المطبعَة العُمانية
المطبعة العُمانية هي اول مطبعة وطنية ظهرت في الإمارات، وقد أسسها السيد هاشم الهاشمي بتاريخ 10 شوال 1378هـ الموافق 18 أبريل 1959م. وسميت بالعُمانية نسبة إلى ساحل عُمان، وقد اتخذت المطبعة مقراً لها في بناية التاجر علي بن مصبح القيزي بدبي.. وظلت في هذا المكان قرابة أربعة عشر عاماً ثم انتقلت في شهر رمضان سنة 1393هـ الموافق أكتوبر 1973م إلى مقرها الجديد في شارع سكة الخيل خلف مسجد السادة من الجهة الشمالية.

وأول مشكلة واجهت المطبعة العُمانية عدم توافر الكهرباء لتشغيل المكائن وأدوات الطباعة، وحاول السيد هاشم التغلب على هذه العقبة بأن قام بشراء ماكينة كهربائية خاصة بالمطبعة، إلا أنها لم تساعد في أداء المطبعة لعملها على ما يرام فتوقفت في بداية نشأتها، ولكنها كانت تعود مرة ثانية ثم تتوقف، وهكذا إلى أن تجاوزت هذه العقبة مع تزويد الطاقة الكهربائية في مدينة دبي بقوة كافية سدت حاجة البلد في منتصف الستينات.

وقد عبر السيد هاشم عن الظروف التي مرت بها المطبعة في الستينات، إذ كتب عدة منشورات وكتابات ذكر فيها ما آلت إليه مطبعته، فقال إنها عاشت سنوات عجافاً تلعق جراحها وتمتص رحيق مدخراتها، وأنشد الشيخ محمد بن علي المحمود ذاكراً فضل السيد هاشم على البلاد عندما أسس المطبعة العُمانية في قصيدة له فقال:

أنشأت للأعمال خير مكان وجمعت فيه محاسن الإتقان …
وأعدت مجداً للمطابع هاشم تزهو به الدنيا على الأزمان…

وقد أصدرت المطبعة سنة 1959م “ديوان ابن ظاهر”، الذي جمعه محمد شريف الشيباني، واهتمت بطباعة الكتب والإرشادات ودواوين بعض الشعراء، وغيرها من المطبوعات التجارية. ويوجد في المركز أربعة كتب من نشر المطبعة العُمانية، هي:
- ديوان الشاعر الشعبي ابن ظاهر، نشر سنة 1963م
- قانون العمل لحكومة رأس الخيمة، طبع سنة 1968م
- الدرة المضيئة، نشر سنة 1980م
- البذرة المباركة، نشر سنة 1980م
كان السيد هاشم الهاشمي رحمه الله يعشق المعرفة وسريع البديهة وهو ذو لغة كانت غاية في الأناقة والجمال يعلوها سجع جميل، فقد كتب كتابا عن أوزان اللؤلؤ سماه (الجوهر العالي في حساب وزن اللآلئ). وتم طبع هذا الكتاب في الثلاثينيات. كما أن صديقه الشيخ مانع بن راشد المكتوم – الذي وضع أول خارطة لمغاصات اللؤلؤ تسمى (خارطة الخليج لمغاصات اللؤلؤ ) – قد إشتهر أيضاً بميوله الأدبية، ودعمه للمجلات العربية التي كانت تصدر آنذاك.

وتوضح خارطة الشيخ مانع التي وضعها في أواخر أيامه عام 1939 م مغاصات اللؤلؤ في منطقة الخليج والساحل الإيراني. وارتبط السيد هاشم بعلاقة قوية بالشيخ مانع، وعن هذه العلاقة يقول عبدالغفار حسين كان السيد هاشم وصديقه أحمد بن سلطان بن سليم عضدين للشيخ مانع بن راشد في دعوته بالأخذ بأسباب العلم والتعليم في الثلاثينات. وفي سنة 1932 م تم ترشيحه من قبل الشيخ مانع ليرأس البعثة التعليمة التي تقرر إيفادها إلى العراق على نفقة الوجيه الكويتي عبدالله الصقر ، إلا أن ممثلي الإنجليز عارضوا هذه البعثة.

وعندما ظهرت المدارس شبه النظامية في إمارات الساحل كان للإنجليز ووكلائهم في المنطقة موقف متشدد منها . وقد حاولوا أكثر من مرة تعطيل المشاريع التعليمية ، والوقوف ضد أصحابها حتى أنهم وقفوا ضد الشيخ علي بن محمد المحمود في محاولة فاشلة منهم لتعطيل الدراسة في المدرسة التيمية المحمودية التي تأسست سنة 1907م . وفي فترة لاحقة إستطاع الإنجليز ومن معهم من الأعوان التصدي للأنشطة التي كانت تمارس آنذاك مثل معارضتهم لمسرحية ((وكلاء صهيون)) التي قدمها طلبة مدرسة القاسمية في الشارقة، مما دفع الجمهور للخروج في مظاهرة عارمة تندد بالمستعمرين.