردشيرخرّه ثم درابجرد ثم شيراز ثم سابور ثم إصطخر والنواحي الرّوذان نيريز خسو




    قال المقدسی ایضاً:


    جمل شئون هذا الإقليم

    اعلم ان بفارس صرودا لا يثمر فيها الأشجار من شدّه البرد ولا ينعش فيها الزرع مثل الأرد و الرّون و الرّهنان واطراف إصطخر و جروم لا يمكن النوم فيها بالنهار من شدّه الحرّ مثل سيراف و أرّجان وما بينهما ويقع الاعتدال بين الحدّين وما فيها من البلد مثل شيراز ومدنها واطراف سابور و الثلج موجود في جميعه يحمل من القرب والبعد الغالب عليه الجبال أكثرها مشجره والزريعه قليله وفيه خفّه وبه منازه حسنه وقلاع منيعه وعجائب كثيره وخصائص غريبه ومعادن جليله وفواكه لذيذه المجوس به أكثر من اليهود وبه نصارى قليل وبه مجذّمون قليل

    ولم أر بلدا أكثر عورا من كازرون و المفاليج بشيراز كثير والعمل فيه على مذهب أصحاب الحديث وأصحاب ابى حنيفه رحمه الله كثير وللداوديّه دروس ومجالس وغلبه ويتقلّدون القضاء والأعمال وكان عضد الدوله يعتقده أكثر الفقهاء من الثلاثه مذاهب معتزله والشيعه بسواحله كثير ومن رسومهم إذا صلّيت العصر كلّ يوم جلس العلماء للعوامّ الى المغرب وكذلك بعد الغداه الى ضحى وأيّام الجمع يجتمعون في غير موضع وطابت شيراز بجامعها والصوفيّه به كثير ويكبّر في جوامعهم بعد الجمعه ويلتفت على المنبر بالصلاه على النبيّ صلى الله عليه وسلم ويؤذّن بين يديه جميعا بلا تطريب ولا يشهد الّا عدل

    ويلبس العوامّ ثياب السود ويكشفون الصوف ويكثرون التطلّس ويسلّطون العمائم وليس لأهل الطيالسه بشيراز مقدار انّما هو لأصحاب الدراريع وكما يرفع بالمشرق العلماء هاهنا ترفع الكتبه،

    وللشوّائين دكاكين على حده وبنيانهم إذا ألّفت الحجاره حسن وإذا كانوا في عملها وحش وجلست يوما الى بعض البنّاءين اعنى بشيراز وأصحابه ينقشون بمعاول وحشه وإذا حجارتهم على ثخانه اللبن فإذا اعتدلت قدّروها ثم خطّوا خطّا وقطعوه بالمعول فربّما انكسرت البلاطه فإذا اعتدلت أقاموها على حدّها فقلت لهم لو اتّخذتم مسفنه وربّعتم الأحجار واحكيت لهم بناء فلسطين وطارحتهم مسائل في البناء فقال لي الأستاذ أنت مصرىّ قلت لا بل فلسطينيّ قال سمعت ان عندكم تخرّم الأحجار كما يخرّم الخشب قلت أجل قال أحجاركم ليّنه ولصنّاعكم لطافه، ورأيت لهم أعمالا عجيبه وخفّا وإتقانا لم ارها بسائر الأقاليم مثل راس السكر وجسر دخويذ وابى طالب عملت في هذا العصر يعجز عن مثلها كلّ بنّاء بالشام و اقور، وأكثر جوامعهم بأساطين، والبيت الداخل من الحمّام لا يمكن فيه المكث من الحرّ وسمعت بعض غلمان والدي رحمه الله يقول تبغنس ابو الفرج الشيرازىّ في الحمّام الّذي بناه بأبواب الأسباط لانه ادخل النار تحت بعض البيت الداخل وليس كما قال ولكنّه راى رسوم الشام في هذا الباب مخالف رسوم فارس فجعل بعض البيت على رسوم إقليمه وبقيّته على رسوم الشام ، وقلّ ما يلبسون الميازر وربّما حرسته النساء ولا يطرح القضّه الّا في موضع واحد ويأخذون الميّت سلّا ويمشى الرجال قدّام الجنازه والنسوان خلف

    و بخوزستان يمشون من الناحيتين ويقيمون الزمر والطبل في المواتيم وفي المقابر ولا يعرف في أقاليم الأعاجم الخروج الى المقابر لختم القرآن وانّما يجلسون للتعزيه في المساجد ثلاثه أيّام ويكثرون فيه لبس الشمشكات والنعال ويلين فيه القلب ادنى شيء وفيه يبوسه ويصلّون التراويح في مرّتين ويقدّمون فيها الصبيان ويعيّدون مع المجوس في النيروز و المهرجان ودور الزنا بشيراز ظاهره بقبالات ،

    وعددهم على شهور الفرس أوّلها فرودين ماه أرديبهشت خرداذ تير ماه مرداذ شهرير مهر آبان آذر دى بهمن اسفند ارمذ ولكلّ يوم من الشهر اسم عليها تاريخات الدواوين مثل أيّام الجمع بسائر الأقاليم أوّلها هرمز بهمن أرديبهشت شهرير أسفند ارمذ خرداذ مرداذ ديباذر آذر آبان خور ماه تير جوش ديبمهر مهر سروش رشن فرودين بهرام رام باد

    واما التجارات فيرتفع من ارّجان الدبس الفائق والصابون الجيّد والتين والزيت والفوط وثياب الكندكيّه والبربهار، ومن مهربان الأسماك والتمور والقرب الجياد، ومن سينيز ثياب تشاكل القصب ربّما حمل اليهم الكتّان من مصر وأكثر ما يعمل اليوم من الّذي يزرع عندهم ، ومن سيراف الفوط واللؤلؤ وأزر الكتّان والموازين والبربهار ، ومن درابجرد كلّ شيء نفيس من الثياب المرتفعه والوسط والدون وما يشاكل الطبرستانىّ وحصر تشبه العبّادانىّ والبسط الجيّده وستور سوزن جرد والبزر الكثير والتمر والدوشاب والزّنبق الطيّب ، ومن فرج الثياب والبسط والستور والدبس الجيّد والبزر والكتّان ، ومن تارم الدوشاب والتمور والقرب والسطائح والدلاء الحسان والمراوح الكبيره ، ومن جهرم البسط والستور والأنماط المحكمه ومن شيراز الأكسيه البرّكانات لا موضع لها غيره والمنيّرات الّتي لا شبه لها في الكدّ مع رقّه وحسن والإبراد الجياد ويعمل به خزّ وديباج وقصب وحلل، ومن فسا ثياب القزّ تحمل الى الآفاق واكسيه حسان رقاق وأنماط وبسط وفوط ومنيّرات تشاكل الأصفهانيّه والوشي والستور المثمنه والفروش الرفيعه والستور الابريسميّه والعصفر والموائد والخركاهات ومناديل الشّرابيّه وغير ذلك، ويعمل بسابور عشره ادهان دهن بنفسج ونينوفر ونرجس وكارده وسوسن وزنبق ومرسين ومرزنجوش وبادرنك ونارنج وفواكه كثيره وجوز وزيت واترنج وقصب سكّر والصفصاف تحمل الادهان الى البعد والفواكه الى المصر ، ومن كازرون ثياب القصب وكذلك من توّز ودريز وتلك النواحي ودبيقيّ ومناديل مخمه تحمل الى الآفاق الثمانيه وبينها وبين الشّطويّه بون عظيم، ومن جور وكول الماورد الّذي لا نظير له وثياب كثير ، ومن إصطخر الارزّ والمأكولات ، ومن الرّوذان ثياب تشاكل البمّيّ واديم أجود من الاطرابلسىّ والقرب والشمشكات ولا نظير بشيراز للاجّاص العمرىّ والبرّكانات والمنيّرات ودوشاب ارّجان وبها شجر مثل الشوك العنزروت نوّاره وكذلك بنواحي سابور وبها هملختات جياد ومن درابجرد ملح الطبرزد والنفطىّ وجميع الألوان وفي نهرهم سمك لا عظم له وفي جبال نيريز عنزروت أيضا ومنها الشّنباذه وحجر المغنيسيا وبنواحي شيراز ريحان ورقه مثل ورق السوسن دخله يشبه النرجس وخيار له مثل شوك القنفذ وينبت بها زعفران وأرزن وبفساتين حسن وسرو عجيب وسفرجل نادر وبه معادن المومياى بدارابجرد و بأرّجان أيضا موضع آخر وبنيريز معادن حديد وطين ابيض يكتب به الصبيان ألواحهم وطين اسود للختم، بين شيراز و سابور حلتيث كثير [پاورقی ۲] وبه عجائب بطرف ارّجان نار تشتعل بالليالي وتدخن بالنهار، يخرج من آبار في جبال فسا ماء ينبع من جبل من مثل ضرع تحته حفره يجتمع فيها ينفع من قد يبس من الريح، وثمّ مياه إذا شرب منها الإنسان عنّاه كما يعنّى الدواء، ولهم طلسم متى ما ظهر بدابّه داء حمل الى ذلك الموضع فتطوف في الأرض طوفه ثم تنام على الأرض وتضع بطنها عليها فامّا ان تموت أو تستريح في الوقت ،

    على فرسخ من إصطخر ملعب سليمان يصعد اليه في مدرجه حسنه من حجاره وثمّ أساطين سود وتماثيل ومحاريب وأعاجيب على عمل ملاعب الشام تحته عين ماء قالوا من شرب منها خرج منه بقايا الخمر منذ أربعين يوما وبين الأساطين حمّام ومسجد سليمان إذا جلس الإنسان في هذا الملعب كانت الضياع والمزارع بين يديه مدّ البصر، قد سكر عضد الدوله النهر الّذي بين شيراز و إصطخر بحائط عظيم جعل أساسه بالرصاص فتبحّر الماء خلفه وارتفع فجعل عليه من الجانبين عشره دواليب على ما ذكرنا من خوزستان وتحت كلّ دولاب رحى فهو اليوم من عجائب فارس وبنى ثمّ مدينه وجرّى الماء في قنىّ فاسقى ثلاثمائه قريه وفي هذا الرستاق تفّاح بعضه حلو وبعضه حامض،

    بسابور خادم من حجر اسود متوشّح بإزار مكتوب على عضده بالفارسيّه قائم وسط الطريق وسطه تسعه أشبار وطوله قامه وذراع، على فرسخ من النوبندجان صوره سابور على باب كهف عليه تاج تحته ثلاثه أوراق خضر طول مشط رجله ثلاثه عشر شبرا ومن رأسه الى قديمه أحد عشر ذراعا خلفه ماء واقف لا مدّ له ولا منفذ وثمّ ريح تخرج شديده، وعلى نصف فرسخ من باب شهر حوض ينبع منه ماء ثم يفترق أنهارا ماء صاف كالزلال يسمّى سروشير ، بقريه عبد الرحمان شبه بئر أيّوب بإيليا ، بسابور جبل قد صوّر فيه كلّ ملك ومرزبان بعرف للعجم ،

    بمورجان كهف يقطر من سقفه ماء ان دخل رجل لم يخرج الّا بما يكفى لرجل وان كانوا الفا فبما يكفيهم ،

    بجور بركه على باب البلد وثمّ قدر نحلس عظيمه يخرج من فيه ) أعلى تلك القدر ماء عظيم،

    بصاهك بئر لا يقف له على قعر يفور منه ما يدير رحى ويسقى تلك القريه،

    بالغندجان نهر بين جبلين يخرج منه دخان لا يمكن أحدا ان يقربه وان اجتاز به طائر سقط فيه فاحترق،

    في بحر سيراف موضع عبرنا به فانحدر بعض الملّاحين فغاصوا في البحر ومعهم قرب ثم خرجوا وقد ملؤها ماء عذبا فسألتهم فقالوا عين تخرج في قعر البحر ،

    على نصف فرسخ من كازرون قبّه قالوا هي وسط الدنيا،

    بنواحي إصطخر تلال زعموا انها رماد نار إبراهيم عم، وبه قناطر عجيبه محدثه وجاهليّه ومياهه غزيره وبه انهار عدّه

    فاما نهر طاب فإنه يخرج من جبال أصفهان ويمدّ على تخوم الإقليم الى ارّجان وعليه السكّه تعبر على قناطر غير مرّه ، و نهر شيرين و نهر الشاذكان و نهر درخيد و نهر خوبذان و نهر رتين و نهر إخشين و نهر سكّان و نهر جرسيق و نهر الكرّ و نهر فرواب و نهر تيرزه هذه امّهات الأنهار

    واما البحيرات فخمس بحيره البختكان نحو عشرين فرسخا مالحه بكوره إصطخر و بحيره دشت أرزن بكوره سابور عشره فراسخ عذبه ربّما جفّت وعامّه سمك شيراز منها و بحيره كازرون عشره فراسخ مالحه منشعبه فيها صيد ومنافع و بحيره الجنكان نحو اثنى عشر فرسخا يعملون في اطرافها الملح بكوره أردشيرخرّه و بحيره الباشفويه ثمانيه فراسخ مالحه عليها بردىّ وآجام،

    واما بحر الصين فإنه يمدّ على تخوم الإقليم الجنوبيّه كلّها وبه من احياء الأكراد ثلاثه وثلاثون الكرمانيّه الرامانيّه مدثر حىّ محمّد ابن بشر الثعلبيّه البندامهريّه حىّ محمّد بن إسحاق الصباحيّه الاسحاقيّه الادركانيّه السهركيّه الطهمادهنيّه الزباديّه الشهرويّه المهركيّه البنداقيّه الخسرويّه الزنجيّه الصفريّه المباركيّه استامهريّه الشاهونيّه الفراتيّه السلمونيّه الصيريّه الازاددختيّه المطّلبيّه المماليّه الشاكانيّه الجليليّه وهم خمس مائه بيت

    واما القلاع فباصطخر قلعه عظيمه سعه رأسها فرسخ فيها حياض ماء وأمير راتب وباعه وبها خزائن عدّه من الملوك واموال جاهليّه، و بشيراز قلعه بناء عضد الدوله أنفق عليها أموالا جمّه وحفر فيها بئرا في الجبل الى أسفله، و بنسا و كثه و فسا و قريه الآس و درابجرد و جنبد و ارّجان و زيرباذ وبعض وسط البحر وذكر إبراهيم بن محمّد الفارسىّ انها تبلغ خمسه آلاف قلعه[پاورقی ۳] وزمومه خمسه أكبرها زمّ احمد بن صالح يعرف بالديوان ثم زمّ شهريار يعرف بزمّ البازنجان وهم الذين في ناحيه أصفهان من هذا القوم ناقله من هذا الزمّ ثم زمّ احمد بن الحسن ويعرف بزمّ الكاريان وهو زمّ أردشيرخرّه

    ووضع فارس انها مقسومه على خطّ من لدن ارّجان الى النوبندجان الى كازرون الى خرّه ثم على حدود السّيف الى كارزين حتّى يمدّ على الزّمّ فما كان يلقى الجنوب فجروم وما كان نحو الشمال فصرود فيقع في الجروم ارّجان و نوبندجان و سينيز و توّج و خرّه و داذين و موز و كارزين و دشت البوسقان و كير و كيزرين و أبزر و سميران و خمايجان و الخرمق و كران و سيراف و نجيرم و حصن ابن عماره وما في اضعافهنّ،

    ويقع في الصرود إصطخر و البيضاء و ماءين و ايرج و كام فيروز و كرد و كلّار و سروسير و الاوسبنجان و أرد و الرون و صرام و بازرنج و سردن و الخرّمه و الحيره و النّيريز و المسكانات و الايج و الاصبهانات و بورم و رهنان و بوّان و طرخنيشان و الجوبرقان و إقليد و الجرمق و برقوه وما جرى مجراهنّ،

    ويقع الاعتدال ما بين ذلك وهي كوره درابجرد و شيراز و فسا وما يدخل في هذا الصقع ممتدّا الى جور و نواحيها والمضار ماء ارّجان ردىّ وكذلك ماء درابجرد و آبار شيراز ثقيله والغالب على الجروم فساد الهواء وتغيير الألوان ثم اصحّها سيراف و ارّجان و جنّابه و سينيز واعدلها ما بين الحدّين و بدشت بارين عين يستشفى بها من العلل وماء قصبه سابور ثقيل وهو بلد الجور قرأت في كتاب بخزانه عضد الدوله أهل فارس ابخع الناس بطاعه السلطان وأصبرهم على الظلم وأثقلهم خراجا واذلّهم نفوسا وفيه أهل فارس لم يعرفوا عدلا قطّ، فان قال قائل أوليس قد مدحهم النبيّ صلى الله عليه وسلم حيث يقول لو ان الايمان بالثريّا لتعلّق به رجال من أهل فارس قيل له خراسان و فارس كانتا عند العرب شيئا واحدا ومتى أخرجت عالما قطّ مذكورا في الآفاق وكم قد أخرجت خراسان مثل ابن المبارك وابن راهويه ونظائرهما في الفقه والحديث والى اليوم لا تخلو من ائمّه اجلّه وفارس خاليه من هذا الضرب ولا ترى لهم تصنيفا يعتمد عليه ولا رسما في العلم يرجع اليه أولا ترى ان ابا خالد قال فارس ثلاثه آلاف فرسخ وانّما هذا الإقليم مائه وعشرون في مثلها فعلمت انه أراد خراسان وما حولها والولايات فيه للديلم أوّل من غلب عليه عليّ بن بويه ولم يعقب فتبنّى عضد الدوله وملك من بعده وهو ابن أخيه وبنى بشيراز دارا لم أر في شرق ولا غرب مثلها ما دخلها عامّىّ الّا افتتن بها ولا عارف الّا استدلّ بها على نعمه الجنّه وطيبها خرّق فيها الأنهار ونصب عليها القباب وأحاط بالبساتين والأشجار وحفر فيها الحياض وجمع فيها المرافق والعدد وسمعت رئيس الفرّاشين يقول فيها ثلاثمائه وستّون حجره و دارا كان مجلسه كلّ يوم واحده الى الحول وهي سفل وعلو وخزانه الكتب حجره على حده عليها وكيل وخازن ومشرف من عدول البلد ولم يبق كتاب صنّف الى وقته من أنواع العلوم كلّها الّا وحصله فيها وهي أزج طويل في صفّه كبيره فيه خزائن من كلّ وجه وقد الصق الى جميع حيطان الأزج والخزائن بيوتا طولها قامه في عرض ثلاثه أذرع من الخشب المزوّق عليها أبواب تنحدر من فوق والدفاتر منضّده على الرفوف لكلّ نوع بيوت وفهرستات فيها أسامي الكتب لا يدخلها الّا وجيه وطفت في هذه الدار كلّها سفلها وعلوها وقد فرشت فيها الآلات فرأيت في كلّ مجلس ما يليق به من الفرش والستور ورأيت بيوت الخيش ينزع عليها الماء من قنىّ حولها من فوق بالدوام ورأيت الأنهار تطّرد في البيوت والاروقه واظنّه بناها على ما سمع من اخبار الجنّه وبان بونا بعيدا وضلّ ضلالا مبينا وباء بالأوزار، ولم تبق له الدار،، وسكن الأجداث، بعد الملك والآلات،، ولقد مات باشرّ موته وأراه الله نفسه خسره وصار لنا موعظه وعبره وانشدنى بعض الخدم أبياتا ذكر انه سمعها منه عند موته وقد ملك ثمانيه أقاليم وانخطب له بالسند و اليمن وطمع في المشرق وعاند صاحب المغرب وخافته الملوك وقبض على صاحب الروم، وعرف أنواعا من العلوم، وتبحّر في علم النجوم،،

    شعر
    تمتّع من الدّنيا فإنّك لا تبقى وخذ صفوها منها ودع عنك الرّنقا
    ولا تأمننّ الدّهر إنّي أمنته فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقّا
    وأخليت دار الملك من كلّ ناعم وشتّتّهم غربا وشرّدتهم شرق
    فلمّا لمست النّجم عزّا ورفعه وصار رقاب الخلق [1] لي كلّهم رقّا
    رماني الرّدى سهما فأخمد جمرتى فها أنا هنّا عاجلا حفره ألقى
    فلم يغن عنّي كلّ مال ولم أجد لدى قانص الأرواح في مصرعي رفقا
    فأفسدت دنياي وديني سفاهه فمن ذا الّذي منّى بمصرعه أشقى

    خراج

    وخراج هذا الإقليم مختلف يؤخذ بشيراز على جريب الحنطه والشعير مائه وتسعون درهما ومن الارطاب والمباطخ مائتان وسبعه وثلاثون درهما وعلى القطن مائتان وستّه وخمسون درهما واربعه دوانيق وعلى الكروم ألف واربعمائه وخمسه وعشرون درهما والجريب الكبير سبعون ذراعا بذراع الملك وهو تسع قبضات وخراج كوار على الثّلثين ممّا ذكرنا حطّه الرشيد وخراج إصطخر ينقص عن خراج شيراز في الزرع بشيء يسير وما أسقاه المطر فعلى الثلث ولا تسأل عن ثقل الضرائب و كثرتها [پاورقی ۵] وبه عدّه أرطال رطل شيراز الكبير ثمانيه أرطال بغداديّ به يوزن الخلّ واللبن ونحوهما ولهم من مكّىّ وبالرطل البغداديّ يزنون اللحوم والخبز وما يجرى مجراهما ومن الخبز بفسا ثلاثمائه والقطن والحبوب ويزنون السكّر والزعفران والعسل والحنّاء والبقم وآله الصيادله بمنّ ثلاثمائه ويزيد عليه من القديد واللحوم والحديد ونحوها بخمسه وعشرين من درابجرد المعروف منّه في جميع الأشياء غير آله الصيادله اربعمائه وأربعون درهما والغزل والخبز والعصفر والشعر والمرعزّى والصوف اربعمائه وثمانون درهما من نيريز في كلّ الأشياء غير آله الصيادله ثلاثمائه وعشرون ومن الغزل ثلاثمائه وأربعون ومكاييلهم قفيز فسا ستّه أمناء بالثلاثمائه في الحبوب وما كان من لوز وشعير فقفيزه ستّه أمناء وقفيز الارزّ والحمّص والعدس ثمانيه أمناء فقفيز نيريز ثلاثه أرطال بغداديّ في الشعير والزبيب والقشمش والذره وقفيز الحنطه يزيد عليه، من ارّجان ثلاثه أرطال غير السكّر وقفيزهم عشره أمناء بالكبير والمكّوك نصف القفيز والجريب عشره اقفزه، ويؤخذ على القوانين لكلّ نخله ربع درهم والضياع تتفاوت بسنبل من ثلاثه دراهم الى نصف درهم و بأرّجان الى درهم وارض القوانين وان انكشفت عشرون درهما

    المسافات

    واما المسافات فإنك تأخذ من ارّجان الى ريشهر مرحله ثم الى مهربان مرحله، وتأخذ من ارّجان الى بسابك مرحله ثم الى دهليزان مرحله ثم الى خابران بريدين ثم الى وادي الملح مرحله ثم الى رامهرمز بريدين ، وتأخذ من ارّجان الى الزّيتون بريدين ثم الى حبس مرحله ثم الى بندق مرحله ثم الى جنبد بريدين أو بريدا في العقبه ثم الى زنك بريدين ثم الى دخويذ مرحله ثم الى خواذان بريدين ثم الى النوبندجان مثلها، وتأخذ من ارّجان الى كنيسه المجوس مرحله ثم الى قريه مرحله ثم الى الزيز مرحله ثم الى العينيّه مرحله ثم الى النهر مرحله ثم الى خرنده مرحله ثم الى سميرم مرحله، وتأخذ من مهربان الى سينيز أو الى النهر مرحله ومن النهر الى ارّجان مرحله ومن سينيز الى سنجاهان مرحله ثم الى جنّابه مرحله ثم الى دشت داودي مرحله ثم الى توّز مرحله ثم الى خشت مرحله ثم الى نيماراه نصف مرحله صعبه ثم الى سابور مثلها وتأخذ من سيراف الى جمّ مرحله ثم الى برزره مرحله ثم الى كيرند مرحله ثم الى مه مرحله ثم الى رايكان مرحله ثم الى بيابشوراب مرحله ثم الى جور مرحله، ومن سيراف الى عمان في البحر أو الى البصره إقلاع خمس الى عشر ومنها الى البحرين سبعون فرسخا عرض البحر وتأخذ من درابجرد الى خسو مرحله ثم الى كرب مرحله ثم الى جويم ابى احمد مرحله ثم الى كاريان مرحله ثم الى باراب مرحله ثم الى كران مرحله ثم الى سيراف مرحله،

    وتأخذ من درابجرد الى جرموا مرحله ثم الى رستاق الرستاق مرحله ثم الى برك مرحله ثم الى تارم مرحله، وتأخذ من درابجرد الى جاه زندايا مرحله ثم الى تيمارستان مرحله ثم الى فسا نصف مرحله وتأخذ من شيراز الى كفره مرحله ثم الى كول مرحله ثم الى بومهان مرحله ثم الى جور مرحله، وتأخذ من شيراز الى قريه جويم مرحله ثم الى خلّار بريدين ثم الى الخراره مثلهما ثم الى جركان مرحله ثم الى النوبندجان مرحله فيها شعب بوّان الّذي هو أحد منازه الدنيا ، وتأخذ من شيراز الى قريه الرمّان مرحله ثم الى سروستان مرحله ثم الى كرم مرحله ثم الى فسا مرحله،

    وتأخذ من شيراز الى داريان مرحله ثم الى خرّمه مرحله ثم الى كث مرحله ثم الى خير مرحله ثم الى نيريز مرحله ثم الى كدروا مرحله ثم الى رباط زرودوا مرحله ثم الى نهر من مرحله ثم الى هنته مرحله ثم الى بيمند مرحله ثم الى السيرجان بريدين ، وتأخذ من شيراز الى ركان مرحله ثم الى راس السكر مرحله ثم الى زياداباذ مرحله ثم الى جبّ أمير المؤمنين مرحله ثم الى راس الدنيا مرحله، وتأخذ من شيراز الى صاهه مرحله ثم الى دشت أرزن مرحله صعبه فيها عقبه بالان ، وتأخذ من فسا الى كارزين مرحله ثم الى هرمز مرحله ومن كارزين الى خارزين مرحله، ولا اعرف مصرا توسّط إقليمه الّا هذا وهمذان الا ترى ان منه الى كثه أو الى تارم أو الى نجيرم أو الى نهر طاب ستّين ستّين ومنه الى الزوايا الأربع سينيز أو الرّوذان أو سورو أو تخوم أصفهان ثمانين ثمانين وحوله مدن تتقارب مسافتها اليه حدّثنى رجل بكازرون قال هرب بعض الناس من السلطان فعدا الى سابور ثم سأل كم الى شيراز قالوا ثمانيه عشر فعدا الى كازرون ثم سأل كم الى شيراز قالوا ثمانيه عشر فعدا الى خرّه ثم سأل كم الى شيراز قالوا ستّه عشر فعدا الى جور ثم سأل فقالوا عشرون ومنه الى البيضاء مرحله وتأخذ من سابور الى كازرون مرحله ثم الى خرّه مرحله، ومن سابور الى النوبندجان مرحله ومن سابور الى كرك مرحله ثم الى دشت ارزن مرحله، ومن كازرون الى قريه الحطب بريدين ثم الى دشت ارزن مثلها، ومن كازرون الى دريز بريدين ثم الى راس العقبه مثلها ثم الى توّز مثلها ثم الى قريه مثلها ثم الى جنّابه مثلها وتأخذ من إصطخر الى راس السكر بريدين ومن إصطخر الى البيضاء أو الى قريه الحمام مرحله ومن قريه الحمام الى زيادواذ بريدا ثم الى جبّ أمير المؤمنين ثم الى راس الدنيا ثم الى خوزستان مرحله ثم الى هراه مرحله ثم الى راذان مرحله ثم الى شاباوك مرحله ثم الى روار مرحله ثم الى قريه الجمال مرحله ثم الى الرّوذان مرحله،

    وتأخذ من إصطخر الى بئر بريدين ثم الى كهمنده مرحله ثم الى قريه بيذ مثلها ثم الى أبرقوه مرحله ثم الى قريه الأسد مثلها ثم الى الأرد مرحله ثم الى قلعه المجوس مرحله ثم الى كثه مرحله ثم الى أنجيره مثلها وتأخذ من اليهوديّه الى خان رش مرحله ثم الى قومسه مرحله ثم الى كرو مرحله ثم الى سميرم مرحله، وتأخذ من اليهوديّه الى الخان حان لنجانمرحله ثم الى كرو مرحله ثم الى ماس مرحله ثم الى خان روشن بريدين ثم الى إصطخران مرحله ثم الى قصر أعين مرحله ثم الى خوسكان مرحله ثم الى ماءين مرحله ثم الى أزر سابور مرحله ثم الى شيراز مرحله، وان شئت فاخذ في مفازه من قومسه الى روزكان مرحله ثم الى ازكاس مرحله ثم الى سروستان مرحله ثم الى سرمسه مرحله ثم الى لاه و كره مرحله ثم الى قريه الخلّاف مرحله ثم الى كماهنك مرحله ثم الى قريه ابن بندار مرحله ثم الى إصطخر مرحله،

    وتأخذ من سميرم الى جعفرآباذ مرحله ثم الى الزاب مرحله ثم الى كورد و كلّار مرحله ثم الى مهرجاناواذ مرحله ثم الى اش و بورد مرحله ثم الى نسا بريدين ثم الى شيراز مرحله، وتأخذ من اليهوديّه الى خالنجان مرحله ثم الى باركان مرحله ثم الى أسبيذدشت مثلها ثم الى جعاد و جورد مثلها ثم الى الرباط مثلها ثم الى كورستان مرحله ثم الى جسر جهنّم مرحله

    قال الادریسی:

    فنقول إن أرض فارس يحيط بها من ناحية الشرق المفازة الكبيرة المتصلة بأرض السند من أعلاها وتتصل بالري من أسفلها ويحيط بها من جهة المغرب بحر فارس ومن جهة الجنوب أرض مكران ومن جهة الشمال أرض خوزستان وكور فارس خمس كور.

    ارجان

    فمنها كورة أرجان وهي أصغر كور فارس وقاعدتها سابور كما قلناه وبهذه الكورة مدينة منذ و النوبندجان و كازرون ولكن هذه كورة تنسب إلى سابور وهو الذي ابتنى المدينة المسماة بسابور وإليها تنسب الثياب السابورية ومنها سينيز و اسلجان و الملجان و فرزك و باش.

    دارابجرد

    ومنها كورة دارابجرد ومدينتها دارابجرد و فسا وهي أكبر وأعم غير أن الكورة منسوبة إلى دارا الملك و طمستان و كردبان و نيريز و الفستجان و الابجرد و الانديان و جويم و ماذوان و خسوا و فرج و تارم.

    اصطخر

    و إصطخر أكبر بلادها ومن كور إصطخر مدينتها البيضاء و نهران و ابرج و مايين و البرانجان و الميادوان و الكاسكان و كرم و الهزار و ناحية الروذان و الأذركان و ابرقويه.

    سابور

    ومن الكور أيضا بفارس كورة سابور هي كورة حسنة ومدنها كثيرة فمنها النوبندجان و بندرهمان و دشت بارين و الهنديجان و جنجان و تنبوك و الدرخويذ و ملتون و دربختجان و الخوبذان و الكيمارج و ماهان و الراميجان و الديبنجان و الشاهجان و الشادروذ و مور و خمايجان العليا و خمايجان السفلى.

    اردشیرخره

    ومن كور فارس أيضا كورة أردشير خرة ومن مدنها شيراز و جور و نابند و ميمند و الصيمكان و البرجان و الكربنجان و الخواروستان و كوار و سيراف و نجيرم و سينيز و جه و كير و كبرين و كران و كام فيروز و الرويجان.

    شیراز

    وقاعدة فارس مدينة شيراز وهي دار مملكة فارس وينزلها الولاة والعمال وبها الديوان والمجبى وهي مدينة إسلامية بناها محمد بن القاسم بن أبى عقيل ابن عم الحجاج وتفسير شيراز جوف الأسد وإنما سميت بذلك لأنها مدينة يجلب إليها المير من سائر البلاد ولا يخرج منها ميرة البتة ولما وصل عسكر الإسلام إلى فارس عرس المعسكر بمكانها وأقام به إلى أن استفتحت إصطخر وجميع كردها فتبرك المسلمون بذلك فبنوا شيراز هناك في موضع المعسكر وهي مدينة جليلة المقدار حسنة النواحي والأقطار طولها نحو من ثلاثة أميال في مثلها وهي متصلة البناء لا سور لها شبيهة بمصر وبها أسواق وعمارة وهي قرارة الجيوش وأولي الحرب والدواوين والجبايات وشرب أهلها من الآبار.

    اصطخر

    ومدينة إصطخر مدينة جليلة كبيرة جميلة كثيرة الأسواق والمتاجر وبناؤها بالطين والحجارة والجص ومدينة إصطخر أقدم مدن فارس وأشهرها اسما وكانت مدارا لملكها وملوكها إلى أن ولي أردشير الملك فنقل ملكه إلى جور وجعلها دارا لملكه ويروى في الأخبار أن سليمان بن داؤود كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان و إصطخر على نهر فرواب ولها قنطرة تسمى بقنطرة خراسان وهي قنطرة حسنة وخارج القنطرة أبنية ومساكن بنيت في عهد الإسلام ومن إصطخر إلى شيراز ستة وثلاثون ميلا وهواء إصطخر هواء فاسد وخيم و بإصطخر تفاح عجيب تكون التفاحة منه نصفها حلو صادق الحلاوة ونصفها حامض صادق الحموضة ومن شيراز إلى جور ستون ميلا.

    جور

    مدينة جور بناها أردشير وكان مكانها فيما يحكى منفع مياه تجتمع به فاحتال لخروج ذلك الماء وبنى مدينة جور بها وهي مدينة جليلة لها سور من طين وخلفه خندق ولها أربعة أبواب ومقدارها نحو إصطخر و سابور و دارابجرد كثيرة البساتين والجنات رحيبة الأبنية والجهات غدقة الفواكه والثمرات نزيهة جدا فرجة من جميع جهاتها الأربع يسير السائر بها بين قصور عالية ومتنزهات سامية كاملة الحسن طيبة الهواء وكان في وسطها فيما سلف من الزمان بنيان يسمى الطربال بناه أردشير الملك وجعل له من العلو مقدار ما إذا صعد الإنسان إلى أعلاه أشرف على جميع المدينة ورساتيقها وكان له في أعلى هذا البناء بيت نار فهدمت الإسلامية أكثره ولم يبق منه الآن إلا رسم داثر ويعمل بمدينة جور ماء الورد الكثير الخالص البالغ في الطيب والصفاء وعبق الرائحة وقلة التغيير في المدة الكثيرة وإليها ينسب ماء الورد الجوري.

    دارابجرد

    ومن مدينة شيراز إلى مدينة دارابجرد مائة وخمسون ميلا ودارابجرد ابتناها دارا الملك ونسبها إلى نفسه وتفسير بجرد بالعربية عمل وهي لفظة فارسية فكأنه قال عمل دارا وهي مدينة كبيرة عامرة آهلة فرجة وبها تجار وأسواق وبيع وشراء وهي مقصد ومجمع للتجار المتصرفين في ديار فارس وعليها سور حصين كسور جور ويدور بسورها خندق تجتمع إليه فضول المياه التى يسقى بها النخل ومسالات مياه عيون جمة وفي هذا الماء حشائش وغدران تمنع من خوضه وبه سمك كثير لا شوك فيه ولا عظم ولا له فقار ولا على جسمه فلوس وهو من ألذ السمك طعما ويصرف فيما يصرف فيه اللحم ولهذه المدينة أربعة أبواب وفي وسطها جبل عال كالقبة ليس يتصل بشيء من الجبال وبنيان أهلها بالحجارة والطين والجص ومن مدينة دارابجرد إلى مدينة فسا أربعة وخمسون ميلا.

    فسا:

    ومدينة فسا مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع وأبنيتها أفسح وأشمخ من أبنية شيراز وبنيانهم بالطين وخشبها كثير والغالب عليه خشب الصنوبر والسرو وهي عامرة بالناس والجلة والتجار المياسير وهي تقارب شيراز في كبر مقدارها وكثرة عمارتها وهواؤها أصح من هواء شيراز وعليها حصن حصين وأبواب خشب محددة وحولها في الدائر خندق واسع عميق ولها ربض كبير وأكثر أسواقها في ربضها ذلك وبها من غلات الرطب والبلح والجوز والأترج والسفرجل والقصب الحلو ما يقوت ويكفي ويشف على الحاجة إليه ومن مدينة فسا إلى مدينة شيراز ستون ميلا

    و لدارابجرد من الرساتيق رستاق كرم و رستاق جهرم و رستاق نيريز و رستاق الفستجان و رستاق الابجرد و رستاق الانديان و رستاق جويم و رستاق فرج و رستاق تارم و رستاق طمستان وهذه الرساتيق بها مدن وقرى كالمدن عامرة آهلة وبها أسواق وتجارات وبقرية من قرى دارابجرد الموميا الذي يحمل إلى الآفاق وهي ملك للسلطان ولا نظير لها وهي في غار في جبل وقد وكل بها حفظة والغار مسدود الباب مطبوع على غلقه بعلامات كثيرة ويفتح في كل سنة مرة فيوجد قد اجتمع في قعره حجر على قدر الرمانة فيطبع عليه بمحضر من ثقات السلطان ويحمل إلى شيراز ويباع هناك وهو الصحيح وما سواه من الموميا فليس بشيء.

    ومن فسا إلى كازرون ستة وخمسون ميلا وهي مدينة حسنة لها سور وحصن وأبواب خشب وحديد ولها قلعة داخلها حصينة ولها ربض عامر فيه أسواق ومتاجر وصناعات وبها فواكه عامة وخير كثير ومن كازرون إلى جور ثمانية وأربعون ميلا.

    و الجنجان تتاخم كازرون وهي مدينة عامرة آهلة من كورة سابور وعليها سور منيع وبها تجارات وبيع وشراء.

    و الراميجان ميدينة حسنة من كور سابور ولها سور تراب حصين ولها رستاق خصيب ويسمى بها وينسب إليها.

    الخوبذان أيضا مدينة صغيرة عامرة بالناس كثيرة الخلق ولها سوق وتجار وصناعات وبيوع وأشرية ولها رستاق كبير وجانب متسع وينضاف إليها عمل المورستان وبها منبر وبشر كثير وفواكه ونعم دارة.

    ومن كورة سابور مدينة جرة وهي عامرة عليها سور من طين حصين ولها رستاق آهل كثير العمارة وأفضيتها واسعة و الدرخويذ و تنبوك رستاقان متقاربان في الكبر عامران ولهما مزارع ومنافع وغلات وكذلك رستاق الكيمارج حسن الموضع واسع الجهات ممتد مستغل لكل فائدة وأما الرامجان و الشاهجان و ابنوران و الشادروذ و خمايجان العليا والسفلى و تيرمردان فهذه كلها رساتيق وحصون وقرى كالمدن متقاربة الأقدار واسعة الأقطار خيراتها عامة وأموالها وافرة وخلقها كثير وجملتها من كورة سابور المتقدم ذكرها.

    ويتصل بما ذكرناه من جهة الجنوب مع الغرب من هذا الجزء المرسوم مدن وقلاع ورساتيق من كورة أردشير مثل جور وقد تقدم ذكرها ولها رستاق جليل عامر و نابند ورستاقها ممتد متسع الأرجاء وكذلك الصيمكان وهو حصن منيع وله عمارات ورستاقه منسوب إليه و خورستان مدينة حسنة عامرة بسوق وحصن منيع ولها رستاق كبير عامر له غلات مفيدة وكذلك الفوشجان مدينة صغيرة وأهلها بشر كثير وبها صناعات وتجارات ولها رستاق يسمى باسمها ومن كورة أردشير مدينة كران وهي مدينة صغيرة حصينة ولها رستاق معروف باسمها وبها طين أخضر كالسلق يؤكل لا نظير له.

    ومن مدنها مدينة سيراف وهي على ساحل البحر الفارسي . هي مدينة كبيرة وبها تجار مياسير وأهلها مولعون بكسب المال واستجلابه على أي وجه أمكن وهم أكثر عباد الله تغربا وتجولا في الآفاق حتى إن الرجل منهم يتجول العام والعشرين ولا يرجع إلى أهله ولا يكترث بمن خلفه و سيراف فرضة فارس ومبانيها بالساج وأبنيتهم طبقات مشتبكة البناء كثيرة الأهل ولأهلها همم في نفقات الأبنية وضروب التحسين والتحصين وفواكههم ومياههم تصل إليهم من جبل مشرف عليهم يسمى جم وهذا الجبل مطل على البحر وليس به زرع ولا ضرع وهي شديدة الحر جدا ولها منبران أحدهما نجيرم وهي مدينة على البحر وكذلك مدينة الغندجان ورستاقها يسمى دشت بارين وفيه حصن به منبر وسوق.


    ومدينة صفارة صغيرة على البحر وبها سكان وهم مياسير ولهم رستاق معمور يسمى الرستقان. ومن كورة أردشير توج وهو حصن عامر بأهله منيع وكذلك الجرمق أيضا قصبة حسنة حصينة عامرة آهلة وكذلك كير قصبة معمورة كبيرة ولها رستاق حسن جليل مفيد ومنها أبزر وهو قصبة جامعة وملجأ وبها أسواق وكذلك سميران مدينة صغيرة لها رستاق جليل متسع العمارات كثير العامر وأيضا مدينة كوار متوسطة عليها سور تراب وفيها أسواق وتجار مياسير وهي مقصد لأنواع تجارات ولها رستاق كبير فيه عمارات وخير وافر ومستغلات جمة والرستاق بلسان الفرس معناه الإقليم أي عمل بجهة.

    جزيرة ابن كاوان

    وفي البحر جزيرة ابن كاوان وفيها مدينة وجامع آهل وهي من كورة أردشير و بقربها جزيرة أوال وبها أيضا مدينة ولها جامع وفيها أسواق صالحة وكلا هاتين الجزيرتين على مقربة من البر ويتصل بهذه الأكوار كورة أرجان المتقدم ذكرها وفيها مدن كثيرة كبار وصغار يجب ذكرها هاهنا وسنأتي بمسافاتها في الطرقات المتصلة بالبلاد.

    ارجان

    فأما أرجان فإنها حد بين فارس و خوزستان .

    هي مدينة حسنة في غاية الطيب ولها رساتيق وخصب ونخيل وكروم وفواكه عامة مثل الجوز والأترج والخوخ والزيتون الكثير والزيت وماؤها غير طيب ولا شروب وعلى باب أرجان مما يلي خوزستان على نهر طاب قنطرة تنسب إلى الديلمي طبيب الحجاج بن يوسف وهي طاق واحد سعة ما بين عموديها على وجه الأرض ثمانون خطوة وارتفاعها ما يحمل ذلك.

    سابور

    ومدينة سابور مدينة بناها سابور الملك وهي تباهي إصطخر في هيآتها وأبنيتها لكن مدينة سابور أكثر بشرا وعمارة وأهلا وأوفر حالا وبها جامع ومنبر.

    ريشهر:

    وأما مدينة ريشهر فإنها صغيرة لكنها عامرة ولها جامع ورستاق كبير منسوب إليها وبه عمارات وقرى ومزارع وكذلك.

    و ايج حصن جامع ومعقل مانع وبه منبر وله عمالة وقرى.

    جنابه:

    و جنابه مدينة كبيرة عامرة آهلة ذات أسواق عامرة وطرز يصنع بها ثياب الكتان الفاخرة على ضروب وبها أنواع من التجارات ولها رستاق وعمالة.

    ومنها مدينة سينيز وهي بقرب البحر وبها منبر وينسب إليها الكتان السينيزي المجمع عليه بالقول العام أنه ليس بجميع أقطار الأرض كتان يعدله ولا يقاومه قوة ولينا ومن شأنه أنه لا يتعلق بالثياب كفعل الكتان في ذاته وحاله في التعليق بالثياب الملامسة له ومن رساتيقها العامرة اسلجان وبها منبر ومنها الملجان و فرزك و باش كلها حصون ومواطن معمورة تتقارب في أقدارها وتتشابه في عماراتها وفي كل واحدة منها منبر وجماعات ومن أرض فارس بلاد كثيرة بقي علينا ذكرها وسنأتي بها في الجزء الآتي إثر هذا الجزء بحول الله.


    شيراز إلى سيراف:

    فمن ذلك صفة الطريق من شيراز إلى سيراف ومن شيراز إلى قرية كفرة خمسة عشر ميلا ومن كفرة إلى قرية نخذ خمسة عشر ميلا ومن نخذ إلى مدينة كوار ستة أميال ومدينة كوار تقسم ما بين نخذ و البيمجان لأن من نخذ إلى قرية البيمجان اثني عشر ميلا ومن البيمجان إلى مدينة جور السابق ذكرها ثمانية عشر ميلا ومن جور إلى رستاق دشت شوراب خمسة عشر ميلا ومنها إلى خان (آزاذمرد) وهي قرية في صحراء (قدر) تسعة أميال وهذه الصحراء كلها تنبت نرجسا مضاعفا [[ومن حار إلى خان آزاذمرد وهي قرية]] ثمانية عشر ميلا ومن خان آزاذمرد إلى قرية كيرند ثمانية عشر ميلا ومن كيرند إلى قرية مي ثمانية عشر ميلا ومن مي إلى رأس العقبة وهناك منزل يسمى اذركان ثمانية عشر ميلا ومن اذركان إلى خان بركانة اثنا عشر ميلا ومن بركانة إلى مدينة سيراف نحو أحد وعشرين ميلا يكون الجميع مائة وثمانين ميلا.


    والطريق من شيراز إلى جنابة على البحر

    من شيراز إلى خان الأسد وهو على نهر السكان ثمانية عشر ميلا ومن خان الأسد إلى خان دشت أرزن اثنا عشر ميلا ومن دشت أرزن إلى قرية تيرة اثنا عشر ميلا ومن تيرة إلى مدينة كازرون السابق ذكرها ثمانية عشر ميلا ومن كازرون إلى قرية دريز اثنا عشر ميلا ومنها إلى مدينة توج أربعة وعشرون ميلا ومن توج إلى جنابة ستة وثلاثون ميلا فذلك مائة واثنان وثلاثون ميلا.


    والطريق من شيراز إلى إصبهان

    من شيراز إلى مدينة الهزار اثنا عشر ميلا ومنها إلى مايين مدينة أحد وعشرون ميلا ومن مايين إلى مدينة كسنا ثمانية عشر ميلا ومنها إلى كنار . هي قرية اثنا عشر ميلا ومن كنار إلى قرية قصر (ابن) أعين أحد وعشرون ميلا ومنها إلى قرية إصطخران أحد وعشرون ميلا ومنها إلى خان روشن وهي قرية عامرة أحد وعشرون ميلا ومنها إلى قرية كرد أحد وعشرون ميلا ومنها إلى قرية كزة أربعة وعشرون ميلا ومن كزة إلى خان لنجان أحد وعشرون ميلا ومنه إلى إصبهان أحد وعشرون ميلا فذلك من شيراز إلى خان روشن اثنان وسبعون ميلا ومن خان روشن إلى إصبهان ثلاثة وتسعون ميلا الجملة من ذلك مائتان وخمسة وعشرون ميلا.


    والطريق من شيراز إلى خوزستان

    من شيراز إلى جويم وهي مدينة حسنة نبيلة متقنة خمسة عشر ميلا ومن جويم إلى خلار اثنا عشر ميلا و خلار قرية كبيرة ومنها إلى قرية الخرارة خمسة عشر ميلا وهي قرية عامرة قليلة الماء ومن الخرارة إلى قرية الكركان خمسة عشر ميلا ومن الكركان إلى النوبندجان وهي مدينة كبيرة عامرة ذات أسواق وتجارات وقد ذكرناها فيما سلف ثمانية عشر ميلا ومنها إلى قرية الخوبذان اثنا عشر ميلا ومنها إلى قرية زايدة اثنا عشر ميلا ومنها إلى خان حماد وهي قرية عامرة اثنا عشر ميلا ومنها إلى راسين اثنان وعشرون ميلا ومنها إلى أرجان أحد وعشرون ميلا ومنها إلى بيذك وهي قرية تسعة أميال ومنها إلى قرية العقارب وتعرف ب[][هبر|هبر]] اثنا عشر ميلا ومن أرجان أيضا إلى سوق سنبيل ثمانية عشر ميلا والحد قنطرة ثكان من أرجان على غلوة سهم فالجملة من ذلك من شيراز إلى أرجان مائة وثلاثون ميلا.

    والطريق من شيراز إلى يزد

    و يزد في جهة الشرق وهي على جانب المفازة في طريق خراسان ونحن نذكر هذا الطريق مجردا على حاله وسنذكر البلاد التي تأتي هناك على استقصاء في موضعها إن شاء الله فمن ذلك تخرج من شيراز إلى الزرقان ثمانية عشر ميلا و الزرقان منازل على واد عذب إلى مدينة إصطخر ثمانية عشر ميلا ومن إصطخر إلى قرية تير اثنا عشر ميلا ومن تير إلى قرية كمهنك أربعة وعشرون ميلا ومن كمهنك إلى قرية بيذ أربعة وعشرون ميلا ومن بيذ إلى مدينة ابرقويه ستة وثلاثون ميلا ومن ابرقويه إلى قرية الأسد تسعة وثلاثون ميلا ومن قرية الأسد وهي قرية ذات حصن منيع (إلى قرية الجوز ستة فراسخ ومن قرية الجوز) إلى قلعة المجوس ثمانية عشر ميلا ومن قلعة المجوس إلى مدينة كثه من حومة يزد خمسة عشر ميلا ومن كثه إلى يزد ثلاثون ميلا وسنذكر هذه البلاد بعد هذا في الجزء الآتي بعون الله.

    والطريق من شيراز إلى السيرجان

    السيرجان مدينة كرمان من شيراز إلى إصطخر ستة وثلاثون ميلا ومن إصطخر إلى زياداباذ وهي قرية من رستاق خفرز أربعة وعشرون ميلا ومن زياداباذ إلى كلودر أربعة عشر ميلا ومن كلودر إلى جوبانان وهي قرية عامرة على بحيرة ثمانية عشر ميلا (ومن الجوبانان إلى قرية عبد الرحمن ستة فراسخ) وهي مدينة تسمى اباذة وسنذكرها ومنها إلى مدينة البوذنجان ثمانية عشر ميلا ومنها إلى صاهك وهي مدينة عامرة أربعة وعشرون ميلا ومن صاهك إلى رباط السرمقان مفازة أربعة وعشرون ميلا ومنه إلى رباط بشت خم سبعة وعشرون ميلا ومنها إلى السيرجان سبعة وعشرون ميلا ورباط السرمقان المتقدم ذكره من حد فارس وما بعده من حد كرمان فجميع ذلك من حد السرمقان إلى شيراز مائة وثمانون ميلا ومنه إلى مدينة السيرجان أربعة وعشرون ميلا.

    والطريق من شيراز إلى تارم من جروم كرمان

    من شيراز إلى خان ميم أحد وعشرون ميلا و خان ميم قرية من رستاق الكهركان ومنه إلى مدينة خورستان أحد وعشرون ميلا ومن خورستان إلى منزل يعرف بالرباط اثنا عشر ميلا ومنه إلى قرية كرم اثنا عشر ميلا ومن كرم إلى مدينة فسا المتقدم ذكرها خمسة عشر ميلا ومن فسا إلى طمستان . هي مدينة اثنا عشر ميلا ومن طمستان إلى ناحية الفستجان وهي مدينة ثمانية عشر ميلا ومنها إلى الدراكان اثنا عشر ميلا ومنها إلى مدينة مريزجان اثنا عشر ميلا وهي مدينة عامرة كثيرة التجارات عامرة الأسواق حسنة المباني ومنها إلى سنان اثنا عشر ميلا وهي مدينة عامرة ومنها إلى دارابجرد ثلاثة أميال ومنها إلى رم المهدي .هي مدينة حسنة بهية المنظر ذات حصن حصين خمسة عشر ميلا ومنها إلى رستاق الرستاق خمسة عشر ميلا ومنها إلى فرج وهي مدينة جليلة كاملة أربعة وعشرون ميلا ومنها إلى تارم وهي مدينة اثنان وأربعون ميلا فالجميع من شيراز إلى تارم مائتان وستة وأربعون ميلا.

    وبقي أن نذكر شيئا من مسافات بلاد فارس

    ومن شيراز إلى كوار ثلاثون ميلا وهي قرية حسنة عامرة وبها معدن طين أخضر كالسلق بل هو أشد خضرة منه وهو شهي للأكل ولا يعدله شيء في ذلك ومن شيراز إلى البيضاء أربعة وعشرون ميلا ومن شيراز إلى توج ستة وتسعون ميلا ومن شيراز إلى خرمة اثنان وأربعون ميلا ومن سيراف إلى نجيرم ستة وثلاثون ميلا ومن روذان إلى أنار أربعة وخمسون ميلا ومن أنار إلى الفهرج خمسة وسبعون ميلا ومن الفهرج إلى مدينة كثة ستة وثلاثون ميلا ومن كثة إلى ميبذ (عشرة فراسخ ومن ميبذ) إلى عقدة ثلاثون ميلا ومن عقدة إلى نايين خمسة وسبعون ميلا.

    ولأرض فارس أربعة رموم وتفسير الرموم محال الأكراد ولكل رم منها قرى ومدن مجتمعة وفيها رئيس من الأكراد التزم درك النوائب الكائنة في ناحيته وحفظ الطرق حتى لا يصيب أحدا في أرضه مكروه. فمنها رم الحسن بن جيلويه ويسمى الرميجان وهو مما يلي إصبهان ويأخذ طرقا من كورة سابور وطرقا من كورة أرجان فحد منه ينتهي إلى البيضاء وحد منه ينتهي إلى إصبهان وكل ما وقع فيه من المدن والقرى فكأنه من عمل إصبهان ويتاخمهم من عمل إصبهان المازنجان الذين هم من بر شهريار وبعده عن شيراز على اثنين وسبعين ميلا.

    والرم الثاني منها هو رم الديوان المعروف برم الحسين بن صالح ويسمى السوران وهو من كور سابور وحد منه يلي أردشير خرة والثلاثة حدود الباقية منه تنعطف بها كورة سابور وكل ما كان من المدن والقرى في أصقابه فهو منها وأقرب حده إلى شيراز على أحد وعشرين ميلا.

    والرم الثالث منها هو رم اللوالجان لأحمد بن الليث وهو من كورة أردشير خرة فحد منه يلي البحر ويلي ثلاثة حدوده أردشير وما وقع في أصقابه من المدن والقرى فهو منها وهو من شيراز على ثمانية وأربعين ميلا (وأما رم الكاريان فإن حدا منه إلى سيف بني الصفار) وحد منه إلى المازنجان وحد منه إلى حدود كرمان وحد منه إلى حدود أردشير فحدودها كلها مجتمعة في أردشير خرة.

    ويزيد هؤلاء الأكراد الذين هم في هذه الرموم على خمسمائة بيت ويخرج من الحي الواحد ألف فارس وأقل من ذلك وأكثرهم ينتجعون في الشتاء والصيف إلى المراعي وكل واحد من أهل هذه الرموم لا يتحول عنها ولا ينتقل منها بل ينتقل جميعهم فيما لهم من النواحي المختصة بهم لا يدخلون أرض غيرهم وحكى ابن دريد أنهم من العرب من ولد كرد بن مرد بن عمرو بن عامر وللأكراد في بلاد فارس أغنام ورماك وإبل وليس لهم خيل عتاق بل أكثرها هجن وفيها بحومة المازنجان خيل عتاق ولها عندهم أثمان غالية لحسن خلقها وكريم خلقها.

    وبأرض فارس قلاع منيعة وحصون حصينة في جبال شاهقة الذرى لا يقدر أحد من الملوك على فتح شيء منها عنوة البتة فمنها قلعة داكباياه وهي جبال ثلاثة كالأثافي القائمة على رأس كل شعبة منها حصن لا يقدر أحد أن يرقى إليه بنفسه إلا أن يرقى به في شيء من البحر وهي مراصد لآل عمارة على البحر تقصد إليها المراكب لأنها ترى من بعد في البحر يستدل بها على فرضات فارس ويذكر أنها من بنيان الجلندى بن كنعان. ومنها قلعة الكاريان وهي على جبل طين وليس لأحد ارتقاء إليها إلا على طريق مثل مدرج النمل حرج.

    ومنها قلعة اسفندياذ من كورة إصطخر في أعلى جبل شاهق والارتقاء إليها في طريق صعب ثلاثة أميال ولا يقدر أحد على من تحصن فيها وامتنع بنفسه ومياهها من الأمطار وإنما تؤخذ بالقعود عليها ومنع الميرة عنها.

    ومنها قلعة اشكنوان وهي من رستاق مايين في نهاية من العلو وامتناع من الصعود إليها وفيها عين ماء جارية.

    ومنها قلعة جوذرز ومكانها بموضع يعرف بالسويقة من كام فيروز وهي قلعة لا يبصرها الناظر إليها إلا عن جهد وطريقها صعب وقلعة الجص بناحية أرجان وسكانها قوم مجوس وتسمى قلعة بندارس وهي قلعة منيعة جدا لا يستطاع التغلب عليها لامتناع الارتقاء إليها وفيها عين ماء جارية و قلعة ابرج مثلها في المنعة وصعوبة الارتقاء وبها عين ماء جارية.

    وفي بلاد فارس أنهار كثيرة كبار وأودية صغار تمد الأنهار ونريد الآن أن نذكر أكثرها حسب ما تبلغه الطاقة وتمكنه القوة والحمد والقوة لله وجميع أنهار فارس تخرج من الجبال المتاخمة لأرض إصبهان وتصب في البحر الفارسي ومياهها كلها عذبة طيبة.

    فمنها نهر مسن وهذا النهر الخارج من نواحي إصبهان إلى نواحي السردن يجتمع بنهر طاب عند قرية تسمى مسن ولا يزال فاضلها عن حاجتهم جاريا إلى باب أرجان تحت قنطرة ثكان وهي قنطرة بين فارس و خوزستان قليلة النظير وهي تضاهي قنطرة قرطبة الأندلس وهي من عجائب البناء وغريبة ويمر هذا النهر حتى يأتي رستاق ريشهر ثم يقع في البحر عند سينيز.

    ومن أنهار فارس نهر شيرين ومخرجه من جبل دينان الذي من ناحية بازرنج فيسقي رستاق فرزك و الجلادجان ثم يمر فيخترق رستاق () ثم يمر فيصب في البحر نحو جنابه.

    وأما نهر الشاذكان فإنه يخرج من بازرنج وجبالها حتى يدخل تنبوك وهو رستاق ثم يمر بخان حماد ويسقي رستاق زيداباذ و نابند و الكهركان ثم يمتد إلى دشت الرستقان ثم يدخل البحر.

    وأما نهر درخيذ فإنه يخرج من الجويخان (فيقع في بحيرة درخيذ ونهر الخوبذان فيخرج بالخوبذان) فيسقي نواحيها ثم يمر بأبنوران ثم يصب إلى الجلادجان متفرقا ويتساقط في البحر.

    ونهر رس يخرج من الخمايجان العليا حتى يصير بالزيزيان فيسقط في نهر سابور فيمضي إلى توج فيمضي مارا ببابها ومنها إلى البحر.

    ومنها نهر اخشين يخرج من خلاق داذين فإذا بلغ الجنقان وقع في نهر توج.

    ونهر سكان يخرج من رستاق الرويجان من قرية تدعى شاذفزى فيسقي زرعها ثم ينحدر إلى رستاق سياه فيسقيه ومنها إلى كوار فيسقيها ثم يمر إلى قرية سك وهذا النهر منسوب إلى سك ثم يقع في البحر وليس في أنهار فارس نهر أكثر عمارة وانتفاعا من هذا النهر لأن ماءه يخرج عنه فيسقي الرساتيق والعمارات.

    وأما نهر جرشيق فإنه يخرج من رستاق ماصرم و نجيرم فيمر برستاق المشجان حتى يخرج تحت قنطرة عادية تعرف بقنطرة سيول حتى يدخل رستاق جرة فيسقيه ثم إلى رستاق داذين ويقع في نهر اخشين.

    فأما نهر كر فإنه يخرج من كروان من حد الارد وينسب إلى الكروان وهو من شعب بوان المذكور المشهور ويسقي كام فيروز وينحدر فيسقي قرية رامجرد و كاسكان و الطسوج فينتهي إلى بحيرة البختكان.

    وأما نهر فرواب فإنه يخرج من الجوبرقان ويعرف بفرواب فيخرج على باب إصطخر تحت قنطرة خراسان حتى يسقط في ناحية السكر.

    ونهر برزة يخرج من ناحية دارجان سياه فيسقي رستاق الخنيفغان و جور حتى يخترق رستاق أردشير خره ثم يقع في البحر.

    وبأرض فارس من الأودية الصغار كثير أضربنا الآن عن ذكرها خوفا من السآمة والملل وبالله التوفيق.

    وبأرض فارس بحيرات كثيرة عليها عمارات وقرى مسكونة ومزارع ومستغلات فنذكر منها أكبرها قطرا وأكثرها عمارة وخيرا فمنها بحيرة البختكان التي يقع فيها نهر كر وهي بناحية خفرز وتتصل إلى قرب صاهك كرمان وطولها يكون نحو ستين ميلا وعرضها في أماكن ستة أميال وأكثر من ذلك وهي ملحة الماء وتعقد أطرافها في سمائم الصيف ملحا كثيرا يتصرف به وحواليها رساتيق وقرى وعمارات متصلة ويتصل طرفها بكورة إصطخر.

    ومن البحيرات الفارسية بحيرة بدشت أرزن من كورة سابور وطولها نحو ثلاثين ميلا وماؤها عذب ويجف أكثرها في سمائم الصيف وحميم القيظ حتى لا يبقى منها إلا الشيء اليسير وربما امتلأت فكان عمقها نحو ست قيم وأقل وأكثر وفيها زوارق كثيرة يصاد فيها السمك العجيب الكثير العدد الكبير القدر وعامة سموكها تحمل إلى شيراز وتشف كثرتها على ما يحتاج إليه.

    و بحيرة مور من كورة سابور بموضع يعرف بكازرون وطولها نحو من ثلاثين ميلا وتتصل إلى قرب مورق وماؤها ملح وفيها زوارق وعامة الساكنين بها يتصيدون السمك ويسيرون به إلى تلك الأقطار المدانية المجاورة لها.

    وأما بحيرة الجنكان فماؤها ملح وطولها ستة وثلاثون ميلا ويرتفع منها ملح كثير وبها مصايد للسمك ومعايش وحولها قرى الكهرجان وهي من أردشير خرة وأولها من شيراز على ستة أميال وآخرها حد الخوزستان.

    و بحيرة الباسفرية التي عليها دير الباسفرية طولها نحو من أربعة وعشرين ميلا وماؤها ملح وسمكها كثير ومع أطرافها آجام كثيرة فيها قصب وبردي وحلفاء وغير ذلك مما ينتفع به أهل تلك النواحي وهي من إصطخر متاخمة للمزرقان من رستاق هزار وبها من البرك والمناقع كثير ولا حاجة بنا إلى ذكرها.

    وبجميع أرض فارس وفي كل مكان منها بيوت نيران وهي كثيرة يفضلون بعضها على بعض فمنها بيت الكاريان وهو بيت معظم لناره موقده مذ ألف سنة ونيف ومنها بيت نار بجرة وهي منسوبة إلى دارا بن دارا وهو بيت معظم عند الفرس وبه يقسمون وهي أعظم أيمانهم التي يحلفون بها وبحقها ومنها بيت بارين وموضعها عند بركة جور ومنها بيت نار عند باب سابور وتعرف بسيوخشين ومنها بيت نار آخر على باب سابور أيضا ومحاذيا لباب ساسان ويسمى بجنبذ كاوسن ومنها بيت نار بكازرون أيضا وهو معظم عندهم ومنها بيت شيراز وهو كبير عند أهله معظم يقسمون به ومنها بيت نار يسمى بهرمزد وعلى مقربة من شيراز بالقرية المعروفة بالسوكان وهو على شرف عال وأهل شيراز يرونه من قطرهم وقرية السوكان في شمال شيراز وعن يسار طريق يزد الآخذ إلى خراسان وبينها وبين شيراز نحو ميل وكان بأرض فارس بيوت نيران كثيرة تعطلت برجوع أكثر الفرس إلى دين الإسلام وبقي أكثر أماكنها إلى الآن بلاقع.


    وأرض فارس مربعة الطول والعرض وطولها أربعمائة وخمسون ميلا في أربعمائة وخمسين ميلا وأرض فارس مستوية على خط من لدن أرجان إلى النوبنجان إلى كازرون إلى جرة ثم تمتد على الرموم و دار ابجرد إلى فرج و تارم فما كان مما يلى الجنوب فجروم وما كان مما يلى الشمال فصرود.

    ويقع في جرومها أرجان و النوبنجان و مهروبان و سينيز و جنابة و توج و دشت الرستقان و جرة و داذين و مور و كازرون و دشت بارين و جينزير و دشت البوشقان و رم اللوالجان و كير و كبرين و ابزر و سميران و خمايجان و كران و سيراف و نجيرم و حصن (ابن) عمارة وما في أضعاف ذلك.

    ويقع في الصرود إصطخر و البيضاء و مايين و ابرج و كام فيروز و كرد و خلار و سروستان و الاوسبنجان و الارد و الرون و صرام و بازرنج و السردن و الخرمة و النيريز و الماشكانات و الايج و الاصطهبانات و برم و رهنان و بوان و طرخيشان و الجوبرقان و اقليد و السرمق و ابرقويه و يزد و جارين و نايين وما في أضعاف ذلك من البلاد وهواء بلاد الصرود صحيح معتدل وهواء الجروم وخيم فاسد وفيما ذكرناه من أخبار فارس كفاية لذوي التفهم والدراية.


    إصطخر:

    فنقول إن كورة إصطخرمن أرض فارس أعظم كورها وأكثرها بلادا وأوسعها عمارة وأكثرها جهات وأزكاها غلات ومدينة إصطخر هي كما قدمنا ذكرها أكبر هذه البلاد قطرا وأكثرها عمارة وخلقا ومنها إلى ابرقويه ستة وتسعون ميلا ومدينة ابرقويه مدينة حصينة خصيبة كثيرة العامر مقصودة بالتجارات عليها سور تراب والغالب على أبنيتها لبن الطين وليس بها ماء جار ولا حولها شيء من الشجر ولا عمارة بما استدار بها لكن بها مزارع الحنطة والحبوب وأسعارها رخيصة وبقرب ابرقويه تلال رمال وجبال عظام طولها أكثر من ميلين وبين إصطخر و ابرقويه مدينة بجة .

    بجة:

    هي متوسطة بين إصطخر و ابرقويه وهي مدينة صغيرة عامرة ولها رستاق يسمى الأرد كثير العمارة والقرى.

    ومن ابرقويه إلى كثة مائة وثلاثة وعشرون ميلا و كثة هي مدينة جليلة عامرة آهلة كثيرة التجارات متصلة العمارات على طرف المفازة لها طيب هواء البرية وصحته وهي من أخصب البلاد وأكثرها أرزاقا ولها رستاق يشتمل على ربض والغالب على أبنيتها لبن الطين ولها مدينة محصنة بحصن وللحصن بابان من حديد يسمى أحدهما باب اندور والباب الثاني باب المسجد وإنما سمي بباب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في الربض ومياهها من القنوات لا نهر لها وماء قنواتها يأتي من ناحية القلعة غربا وبينهما ثمانية عشر ميلا وعلى قرب من هذا الحصن قرية تعرف بدنج وفيها معدن الآنك ومنها يتجهز به إلى سائر الأقطار وهذه القرية نزيهة جدا ولهذه المدينة المقدم ذكرها رساتيق ممتدة عريضة خصيبة وهي ورساتيقها كثيرة الشجر طيبة الثمر وربما كثرت فيجفف أكثرها ويحمل إلى سائر الأقطار والأكثر إلى أرض إصبهان وما جاورها وجبالها كثيرة الشجر والنبات وخارج المدينة ربض يشتمل على أبنية وأسواق قائمة العمارة وأهلها متأدبون طالبون للعلوم.

    ومن كثة إلى يزد شرقا ثلاثون ميلا .

    يزد:

    مدينة يزد مدينة متوسطة المقدار رخيصة الأسعار عامرة وانجيرة بينها وبين يزد أربعة وعشرون ميلا وانجيرة موضع فيه قباب وعين ماء عليها أصول شجرتين ومنها تأخذ الطريق إلى خراسان وهي على رأس المفازة.

    ومن مدينة كثة إلى عقدة ثلاثون ميلا و عقدة مدينة صغيرة عامرة قائمة الأسواق وأهلها مياسير وكرد تتاخم ابرقويه وهي أكبر من ابرقويه وبنيانها كبناء ابرقويه بلبن الطين وفيها خصب ورخص أسعار.

    ومن عقدة إلى نايين خمسة وسبعون ميلا .

    نايين:

    نايين مدينة حسنة ذات سور من طين ولها أسواق ومتاجر وأموال متصرفة ومن نايين إلى إصبهان ثمانية وسبعون ميلا.

    ومن كثة إلى الفهرج في جهة الجنوب خمسة عشر ميلا .

    فهرج:

    الفهرج مدينة صغيرة متحضرة لها سوق عامرة وأهلها أكياس ومن الفهرج إلى أنار وهي مدينة صغيرة لا سور لها خمسة وسبعون ميلا ومن أنار إلى الروذان أربعة وخمسون ميلا وكذلك من قرية أنار إلى المريزجان مرحلة خفيفة وهي متاخمة للمفازة وهي حصينة كثيرة الأهل وبها أجناد وأعمال وجبايات.

    و الروذان مدينة كبيرة كثيرة الخيرات متصلة العمارات لها أسواق ومكاسب وأهلها مياسير ولها رستاق عامر ممتد فيه من المنابر كثير و الروذان في ذاتها قريبة من ابرقويه في الشبه وقدر الكبر وحسن المباني.

    وأما مدينة خرمة فقريبة الشبه من ابرقويه كبرا وعمارة وتصرف تجارات ومنها إلى مدينة شيراز ستة وثلاثون ميلا ولمدينة خرمة رستاق يعرف بالطسوج وكذلك مدينة ميبذ واحدة من كورة كثة وكذلك مدينة نايين و الفهرج اللتين قدمنا ذكرهما فهذه البلاد الأربعة كورة واحدة وليس في جميع النواحي ناحية بها أربعة منابر غير هذه الناحية.

    ومما يجاور ابرقويه مدينة اقليد و السرمق

    اقليد و السرمق:

    مدينة حصيبة جليلة رخيصة الأسعار كثيرة الأشجار عامرة القطر كثيرة التجارات قائمة الأسواق ولها رستاق واسع كثير الزراعات خصيب و الجوبرقان رستاق كبير ومدينة مشكان وهي مدينة متوسطة المقدار خصيبة أسواقها عامرة وأحوالها حسنة.

    ومن مدن كورة إصطخر مدينة صاهك .

    صاهك:

    هي مدينة لها سور تراب وهي عامرة وأهلها يتجولون ويسافرون وأموالهم كثيرة وأحوالهم صالحة ومنها إلى شيراز مائة وثمانية وثلاثون ميلا و صاهك على الطريق بين شيراز و كرمان ومن صاهكأيضا إلى السيرجان من كرمان تسعون ميلا وكذلك من شيراز إلى السيرجان على صاهك مائتان وثمانية وعشرون ميلا.

    بيضا:

    مدينة البيضاء فهي مدينة كبيرة لها حصن وربض عامر وهي أكبر مدن كورة إصطخر وإنما سميت البيضاء لأن قلعتها بيضاء يرى بياضها من بعد واسمها بالفارسية نسايك وهي في الكبر تضاهي إصطخر وبناؤها من طين ولها حروث متشعبة وخصب زايد وأكثر ميرة شيراز منها وأهلها مياسير وزيهم زي العراقيين في اللباس والعمائم ومن البيضاء إلى شيراز أربعة وعشرون ميلا.

    و الأرجمان مدينة ولها رستاق متسع الطنب يسمى المريزجان.

    وأما إقليم السرداب وحومتها وكمين فلهما منبران وجماعات وعمارات.

    ومدينة بجة لها رستاق يسمى الأرد .

    بجه:

    هي مدينة صغيرة ومثلها في القدر مدينة كرد وهي متحضرة ولها منبر ولها رستاق صغير وأما مدينة اللورجان فهي صغيرة حسنة ورستاقها السردن فهذه جملة ما في كورة إصطخر من أرض فارس ويتصل بها بأرض كرمان.


  4. Untitled Document
  5. #3
    مساهم فعال جداً
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 164

    افتراضي

    قال یاقوت الحموی:

    ولايه واسعه وإقليم فسيح، أول حدودها من جهه العراق أرّجان ومن جهه كرمان السّيرجان ومن جهه ساحل بحر الهند سيراف ومن جهه السند مكران، قال أبو علي في القصريات: فارس اسم البلد وليس باسم الرجل ولا ينصرف لأنه غلب عليه التأنيث كنعمان وليس أصله بعربي بل هو فارسيّ معرّب أصله بارس وهو غير مرتضى فعرّب فقيل فارس، قال بطليموس في كتاب ملحمه البلاد: مدينه فارس طولها ثلاث وستون درجه، وعرضها أربع وثلاثون درجه، طالعها الحوت تسع درجات منه تحت عشر درج من السرطان من الإقليم الرابع، لها شركه في سرّه الجوزاء، يقابلها عشر درج من الجدي، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من الحمل، وهي في هذه الولايه من أمهات المدن المشهوره غير قليل، وقد ذكرت في مواضعها، وقصبتها الآن شيراز، سميت بفارس بن علم بن سام بن نوح، عليه السلام، وقال ابن الكلبي: فارس بن ماسور بن سام ابن نوح، وقال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني:

    الذي أحفظ فارس بن مدين بن إرم بن سام بن نوح، وقيل: بل سميت بفارس بن طهمورث وإليه ينسب الفرس لأنهم من ولده، وكان ملكا عادلا قديما قريب العهد من الطوفان، وكان له عشره بنين، وهم: جم و شيراز و إصطخر و فسا و جنّابه و كسكر و كلواذى و قرقيسيا و عقرقوف، فأقطع كل واحد منهم البلد الذي سمّي به، ووافق من العربيه أن يقال: رجل فارس بيّن الفروسيه والفراسه من ركوب الفرس، وفارس بيّن الفراسه إذا كان جيّد النظر والحدس، هذا مصدره بالكسر، ويقال: إنه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالما به، والفارس: الحاذق بما يمارس، والعجم لا يقولون لهذا البلد إلا بارس، بالباء الموحده،

    وقال الإصطخري: فارس على التربيع إلا من الزاويه التي تلي أصبهان والزاويه التي تلي كرمان مما يلي المفازه وفي الحد الذي يلي البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره، وإنما قلنا إن في زاويتها مما يلي كرمان و أصبهان زنقه لأن من شيراز وهي وسط فارس إليهما من المسافه نحوا من نصف ما بين شيراز و خوزستان وبين شيراز و جروم كرمان ،

    وليس بفارس بلد إلا وبه جبل أو يكون الجبل بحيث لا تراه إلا اليسير، وكورها المشهوره خمس، فأوسعها كوره إصطخر ثم أردشير خرّه ثم كوره دارابجرد ثم كوره سابور ثم قباذ خرّه، ونحن نصف كل كوره من هذه في موضعها، وبها خمسه رموم:

    أكبرها رمّ جيلويه ثم رمّ أحمد ابن الليث ثم رمّ أحمد بن الصالح ثم رمّ شهريار ثم رمّ أحمد بن الحسن، فالرم منزل الأكراد ومحلتهم، وقد روي في فارس فضائل كثيره، منها قال ابن لهيعه: فارس والروم قريش العجم، وقد روي عن النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال:

    أبعد الناس إلى الإسلام الروم ولو كان الإسلام معلقا بالثريّا لتناولته فارس، وكانت أرض فارس قديما قبل الإسلام ما بين نهر بلخ إلى منقطع أذربيجان و أرمينيه الفارسيه إلى الفرات إلى برّيه العرب إلى عمان و مكران وإلى كابل و طخارستان وهذا صفوه الأرض وأعدلها فيما زعموا، وفارس خمس كور: إصطخر و سابور و أردشير خرّه و دارابجرد و أرّجان، قالوا:

    وهي مائه وخمسون فرسخا طولا ومثلها عرضا، وأما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء الحضرمي عامل أبي بكر ثم عامل عمر على البحرين وجّه عرفجه بن هرثمه البارقي في البحر فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيره مما يلي فارس فأنكر عمر ذلك لأنه لم يستأذنه وقال: غررت المسلمين، وأمره أن يلحق بسعد بن أبي وقاص بالكوفه لأنه كان واحدا على سعد فأراد قمعه بتوجهه إليه على أكره الوجوه، فسار نحوه، فلما بلغ ذا قار مات العلاء الحضرمي وأمر عمر عرفجه بن هرثمه أن يلحق بعتبه بن فرقد السلمي بناحيه الجزيره ففتح الموصل وولّى عمر، رضي الله عنه، عثمان بن أبي العاصي الثقفي على البحرين و عمان فدوّخها واتسقت له طاعه أهلها، فوجّه أخاه الحكم بن أبي العاصي في البحر إلى فارس في جيش عظيم ففتح جزيره لافت وهي جزيره بركاوان ثم سار إلى توّج، ففتحها كما نذكره في توّج، واتسق فتح فارس كلها في أيام عثمان بن عفان كما نذكره متفرقا عند كل مدينه نذكرها، وكان المستولي على فارس مرزبان يقال له سهرك فجمع جموعه والتقى المسلمين بريشهر فانهزم جيشه وقتل، كما نذكره في ريشهر ، فضعفت فارس بعده، وكتب عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إلى عثمان بن أبي العاصي أن يعبر إلى فارس بنفسه، فاستخلف أخاه المغيره،

    وقيل: إنه جاءه حفص بالبحرين و عمان وعبر إلى فارس ومدينه توّج وجعل يغير على بلاد فارس وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري بمظاهره عثمان بن أبي العاصي على أرض فارس، فتتابعت إليه الجيوش حتى فتحت، وكان أبو موسى يغزو فارس من البصره ثم يعود إليها، وخراج فارس ثلاثه وثلاثون ألف ألف درهم بالكفايه، وذكر أن الفضل بن مروان وزير المتوكل قبلها بخمسه وثلاثين ألف ألف درهم بالكفايه على أنه لا مؤونه على السلطان، وجباها الحجّاج بن يوسف مع الأهواز ثمانيه عشر ألف ألف درهم، وقال بعض شعراء الفرس يمدح هذه البلاد:
    في بلده لم تصل عكل بها طنبا ولا خباء ولا عكّ وهمدان
    ولا لجرم ولا الأتلاد من يمن، لكنها لبني الأحرار أوطان
    أرض يبنّي بها كسرى مساكنه، فما بها من بني اللّخناء إنسان

    وبنواحي فارس من أحياء الأكراد ما يزيد على خمسمائه ألف بيت شعر ينتجعون المراعي في الشتاء والصيف على مذاهب العرب،

    وبفارس من الأنهار الكبار التي تحمل السفن نهر طاب و نهر سيرين و نهر الشاذكان و نهر درخيد و نهر الخوبذان و نهر سكان و نهر جرسق و نهر الإخشين و نهر كرّ و نهر فرواب و نهر بيرده،

    ولها من البحار بحر فارس و بحيره البختكان و بحيره دشت أرزن و بحيره التوز و بحيره الجوذان و بحيره جنكان،

    قال: وأما القلاع فانه يقال فيما بلغني إن لفارس زياده على خمسه آلاف قلعه مفرده في الجبال وبقرب المدن وفي المدن ولا يتهيأ تقصّيها إلا من الدواوين، ومنها قلاع لا يمكن فتحها البته بوجه من الوجوه، منها قلعه ابن عماره، وهي قلعه الديكدان، و قلعه الكاريان و قلعه سعيدآباذ و قلعه جوذرز و قلعه الجصّ وغير ذلك، ونحن نصفها في مواضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.[۱۲]

    قال القزوینی:

    الناحية المشهورة التي يحيط من شرقها كرمان، ومن غربها خوزستان، ومن شمالها مفازة خراسان، ومن جنوبها البحر، سميت بفارس بن الأشور ابن سام بن نوح، عليه السلام، بها مواضع لا تنبت الفواكه لشدة بردها كرستاق [[اصطخر|اصطخر]، وبها مواضع لا يسكنها الطير لشدة حرها كرستاق الاغرسان.

    وأما أهلها فذكروا أنهم من نسل فارس بن طهمورث، سكان الموضع الذي يسمى ايرانشهر، وهو وسط الاقليم الثالث والرابع والخامس، ما بين نهر بلخ إلى منتهى اذربيجان و ارمينية إلى القادسية وإلى بحر فارس. وهذه الحدود هي صفوة الأراضي وأشرفها لتوسطها في قلب الأقاليم، وبعدها عما يتأذى به أهل المشرق والمغرب والجنوب والشمال، وأهلها أصحاب العقول الصحيحة والآراء الراجحة والأبدان السليمة والشمائل الظريفة والبراعة في كل صناعة، فلذلك تراهم أحسن الناس وجوهاً وأصحهم أبداناً وأحسنهم ملبوساً وأعذبهم أخلاقاً وأعرفهم بتدبير الأمور!

    جاء في التواريخ: ان الفرس ملكوا أمر العالم أربعة آلاف سنة: كان أولهم كيومرث وآخرهم يزدجرد بن شهريار الذي قتل في وقعة عمر بن الخطاب بمرو، فعمروا البلاد وأنعشوا العباد.

    وجاء في الخبر: ان الله تعالى أوحى إلى داود أن يأمر قومه أن لا يسبوا العجم، فإنهم عمروا الدنيا وأوطنوها عبادي.

    وحسن سيرة ملوك الفرس مدون في كتب العرب والعجم، ولا يخفى أن المدن العظام القديمة من بنائهم وأكثرها مسماة بأسمائهم. وأخبار عدلهم وإحسانهم في الدنيا سائرة، وآثار عماراتهم إلى الآن ظاهرة.

    زعم الفرس أن فيهم عشرة أنفس لم يوجد في شيء من الأصناف مثلهم ولا في الفرس أيضاً: أولهم افريدون بن كيقباذ بن جمشيد، ملك الأرض كلها وملأها من العدل والإحسان بعدما كانت مملوءة من العسف والجور من ظلم الضحاك بيوراسب، وما أخذه الضحاك من أموال الناس ردها إلى أصحابها، وما لم يجد له صاحباً وقفه على المساكين، وذكر بعض النساب أن افريدون هو ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، لأنه ملك المشرق والمغرب وأمر بعبادة الله تعالى وكان ذا عدل وإحسان.

    وثانيهم اسكندر بن دارا بن بهمن، كان ملكاً عظيماً حكيماً حصل العلوم وعرف علم الخواص، وتلمذ لارسطاطاليس واستوزره وكان يعمل برأيه، وانقاد له ملوك الروم و الصين و الترك و الهند، ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر.

    وثالثهم أنوشروان بن قباذ كسرى الخير، كثرت جنوده وعظمت مملكته وهادنته ملوك الروم و الصين و الهند و الخزر، وروي عن النبي، عليه السلام، أنه قال: ولدت في زمن الملك العادل! ومن عدله ما ذكر أنه علق سلسلة فيها جرس على بابه ليحركها المظلوم، ليعلم الملك حضوره من غير واسطة فأتى عليها سبع سنين ما حركت.

    ورابعهم بهرام بن يزدجرد ويقال له بهرام جور. كان من أحذق الناس بالرمي، لم يعرف رام مثله. ذكر أنه خرج متصيداً وكان معه جارية من أحظى جواريه، فظهر لهم سرب من الظباء فقال لها: كيف تريدين أن أرمي ظبية منها؟ قالت: أريد أن تلصق ظلفها بأذنها! فأخذ الجلاهق ورمى بندقة أصابت أذنها، فرفعت ظلفها تحك بها أذنها، فرمى نشابة وخاط ظلفها بأذنها.

    وخامسهم رستم بن زال الشديد، ذكروا أنه لم يعرف فارس مثله. كان من أمره أنه إذا لاقى في ألف فارس ألفين غلبهم، وإذا لاقى في خمسة آلاف فارس عشرة آلاف غلبهم، وإذا دعا إلى البراز وخرج إليه القرن يرفعه برمحه من ظهر الفرس ويرميه إلى الأرض.

    وسادسهم جاماسب المنجم. كان وزيراً لكشتاسف بن لهراسب، لم يعرف منجم مثله حكم على القرانات وأخبر بالحوادث التي تحدث، وأخبر بخروج موسى وعيسى ونبينا، عليه السلام، وزوال الملة المجوسية، وخروج الترك ونهبهم وقتلهم، وخروج شخص يقهرهم وكثير من الحوادث بعدهم، كل ذلك في كتاب يسمى أحكام جاماسب بلعجمية. وله بعد موته خاصية عجيبة، وهي ان قبره على تل بأرض فارس، وقدام التل نهر فمن زار قبره من الولاة راكباً يعزل، وأكثر الناس عرفوا تلك الخاصية فإذا وصلوا إلى ذلك النهر نزلوا.

    وسابعهم بزرجمهر بن بحتكان، كان وزير الأكاسرة، وكان ذا علم وعقل ورأي وفطنة، كان بالغاً في الحكم الخطابية، ولما وضع الهند الشطرنج بعثوا به هدية إلى كسرى ولم يذكروا كيفية اللعب به، فاستخرجه بزرجمهر ووضع في مقابلته النرد وبعث به إلى الهند.

    وثامنهم بلهبد المغني، فاق جميع الناس في الغناء، وكان مغنياً لكسرى ابرويز، فإذا أراد أحد أن يعرض أمراً على كسرى وخاف غضبه ألقى ذلك الأمر إلى بلهبد، وبذل له حتى جعل لذلك المغني شعراً وصوتاً، ويغني به بين يديه فعرف كسرى ذلك الأمر.

    وتاسعهم صانع شبديز وسيأتي ذكره ودقة صنعته في قرميسين في الإقليم الرابع.

    وعاشرهم فرهاذ الذي تحت ساقية قصر شيرين، وهي باقية إلى الآن. وأراد أن ينقب جبل بيستون، وسيأتي ذكره مبسوطاً هناك إن شاء الله تعالى.

    وبأرض فارس جمع يقال لهم آل عمارة لهم مملكة عريضة على سيف البحر. وهم من نسل جلندى بن كركر، وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه المجيد: وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً. زعموا أن ملكهم كان قبل موسى، عليه السلام، وإلى زماننا هذا لهم بأس ومنعة وارصاد البحر وعشور السفن.

    قال عبد المومن البغدادی:

    ولاية واسعة، و إقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرّجان، و من جهة كرمان السّيرجان، و من جهة ساحل بحر الهند سيراف. و من جهة السند مكران، و قصبتها الآن شيراز، و كورها خمسة، فأوسعها كورة إصطخر، ثم أردشير خرّة، ثم دارابجرد ثم سابور، ثم فناخرّة .

    و بها خمسة رموم . و الرمّ: هو محلة الأكراد و أكبر رم جيلويه، ثم رم أحمد بن الليث، ثم أحمد بن صالح، ثم رم شهريار، ثم رم أحمد بن الحسن.

    و هى مائة و خمسون فرسخا طولا و مثلها عرضا، يقال: إن فيها زيادة على خمسة آلاف قلعة ، منها ما لا يتهيأ فتحه. و يأتى ذكرها إن شاء اللّه تعالى.

    قال ابن الوردی:

    وهي بلاد فارس، ومسكنهم وسط المعمورة. وهي مدن عظيمة وبلاد قديمة وأقاليم كثيرة وهي ما دون جيحون ويقال لها إيذان، وأما ما وراء جيحون فهور أرض الترك ويقال لها قزوين. وأرض فارس كلها متصلة العمائر وهي خمس كور: الكورة الأولى: أرجان، وهي أصغرهن وتسمى كورة سابور، والكورة الثانية اصطخر وما يليها، وهي كورة عظيمة وبها أعظم بلاد الفرس. والكورة الثالثة: كورة سابور الثاني. الكورة الرابعة: الشاذروان وقاعدتها شيراز. الكورة الخامسة: كورة سوس.

    قال ابن الوردی ایضاً:

    من خصائصها ماء الورد الذي لا يوجد مثله في سائر الأرض طيباً. والجوري منه منسوب إلى إحدى بلادها، والموميات التي تمتحن بأن تكسر رجل ديك ثم يسقى منه وزن شعيرة فإن كان خالصاً انجبر الكسر حتى كأنه لم يكن.

    قال الحمیری:

    بلد معروف، أصله بالفارسية بارس بالباء، يضم عشر كور، منها: سابور و اصطخر و ازدشير و أرجان و غيرها.

    .................................................. .................................................. ............................

    المصادر:

    البلاذری ، فتوح البلدان ، ص ٣٨٠-٣٧٤، ص ٥٤٦-٥٣٩
    ↑ ابن خردادبه ، المسالک و الممالک , ص ٤٨-٤٧ ، ٥٨
    ↑ قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتابه ، ص ١٧١ ، ١٨٢، ٣٩١، ص ١٣٧
    ↑ مسعودی، مروج الذهب و معادن الجوهر ،المجلد1، ص53، 182 .
    ↑ الاصطخری ، المسالك والممالك ، ص 67-75 ، 96-٧٨ ، ٢٠٠
    ↑ ابن الفقیه ، البلدان ، ص ٤١٢-٤٠٣
    ↑ ابن حوقل ، صوره الارض ، ص ٢٣٧-٢٣٤ ، 239-244 ، 265- ٢٤٨ .
    ↑ حدود العالم ، ص ١٤٤
    ↑ المهلبي العزيزي ، المسالك والممالك ، ص ١٢٥
    ↑ المقدسی ، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم ، صص 22-23، 33، 419-420، ٤٥٨-٤٣٩، المجلد 1، ص 33، 46، المجلد 2، صص 628-629، ٦٧٩-٦٥٢
    ↑ االادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، المجلد ١، صص 403-433.
    ↑ یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، المجلد ٤، ص ٢٢٧-٢٢٦
    ↑ القزوینی ، اثار البلاد و اخبار العباد ، ص ٢٣٤-٢٣٢، ص ٢٩٠-٢٨٩
    ↑ عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ٣، ص ١٠١٢
    ↑ ابن الوردی البكري القرشي، المعري ثم الحلبي ، خريده العجائب وفريده الغرائب ، ص ١٢٠، ٣٦٩
    ↑ ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٤٣٣


  6. Untitled Document
  7. #4
    مساهم فعال جداً
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 164

    افتراضي

    وبالعودة للخرائط القديمة التي رسمت لدولة فارس او ايران

    فنلاحظ الفرق بين واضح بين الاقاليم ..

    ونضع بعض الخرائط هنا فخوزستان موقعها معروف في منطقة الحدود الايرانية العراقية تحديدا شمال الخليج

    العربي .

    ونلاحظ انه في جميع الخرائط .. محافظة و اقليم فارس في لون مميز و خوزستان في لون مميز أخر ..

    مع ملاحظة ان بعض الخرائط بحاجة الى الضغط عليها لتكبير حجمها

    واقليم خوزستان بالانكليزية khusistanوبعض الخرائط suistan وفي الخريطة الاولى مكتوب

    khusistan or arabstan .. وجميعها داخل حدود دولة فارس او ايران قديما.




    خريطة عام 1891

    http://upload.wikimedia.org/wikipedi...91_59_Iran.jpg


    خريطة اخرى عام 1891

    http://www.etsy.com/listing/94514104...n-antique-1891

    خريطة عام 1770

    http://iranianinfo.files.wordpress.c...6-30-16-am.png


    خريطة رسمت عام 1720

    http://www.antiquemaps-fair.com/show...Antique%20Maps

    خريطة عام1620

    http://www.antiquemaps-fair.com/show...tman%20Antique

    خريطة عام 1683

    http://www.antiquemaps-fair.com/show...tman%20Antique

    خريطة عام 1626

    http://www.antiquemaps-fair.com/show...%20of%20Persia

    .................................................. .................................................. ............................

    الخلاصة:

    موضوع الخلط وتداخل الاهواز او الاحواز كما يطلق عليها البعض في اقليم فارس ..هو مغالطة تاريخية

    و جغرافية .. والبعض يقوم بهذا التداخل (لغرض فكري خاص به) ولا يستدل على اي حقيقة جغرافية او

    تاريخية قديمة .

    وشكرا ..

  8. Untitled Document
  9. #5
    فنان من عرب الساحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2012
    المشاركات : 24

    افتراضي

    سلام عليكم...
    طبعت موضوعك وكاعد اقراء ه .....
    وااااااااااااااااايد طويل يجتاج له جلسه خاصه
    مع اني لم اقراء بس اشكرك صراحه علي هل مساهمه الجميله ....
    قريبل بزورك لخبرك
    .....مع اجمل تحيات .....

  10. Untitled Document
  11. #6
    مساهم فعال جداً
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 164

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بومكتوم مشاهدة المشاركة
    سلام عليكم...
    طبعت موضوعك وكاعد اقراء ه .....
    وااااااااااااااااايد طويل يجتاج له جلسه خاصه
    مع اني لم اقراء بس اشكرك صراحه علي هل مساهمه الجميله ....
    قريبل بزورك لخبرك
    .....مع اجمل تحيات .....
    شكرا لك ..

    طول الموضوع هو بسبب لفهم الموضوع بشكل اشمل

    كان لابد من الرجوع للتاريخ القديم ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •