رواية من روايات عرب الساحل , حكتها لي خالة " غريسه" رحمها الله في السبعينيات

ان امرأة من عرب الساحل خرجت ترعي اغنامها , فتاهت هذه المرأة ,شرقت وغربت لعلها تتذكر طريقها

ولكنها عجزت , فجلست حزينه خائفة على صخرة يحيط بها الجبال من كل مكان , وأخذت تدعو الله أن

يفرج همها ,وتترقب لعل احد ما ينقذها من هذا الموقف العظيم , ان زوجها وباقي اهلها يبحثون عنها في

كل مكان دون جدوى, ويجتمع الاهالي وتتفق كل مجموعة على ان تذهب الى ناحية ويجتمعون مرة اخرى

في مكان متفق عليه, ..تمر الساعات على تلك المسكينه , والعطش يكاد يقتلها , لكن عين الله تباريها

فتأتيها سحابة ويسقط عليها المطر فتشرب وتغتسل, ثم يهون عليها هذا الامر العصيب.

غربت الشمس , وبدأت اصوات الذئاب تعوي..ويقترب الصوت , فتخبيء جسمها ويبقى وجهها يترقب.

في اليوم التالي..يقر مختار الفرية بايقاف البحث ويعتبر المرأة قد لاقت ربها , ويذهب المختار وبعض الرجال

الى بيت المرأة المفقوده من اجل التعزية وصلاة الغائب على روحها.

نهضت المرأة بعد أن اطمأنت الى زوال خطر الذئاب , فبدأت تسير وحدها بعد ان اضاعت اغنامها’ وصارت

وحيدة في هذه الوديان....وفجأة سمعت اصوات غناء من احد النواحي..وبدأت تقترب شيئا فشيئا

حتى وجدت نفسها في احدى القرى التابعة لبني حماد..وصلت واستقبلها الاهالي واستضافوها ولما

عرفوا قصتها, اخذوها الى قريتها..وكانت فرحة ليست لها مثيل في القرية, والاغاني والرقص استمرا

لثلاثة ايام..وعين الله الحارسه لها, فسبحان الله والحمد لله والشكر لله.